لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
استمعي لهم حتى لا يبحثوا عن غيرك
هل أنتِ أم ناجحة؟ هل هذا استماع؟ تأملي معي عزيزتي الأم القارئة هذا المشهد: هذه الفتاة تمشي مع أمها في الطريق، تحكي لها مشكلة وهي تبكي، مشتتة الأفكار، مبعثرة الكلمات، أصوات تنبيهات السيارات والزحام والضوضاء يغطي على صوتها الباكي، وبعد عناء وقفت الأم وقالت لها، أنا لا أفهم شيئًا فأين المشكلة الحقيقية، عندك وسط هذه القصة المفككة، ضعي يدي على أصل الموضوع، لا، انتظري حتى نكون في مكان مناسب لاستمع إليك جيدًا، فالاستماع فن له أهميته وأصوله. ما الفرق بين السمع والاستماع؟ عزيزتي الأم القارئة: انتهيتُ في المقال السابق مع جملة تشوش عملية الاتصال وهي [أنا لا أسمع]، قد تقولها بعض الأمهات وهي ترفض الاستماع إلى الابن أو الابنة المتحدثة، فما الفرق بين السمع والاستماع؟ السمع ¬ يتعلق بوظيفة الأذن عامة في تلقي المثيرات الصوتية. أما الاستماع ¬ فيتعلق بمدى انتباه الإنسان إلى المعاني التي يرسلها المرسل وهو ما أطلق عليه القرآن الكريم [الإنصات] في قوله تعالى: [[وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ]] [الأعراف : 204]. ما أهمية الاستماع في حياتنا؟ إن الاستماع الجيد هو سر نجاح الكثير من أنواع الاتصال في حياتنا؛ كالمقابلات والمحاضرات ومواقف كثيرة كالبيع والشراء والنصح والمشورة، وأيضًا هام في إقامة العلاقات مع الآخرين، فإن صلح الاستماع صلحت حياة الناس في كثير من جوانبها، والشخص الذي يمتلك قدرة عالية على الاستماع هو شخص ناجح، والاستماع مهارة يتم اكتسابها وتعلمها وتحسينها من خلال الممارسات العملية. وتنمية القدرة على الاستماع شيء حيوي في حياتنا؛ لتقوية درجة الفهم ولتحسين العلاقات والتعاون بين الأفراد. ومن هنا كان من الضروري أن تتعلم كل أم فن الاستماع إلى أولادها؛ لأنهم يحتاجون في جميع مراحل عمرهم إلى من يصغى إليهم ويستمع إلى ما يشغلهم؛ لأن ذلك يعطيهم الفرصة للتحدث والتعبير عما يحسون به ويعطيهم أيضًا الإحساس بالأمن والطمأنينة. وإذا تأملنا في خلقة الإنسان؛ فإن الله تعالى خلق له أذنين ولسان واحد ليسمع أكثر مما يتكلم. والله أعلم. ماذا يحدث أثناء الاستماع؟ قد يظن البعض أن الاستماع عملية سهلة لا تحتاج إلى تعلم أو جهد أو فن، ولكن في الحقيقة أن الأمر أكبر من ذلك، فهناك خمسة أنشطة تحدث أثناء الاستماع وهي: الإحساس، التفسير، التقييم، التذكر، الاستجابة. 1-الإحساس: وهو الاستماع إلى الرسالة والإحساس بها والتركيز عليها فقط وإهمال أي شيء آخر يشتت الفكر. 2- التفسير: أي تحليل ما تم سماعه، وتركيز الانتباه للمعاني التي يذكرها المتحدث. 3- التقييم: أي تكوين رأي وانطباع حول الرسالة، والاهتمام بملاحظات المتحدث، وفصل الحقيقة عن الآراء الشخصية، وهذا يحتاج إلى جهد وخاصة أن الأمهات يستمعون إلى الأبناء وكل ما يهمهن هو استسلام الطرف الآخر لهن، وتريد أن يكون الأبناء نسخة طبق الأصل منها، والاقتناع بما تمليه هي عليهم. 4- التذكر: أي تخزين المعلومة لاستخدامها في حل المشكلة، أو تكون مرجع في المستقبل. 5- الاستجابة: الاستجابة قد تكون شفوية أو فعليه كالضحك، أو الصمت، ..... استماع ولكنه ضعيف: هناك بعض العوائق أو المشاكل التي تضعف عملية الاستماع وقد لاحظنا بعض منها في المشهد في أول المقال؛ هذه العوائق هي: 1- عوائق ذهنية: مثل عدم التركيز، السرحان، أحلام اليقظة، تشتت الأفكار. 2- عوائق بيئية: مثل الضغط، الإجهاد، الغضب، التحيز. 3- عوائق بيئية: بسبب تشويش في البيئة: كالضوضاء والألوان، وعدم الراحة في الأثاث الجلسة، والحرارة، والإضاءة ووضع المتحدث بالنسبة للمستمع كل ذلك يؤثر على كل من المتحدث والمستمع. 4- محاولة السيطرة على الطرف الآخر: فبعض الآباء يتمنى أن ينزع دماغ ابنه ويضع دماغه هو حتى يسيطر على عقل الطرف الآخر. 5- الميل الدفاعي في الاستماع: على المستمع أن ينظر للموضوع من وجهة نظر الراسل، ويستمع بدون مقاطعة للتغلب على مشاكل الاستماع، فأغلب الآباء والأمهات لا يستمعون للأبناء بنية الفهم، بل يستمعون حتى يردوا على الطرف الآخر، فنجدهم إما يتكلمون ويقاطعون محدثهم أو يتهيئون للكلام، ولا يستوعب الرأي الآخر، وكل ما يهمهم هو استسلام الطرف الآخر والانصياع لما يقولونه ويؤمنون به، ويريدون أن يكون الأبناء نسخة طبق الأصل منهم، وعليهم الاقتناع بما يقولون دون برهان أو كلام. كيف أنمي مهاراتي في الاستماع؟ وإذا علمنا أن عملية الاستماع من الأهمية بمكان، فإن الأم تتساءل الآن كيف أنمي مهارة الاستماع عندي؟ ونحن هنا نعطيها هذا الحل في خطوات واضحة وعملية وبسيطة وسهلة التطبيق فتابعي معي هذه الخطوات عزيزتي الأم الناجحة: 1. استمعي لأبنائك دون مقاطعة، واستمعي إلي كل الأفكار والحقائق. 2. قومي بتنحية شخصيتك جانبًا، ولقد أكد علماء النفس أن الشخصية كالبصمة لا تتكرر حتى في التوائم، فأولادك مختلفين عنك، وكل إنسان له شخصية. وبذلك تكونين أكثر قدرة على سماع رسالة المتحدث كاملة. 3. احتفظي بذهنك حاضرًا واسألي بعض الأسئلة التي تساعدك على الفهم. 4. دوَّني بعض الملاحظات المختصرة والمركزة. 5. ابتعدي عن التشتت في الفكر والتي قد تكون البيئة سببًا لها مثل إغلاق الأبواب، إغلاق الكاسيت، أو الـ T . V، الاقتراب أكثر من المتحدث. 6. افهمي مشاعر المتحدث واحتياجاته ورغباته؛ حتى تتفهمي وجهة نظره بصرف النظر عما إذا كنتِ تشاركيه الرأي أم لا. 7. ابدأي بعد ذلك في وضع حلول مع المتحدث إن كان هناك مشكلة تواجهه. 8. كأن على رؤوسهم الطير: وخلاصة القول إن حسن الاستماع يظهر درجة احترامك للشخص الذي يحادثك، وهذا يحقق الفهم والثقة المتبادلين، وأولادنا في حاجة ماسة إلى من يفتح لهم صدره وأذنيه ويصغي إليهم ويحاورهم ويناقشهم باحترام، ومن يعطيهم الفرصة للتحدث والتعبير عما يحسون به، فالتعاطف من وجهة نظرهم يعطيهم الإحساس بالأمن والطمأنينة والسعادة. ونحن نستمع بنية الفهم، وليس بنية الرد عليهم واثبات أننا على حق وهم المخطئون. واعلمي عزيزتي الأم أنك إن أهملتِ الاستماع لأبنائك فإنهم سيلجئون إلى من يستمع لهم من الرفقاء والزملاء فاقدي الخبرة والدراسة وهذا يؤدي إلى مشكلات كثيرة ونحنُ في غنى عنها، شجعي أبناءك للتعبير عن أنفسهم وإبداء أرائهم، اسألي عن أحوالهم واهتماماتهم وميولهم وإنجازاتهم، ولا تكوني الأم الحاضرة الغائبة التي تكون في واد وأولادها في وادٍ آخر، الله أعلمُ به. وإهمال الأم لعملية الاستماع يشعرهم بالنبذ والسلبية والإهمال. انظري إلى الصحابة رضوان الله عليهم كيف أتقنوا فن الاستماع، فقد كانوا يستمعون لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم وكأن على رؤوسهم الطير من فرط المهابة وشدة الاهتمام به، وبما يقول. وفي الطرف الآخر كان صلى الله عليه وسلم يقبل على من يحدثه بكليته ويلاطفه. ونحن أمة الاستماع، والاستماع يعني الفهم والوعي والإنصات وتذكري قول الله عز وجل: [[وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ]]. |
|
رصيد الفطرة يصنع الطفل الرباني[2]
عزيزي المربي: لعل اليأس والقنوط قد أصابك وأنت تقرأ النماذج البراقة التي جمعتها لك في لقائنا السابق, خاصة وأنت تقارنها بنماذج منطفئة من أطفال اليوم. ولكن لم لا؟ نعم، لم لا أخي المربي؟ لماذا لا يكون لأطفالنا هذه الربانية السامية.. لماذا؟ ألم يكن هؤلاء أطفال وأبناؤنا أيضًا أطفال؟!! وهم بشر ونحن أيضًا بشر؟! وهم معرضون للزلل والخطأ كما نحن معرضون؟! وأهم من ذلك كله أن رصيد الفطرة والنزعة الدينية موجودة عند كل بني البشر، مهما لوثته أدران المعاصي والأخلاق الفاسدة والعادات السيئة والتقاليد الذميمة. الطفل ورقة بيضاء .. ناصعة البياض .. أنت أخي المربي ترسمها بيديك. ومن كلام الإمام الغزالي رحمه الله: [ الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة ساذجة خالية من كل نقش وصورة, وهو قابل لكل نقش، مائل إلى كل ما يمال به إليه، فإن عُوِّدَ الخير وعُلِّمَه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة أبواه، وكلٌ معلم له ومؤدب، وإن عُوِّد الشر وأُهمِل إهمال البهائم، شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له ] ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: [[ كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه ]]. رواه مسلم. وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه إذًا, فيا قيِّم الطفل ويا مربيه, إن كنت ترجو له درجة عالية من الربانية والصلة بالله؛ فأنت الذي تغرس حباتها بيديك.. ومعك وأنت تبني هذه الربانية قوة لا حد لها, وهي الفطرة.. ومَعين لا مثيل له, وهي النزعة الدينية عند سائر البشر. صفحتنا اليوم هدفها أن تشعرك بقدر القوة التي معك وأنت تربي طفلك, هذه القوة لخصناها لك في أربعة كلمات هي: رصيد الفطرة والنزعة الدينية فإذا جمعنا عليهما دورك التربوي مع طفلك؛ كان نتاج ذلك -بلا شك ولا ريب- الطفل الرباني. أولاً: رصيد الفطرة يصنع الطفل الرباني: الفطرة لغة هي: ما فطر الله عليه الخلق من المعرفة به، وقد فطره بفطرة، قال تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ}. الفطرة: هي الخلقة التي يخلق عليها المولود في بطن أمه، قال تعالى: {الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ}. قال صلى الله عليه وسلم: 'كل مولود يولد على الفطرة'. والفطرة اصطلاحًا: هي ما جبل عليه الإنسان في أصل الخلقة من الأشياء الظاهرة والباطنة، تلك الأشياء التي هي من مقتضى الإنسانية، والتي يكون الخروج عنها أو الإخلال بها خروجًا عن الإنسانية أو إخلالاً بها، وهذا المعنى يُفهم من كلام كثير من الأئمة كابن القيم وابن حجر وغيرهم. الفطرة: شعور ذاتي كامن في النفس الإنسانية لا يفارقها، يحس الإنسان فيه بنقص ذاته، ووجود ذات كاملة، وهو بحاجة إليها، تلك الذات هي [الله سبحانه وتعالى]. وهذا ما عبر عنه ديكارت بأن وجود الله فطرة في النفس الإنسانية: [ إني مع شعوري بنقص ذاتي؛ أحس في الوقت ذاته بوجود ذات كاملة، وأراني مضطرًا للاعتقاد بأن هذا الشعور قد غرسه في ذاتي، تلك الذات الكاملة المتحلية بجميع صفات الكمال وهي 'الله' ]. من أبرز العلماء الذين اعتنقوا الفكرة الفطرية هو الأسكتلندي 'لينج' حيث قال: [ كل إنسان يحمل في نفسه 'فكرة العلية'، وأن هذه الفكرة كافية لتكوين العقيدة أن ثمة آلهة صانعة وخالقة للكون ]. * عزيزي المربي معك إذًا قوة لا تقهر اسمها 'رصيد الفطرة', ومن ثمار هذه القوة: 1ـ النداء الداخلي داخل أي إنسان لفعل الخير واجتناب الشر. 2ـ النفس اللوامة عند الإنسان فور فعله للشر. 3ـ الشعور الداخلي أنه لا بد من موت وبعث ونشور. 4ـ تحرر النفس الإنسانية من الخوف على الحياة والإيمان بالله والإقرار بوحدانيته؛ يحرر الإنسان من جميع العبوديات لغير الله. 5ـ تحرر النفس الإنسانية من الخوف على الرزق. 6ـ تحرر النفس الإنسانية من الشح والجشع. 7ـ يقظة الضمير. 8ـ تحرر الإنسان من عبودية القيم الاجتماعية الجاهلية. 9ـ الصبر على الشدائد والمحن. 10ـ تحرر النفس الإنسانية من الظلم. 11ـ تحرر العقل الإنساني من الخرافات. إذًا أنت معك أخي المربي درة ثمينة أنت غافل عنها، فضلاً عن أنك تفسدها بدنو القدوات. عزيزي المربي: إن أردت استغلال هذه القوة الفطرية عليك بأمرين، لا يقل أحدهما أهمية عن الآخر: الأول: كن قدوة لطفلك حتى لا تفسد هذه الفطرة الطاهرة. الثاني: تعلَّم كيف تبني إيمان طفلك؛ حتى تقوي هذا الأساس الفطري وتبني عليه. وهذا ما ستعرفه في لقاءاتنا القادمة من حديثنا حول الطفل الرباني. ثانيًا: النزعة الدينية تدفع الطفل الرباني إلى الأمام: النزعة الدينية: أي الرغبة في التدين: وهي وليدة الفطرة التي فطرها الله في قلوب العباد أجمعين؛ مؤمنهم وكافرهم. الدين: مصدر استكمال النزعة الفطرية للاعتقاد وإشباع الميول الطبيعية للتدين, ولا شك أن الإيمان بالله عز وجل وعدم الشرك به والعبودية الخالصة له، هي مصدر شعور الإنسان بحرية واستقلالية ذاتيته، واعتداده بنفسه وكرامته. الدين: يؤدي إلى تحقيق التكامل النفسي لدى الطفل بالإيمان واليقين في العقيدة, وهو ما يعتبر مصدرًا أساسيًا لسعادة الفرد وقوة عزيمته ونظرته الإيجابية للحياة. الدين: يولد التفاؤل والسكينة والطمأنينة والسلام والأمن النفسي لدى الناشئ، ويغرس في نفسه الثقة والإقدام وحب الحياة، ويجنبه الصراع النفسي الذي ينجم من الشك والضلال والإلحاد. الدين: مصدر كثير من الفضائل والقيم والمبادئ والمثل العليا، التي تغرس في نفس الناشئ منذ فجر حياته الأولى، وتنمو مع شخصيته. الدين: يقوي لدى الفرد الشعور بالمسؤولية والالتزام النابع من نفسه، سواء كان ذلك في حضرة السلطة الخارجية أم أثناء غيابها، وبذلك يكفل الدين تماسك المجتمع واستقراره، ويضمن بقاءه واستمراره. الدين: يلزم أفراد المجتمع الواحد بإقامة علاقاتهم الاجتماعية، وتعاملهم على أساس القيم: الحق والخير والعدل والنزاهة والتسامح والتعاطف، وبذلك تضمن السعادة لأفراد هذا المجتمع. الدين: مصدر خصب لإشباع الميول والدوافع النفسية لدى الإنسان كالمشاركة الوجدانية، والتقليد والمحاكاة والاستهواء والإيحاء والانتماء الاجتماعي وغيرها، وبذلك فهو يقوي نزعة الإنسان للتكامل والتعاون مع غيره. لذلك كله كانت نزعة الإنسان للتدين نزعة فطرية وقوية. لأن الإنسان بحاجة للأمن النفسي والاطمئنان والسكينة، ولحاجته العقلية إلى استجلاء ما غمض عليه وعلى فهمه من شؤون الكون والحياة، وما خفي عليه من أمور الغيب المجهول، وحاجة البشرية إلى الدين والإيمان حاجة طبيعية لا يمكنها أن تستغني عنها مطلقًا، مهما بلغت النهضة الفكرية والتقدم العلمي، ذلك لأن كل ما يصنعه الإنسان غير كامل وغير ثابت، وهو خاضع للتغيير والتبدل المستمر، ولا غنى للإنسان عن إشباع حاجته إلى الإيمان بالكامل المطلق القادر مالك كل شيء وهو الله عز وجل. يطلب منه الهداية والعون، ويلجأ إليه في ساعات الضيق والحرج، ويستعين على مصاعبه وأزماته، ويسأله رفع الضر والأذى عنه, وبغير الدين والإيمان لا تستقيم للفرد حياته، ولا يهنأ باله، ولا تتوفر أسباب السكينة والأمن النفس؛ فيشعر بالضياع والتمزق النفسي، والاضطراب العصبي والعقلي، ولا يكون قادرًا على أن يعيش حياة سوية هادئة, وكثيرًا ما يؤدي الشك والإلحاد بالمرء إلى الانتحار وترك الدنيا التي يشعر ببؤسه وعذابه فيها، ولو كان مؤمنًا لكانت نظرته إلى الحياة نظرة التفاؤل والاستبشار، فيسعد لمسراتها ولذائذها، ويغالب مشاكلها ومصاعبها. إن الإيمان هو منبع السعادة الحقيقية والأمن والطمأنينة النفسية، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، وقال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}. عزيزي المربي: انتهى بنا المطاف إلى هذه الحقيقة الواضحة: 'رصيد الفطرة يصنع الطفل الرباني'. لأن هذا المخزون الفطري لست أنا ولا أنت الذين جبلناه في خلقة الطفل, بل رب البرية.. رب الأرباب.. خير مربٍ تبارك وتعالى هو الذي وضعه، وإنما علينا نحن فقط ألا نفسده, وأن نبني عليه إيمان أبنائنا. وإنه مهما بعُد الإنسان عن ربه وضل وزاغ؛ فإن هناك ثمة نزعة قوية للتدين تشد الإنسان إلى الصلاح مرة أخرى؛ لأن الدين والتدين هو سبيل السعادة، ولأن الحياة في الضلال ظلم وظلمات. هاتان القوتان هما: رصيد الفطرة + النزعة الدينية هما من عند الله تبارك وتعالى، ليس لنا فيها فضل, بل الفضل كله منه وإليه. ولكن لا بد أن نضيف إليهما الدور التربوي الذي يحافظ عليهما، وهو البناء الروحي أو التربية الروحية، عندها نستطيع الوصول إلى هذا النموذج السامي وهو الطفل الرباني. إذًا معادلة النجاح هي: رصيد الفطرة + النزعة الدينية + التربية الروحية = الطفل الرباني |
|
الصحابة عندما كانوا أطفالاً (2)
عزيزي المربي: لقاؤنا اليوم معك مع طفل فصيح بليغ، طفل من الصحابة نحي طفولته التي كانت في الجاهلية نلتمس منها الفوائد والعظات .. نحن اليوم مع: * عثمان بن عفان في صغره: لما كان صغيرًا كان الأطفال في الحي ينادونه وهو يلعب فيقولون: يا بن عفانٍ، بتنوين نون عفان, فيغضب ويتبعهم يضربهم حتى يقولوا: يا بن عفانَ بفتح النون (عفان) فيرضى. كان وهو صغير ورفاقه الصغار يفهم ويفهمون أنه لو نونت نون (عفان) فمعنى ذلك أن اسم أبيه (عفان) مشتق من (العَفَنْ) وهو الفساد، فساد الخبز والأطعمة وكل شيء. لكن إن منعوا (عفان) من الصرف، ولم ينونوه ولم يجروه بالكسرة وفتحوا نونه في الجر، فمعنى ذلك أن الكلمة مشتقة من العفة، ويكون معنى اسم أبيه "العفيف جدًا" فهو ابن العفيف جدًا، وكذلك هو. لكن الأطفال كانوا يغيظونه ويلعبون معه ويمازحونه، فيضربهم حتى يقولوا "يا بن عفانَ" ويشهد لأبيه بالعفة، لا العفن. كانوا فصحاء, وكان عثمان رضي الله عنه منذ صغره منتظرًا لأن يكون ثالث الخلفاء الراشدين، الشهيد، جامع القرآن، صهر النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه الحادثة من الآيات، فإن جامع قرآننا على مصحف واحد، والمشرف على قراءته وسلامته كان من الفصاحة والقوة اللغوية بحيث كان يفطن منذ طفولته للقواعد العالية الدقيقة في لغة العرب, رضي الله عنه وأرضاه. تأملات تربوية: 1ـ الأطفال يلعبون مع بضهم البعض ويتمازحون, وهذا يشير إلى أهمية اللعب بالنسبة للطفل حتى يفرغ الطاقة التي بداخله, وإلا سيحصل له نوع من الكبت المضر، فكبت الأطفال وحبسهم عن اللعب والمرح والمزاح يجعلهم أكثر انطوائية وانعزال عن المجتمع وأقل قدرة على التعامل مع المجتمع بصورة فاعلة ومؤثرة، كما أن اللعب ينمي ذكاء الطفل ويبرز مواهبه ويقوي بدنه ويكوّن شخصيته, فاجعل لطفلك ولو يوم واحد في الأسبوع نزهة برية, أو رحلة خلوية, يعلب فيها الطفل ويمرح، اجعل هذا اليوم أساسيًا في برنامجك الأسبوعي, ولا تنشغل عنه بالعمل, فإن لطفلك ولأهلك عليك حقًا. 2ـ لعلك لاحظت أخي المربي غيرة عثمان رضي الله عنه على أبيه وحميته الرائعة ودفاعه عن اسم أبيه وصونه عن التحريف حتى الضرب، هذا إن دل على شيء فإنما يدل على قوة جأشه وقدرته على الدفاع عن نفسه إذا ألم به أمر أو نزل به خطب, فهذا عثمان الطفل يدافع عنه نفسه بعكس غالب أطفالنا اليوم يُضرب ويسب أبوه أمامه ولا يفعل شيئًا سوى أن يبكي أو أن يشتكي أو أن يحزن، وهذه ليست دعوة لإشعال نار العراك بين الأطفال, ولكنها دعوة لغرس الحمية والرجولة في نفوس الأطفال وقتل الميوعة والانحلال الذي خيم على المدارس وأوساط تجمع الأطفال، فتجد السب واللعان يجري على ألسنة الأطفال هنا وهناك بصورة شنيعة يندى لها الجبين، وتجد الطفل الصغير الذي لم يدخل المدرسة يقلد أقرانه الكبار, وتسمع منه كلمات لاذعة وشتائم قاتلة ولا حول ولا قوة إلا بالله, وعلى الناحية الأخرى, تجد ذلك الطفل المستضعف الخائف المرتجف في ركن من الأركان ينزوى حتى لا يراه أحد فيعاقبه أو يسبه ويضربه. عزيزي المربي: علينا إذن أن نحسن أخلاقنا حتى تحسن أخلاق أطفالنا، وعلينا أن نختار لأطفالنا الصحبة الصالحة سليمة اللسان عفيفة عن السب واللعان. فصاحة الأطفال لا تعدلها فصاحة: مقارنة بأطفالنا اليوم الذين يتتعتعون للأسف في اللغة العربية, بل ربما يتقنون اللغات الأخرى أكثر من العربية, وهذا لأن الآباء دفعوا أبناءهم إلى المدارس الأجنبية بحجة أنها لغة العصر, وأن من تعلم لغة قوم أمن مكرهم، وأهملوا تعليم أبنائهم اللغة العربية, لغة القرآن. أخي المربي: حن لا ننفي أهمية تعليم أبنائنا اللغات الأخرى تحت هدف (من تعلم لغة قوم أمن مكرهم) وتحت شعار المسلم قوى حيث كان وقادر على تعلم كل شيء وإتقانه ليرفع رأس الإسلام عاليًا في كل مضمار. ولكن لا يكون هذا على حساب تعلم أبنائنا اللغة العربية وآداب الإسلام فلا نفرق في الفرع ونهمل الأصل , فلا نتخلى عن آدابنا وتراثنا وأخلاقنا ونتمسح بآداب وأخلاق وتراث الغرب, فإنك أخي المربي تجد كثيرًا من الآباء يعلمون أبناءهم كل الآداب ولكن على الطريقة الغربية وبلغة الغرب، فتعجب عندما تجد الطفل العربي المسلم يدخل على الناس فيقول بلسان الأعاجم (هاي) أو يخرج فيقول (باي) أو (صباح الخير) أو (مساء الخير) أو (بونجور) أو (بونسوار) وإذا أخطأ قال (sorry) وإذا قدم أحد إليه معروف قال: (Mersi), نسينا أن نعلم أبنائنا (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته), أهملنا تعليمهم (جزاك الله خيرًا), أهملنا تعليمهم كلمة (أبي وأمي). أخي المربي: اعتز بحضارتك حضارة الإسلام وعلم طفلك أن يعتز بها وانفض عنك وعن طفلك غبار الثقافة الغربية، ولك في الأندلس خير شاهد ينطق أن الإسلام هو الذي لا يُعلى عليه. فلا بد أن يكون لنا قدوة في طفولة الصحابة رضوان الله عليهم فهذا عثمان بفصاحته وبلاغته التي تربى عليها حفظ لنا القرآن , فماذا فعل أطفالنا بتعلمهم اللغات الأجنبية إذن , هل فتحوا القسطنطينية بتعلمهم لغة أسبانيا أم فتحوا روما بتعلمهم الإيطالية إن كان كذلك فنعم التعلم، ولكن للأسف الحقيقة بعيدة عن هذا الخيال، فلقد تركوا القرآن ولغته وتتعتعوا فيه كما يتتعتع الأعاجم. من اطلاعاتي |
|
التبول اللاإرادي يحد من أنشطة الأطفال .
د. إبراهيم بن حسن الخضير . التبول اللاإرادي ربما يكون واحداً من المشكلات السلوكية التي تقلق الوالدين، خاصة أن هناك كثيراً من الآباء والامهات لا يعرفون ما هذه المشكلة، وما حجمها، وما اسبابها، ومتى يكون الامر طبيعياً ومتى يكون غير طبيعي.. وكذلك متى يطلبون المساعدة وهل هناك علاج لهذا الاضطراب. يقدر عدد الاطفال الذين يعانون من التبول اللاإرادي بين 15 - 20 بالنسبة للاطفال الذين هم في سن الخامسة ويقل هذا الامر حتى يصل إلى 5٪ عندما يصل الطفل إلى سن العاشرة، ولكن قد يستمر هذا الامر حتى سن السابعة عشرة عند نسبة قليلة من الاطفال. يحدث هذا الاضطراب في كلا الجنسين غير ان نسبة حدوث هذا الاضطراب تزيد بين الاطفال الذكور عنه بين الاناث، حيث تكون النسبة 2 إلى 3، الإناث إلى الذكور. يتميز هذا الاضطراب بإفراغ المثانة اثناء النوم في الليل او حتى في النهار، حيث يبلل الطفل فراشه بالبول، مما يصبح محرجاً له وكذلك لأهله، وربما أصبح موضع سخرية من قبل اشقائه واذا عرف عنه في المدرسة او الشارع فإنه قد يصبح موضع سخرية شديدة من قبل اقرانه. وتزداد نسبة الاحراج كلما كان عمر الطفل أكبر. فالطفل في سن الخامسة أقل حرجاً من الطفل الذي يعاني من التبول اللاإرادي وهو في الخامسة عشرة او السابعة عشرة. التبول اللاإرادي يؤثر على نفسية الطفل بشكل كبير، ويحد من انشطته العلمية والعملية والاجتماعية. فكثير من الاطفال يحجمون عن الاشتراك في الرحلات المدرسية او الانشطة الكشفية المدرسية اذا كانوا يعانون من هذه المشكلة، كذلك فإن كثيراً من الاطفال الذين يعانون من هذه المشكلة لا يجرؤون على قضاء ليلة في زيارة اقاربهم وإذا حدث وذهبوا فإن الامر يكون محرجاً لهم بصورة كبيرة وبعضهم يرفض رفضاً قاطعاً قضاء ليلة والمبيت عند الاقارب مهما كانت درجة القرابة، حيث يخشون العواقب وافتضاح الامر. كما ان هذه المشكلة تلقي بظلالها على نفسية الطفل وثقته بنفسه بشكل كبير، ويشعر بأن هذا الأمر عيب، واحياناً يشعر بأن هذا الفعل نتيجة خطأ منه شخصياً فيلوم نفسه كثيراً، مما قد يدفع بعض الاطفال الى الوصول إلى مرحلة الاكتئاب المرضي، خاصة اذا كان الاهل لا يعرفون معنى هذا الاضطراب، بل ويزيدون الطين بلة بالتوبيخ والتقريع وتحميل الطفل نتيجة هذا الفعل مما يجعله في حيرة من امره. خاصة اذا بدأ يكبر، وكان لديه اشقاء صغار لا يعانون من هذه المشكلة، ويبدأ الأهل في مقارنة هذا الطفل الذي يعاني من التبول اللاإرادي بإخوته الصغار، وربما اطلقوا عليه اوصاف سيئة، ويصبحون يعيرونه دوماً بهذا السلوك المرضي، ويجعلونه يشعر بتأنيب الضمير والحزن وعدم مساواته باقرانه. يتميز هذا الاضطراب بأنه غير طبيعي بالقياس الى عمر الطفل العقلي وليس نتيجة لعدم التحكم في المثانة بسبب أي اضطراب عصبي او مرض الصرع او اي عيب خلقي في مجرى البول. قد يحدث التبول اللاإرادي منذ الولادة او قد يظهر بعد فترة من التحكم المكتسب في المثانة. لا يوجد حد فاصل واضح بين الاختلافات الطبيعية في سن اكتساب التحكم في المثانة واضطراب التبول اللاإرادي، ومع ذلك فإنه في العادة لا يتم تشخيص التبول اللاإرادي في طفل اقل عمراً من خمس سنوات او يقل عمره العقلي عن اربع سنوات. اما اذا صاحب التبول اللاإرادي اضطراب مشاعر او سلوك (آخر) ما، فإن التبول اللاإرادي يعد عادة التشخيص الاولي فقط اذا حدث الإفراغ اللاإرادي للبول عدة مرات على الاقل في الاسبوع. يصاب الاطفال أحياناً بالتبول اللاإرادي بصورة عابرة كنتيجة لالتهاب المثانة او كثرة التبول (مثل حالات السكر) ولكن لا يمثل ذلك تفسيراً كافياً للتبول اللاإرادي الذي يستمر بعد ان يكون الالتهاب قد تم شفاؤه. ويحتمل ان يكون التهاب المثانة ثانوياً للتبول اللاإرادي وان يحدث التهنات في مجرب البول (خاصة في الفتيات) كنتيجة للبول المستمر. كما أسلفنا فإن هذا الاضطراب يكثر بين الاولاد الذكور، وفي بعض الابحاث الميدانية التي اجريت في بعض دول الشرق الاوسط كانت نسبة انتشار التبول اللاإرادي اكثر بين طلاب المدارس الحكومية وبين اطفال الطبقات الدنيا (الفقيرة) في المجتمع، وعادة يكون المرضى بهذا الاضطراب من ذوي الذكاء المتوسط أو الاقل من المتوسط. كثيراً ما يحجم الوالدان عن عرض طفلهم على الاطباء الا بعد فترة طويلة، وذلك نتيجة للخجل من الافصاح عن طبيعة المرض. ويأتي معظم الاطفال للعلاج بين سن الثامنة وسن الحادية عشرة. لهذا الاضطراب اهمية كبيرة في تكوين الشخصية إذ إن التحكم في التبول والتبرز من اول الصراعات بين الغرائز البدائية ومذاهب اللذة وبين حاجات وتقاليد المجتمع ومذهب الواقع، فإذا فشل الفرد في حل هذا الصراع نتج اضطراب واضح في الشخصية يعرض الطفل أو الفرد عند النضوج لعدة أعراض عصابية وعادة ما نجد أن أحد الوالدين وبعض الاخوة قد اصيبوا بنفس المرض في طفولتهم، مما يدل على أهمية العامل الوراثي وأثره. المصدر : صحيفة الرياض ، العدد : 13920 . |
|
خبرات الإساءة في مرحلة الطفولة ( 1 / 2 ) .
د. مسفر بن يحيى القحطاني . أطفال الأمة هم أمل الغد، وبهم تنهض، وهم أساس استمرارها وعليهم تعلق الآمال، وعلى قدر ما يحصل عليه الأطفال من حقوق هـي لهم مشروعة وواجب على كل أب وأم، بقدر ما يتحقق على أيديهم نجاح مجتمعاتهم ورقيها. ومن هذه الحقوق والواجبات أن ينشأ النشأة السليمة في محيط أسري ينعم بالرحمة والهدوء ومحيط مجتمعي يوفر لهم الأمان والاستقرار ويدفعهم نحو الأمام بقوة وثبات ؛ حتى ينعموا بقدرٍ من الصحة النفسية بعيدًا عن خبرات الإساءة وكل ما يدمر الذات وينهي الشعور بالاطمئنان واستقرار النفس، وتتباين المجتمعات الإنسانية في منح الأطفال حقوقهم وما لهم من واجبات وذلك من ثقافة مجتمع إلى آخر بحسب المنطلقات العقدية والفكرية التي يقوم عليها كل مجتمع وظروفه السياسية والاقتصادية والاجتماعية . والأطفال لا تقتصر حاجاتهم على الغذاء والملبس والمأوى والرعاية الصحية اللازمة فحسب بل يحتاجون أيضا إلى جانب ذلك كله إلى النمو النفسي والاجتماعي المتوازن المشبع لكل مرحلة من مراحلهم العمرية والتي تجعلهم أفراداً أسوياء ناضجين في كل ما يصدر عنهم من سلوك وفي طبيعة تفاعلهم مع أنفسهم ومع الآخرين. ولكن حين يتعرض الأطفال خلال عملية التنشئة الاجتماعية إلي خبرات سيئة ومواقف مؤلمة فإن ذلك سيجعلهم عرضة للكثير من المشكلات والاضطرابات النفسية، وهذا ما أكد عليه علماء نفس الطفولة وعلماء الطب النفسي وعلماء التربية من أن " طفولة الإنسان تعتبر من أكثر مراحل الحياة أهمية وخطورة وهي تلعب دوراً بارزاً في بناء قدرات الإنسان وتكوين شخصيته، وحتى وأن بعض مشكلات الكبار ترجع في أسبابها إلى مرحلة الطفولة وإلى التجارب القاسية التي تحيط بالإنسان في طفولته. ولقد أرجع فرويد حالات المرض في مراحل الكبر إلى تجارب السنوات الخمس الأولى من حياة الشخص. وأكد أن جميع اهتمامات الشخص البالغ وتفضيلاته واتجاهاته وضعت جذورها في مرحلة الطفولة. ولذا يجب على المحلل النفسي أن يتتبع الأعراض المرضية، وأن يرجع في دراسته إلى التجارب التي مارسها وعايشها الطفل، ولا يقف عند حد الفترة الزمنية التي تحدث فيها الحالة المرضية فبيئة الطفل الأولى ذات تأثير هائل في تعيين الطريق أمام التوافق في مرحلة الرشد. فشاب اليوم.. طفل الأمس، وأن نظرة على طفولته لجديرة بان تبين لنا الأسس النفسية لما عليه سلوكه اليوم من سواء أو شذوذ أو جناح، فلقد أشار علماء النفس لأثر الماضي المبكر من حياة الفرد في حاضره، ومن أثر الصدمات الانفعالية أبان مرحلتي الرضاعة والطفولة المبكرة في التمهيد لاضطراب الشخصية في عهد الكبر. ولاشك أن خبرات الطفولة لها أهميتها بل خطورتها في المراحل المتأخرة من نمو الشخصية. فالإطـار الأساسي لشخصية الفرد يتشكل خلال الخمس أو الست سنوات الأولى من عمر الطفولة. لأن للطريقة التي يُربى بها الطفل في سنواته الأولى دور مهم في تكوينه النفسي فأسلوب التربية الذي يثير مشاعر الخوف وانعدام الأمن في مواقف التفاعل يترتب عليه تعرض الطفل لمشكلات نفسية أو اضطرابات نفسية. وتاريخياً فأن سوء معاملة الأطفال والقسوة في التعامل معهم لها تـاريخ طويل إذ تعددت صور إساءتهم وإهانتهم لدى معظم المجتمعات وعبر التاريخ الإنساني. ففي العصور القديمة كان الأطفال يقدمون كقرابين، كما كان غير المرغوب فيهم من قبل ذويهم ـ وبصفة خاصة البنات ـ يتم تركهم في العراء على سفوح الجبال حتى الموت، كذلك في العصور الحديثة ـ عصر الثورة الصناعيةـ كان الأطفال يعملون لساعات طويلة في المصانع وفي تنظيف المداخن وفي مناجم الفحم وقد كان للجروح والإصابات التي قاسى منها هؤلاء الأطفال الفضل في نشأة ودفع حركة الإصلاح في القرن التاسع عشر. أما الاهتمام بدراسة وعلاج مشكلة إساءة معاملة الأطفال فهي حديثة نسبياً وخصوصاً في مجتمعاتنا العربية ودليل ذلك أن ما هو متوفر من الدراسات العربية في هذا الجانب كانت خلال العقدين الماضيين كما أنها قليلة ونادرة وقد يعزى ذلك إلى عدة أسباب منها أن السبب يعود إلى اعتقاد البعض بأن هذه الأمور خاصة لا تعنينا في كثير أو قليل وهي ليست تلك المشكلة التي تستحق عناء البحث، فهم يرون بأن الطفل سوف يتجاوز هذه المرحلة، وعندها تنتهي كل المشكلات، إلا أن من عانى منها لا يزال يذكرها وإن كان يحاول جاهداً نسيانها أو تناسيها. طفولة الإنسان كما يؤكد علماء النفس هي أهم مرحلة من مراحل حياته لأنها المرحلة التي يتحدد فيها مفهوم هذا الإنسان للحياة ونظرته إليها فإذا تعرض لخبرات مؤلمة أختل نموه النفسي وأصبح مهيأ للانحراف في أي مرحلة من مراحل حياته، هذه الخبرات المؤلمة مصدرها أسرة الطفل لأنها البيئة الوحيدة المحيطة به في هذه المرحلة. ورغم التأخر النسبي الذي حصل فيما يخص التنبيه على ظاهرة إساءة معاملة الأطفال، إلا أن دراسات سابقة حتى على صعيد المملكة نبهت إلى وجود هـذه الظاهرة في أوساط مجتمعاتنا العربية ودعت جميعها إلى عدم تجاهلها والبحث عنها لدراستها ووضع حلولاً مناسبة لها لتلائم بيئتنا وثقافتنا، خصوصاً وأن المملكة العربية السعودية كانت من أوائل الموقعين على معاهدة حقوق الطفل وهي بتبنيها الدين الإسلامي كمرجعية قانونية حصرية تتفوق على غيرها من البلدان وذلك لأن الدين الإسلامي كان سباقاً إلى حماية الطفل ولعل من أول السلوكيات التي حرمها الإسلام في هذا الجانب هي منع وأد البنات. حيث يقول الله تعالى: ( وَإِذَا الموءودة سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) ( التكوير: 8 ـ 9 ) . |
|
اغتصاب المحارم وأثره على الأطفال .
د. نهى عدنان قاطرجي . يستغرب الإنسان عادة عندما يسمع خبراً عن اعتداء أب على إبنته أو أم على إبنها ، لِما في هذا الحدث من الأضرار بالطفل الذي من المفترض بأهله حمايته ورعايته ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) . إلا أن هذه المسئولية لم يَعِها بعض الأهل وفسّروها تفسيراً خاطئاً ، فاعتبروا أنهم أحق من سواهم بقطف ثمار تربيتهم ، أحدهم " يعقوب ٌ الذي قال : أن ابنته أشبه بشجرة الفواكه ، وهو أحق من غيره بها قبل أن يسمح للآخرين بأكل الفواكه " . -أ- شخصية المعتدي على المحارم يتسم الاعتداء على المحارم بأنه متواجد في كل المجتمعات ، فهو ليس محصوراً في الحياة الريفية وحدها أو الحياة المدنية وحدها أو عند الأشخاص الذين يعانون من " ظروف اجتماعية اقتصادية غير ثابتة ، بل هو متواجد في الكوخ والقرية كما هو متواجد في الصالونات الأرستقراطية وفي القصور " . ومن أغرب الحالات ما ذكره الطبيب النفسي نزار الحلبي عن " رجل دين اغتصب فتياته ابتداء من سن الثامنة ، وبعد الزواج ظلت إحداهن تشعر بالرغبة الجنسية كلما رأت والدها مما استدعى ذهابها إلى الطبيب النفسي " . ومن الصفات التي يتصف بها المعتدي : الإنطوائية والبرودة في حياته الاجتماعية مع الشريك الآخر ، وتعتبر الخمرة من الأسباب الأساسية وراء اغتصاب المحارم ، ففي كثير من حالات اعتداء الأب السكران على ابنته تستمر هذه العلاقة لفترات طويلة وبمعرفة الأم " وبموافقة ضمنية منها ، حيث تتجنب العنف من زوجها السكران فتتسامح أمام طلباته إلى أن يظهر الحمل أو أثار الضرب وسوء المعاملة فيكون ذلك سبباً للإعلان " . -ب- أنواع علاقات المحارم تنقسم العلاقات بين المحارم إلى عدّة أقسام ، والمَحْرَمُ قد يكون مقرباً جداً من الضحية كالأب والأم والأخ ، ومنهم من يكون بعيداً عنه مثل العم والخال والجد ، وسيقتصر الكلام هنا على الأقارب المسئولين عن تربية الطفل ، لخطورة هذه العلاقة على نفسية الضحية التي تتواجد بشكل دائم مع المجرم . -1- علاقة أب/ بنت تتنوع الأسباب التي تدفع بالرجل إلى اغتصاب أولاده ، وأهمها : ذهاب الوازع الديني والأخلاقي، وفقدان الأب للوازع الداخلي الذي يمنعه من ارتكاب فعله ، فيفقد في كثير من الحالات السيطرة على انفعالاته ، أما بسبب الغضب أو بسبب السكر ، إلا أنه في بعض الحالات قد تكون هناك أسباب أخرى تساهم في ارتكاب الأب لجريمته ، منها : تشجيع الضحية أو أمها بشكل غير مباشر على ارتكاب الفعل . أما تشجيع الضحية فيكون بشكل غير مباشر ولا إرادي ، إذ أن بعضاً من هؤلاء الضحايا يعرفون عادة " النضج الكاذب" ، حيث " يمكن أن يكون قد اكتمل نضوجهن في سن الثا نية عشرة أو الثالثة عشرة ، مثل هؤلاء الفتيات يلعبن دوراً هاماً في الاهتمام المنزلي ، يُحَضِّرنَ العشاء ، ويَهْتَمِمْن بالأطفال الصغار... ويشعرن عادة تجاه والدهن بإهتمام خاص". أما تشجيع الأم فيكون بشكل غير إرادي ، وقد لاحظ AMIR انه في حال اعتداء الأب على ابنته فان الأم تلعب دوراً مشاركاً في الجناية ، فالزوجة التي يكرهها الزوج وتكون ذات شخصية ضعيفة ، تكون عادة مدمنة على الشرب، تعامله باستعلاء ، وترفض أن تقوم بعلاقة جنسية معه ". وفي كثير من الحالات تلعب الأم دوراً هاماً في تنمية علاقة الأب بابنته عن طريق تغيّبها الدائم عن المنزل ، بحجة العمل أو العلاقات الاجتماعية ، وفي بعض الأحيان قد يكون هذا الغياب عاطفياً ... حيث يستغل الأب الفرصة مبدياً حبّه وعطفه الذي ينتهي بالعلاقة المحرمة . -ب-علاقة أم / صبي فرض الإسلام آداباً معينة يجب أن يتعلمها الإنسان منذ صغره ، ومن هذه الآداب الاستئذان على الأهل ، فقال تعالى : ﴿ يَا أّيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لـِيَستَئذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَت أَيمَانُكُم وَالَّذِينَ لَم يَبلُغُواْ الحُلُمَ مِنكُم ثَلاَثَ مَرَّاتٍ مِن قَبلِ صَلاَةِ الـفَجرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعدِ صَلاَةِ العِشَاءِ ثَلاَثُ عَورَاتٍ لَّكُم لَيسَ عَلَيكٌم وَلاَ عَلَيهِم جَنَاحٌ بَعدَ هُنَّ طَّوَّافُونَ عَلَيكُم بَعضُكُم عَلَى بَعضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللـَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ . وقد جاء تحديد الإسلام لهذه الفترات الثلاث لكونها فترات راحة ، حيث يقوم المرء عادة بتبديل ملابسه والاستراحة خلالها ، إلا أنه في العصر الحالي ذهبت هذه الآداب عند كثير من الناس ، لدرجة أن بعض الأهل يقومون بتبديل ملابسهم أمام أولادهم الذين ينظرون إليهم بحشرية ووقاحة . وكان من نتائج ذهاب الحياء بين الأهل والأولاد أن أدى الأمر إلى حصول علاقات شاذة بين الأهل وأولادهم ، سواء كانت هذه العلاقات علاقة أب مع ابنته أو أم مع ولدها ، وهذه الأخيرة نادراً ما تحصل وهي إن حصلت فتكون ناتجة عن خلل نفسي . ومن الأسباب التي قد تؤدي الى حصول علاقة بين الأم وولدها فقد تكون بهدف إبدال الزوج أو إراحة ولد معذب ...وفي بعض الحالات قد يكون اغتصاب الأم لولدها ناتج عن السكر". -ج- علاقة أخ / أخت حذر الإسلام من اختلاط الجنسين حتى ولو كانوا إخوة ، فدعا الرسول عليه الصلاة والسلام إلى التفريق بين الأولاد في المضاجع، فقال صلى الله عليه وسلم : ( فرقوا بين أولادكم في المضاجع إذا بلغوا سبع سنين ) . وقد أكد علماء النفس على أن الأسباب التي تؤدي إلى العلاقة الجنسية بين الإخوة " نوم الأطفال من العمر نفسه ، ومن جنس مختلف ، مع بعضهم البعض ، حيث يحصل بينهم كسر للخجل يعرضهم لخطر العلاقة الجنسية ". كما أن في " عرض الأعضاء التناسلية ، وغياب الخجل داخل الحمام أو في غرفة النوم وغير ذلك كَسْرٌ للحواجز، يؤدي إلى الاستغلال الجنسي" . وقد أضاف العلماء أسباباً أخرى لهذه العلاقة المحرمة ، منها لعب الأطفال بألعاب معينة كلعبة " الحكيم والمريض"، ولعبة " الزجاجة " التي تَفْرِض في كثير من الأحيان القيام بأعمال معينة قد تكون أعمال لا أخلاقية . |
|
الأثر النفسي للاغتصاب عند الطفلة
تختلف مشاعر المغتصَبة الصغيرة عن المغتصَبة الكبيرة ، فهي لصغر سنها ولعلاقتها بالمغتصِب ، ينتابها في العادة مشاعر ومخاوف مختلفة عن المرأة الكبيرة في السن ، وأول هذه الاختلافات تكمن في الطريقة التي تستخدم في الاعتداء ، فإذا استخدم العنف والقوة في اغتصاب الكبار فان استغلال مشاعر الأطفال واستخدام العطف هو السلاح في الحصول على الأولاد . وهذا ما أكده علماء النفس والباحثون الذين قالوا : " إن الاعتداء الأول بين المعتدي والطفلة نادراً ما يكون عنيفاً ، يكفي نقلها إلى مكان هادئ بعيد عن الخطر ... والمعتدي عادة يحصل على الضحايا السهلة ، فهو يهجم عادة على الأطفال الذين يعانون من مشاكل عاطفية لأسباب عائلية ، وهؤلاء الأطفال يميلون إلى سماع أحاديث العطف والحنان " . وإذا تمّ إلقاء نظرة سريعة على عدد الأطفال الذين يعانون من نقص العطف داخل أسرهم نتيجة إهمال قواعد التربية الصحيحة فيمكن أن يُستنتج عندها الصيد الهائل الذي يمكن أن يحصل عليه المعتدون . -1- مشاعر الطفلة المغتصَبة تنتاب الطفلة المغتصَبة مشاعر عديدة وخاصة إذا كان الاغتصاب اغتصاب محارم ، إذ أن هذه الطفلة صغيرة وعاجزة عن مقاومة المعتدي ، أما لإحساسها بالخوف منه وإما لحبها الشديد له ، ويؤدي هذا التضارب في مشاعرها إلى إحساسها بالعجز والاستسلام ، ويمكن ملاحظة عدة علامات تظهر على الفتاة ، منها ما يظهر أثناء الاغتصاب ومنها ما يظهر بعد الاغتصاب ، وقبل الحديث عن هذه العلامات لا بد من ذكر مشاعر الفتاة التي تتعرض للاغتصاب من قبل الأقارب أو المعارف وهي تتلخص بالرفض والعجز، فالفتاة ترفض ما يقوم به المعتدي سواء كان المعتدي والدها أو أحد الأقارب ، وفي الوقت نفسه لا تريد أن تفقده لأنها تحبه ، لذلك فان " مشاعر الرفض والقرف التي تواجه بها الطفلة هذه العلاقة يحل محلها الاستسلام ، إذ تنحدر في أعماق الطفلة مشاعر العجز والقلق، فهي تشعر بالعجز المعنوي والجسدي ولا تقوى على مواجهة الوالد ، فشخصيتها النامية الهشة لا تتجرأ على الاحتجاج بعنف ، خصوصاً أن خطر زنى المحارم لا يكون بعد قد تأصل في أعماقها ، والأب الذي يتوجب عليه أن يغرس هذا الخطر في أعماق ابنته يبرر سلوكه ببساطة " كل الآباء يفعلون ذلك مع بناتهم وهذا أمر عادي جداً " ، ناهيك أن بعض الآباء يلجئون إلى التهديد والوعيد " : إذا تحدثت عما نفعل سأضربك بعنف " ، أو إلى الابتزاز العاطفي: " إذا لم تكوني عاقلة سأزعل منك ولن أحبك أبداً " " . وتضارب مشاعر الطفلة هو الذي يمنعها في كثير من الأحيان من الإعلان عن الجريمة أو من مقاومة المجرم ، وأقسى ما تشعر به هو الإحساس بالذنب ، وذلك " بسبب مشاعرها العدائية إزاء والدها ، فهي لا تستطيع أن تفهم على الإطلاق لماذا يسلك والدها ( الذي تحبه ) هذا المسلك القاسي والمبتذل ، تجتاحها الحيرة والارتباك كيف يمكن أن تكرهه " . -2- الأعراض التي تظهر أثناء الاغتصاب تتنوع المشاعر التي تنتاب الطفل الذي يتعرض للاستغلال الجنسي ، ومن هذه المشاعر : الاكتئاب والرغبة في الانتحار والغضب والخوف والأرق . -أ- الاكتئاب والانتحار دلت الأبحاث على أن كل ضحايا الاستغلال الجنسي تقريباً " من الأطفال تظهر عليهم بعض أعراض الاكتئاب بعد الإعلان عن الاستغلال ، وتظهر هذه الأعراض على بعض منهم حتى قبل الإعلان ... وقد يظهر الطفل حزيناً منشغلاً أو منغلقاً على نفسه ، ويمكن للاكتئاب أن يأخذ شكلاً غير مباشر تحت أشكال مختلفة ، مثل كثرة الشكوى ، والإحساس بالضعف أو بالمرض ، وبعض الأطفال يحاول أذية نفسه أو الانتحار " . -ب- الغضب والعداوة يشعر الطفل المغتصَب بالظلم ، ولذلك فهو يشعر بالعداوة والغضب ضد كل المحيطين به ، و"على الرغم من أن بعض الأطفال قد يظهرون هادئين ، إلا أن غالبيتهم يشعرون بالغضب تجاه المعتدي الذي اغتصبهم واستغلهم ، وأيضا تجاه الأهل الذين لم ينجحوا في حمايتهم من هذا الاعتداء . وهذا الغضب قد يكون مكبوتاً وغير ظاهر ومتخذاً أشكالاً مختلفة ، كالاكتئاب أو الأوهام أو التصرفات العدوانية " . -ج- الخوف تُلازم الطفل المغتصَب مشاعر الخوف من نتائج الاعتداء الجنسي ، فإذا كان المغتصَب فتاة، فقد تخاف في حال عدم الاستجابة من أذية المعتدي ، أو قد تخاف الحمل ، أو تخاف من المستقبل، وتقول إحدى الضحايا " : في هذه الفترة كان الخوف هو المسيطر ، وفي تحليل الموقف لا أفكر " ما هو جيد " و" ما هو سيئ " ، أفكر فقط ماذا يحصل لي " . -د- الأرق من المخاوف التي تنتاب الطفل أيضاً " الخوف من المجرم ، وقد يظهر هذا الخوف بشكل ظاهر ، أو قد يظهر على شكل أرق يتخذ شكل كوابيس " . وقد تحدثت إحدى الأمهات عن تجربتها الخاصة مع ابنها الذي تعرض للاعتداء ، فوصفت تصرفاته بعد الاعتداء بقولها: " منذ ذلك الوقت و Gilles جيل كان ضائعاً تماماً ومضطرباً كلياً ، ولا يجلس في مكان واحد ، ويجد صعوبة في التعبير ، وقد تمّ فصله من المدرسة ، ويعاني غالباً من حالات قلق مع أنه كان في الماضي كثير الفرح ، يحب اللعب ، وهو يعيش الآن في خوف دائم من شخص يأتي إليه ليأخذه ، وفي الليل ينام بشكل سيئ ، ويعجز عن النوم ، ويستيقظ صارخاً ، ويعاني من نفس الكوابيس التي تنحصر كلها في الجرائم حول أشخاص يَقْتُلون أو يُقْتَلون ، حول رجال يريدون أن يأخذوه ، خلال النهار يتحدث دائماً عن الموت ... أحياناً يتحدث بصعوبة عما حصل له ، وبالنسبة إليه فهو شيء غير مفهوم ، وهو يتساءل عن السبب الذي دفع الرجل إلي أن يفعل هذا به ؟ وكانت تنتابه نوبات بكاء لا تنتهي ، وكان يصعب علينا مواساته ، كما تصعب علينا محادثته ، وكان يغلق على نفسه الباب ويرفض مقابلتنا ، ويريد أن يكسر كل شيء ، وكانت نظرته إلي العالم نظرة سلبية عنيفة". هـ- نفسية الضحية بعد النضج إن أول نتائج اغتصاب الأطفال هو تدمير الشخصية تدميراً كاملاً ، وإحساس الضحية بالدونية ، وبأنه لا حق لها بالحياة وقد أعربت العديد من المغتصَبات عن إحساسهن بالدونية ، وبالعجز عن تخطي المشاكل الاجتماعية وببعض الاضطرابات الجنسية . -أ-الإحساس بالدونية من المشاعر التي تنتاب الفتاة بعد تعرضها للاغتصاب هو إحساسها بالدونية وبالذل ، تقول إحداهن : " اليوم ، مضى على افتراقي عن والدي سنة ونصف ، ولا أصدق إلي الآن أني حرة وسعيدة ، سأبلغ التاسعة عشرة من العمر بعد خمسة عشر يوماً ، ولا زلت أخاف من الضحك وأخاف من الفرح ، ويبدو لي أنه لا يحق لي سوى أن استمر في معاناتي من الماضي ، كلما أعطتني الحياة لحظة سعادة ابدأ بالهرب منها ، فكما كنت أهرب من أبي كنت أهرب من نفسي ، ربما خوفاً من اكتشاف نفسي ... لقد قتل الطفلة التي في داخلي ، وقتل المرأة التي يجب أن أكون ، وأنا في وسط ذلك كنت أتراوح بين الطفل والمرأة ، دون أن أتمكن من إيجاد مكاني الخاص " . -ب- العجز عن تخطي المشاكل الاجتماعية ينتج عن إحساس الضحايا بالدونية والعزلة البعد عن كل ما يمكن أن يسبب الأذى ، إذ أنهن يعتقدن أنهن تحملن ما يكفي من الأذى ، وأن لا نجاة لهن إلا بالوحدة ، لذلك فإنهن " يعانين كثيراً من المشاكل الاجتماعية ... الضحايا يملن إلى العزلة ، وعلاقاتهن بالأصحاب ناقصة ، وعلاقاتهن الاجتماعية غير مُرْضِية ... العديد منهن كن عدوانيات أو كئيبات ، وبعض منهن تنتابهن أفكار انتحارية ، وبعض آخر يفقدن الثقة بكل الناس " . -ج- المشاكل الجنسية من أبرز ما يمكن أن يواجه الطفلة المغتصَبة عند الكبر هو الاضطرابات الجنسية ، من إحساس بالعجز الجنسي ، أو إحساس بالنفور من الجنس بشكل عام . فالاضطرابات الجنسية إذاً هي من أبرز المشاكل الجنسية التي تواجه الفتاة المغتصبة في المستقبل ، " فقد تصاب المرأة بإعاقة جنسية مستديمة ، فهي تشعر بلامبالاة مطلقة إزاء الرجال ، "جميع الرجال يشبهون والدي " تردد في أعماقها ، إنهن يمارسن الحب ولكن لا يبلغن الذروة الجنسيـــة، وهن يتركن جسدهن للشريك ، ولكنه جسد بلا حياة ، فصورة الجسد عندهن مهشمة ، بل يرغبن أحياناً في التخلص من هذا لاحقاً لشتى أنواع الانحرافات الجنسية وافتقارها للقوى الأخلاقية الضرورية لضبط الغريزة الجنسية ، وكذلك تعرضها للإصابة بالأعصبة النفسية " . وقد أشار الطبيب النفسي عدنان الشريف إلي " أن سبب مجيء غالبية المغتصَبات إلي عيادته ليس تعرضهن للاعتداء ، ولكن سبب مجيئهن هو المرض العصبي الذي يصبن به بعد فترة من الزمن ، والذي قد يكون من أسبابه حالة الاغتصاب التي تعرضت لها الفتاة في الصِّغَر " . والاضطرابات الجنسية لا تقتصر على الضحية الفتاة ، إذ أن الضحية الذكر قد يصاب أيضاً بالاضطرابات الجنسية ، حيث أنه قد يميل إلي الشذوذ الجنسي ويشعر بالنفور من المرأة إما لتمتعه بالعلاقات الشاذة السابقة التي مرَّ بها ، وإما لإحساسه بالنقص وبالعجز عن إتيان المرأة |
|
نصائح علاجية في حالات الخجل عند الأطفال .
د. حسان المالح . فيما يلي بعض الملاحظات التي تفيد الأهل والمهتمين بأمور التربية في مساعدتهم للطفل الخجول المنكمش في المناسبات الاجتماعية : 1 ) إن بعض التوتر والارتباك في المواقف الاجتماعية هو أمر طبيعي عند كثير من الأطفال .. لا تضخم المشكلة .. فالطفل يحتاج لبعض الوقت ليفهم ما يجري حوله وبعض الأمور التي يعتبرها الكبار عادية تكون غير ذلك في عقل الطفل . 2 ) حاول تفهم مشاعر الطفل وأفكاره وقلقه إذا طالت فترة الخجل أو الانكماش التي يمر بها .. راجع درجة التوتر في المنزل أو المدرسة ودرجة الاهتمام والرعاية والتشجيع التي تقدم له . وحاول تعديل الأمور السلبية قدر الإمكان . 3 ) تجنب دائماً إطلاق التسميات والأوصاف غير المفيدة مثل : خجول ، خواف ، ضعيف .... وغير ذلك . 4 ) شجع مختلف الهوايات عند الطفل .. بما فيها الرياضة والفنون والقدرات اللفظية وغير ذلك. 5 ) تأكد من إعداد الفرص الملائمة للتمرين والتدريب على مواجهة المواقف الاجتماعية والتعامل مع الأطفال الآخرين والكبار .. ومشاركة الطفل في ذلك .واستعمل ما تعرفه من أساليب لتخفيف توتر الطفل خلال هذه المواجهة كالحلوى أو اللعب أو التشجيع اللفظي ويمكنك المشاركة في الموقف والبقاء مع الطفل فترة إلى أن يخف التوتر 0 6 ) وفر للطفل مزيداً من فرض التدريب في المنزل وغيره . . عشرة دقائق يومياً أو خمسة تتطلب منه أن يتحدث عن موضوع ما أو أن يتلو قصة أو غيرها أمام الأهل أو غيرهم .. تقبل أداءه ولا تكثر من الملاحظات في المراحل الأولى من هذه التمارين . 7 ) تجنب عقاب الطفل وإهانته أمام الآخرين قدر الإمكان . 8 ) أترك للطفل بعض الحرية في اكتشاف ما حوله بنفسه وهو يتعلم من الخطأ والتجربة ومن الإرشادات .. تقبل بعض الأخطاء ولا تكن خيالياً تريد الكمال التام. 9 ) تذكر أن تكون عوناً للطفل وموجوداً حين الحاجة وأن يفهم الطفل ذلك عند مواجهته لموقف اجتماعي صعب . 10 ) لا تبخل في تشجيع الطفل ومكافأته على سلوكه الاجتماعي الجيد ، وإجعل المكافآت مباشرة وغير بعيدة زمنياً .. لأن الطفل لا يفهم الزمن كما يفهمه الكبار . 11 ) لا تيأس في محاولاتك وإبدأ بشكل جدي في التغيير وإعزم على الاستمرار ، وإسأل من حولك من ذوي الخبرة أو الاختصاص عند اللزوم . وتأكد أن كثيراَ من الحالات تتحسن مع تقدم العمر وزيادة التجارب الناجحة والثقة في النفس . المصدر : موقع حياتنا النفسية . |
|
الدور النفسي للرضاعة الطبيعية .
د.داليا مصطفى الشيمي . الأخوات الفاضلات : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . يعلم الآباء أوجه النفع والميزات المتعددة للرضاعة الطبيعية ، فهي تقوى المناعة ، وتحمى صحة الطفل من العديد من الأمراض التي ربما يتعرض لها ، وغيرها من الجوانب التي تفاجئنا بها الأبحاث يوماً بعد يوم والتي يتحدث فيها السادة الأطباء الأفاضل بصورة أفضل مني بكثير وبصورة متخصصة . ولكن ما يعنيني هنا هو الدور النفسي للرضاعة الطبيعية على الطفل ، ولنسترجع سوياً مشهد الرضاعة الذي تحمل فيه الأم صغيرها لتمنحه - ليس فقط الأمان - بل أيضاً الدفء والحب والأمان ، فهو بين يديها وفي أحضانها . إنها الأم التي تستجيب للبكاء وتلبى النداء لتجعله يشعر بأن العالم تحت إشارة منه ، فيبكى فتظهر له تحنو عليه وتطعمه ، وترسل له رسالة في كل مرة مفادها : ها أنا ذا يا حبيبي بقلبي وجسدي ملك لك ، ويقول مصطفى زيور رحمه الله - وهو أشهر محلل نفسي عربي - : إن لبن الرضاعة الذي تمنحه الأم لطفلها إنما هو بمثابة الحبر الذي تكتب به الأم أول كلمة في حياة ابنها . ويبدو أن هذا الحبر هو ما يؤثر على مدى تقبل الطفل لذاته ، فنحن نتقبل أنفسنا من خلال رؤيتنا لتقبل الآخرين لنا ، وحينما تستجيب الأم لطفلها بالرضاعة فهي تقول له إنه شخص مرغوب فيه ، وأنها على استعداد لتوفير متطلباته ، وهو ما ينعكس على تقبله لذاته لاحقاً . ليس ذلك فقط .... فالأم حين ترضع صغيرها فهي أيضاً تتلمسه وتضع يديها أو خدها على جسمه وهى بذلك تؤهله للاستثارة اللمسية التي تساعده على إدراك الأجسام الأخرى ؛ فيهدأ حينما يربت عليه الآخرون ، أو يضحك حينما يداعب أحد جسمه ، وبالتالي فالاستثارة اللمسية أمر هام لنموه . ألا يكفى ذلك للاهتمام بالرضاعة الطبيعية ؟ حماكم الله وأبناءكم من كل سوء . |
|
أطفالنا والتربية النفسية .
حسام أبو جبارة . تؤثر الخلافات بين الأب والأم على النمو النفسي السليم للطفل، ولذلك على الوالدين أن يلتزما بقواعد سلوكية تساعد الطفل على أن ينشأ في توازن نفسي، ومن هذه القواعد: أولاً: الاتفاق على نهج تربوي موحد بين الوالدين * إن نمو الأولاد نمواً انفعالياً سليماً وتناغم تكيفهم الاجتماعي يتقرر ولحد بعيد بدرجة اتفاق الوالدين وتوحد أهدافهما في تدبير شؤون أطفالهم. على الوالدين دوماً إعادة تقويم ما يجب أن يتصرفا به حيال سلوك الطفل، ويزيدا من اتصالاتهما ببعضهما خاصة في بعض المواقف السلوكية الحساسة، فالطفل يحتاج إلى قناعة بوجود انسجام وتوافق بين أبويه. * شعور الطفل بالحب والاهتمام يسهل عملية الاتصال والأخذ بالنصائح التي يسديها الوالدان إليه. مثال على ذلك الاضطراب الانفعالي الذي يصيب الولد من جراء تضارب مواقف الوالدين من السلوك الذي يبديه: زكريا عمره أربعة أعوام يعمد إلى استخدام كلمات الرضيع الصغير كلما رغب في شد انتباه والديه، وبخاصة أمه إلى إحدى حاجاته فإذا كان عطشاً فإنه يشير إلى صنبور الماء قائلاً: "أمبو.. أمبو" للدلالة على عطشه. ترى الأم في هذا السلوك دلالة على الفطنة والذكاء لذا تلجأ إلى إثابته على ذلك، أي تلبي حاجته فتجلب له الماء من ذاك الصنبور. أما والده فيرى أن الألفاظ التي يستعملها هذا الولد كريهة، فيعمد إلى توبيخه على هذا اللفظ الذي لا يتناسب مع عمره. وهكذا أصبح الطفل واقعاً بين جذب وتنفير، بين الأم الراضية على سلوكه والأب الكاره له ومع مضي الزمن أخذت تظهر على الطفل علامات الاضطراب الانفعالي وعدم الاستقرار على صورة سهولة الإثارة والانفعال والبكاء، وأصبح يتجنب والده ويتخوف منه. ثانياً: أهمية الاتصال الواضح بين الأبوين والولد * على الوالدين رسم خطة موحدة لما يرغبان أن يكون عليه سلوك الطفل وتصرفاته. شجع طفلك بقدر الإمكان للإسهام معك عندما تضع قواعد السلوك الخاصة به أو حين تعديلها، فمن خلال هذه المشاركة يحس الطفل أن عليه أن يحترم ما تم الاتفاق عليه؛ لأنه أسهم في صنع القرار. على الأبوين عدم وصف الطفل بـ(الطفل السيئ) عندما يخرج عن هذه القواعد ويتحداها، فسلوكه السيئ هو الذي توجه إليه التهمة وليس الطفل، كي لا يحس أنه مرفوض لشخصه مما يؤثر على تكامل نمو شخصيته مستقبلاً وتكيفه الاجتماعي. مثال على المشاركة في وضع قواعد السلوك: هشام ومحمد طفلان توأمان يحبان أن يتصارعا دوماً في المنزل، وهذه المصارعة كانت مقبولة من قبل الوالدين عندما كانا أصغر سناً (أي: في السنتين من العمر) أما في عمر أربعة أعوام فإن هذا اللعب أضحى مزعجاً بالنسبة للوالدين. جلس الوالدان مع الطفلين وأخذا يشرحان لهما أن سنهما الآن يمكنهما من أن يفهما القول، ولابد من وجود قواعد سلوكية جديدة تنظم تصرفاتهما وعلاقاتهما ببعضهما. بادر الولدين بالسؤال: هل يمكننا التصارع في غرفة الجلوس بدلاً من غرفة النوم؟ هنا وافق الأبوان على النظام التالي: المصارعة ممنوعة في أي مكان من المنزل عدا غرفة الجلوس. * عندما يسن النظام المتفق عليه لابد من تكرار ذكره والتذكير به، بل والطلب من الأطفال أو الطفل بتكراره بصوت مسموع. كيف تعطى الأوامر الفعالة؟ "أحمد، أرجوك.. اجمع لعبك الملقاة على الأرض وارفعها إلى مكانها".. عندما تخاطب ابنك بهده اللهجة فمعنى ذلك أنها طلب. أما عندما تقول له: "أحمد، توقف عن رمي الطعام أو تعال إلى هنا وعلق ملابسك التي رميتها على الأرض" فإنك تعطيه أمراً ولا تطلب طلباً. * يتعين على جميع الآباء إعطاء أوامر أو تعليمات حازمة وواضحة لأطفالهم، وبخاصة الصعبين منهم إزاء سلوكيات فوضوية أو منافية للسلوك الحسن، وليس استجداء الأولاد والتوسل إليهم للكف عنها. * إذا قررت الأم أن تطبق عقوبة الحجز في غرفة من غرف المنزل لمدة معينة (وهذه عقوبة فعالة في التأديب وتهذيب السلوك) عليها أن تأمر الولد أو البنت بتنفيذ العقوبة فورا وبلا تلكؤ أو تردد. الأمر الذي نعنيه ليس معناه أن تكون عسكرياً تقود أسرتك كما يقود القائد أفراد وحدته العسكرية، وإنما أن تكون حازماً في أسلوبك. متى تعطى الأوامر للطفل؟ تعطى الأوامر للطفل في الحالتين التاليتين: 1- عندما ترغب أن يكف الطفل عن الاستمرار في سلوك غير مرغوب، وتشعر أنه قد يعصيك إذا ما التمست منه أن يتخلى عنه. 2- إذا وجدت أن على طفلك إظهار سلوك خاص، وتعتقد أنه سيعصيك لو التمست منه هذا إظهار هذا السلوك. كيف تعطى الأوامر للطفل؟ لنفترض أنك دخلت غرفة الجلوس فوجدت أحمد، ابنك الصعب القيادة، يقفز على مقاعد الجلوس القماشية قفزاً مؤذياً للفراش الذي يغلف هذه المقاعد، وقررت إجبار الولد على الكف عن هذا اللعب التخريبي. هنا تعطي تعليماتك بالصورة التالية: 1- قطب وجهك واجعل العبوس يعتلي أمارات الوجه. 2- سدد إليه نظرات حادة تعبر عن الغضب والاستياء. 3- ثبت نظرك في عينيه وناده باسمه. 4- أعطه أمراً حازماً صارماً بصوت قاس تقول فيه: "أحمد.. أنت تقفز على المقاعد، وهذا خرق للنظام السائد في البيت.. كف عن هذا السلوك فوراً ولا تقل كلمة واحدة". 5- يجب أن يكون الأمر واضحاً وغير غامض. مثال: إذا أمرت طفلك بالصيغة التالية: "سميرة تعالي إلى هنا وضعي هذه الألعاب على الرف" فإنها بهذا الأمر الواضح لا عذر لها بالتذرع بأي شيء يمنعها من التنفيذ. أما لو قلت لها: "لا تتركي الألعاب ملقاة هكذا" فإنها ستتصرف وفق ما يحلو لها عكس مرادك ورغبتك؛ لأن الأمر كان غير واضح. 6- لا تطرح سؤالاً ولا تعط تعليقاً غير مباشر عندما تأمر ابنك أو ابنتك، فلا تقل له: "ليس من المستحسن القفز على المقاعد"، ولا أيضاً "لماذا تقفز على المقاعد؟" لأنه سيرد عليك، وبذلك تعطي لطفلك الفرصة لاختلاق التبريرات، فالقول الحاسم هو أن تأمر طفلك بالكف عن القفز دون إعطاء أي تبرير أو تفسير. 7- إذا تجاهل الطفل أمرك وتمادى في سلوكه المخرب ليعرف إلى أي مدى أنت مصر على تنفيذ أمرك هنا لا يجب عليك اللجوء إلى الضرب أو التهديد لتأكيد إصرارك على أمرك، فمثل رد الفعل هذا قد يعقد الموقف ويزيد عناد الولد وتحديه لك. الحل بسيط نسبياً: ما عليك إلا أن تلجأ إلى حجزه في مكان ما من البيت لمدة معينة. ثالثاً: الأطفال يحتاجون إلى الانضباط والحب معاً الانضباط يعني تعليم الطفل السيطرة على ذاته والسلوك الحسن المقبول وطفلك يتعلم احترام ذاته والسيطرة عليها من خلال تلقي الحب والانضباط من جانبك. لماذا لا يتمكن بعض الآباء من فرض الانضباط على أولادهم؟ يجب أن يكون هناك الوعي الكافي لدى الآباء في الأخذ بالانضباط لتهذيب سلوك أطفالهم وإزالة مقاومتهم حيال ذلك، وهذا يتحقق إذا باشروا برغبة تنبع من داخلهم في تبديل سلوكهم. يمكن إيجاز الأسباب المتعددة التي تمنع الآباء من تبديل سلوكهم بالآتي: 1- الأم الفاقدة الأمل (اليائسة): تشعر هذه الأم أنها عاجزة عن تبديل ذاتها، وتتصرف دائماً تصرفاً سيئاً متخبطة في مزاجها وسلوكها. مثال: في اليوم الأخير من المدرسة توقفت الأم للحديث عن ولدها أحمد مع مدرسه. هذه الأم تشكو من سوء سلوك ولدها أينما سنحت لها الفرصة لكل من يستمع لها إلا أنها لم تحاول قط يوماً ضبط سلوك ابنها الصغير، وعندما كانت تتحدث مع المدرس كان ابنها يلعب في برميل النفايات المفتوح.. قالت الأم: أنا عاجزة عن القيام بأي إجراء تجاه سلوك ابني.. إنه لا يتصرف أبداً بما يفترض أن يفعل. وبينما كانت مستغرقة بالحديث مع المعلم شاهد الاثنان كيف أن أحمد يدخل إلى داخل برميل النفايات ويغوص فيه ثم يخرج. توجه المعلم نحو أمه قائلا لها: أترين كيف يفعل ابنك؟! فأجابت الأم: نعم إنه اعتاد أن يتصرف على هذه الصورة، والبارحة قفز إلى الوحل وتمرغ فيه. الخطأ هنا: أن الأم لم تحاول ولا مرة واحدة منعه من الدخول في النفايات والعبث بها، ولم تسع إلى أن تأمره بالكف عن أفعاله السلوكية السيئة حيث كانت سلبية، متفرجة فقط. 2- الأب الذي لا يتصدى ولا يؤكد ذاته: مثل هذا الأب لا يمتلك الجرأة ولا المقدرة على التصدي لولده. إنه لا يتوقع من ولده الطاعة والعقلانية، وولده يعرف ذلك، وفي بعض الأحيان يخاف الأب فقدان حب ولده له إن لجأ إلى إجباره على ما يكره. كأن يسمع من ابنه: أنا أكرهك. أنت أب مخيف. أرغب أن يكون لي أب جديد غيرك. مثل هذه الأقوال تخيف الوالد وتمنعه من أن يفعل أي شيء يناهض سلوكه وتأديبه. 3- الأم أو الأب الضعيف الطاقة: ونقصد هنا الوالدين ضعيفي الهمة والحيوية، اللذين لا يملكان القوة للتصدي لولدهما العابث المستهتر المفرط النشاط، وقد يكون سبب ضعف الهمة وفقدان الحيوية مرض الأم والأب بالاكتئاب الذي يجعلهما بعيدين عن أجواء الطفل وحياته. 4- الأم التي تشعر بالإثم: ويتجلى هذا السلوك بالأم التي تذم نفسها وتشعر بالإثم حيال سلوك ابنها الطائش، وتحس أن الخطيئة هي خطيئتها في هذا السلوك وهي المسؤولة عن سوء سلوكه، ومثل هذه المشاعر التي تلوم الذات تمنعها من اتخاذ أي إجراء تأديبي ضد سلوك أطفالها. 5- الأم أو الأب الغضوب: في بعض الأحيان نجد الأم أو الأب ينتابهما الغضب والانفعال في كل مرة يؤدبان طفلهما، وسرعان ما يكتشفان أن ما يطلبانه من طفلهما من هدوء وسلوك مقبول يفتقران هما إليه، لذلك فإن أفضل طريقة لضبط انفعالاتهما في عملية تقويم السلوك وتهذيبه هي أن يُلجأ إلى عقوبة الحجز لمدة زمنية رداً على سلوك طفلهما الطائش. 6- الأم التي تواجه باعتراض يمنعها من تأديب الولد: في بعض الأحيان يعترض الأب على زوجته تأديب ولدها أو العكس، لذلك لابد من تنسيق العملية التربوية باتفاق الأبوين على الأهداف والوسائل المرغوبة الواجب تحقيقها في تربية سلوك الأولاد، ويجب عدم الأخذ بأي رأي أو نصيحة يتقدم بها الغرباء فتمنع من تنفيذ ما سبق واتفق عليه الزوجان. 77- الزوجان المتخاصمان: قد تؤدي المشاكل الزوجية وغيرها من المواقف الحياتية الصعبة إلى إهمال مراقبة سلوك الأولاد نتيجة الإنهاك الذي يعتريهما - مثل هذه الأجواء تحتاج إلى علاج أسري، وهذه المسألة تكون من اختصاص المرشد النفسي الذي يقدم العون للوالدين ويعيد للأسرة جوها التربوي السوي. المصدر : موقع المسلم . |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مقتطفات | يمامة الوادي | منتدى فنون الأناقة والجمال والطبخ | 1 | 2010-07-11 1:41 PM |
مقتطفات | يمامة الوادي | المنتدى الترفيهي والمسابقات | 10 | 2008-09-29 2:01 PM |
مقتطفات | يمامة الوادي | المنتدى الترفيهي والمسابقات | 6 | 2008-09-29 1:57 PM |
مقتطفات | يمامة الوادي | المنتدى العام | 8 | 2006-11-10 3:05 AM |
مقتطفات | حياتي سراب | المنتدى العام | 6 | 2005-10-19 3:43 PM |