لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
![]() |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
![]() |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
![]() |
![]() ![]() |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
![]() |
![]() |
||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
سؤال ( الأحد 12رمضان 1435 هـ - 10 يوليو 2014مـ ) لمسابقة الأذكار والدعوات. سؤلنا لهذا اليوم : أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوينا إلى الفراش أن نقول: اللهم أسلمت نفسي إليك ، ووجهت...... أولا : أكملوا الحديث السابق ثانيا: اشرحوا الحديث شرحا وافيا، مع تفسير المفردات التي بحاجة إلى تفسير. بالتوفيق للجميع
|
هيا لك الله يسعدك وانا ما قرأت ردك الا اليوم وبتستفيدي منها ولا ترديني وأنا أختك أن شاء الله يارب تفوزي ونبارك لك -.-
|
اللَّهمَّ إنِّي أسلمت نفسي إليك وفوَّضتُ أمري إليك وألجأتُ ظهري إليك رغبةً ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلاَّ إليك آمنتُ بكتابك الذي أنزلت وبنبيِّك الذي أرسلت" قوله صلى الله عليه وسلم: "اللَّهمَّ إنِّي أسلمت نفسي إليك" أي: إنني - يا الله - قد رضيتُ تَمام الرِّضا أن تكون نفسي تحت مشيئتك، تَتَصرَّف فيها بما شئتَ وتقضي فيها بما أردتَ من إمساكها أو إرسالها، فأنت الذي بيده مقاليد السموات والأرض، ونواصي العباد جميعهم معقودةٌ بقضائك وقدرك تقضي فيهم بما أردتَ، وتحكم فيهم بما تشاء، لا رادَّ لقضائك ولا معقِّب لحكمك. وقوله: "وفوَّضتُ أمري إليك" أي : جعلتُ شأنِي كلَّه إليك، وفي هذا الاعتمادُ على الله عز وجل والتوكل التام عليه، إذ لا حول للعبد ولا قوَّة إلاَّ به سبحانه وتعالى. وقوله: "وألجأتُ ظهري إليك" أي:أسندتُه إلى حفظك ورعايتك لما علمتُ أنَّه لا سند يُتقوى به سواك، ولا ينفع أحداً إلاَّ حماك، وفي هذا إشارةٌ إلى افتقار العبد إلى الله جل وعلا في شأنه كلِّه في نومه ويقظته وحركته وسكونه وسائر أحواله. وقوله: "رغبةً ورهبة إليك" أي:إنَّني أقول ما سبق كلَّه وأنا راغبٌ راهب، أي: راغبٌ تمام الرغبة في فضلك الواسع وإنعامك العظيم، وراهبٌ منك ومن كلِّ أمر يوقع في سخطك، وهذا هو شأن الأنبياء والصالحين من عباد الله يجمعون في دعائهم بين الرَّغَب والرَّهَب، كما قال الله تعالى: {إِِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }الأنبياء90 ثم قال صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء: "لا ملجأ ولا منجى منك إلاَّ إليك" أي:لا ملاذ ولا مهرَبَ ولا مَخْلَصَ من عقوبتك إلاَّ بالفزع إليك والاعتماد عليك، كما قال تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ}2، وكما قال تعالى: {كَلاَّ لا وَزَرَ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ}3. ثم قال: "آمنتُ بكتابك الذي أنزلت وبنبيِّك الذي أرسلت" أي: آمنتُ بكتابك العظيم القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تَنْزيلٌ من حكيم حميد، آمنت وأقررتٌ أنَّه وحيك وتَنْزيلك على عبدك ورسولك نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنَّه مشتملٌ على الحق والهدى والنور. وآمنت كذلك بنبيِّك الذي أرسلتَ وهو محمد صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله وخيرته من خلقه، المبعوث رحمةً للعالمين، آمنت به وبكلِّ ما جاء به، فهو صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلاَّ وحيٌ يوحى، فكلُّ ما جاء به فهو صدقٌ وحقٌّ التفويض: وكّله به وجعل له حرية التصرف فيه الرهبة : الخوف والفزع
التعديل الأخير تم بواسطة البركة سليمان ; 2014-07-10 الساعة 11:42 PM.
|
الْبَراءِ بن عازبٍ رضيَ اللَّه عنهما قال : كَانَ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إذا أَوَى إلى فِرَاشِهِ نَامَ عَلى شِقَّهِ الأَيمنِ ، ثُمَّ قال : « اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إليْكَ ، وَوجَّهْتُ وَجْهي إلَيْكَ ، وفَوَّضْتُ أَمْرِي إلَيْكَ ، وَأَلجَأْتُ ظهْري إلَيْكَ ، رَغْبةً وَرهْبَةً إلَيْكَ ، لا مَلْجأ ولا مَنْجى مِنْكَ إلاَّ إلَيْكَ ، آمَنْتُ بِكتَابكَ الذي أَنْزلتَ ، وَنَبيِّكَ الذي أَرْسَلْتَ »
الشرح ثم ذكر المؤلف_ في باب اليقين والتوكل_ حديث البراء ابن عازب رضي الله عنهما، حيث أوصاه النبي صلي الله عليه وسلم إن يقول عند نومه، إذا أوى إلى فراشه، إن يقول هذا الذكر، الذي يتضمن تفويض الإنسان أمره إلى ربه، وانه معتمد علي الله في ظاهره وباطنه، مفوض أمره إليه. وفيه إن النبي صلي الله عليه وسلم أمره إن يضجع إلى الجنب الأيمن، لان ذلك هو الأفضل وقد ذكر الأطباء إن النوم علي الجني الأيمن افضل للبدن، واصح من النوم علي الجنب الأيسر. وذكر أيضا بعض أرباب السلوك والاستقامة، انه اقرب في استيقاظ الإنسان، لان بالنوم علي الجنب الأيسر ينام القلب، ولا يستيقظ بسرعة، بخلاف النوم علي الجنب الأيمن، فانه يبقي القلب متعلقا، ويكون اقل عمقا في منامه فيستيقظ بسرعة. وفي هذا الحديث: إن النبي صلي الله عليه وسلم أمره إن يجعلهن آخر ما يقول، مع إن هناك ذكرا بل أذكار عند النوم تقال غير هذه، مثلا: التسبيح و التحميد، والتكبير، فانه ينبغي للإنسان إذا نام علي فراشه إن يقول: سبحان الله ثلاث وثلاثين، والحمد لله ثلاث وثلاثين، والله اكبر أربع وثلاثين، هذا من الذكر، لكن حديث البراء_ رضي الله عنه_ يدل علي إن ما أوصاه الرسول صلي الله عليه وسلم به إن يجعلهن آخر ما يقول. وقد اعد البراء بن عازب_ رضي الله عنه_ هذا الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم، ليتقنه، فقال: { آمنت بكتابك الذي أنزلت ورسولك الذي أرسلت } فرد عليه النبي عليه الصلاة والسلام، وقال قل: { ونبيك الذي أرسلت } ولا تقل: { ورسولك الذي أرسلت }. قال أهل العلم: وذلك لان الرسول يكون من البشر ويكون من الملائكة، كما قال الله عن جبريل: { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ(19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِين } التكوير:20،19)، وأما النبي صلي الله عليه وسلم فلا يكون إلا من البشر. فإذا قال: { ورسولك الذي أرسلت} فان اللفظ صالح، لان يكون المراد به جبريل عليه الصلاة والسلام، لكن إذا قال: { ونبيك الذي أرسلت} اختص بمحمد صلي الله عليه وسلم، هذا من وجه ومن وجه آخر: انه إذا قال: { ورسولك الذي أرسلت} فان دلالة هذا اللفظ علي النبوة من باب دلالة الالتزام، وأما إذا قال: ( نبيك) فانه يدل علي النبوة دلالة مطابقة، ومعلوم إن دلالة المطابقة اقوي من دلالة الالتزام. الشاهد من هذا الحديث قوله: { وفوضت أمري إليك }وقوله: { لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك} فان التوكل: تفويض الإنسان أمره إلى ربه، وانه لا يلجا ولا يطلب منجى من الله إلا إلى الله عز وجل، لأنه إذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له، فإذا أراد الله بالإنسان شيئا فلا مرد له إلا الله عز وجل، يعني: إلا إن يلجا إلى ربك_ سبحانه وتعالى_ بالرجوع إليه. فينبغي للإنسان إذا أراد النوم إن ينام علي جنبه الأيمن، وان يقول هذا الذكر، وان يجعله آخر ما يقول.
|
"اللَّهمَّ إنِّي أسلمت نفسي إليك وفوَّضتُ أمري إليك وألجأتُ ظهري إليك رغبةً ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلاَّ إليك آمنتُ بكتابك الذي أنزلت وبنبيِّك الذي أرسلت" قوله صلى الله عليه وسلم: "اللَّهمَّ إنِّي أسلمت نفسي إليك" أي: إنني - يا الله - قد رضيتُ تَمام الرِّضا أن تكون نفسي تحت مشيئتك، تَتَصرَّف فيها بما شئتَ وتقضي فيها بما أردتَ من إمساكها أو إرسالها، فأنت الذي بيده مقاليد السموات والأرض، ونواصي العباد جميعهم معقودةٌ بقضائك وقدرك تقضي فيهم بما أردتَ، وتحكم فيهم بما تشاء، لا رادَّ لقضائك ولا معقِّب لحكمك. وقوله: "وفوَّضتُ أمري إليك" أي : جعلتُ شأنِي كلَّه إليك، وفي هذا الاعتمادُ على الله عز وجل والتوكل التام عليه، إذ لا حول للعبد ولا قوَّة إلاَّ به سبحانه وتعالى. وقوله: "وألجأتُ ظهري إليك" أي:أسندتُه إلى حفظك ورعايتك لما علمتُ أنَّه لا سند يُتقوى به سواك، ولا ينفع أحداً إلاَّ حماك، وفي هذا إشارةٌ إلى افتقار العبد إلى الله جل وعلا في شأنه كلِّه في نومه ويقظته وحركته وسكونه وسائر أحواله. وقوله: "رغبةً ورهبة إليك" أي:إنَّني أقول ما سبق كلَّه وأنا راغبٌ راهب، أي: راغبٌ تمام الرغبة في فضلك الواسع وإنعامك العظيم، وراهبٌ منك ومن كلِّ أمر يوقع في سخطك، وهذا هو شأن الأنبياء والصالحين من عباد الله يجمعون في دعائهم بين الرَّغَب والرَّهَب، كما قال الله تعالى: {إِِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }الأنبياء90 ثم قال صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء: "لا ملجأ ولا منجى منك إلاَّ إليك" أي:لا ملاذ ولا مهرَبَ ولا مَخْلَصَ من عقوبتك إلاَّ بالفزع إليك والاعتماد عليك، كما قال تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ}2، وكما قال تعالى: {كَلاَّ لا وَزَرَ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ}3. ثم قال: "آمنتُ بكتابك الذي أنزلت وبنبيِّك الذي أرسلت" أي: آمنتُ بكتابك العظيم القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تَنْزيلٌ من حكيم حميد، آمنت وأقررتٌ أنَّه وحيك وتَنْزيلك على عبدك ورسولك نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنَّه مشتملٌ على الحق والهدى والنور. وآمنت كذلك بنبيِّك الذي أرسلتَ وهو محمد صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله وخيرته من خلقه، المبعوث رحمةً للعالمين، آمنت به وبكلِّ ما جاء به، فهو صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلاَّ وحيٌ يوحى، فكلُّ ما جاء به فهو صدقٌ وحقٌّ. |
إنسانه أعزها كثير وفي كثير غيرها اتمنى تقبلها وأكون سعيده والله احس ودي اقدم لها
التعديل الأخير تم بواسطة جهراء ; 2014-07-11 الساعة 4:54 PM.
|
عن أبي عمارة البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: { يا فلان، إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، والجات ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجي منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فانك إن مت من ليلتك مت علي الفطرة، وان أصبحت أصبت خيرا }( متفق عليه وفي رواية في الصحيحين عن البراء قال: قال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم { إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضؤك للصلاة، ثم اضطجع علي شقك الأيمن وقل: وذكر نحوه، ثم قال: واجعلهن آخر ما تقول } . السؤال الثاني / الشرح: ثم ذكر المؤلف_ في باب اليقين والتوكل_ حديث البراء ابن عازب رضي الله عنهما، حيث أوصاه النبي صلي الله عليه وسلم إن يقول عند نومه، إذا أوى إلى فراشه، إن يقول هذا الذكر، الذي يتضمن تفويض الإنسان أمره إلى ربه، وانه معتمد علي الله في ظاهره وباطنه، مفوض أمره إليه. وفيه إن النبي صلي الله عليه وسلم أمره إن يضجع إلى الجنب الأيمن، لان ذلك هو الأفضل وقد ذكر الأطباء إن النوم علي الجني الأيمن افضل للبدن، واصح من النوم علي الجنب الأيسر. وذكر أيضا بعض أرباب السلوك والاستقامة، انه اقرب في استيقاظ الإنسان، لان بالنوم علي الجنب الأيسر ينام القلب، ولا يستيقظ بسرعة، بخلاف النوم علي الجنب الأيمن، فانه يبقي القلب متعلقا، ويكون اقل عمقا في منامه فيستيقظ بسرعة. وفي هذا الحديث: إن النبي صلي الله عليه وسلم أمره إن يجعلهن آخر ما يقول، مع إن هناك ذكرا بل أذكار عند النوم تقال غير هذه، مثلا: التسبيح و التحميد، والتكبير، فانه ينبغي للإنسان إذا نام علي فراشه إن يقول: سبحان الله ثلاث وثلاثين، والحمد لله ثلاث وثلاثين، والله اكبر أربع وثلاثين، هذا من الذكر، لكن حديث البراء_ رضي الله عنه_ يدل علي إن ما أوصاه الرسول صلي الله عليه وسلم به إن يجعلهن آخر ما يقول. وقد اعد البراء بن عازب_ رضي الله عنه_ هذا الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم، ليتقنه، فقال: { آمنت بكتابك الذي أنزلت ورسولك الذي أرسلت } فرد عليه النبي عليه الصلاة والسلام، وقال قل: { ونبيك الذي أرسلت } ولا تقل: { ورسولك الذي أرسلت }. قال أهل العلم: وذلك لان الرسول يكون من البشر ويكون من الملائكة، كما قال الله عن جبريل: { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ(19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِين } التكوير:20،19)، وأما النبي صلي الله عليه وسلم فلا يكون إلا من البشر. فإذا قال: { ورسولك الذي أرسلت} فان اللفظ صالح، لان يكون المراد به جبريل عليه الصلاة والسلام، لكن إذا قال: { ونبيك الذي أرسلت} اختص بمحمد صلي الله عليه وسلم، هذا من وجه ومن وجه آخر: انه إذا قال: { ورسولك الذي أرسلت} فان دلالة هذا اللفظ علي النبوة من باب دلالة الالتزام، وأما إذا قال: ( نبيك) فانه يدل علي النبوة دلالة مطابقة، ومعلوم إن دلالة المطابقة اقوي من دلالة الالتزام. الشاهد من هذا الحديث قوله: { وفوضت أمري إليك }وقوله: { لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك} فان التوكل: تفويض الإنسان أمره إلى ربه، وانه لا يلجا ولا يطلب منجى من الله إلا إلى الله عز وجل، لأنه إذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له، فإذا أراد الله بالإنسان شيئا فلا مرد له إلا الله عز وجل، يعني: إلا إن يلجا إلى ربك_ سبحانه وتعالى_ بالرجوع إليه. فينبغي للإنسان إذا أراد النوم إن ينام علي جنبه الأيمن، وان يقول هذا الذكر، وان يجعله آخر ما يقول. تااااااااااااااااااااااابع
|
المفردات
قَوْله ( وَقُلْ : اللَّهُمَّ أَسْلَمْت وَجْهِي إِلَيْك ) كَذَا لِأَبِي ذَرّ وَأَبِي زَيْد وَلِغَيْرِهِمَا " أَسْلَمْت نَفْسِي " قِيلَ الْوَجْه وَالنَّفْس هُنَا بِمَعْنَى الذَّات وَالشَّخْص , أَيْ أَسْلَمْت ذَاتِي وَشَخْصِي لَك , وَفِيهِ نَظَر لِلْجَمْعِ بَيْنهمَا فِي رِوَايَة أَبِي إِسْحَاق عَنْ الْبَرَاء الْآتِيَة بَعْد بَاب وَلَفْظه أَسْلَمْت نَفْسِي إِلَيْك وَفَوَّضْت أَمْرِي إِلَيْك وَوَجَّهْت وَجْهِي إِلَيْك " وَجَمَعَ بَيْنهمَا أَيْضًا فِي رِوَايَة الْعَلَاء بْن الْمُسَيِّب وَزَادَ خَصْلَة رَابِعَة وَلَفْظه " أَسْلَمْت نَفْسِي إِلَيْك وَوَجَّهْت وَجْهِي إِلَيْك وَفَوَّضْت أَمْرِي وَأَلْجَأْت ظَهْرِي إِلَيْك " فَعَلَى هَذَا فَالْمُرَاد بِالنَّفْسِ هُنَا الذَّات وَبِالْوَجْهِ الْقَصْد , وَأَبْدَى الْقُرْطُبِيّ هَذَا اِحْتِمَالًا بَعْد جَزْمه بِالْأَوَّلِ . قَوْله ( أَسْلَمْت ) أَيْ اِسْتَسْلَمْت وَانْقَدْت , وَالْمَعْنَى جَعَلْت نَفْسِي مُنْقَادَة لَك تَابِعَة لِحُكْمِك إِذْ لَا قُدْرَة لِي عَلَى تَدْبِيرهَا وَلَا عَلَى جَلْب مَا يَنْفَعهَا إِلَيْهَا وَلَا دَفْع مَا يَضُرّهَا عَنْهَا , وَقَوْله " وَفَوَّضْت أَمْرِي إِلَيْك " أَيْ تَوَكَّلْت عَلَيْك فِي أَمْرِي كُلّه وَقَوْله " وَأَلْجَأْت " أَيْ اِعْتَمَدْت فِي أُمُورِي عَلَيْك لِتُعِينَنِي عَلَى مَا يَنْفَعنِي ; لِأَنَّ مَنْ اِسْتَنَدَ إِلَى شَيْء تَقَوَّى بِهِ وَاسْتَعَانَ بِهِ , وَخَصَّهُ بِالظَّهْرِ لِأَنَّ الْعَادَة جَرَتْ أَنَّ الْإِنْسَان يَعْتَمِد بِظَهْرِهِ إِلَى مَا يَسْتَنِد إِلَيْهِ , وَقَوْله " رَغْبَة وَرَهْبَة إِلَيْك " أَيْ رَغْبَة فِي رَفْدك وَثَوَابك " وَرَهْبَة " أَيْ خَوْفًا مِنْ غَضَبك وَمِنْ عِقَابك . قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ : أَسْقَطَ " مِنْ " مَعَ ذِكْر الرَّهْبَة وَأَعْمَلَ " إِلَى " مَعَ ذِكْر الرَّغْبَة وَهُوَ عَلَى طَرِيق الِاكْتِفَاء كَقَوْلِ الشَّاعِر " وَزَجَّجْنَ الْحَوَاجِب وَالْعَيُونَا " وَالْعُيُون لَا تُزَجَّج , لَكِنْ لَمَّا جَمَعَهُمَا فِي نَظْم حَمَلَ أَحَدهمَا عَلَى الْآخَر فِي اللَّفْظ , وَكَذَا قَالَ الطِّيبِيُّ , وَمَثَّلَ بِقَوْلِهِ " مُتَقَلِّدًا سَيْفًا وَرُمْحًا " . قُلْت : وَلَكِنْ وَرَدَ فِي بَعْض طُرُقه بِإِثْبَاتِ " مِنْ " وَلَفْظه " رَهْبَة مِنْك وَرَغْبَة إِلَيْك " أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَأَحْمَد مِنْ طَرِيق حُصَيْن بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ سَعْد بْن عُبَيْدَة . قَوْله ( لَا مَلْجَأ وَلَا مَنْجَأ مِنْك إِلَّا إِلَيْك ) أَصْل مَلْجَأ بِالْهَمْزِ وَمَنْجَى بِغَيْرِ هَمْز وَلَكِنْ لَمَّا جُمِعَا جَازَ أَنْ يُهْمَزَا لِلِازْدِوَاجِ , وَأَنْ يُتْرَك الْهَمْز فِيهِمَا , وَأَنْ يُهْمَز الْمَهْمُوز وَيُتْرَك الْآخَر , فَهَذِهِ ثَلَاثَة أَوْجُه , وَيَجُوز التَّنْوِين مَعَ الْقَصْر فَتَصِير خَمْسَة . قَالَ الْكَرْمَانِيُّ : هَذَانِ اللَّفْظَانِ إِنْ كَانَا مَصْدَرَيْنِ يَتَنَازَعَانِ فِي " مِنْك " وَإِنْ كَانَا ظَرْفَيْنِ فَلَا , إِذْ اِسْم الْمَكَان لَا يَعْمَل , وَتَقْدِيره لَا مَلْجَأ مِنْك إِلَى أَحَد إِلَّا إِلَيْك وَلَا مَنْجَى مِنْك إِلَّا إِلَيْك . وَقَالَ الطِّيبِيُّ : فِي نَظْم هَذَا الذِّكْر عَجَائِب لَا يَعْرِفهَا إِلَّا الْمُتْقِن مِنْ أَهْل الْبَيَان , فَأَشَارَ بِقَوْلِهِ " أَسْلَمْت نَفْسِي " إِلَى أَنَّ جَوَارِحه مُنْقَادَة لِلَّهِ تَعَالَى فِي أَوَامِره وَنَوَاهِيه , وَبِقَوْلِهِ " وَجَّهْت وَجْهِي " إِلَى أَنَّ ذَاته مُخْلِصَة لَهُ بَرِيئَة مِنْ النِّفَاق , وَبِقَوْلِهِ " فَوَّضْت أَمْرِي " إِلَى أَنَّ أُمُوره الْخَارِجَة وَالدَّاخِلَة مُفَوَّضَة إِلَيْهِ لَا مُدَبِّر لَهَا غَيْره , وَبِقَوْلِهِ " أَلْجَأْت ظَهْرِي " إِلَى أَنَّهُ بَعْد التَّفْوِيض يَلْتَجِئ إِلَيْهِ مِمَّا يَضُرّهُ وَيُؤْذِيه مِنْ الْأَسْبَاب كُلّهَا . قَالَ : وَقَوْله رَغْبَة وَرَهْبَة مَنْصُوبَانِ عَلَى الْمَفْعُول لَهُ عَلَى طَرِيق اللَّفّ وَالنَّشْر , أَيْ فَوَّضْت أُمُورِي إِلَيْك رَغْبَة وَأَلْجَأْت ظَهْرِي إِلَيْك رَهْبَة . قَوْله ( آمَنْت بِكِتَابِك الَّذِي أَنْزَلْت ) يَحْتَمِل أَنْ يُرِيد بِهِ الْقُرْآن , وَيَحْتَمِل أَنْ يُرِيد اِسْم الْجِنْس فَيَشْمَل كُلّ كِتَاب أُنْزِلَ . قَوْله ( وَنَبِيّك الَّذِي أَرْسَلْت ) وَقَعَ فِي رِوَايَة أَبِي زَيْد الْمَرْوَزِيِّ " أَرْسَلْته وَأَنْزَلْته " فِي الْأَوَّل بِزِيَادَةِ الضَّمِير فِيهِمَا . تاااااابع ^_^
|
قَوْله ( فَإِنْ مُتّ مُتّ عَلَى الْفِطْرَة )
فِي رِوَايَة أَبِي الْأَحْوَص عَنْ أَبِي إِسْحَاق الْآتِيَة فِي التَّوْحِيد " مِنْ لَيْلَتك " وَفِي رِوَايَة الْمُسَيِّب بْن رَافِع " مَنْ قَالَهُنَّ ثُمَّ مَاتَ تَحْت لَيْلَته " قَالَ الطِّيبِيُّ : فِيهِ إِشَارَة إِلَى وُقُوع ذَلِكَ قَبْل أَنْ يَنْسَلِخ النَّهَار مِنْ اللَّيْل وَهُوَ تَحْته , أَوْ الْمَعْنَى بِالتَّحْتِ أَيْ مُتّ تَحْت نَازِل يَنْزِل عَلَيْك فِي لَيْلَتك , وَكَذَا مَعْنَى " مِنْ " فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَيْ مِنْ أَجْل مَا يَحْدُث فِي لَيْلَتك , وَقَوْله " عَلَى الْفِطْرَة " أَيْ عَلَى الدِّين الْقَوِيم مِلَّة إِبْرَاهِيم , فَإِنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام أَسْلَمَ وَاسْتَسْلَمَ , قَالَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُ ( جَاءَ رَبّه بِقَلْبٍ سَلِيم ) وَقَالَ عَنْهُ ( أَسْلَمْت لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) وَقَالَ ( فَلَمَّا أَسْلَمَا ) وَقَالَ اِبْن بَطَّال وَجَمَاعَة : الْمُرَاد بِالْفِطْرَةِ هُنَا دِين الْإِسْلَام , وَهُوَ بِمَعْنَى الْحَدِيث الْآخَر " مَنْ كَانَ آخِر كَلَامه لَا إِلَه إِلَّا اللَّه دَخَلَ الْجَنَّة " قَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي " الْمُفْهِم " : كَذَا قَالَ الشُّيُوخ وَفِيهِ نَظَر ; لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ قَائِل هَذِهِ الْكَلِمَات الْمُقْتَضِيَة لِلْمَعَانِي الَّتِي ذُكِرَتْ مِنْ التَّوْحِيد وَالتَّسْلِيم وَالرِّضَا إِلَى أَنْ يَمُوت كَمَنْ يَقُول لَا إِلَه إِلَّا اللَّه مِمَّنْ لَمْ يَخْطُر لَهُ شَيْء مِنْ هَذِهِ الْأُمُور فَأَيْنَ فَائِدَة هَذِهِ الْكَلِمَات الْعَظِيمَة وَتِلْكَ الْمَقَامَات الشَّرِيفَة ؟ وَيُمْكِن أَنْ يَكُون الْجَوَاب أَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا وَإِنْ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَة فَبَيْن الْفِطْرَتَيْنِ مَا بَيْن الْحَالَتَيْنِ , فَفِطْرَة الْأَوَّل فِطْرَة الْمُقَرَّبِينَ وَفِطْرَة الثَّانِي فِطْرَة أَصْحَاب الْيَمِين . قُلْت : وَقَعَ فِي رِوَايَة حُصَيْن بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ سَعْد بْن عُبَيْدَة فِي آخِره عِنْد أَحْمَد بَدَل قَوْله : مَاتَ عَلَى الْفِطْرَة " بُنِيَ لَهُ بَيْت فِي الْجَنَّة " وَهُوَ يُؤَيِّد مَا ذَكَرَهُ الْقُرْطُبِيّ , وَوَقَعَ فِي آخِر الْحَدِيث فِي التَّوْحِيد مِنْ طَرِيق أَبِي إِسْحَاق عَنْ الْبَرَاء " وَإِنْ أَصْبَحْت أَصَبْت خَيْرًا " وَكَذَا لِمُسْلِمٍ وَالتِّرْمِذِيّ مِنْ طَرِيق اِبْن عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاق " فَإِنْ أَصْبَحْت أَصْبَحْت وَقَدْ أَصَبْت خَيْرًا " وَهُوَ عِنْد مُسْلِم مِنْ طَرِيق حُصَيْن عَنْ سَعْد بْن عُبَيْدَة وَلَفْظه " وَإِنْ أَصْبَحَ أَصَابَ خَيْرًا " أَيْ صَلَاحًا فِي الْمَال وَزِيَادَة فِي الْأَعْمَال . قَوْله ( فَقُلْت ) كَذَا لِأَبِي ذَرّ وَأَبِي زَيْد الْمَرْوَزِيِّ , وَلِغَيْرِهِمَا " فَجَعَلْت أَسْتَذْكِرهُنَّ " أَيْ أَتَحَفَّظهُنَّ . وَوَقَعَ فِي رِوَايَة الثَّوْرِيّ عَنْ مَنْصُور الْمَاضِيَة فِي آخِر كِتَاب الْوُضُوء " فَرَدَدْتهَا " أَيْ رَدَدْت تِلْكَ الْكَلِمَات لِأَحْفَظهُنَّ . وَلِمُسْلِمٍ مِنْ رِوَايَة جَرِير عَنْ مَنْصُور " فَرَدَّدْتُهُنَّ لِأَسْتَذْكِرهُنَّ " . قَوْله ( وَبِرَسُولِك الَّذِي أَرْسَلْت , قَالَ : لَا . وَبِنَبِيِّك الَّذِي أَرْسَلْت ) فِي رِوَايَة جَرِير عَنْ مَنْصُور " فَقَالَ قُلْ وَبِنَبِيِّك " قَالَ الْقُرْطُبِيّ تَبَعًا لِغَيْرِهِ : هَذَا حُجَّة لِمَنْ لَمْ يُجِزْ نَقْل الْحَدِيث بِالْمَعْنَى , وَهُوَ الصَّحِيح مِنْ مَذْهَب مَالِك , فَإِنَّ لَفْظ النُّبُوَّة وَالرِّسَالَة مُخْتَلِفَانِ فِي أَصْل الْوَضْع , فَإِنَّ النُّبُوَّة مِنْ النَّبَأ وَهُوَ الْخَبَر فَالنَّبِيّ فِي الْعُرْف هُوَ الْمُنَبَّأ مِنْ جِهَة اللَّه بِأَمْر يَقْتَضِي تَكْلِيفًا , وَإِنْ أُمِرَ بِتَبْلِيغِهِ إِلَى غَيْره فَهُوَ رَسُول , وَإِلَّا فَهُوَ نَبِيّ غَيْر رَسُول , وَعَلَى هَذَا فَكُلّ رَسُول نَبِيّ بِلَا عَكْس , فَإِنَّ النَّبِيّ وَالرَّسُول اِشْتَرَكَا فِي أَمْر عَامّ وَهُوَ النَّبَأ وَافْتَرَقَا فِي الرِّسَالَة , فَإِذَا قُلْت : فُلَان رَسُول تَضَمَّنَ أَنَّهُ نَبِيّ رَسُول , وَإِذَا قُلْت : فُلَان نَبِيّ لَمْ يَسْتَلْزِم أَنَّهُ رَسُول , فَأَرَادَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَجْمَع بَيْنهمَا فِي اللَّفْظ لِاجْتِمَاعِهِمَا فِيهِ حَتَّى يُفْهَم مِنْ كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا مِنْ حَيْثُ النُّطْق مَا وُضِعَ لَهُ وَلِيَخْرُج عَمَّا يَكُون شِبْه التَّكْرَار فِي اللَّفْظ مِنْ غَيْر فَائِدَة , فَإِنَّهُ إِذَا قَالَ " وَرَسُولك " فَقَدْ فُهِمَ مِنْهُ أَنَّهُ أَرْسَلَهُ , فَإِذَا قَالَ " الَّذِي أَرْسَلْت " صَارَ كَالْحَشْوِ الَّذِي لَا فَائِدَة فِيهِ , بِخِلَافِ قَوْله " وَنَبِيّك الَّذِي أَرْسَلْت " فَلَا تَكْرَار فِيهِ لَا مُتَحَقِّقًا وَلَا مُتَوَهَّمًا , اِنْتَهَى كَلَامه . وَقَوْله صَارَ كَالْحَشْوِ مُتَعَقَّبٌ لِثُبُوتِهِ فِي أَفْصَح الْكَلَام كَقَوْلِهِ تَعَالَى ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُول إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمه - إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ - هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُوله بِالْهُدَى ) وَمِنْ غَيْر هَذَا اللَّفْظ ( يَوْم يُنَادِي الْمُنَادِي ) إِلَى غَيْر ذَلِكَ , فَالْأَوْلَى حَذْف هَذَا الْكَلَام الْأَخِير , وَالِاقْتِصَار عَلَى قَوْله " وَنَبِيّك الَّذِي أَرْسَلْت " فِي هَذَا الْمَقَام أَفْيَد مِنْ قَوْله وَرَسُولك الَّذِي أَرْسَلْت لِمَا ذُكِرَ , وَاَلَّذِي ذَكَرَهُ فِي الْفَرْق بَيْن الرَّسُول وَالنَّبِيّ مُقَيَّد بِالرَّسُولِ الْبَشَرِيّ , وَإِلَّا فَإِطْلَاق الرَّسُول كَمَا فِي اللَّفْظ هُنَا يَتَنَاوَل الْمَلَك كَجِبْرِيل مَثَلًا فَيَظْهَر لِذَلِكَ فَائِدَة أُخْرَى وَهِيَ تَعَيُّن الْبَشَرِيّ دُون الْمَلَك فَيَخْلُص الْكَلَام مِنْ اللَّبْس . وَأَمَّا الِاسْتِدْلَال بِهِ عَلَى مَنْع الرِّوَايَة بِالْمَعْنَى فَفِيهِ نَظَر ; لِأَنَّ شَرْط الرِّوَايَة بِالْمَعْنَى أَنْ يَتَّفِق اللَّفْظَانِ فِي الْمَعْنَى الْمَذْكُور , وَقَدْ تَقَرَّرَ أَنَّ النَّبِيّ وَالرَّسُول مُتَغَايِرَانِ لَفْظًا وَمَعْنًى فَلَا يَتِمّ الِاحْتِجَاج بِذَلِكَ . قِيلَ وَفِي الِاسْتِدْلَال بِهَذَا الْحَدِيث لِمَنْعِ الرِّوَايَة بِالْمَعْنَى مُطْلَقًا نَظَر , وَخُصُوصًا إِبْدَال الرَّسُول بِالنَّبِيِّ وَعَكْسه إِذَا وَقَعَ فِي الرِّوَايَة ; لِأَنَّ الذَّات الْمُحَدِّث عَنْهَا وَاحِدَة , فَالْمُرَاد يُفْهَم بِأَيِّ صِفَة وُصِفَ بِهَا الْمَوْصُوف إِذَا ثَبَتَتْ الصِّفَة لَهُ , وَهَذَا بِنَاء عَلَى أَنَّ السَّبَب فِي مَنْع الرِّوَايَة بِالْمَعْنَى أَنَّ الَّذِي يَسْتَجِيز ذَلِكَ قَدْ يُظَنّ يُوفِي بِمَعْنَى اللَّفْظ الْآخَر وَلَا يَكُون كَذَلِكَ فِي نَفْس الْأَمْر كَمَا عُهِدَ فِي كَثِير مِنْ الْأَحَادِيث , فَالِاحْتِيَاط الْإِتْيَان بِاللَّفْظِ , فَعَلَى هَذَا إِذَا تَحَقَّقَ بِالْقَطْعِ أَنَّ الْمَعْنَى فِيهِمَا مُتَّحِد لَمْ يَضُرّ , بِخِلَافِ مَا إِذَا اِقْتَصَرَ عَلَى الظَّنّ وَلَوْ كَانَ غَالِبًا . وَأَوْلَى مَا قِيلَ فِي الْحِكْمَة فِي رَدّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَنْ قَالَ الرَّسُول بَدَل النَّبِيّ أَنَّ أَلْفَاظ الْأَذْكَار تَوْقِيفِيَّة , وَلَهَا خَصَائِص وَأَسْرَار لَا يَدْخُلهَا الْقِيَاس , فَتَجِب الْمُحَافَظَة عَلَى اللَّفْظ الَّذِي وَرَدَتْ بِهِ , وَهَذَا اِخْتِيَار الْمَازِرِيّ قَالَ : فَيُقْتَصَر فِيهِ عَلَى اللَّفْظ الْوَارِد بِحُرُوفِهِ . وَقَدْ يَتَعَلَّق الْجَزَاء بِتِلْكَ الْحُرُوف , وَلَعَلَّهُ أَوْحَى إِلَيْهِ بِهَذِهِ الْكَلِمَات فَيَتَعَيَّن أَدَاؤُهَا بِحُرُوفِهَا . وَقَالَ النَّوَوِيّ : فِي الْحَدِيث ثَلَاث سُنَن إِحْدَاهَا الْوُضُوء عِنْد النَّوْم , وَإِنْ كَانَ مُتَوَضِّئًا كَفَاهُ لِأَنَّ الْمَقْصُود النَّوْم عَلَى طَهَارَة . ثَانِيهَا النَّوْم عَلَى الْيَمِين . ثَالِثهَا الْخَتْم بِذِكْرِ اللَّه . وَقَالَ الْكَرْمَانِيُّ : هَذَا الْحَدِيث يَشْتَمِل عَلَى الْإِيمَان بِكُلِّ مَا يَجِب الْإِيمَان بِهِ إِجْمَالًا مِنْ الْكُتُب وَالرُّسُل مِنْ الْإِلَهِيَّات وَالنَّبَوِيَّات , وَعَلَى إِسْنَاد الْكُلّ إِلَى اللَّه مِنْ الذَّوَات وَالصِّفَات وَالْأَفْعَال , لِذِكْرِ الْوَجْه وَالنَّفْس وَالْأَمْر وَإِسْنَاد الظَّهْر مَعَ مَا فِيهِ مِنْ التَّوَكُّل عَلَى اللَّه وَالرِّضَا بِقَضَائِهِ , وَهَذَا كُلّه بِحَسَب الْمَعَاش , وَعَلَى الِاعْتِرَاف بِالثَّوَابِ وَالْعِقَاب خَيْرًا وَشَرًّا وَهَذَا بِحَسَب الْمَعَاد . ( تَنْبِيه ) : وَقَعَ عِنْد النَّسَائِيِّ فِي رِوَايَة عَمْرو بْن مُرَّة عَنْ سَعْد بْن عُبَيْدَة فِي أَصْل الْحَدِيث " آمَنَتْ بِكِتَابِك الَّذِي أَنْزَلْت وَبِرَسُولِك الَّذِي أَرْسَلْت " وَكَأَنَّهُ لَمْ يَسْمَع مِنْ سَعْد بْن عُبَيْدَة الزِّيَادَة الَّتِي فِي آخِره فَرَوَى بِالْمَعْنَى , وَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَة أَبِي إِسْحَاق عَنْ الْبَرَاء نَظِير مَا فِي رِوَايَة مَنْصُور عَنْ سَعْد بْن عُبَيْدَة أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ مِنْ طَرِيق سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاق , وَفِي آخِره " قَالَ الْبَرَاء : فَقُلْت وَبِرَسُولِك الَّذِي أَرْسَلْت , فَطَعَنَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي ثُمَّ قَالَ : وَنَبِيّك الَّذِي أَرْسَلْت . وَكَذَا أَخْرَجَ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيق فِطْر بْن خَلِيفَة عَنْ أَبِي إِسْحَاق وَلَفْظه " فَوَضَعَ يَده فِي صَدْرِي " نَعَمْ أَخْرَجَ التِّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيث رَافِع بْن خَدِيج أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِذَا اِضْطَجَعَ أَحَدكُمْ عَلَى يَمِينه ثُمَّ قَالَ " فَذَكَرَ نَحْو الْحَدِيث , وَفِي آخِره " أُؤْمِن بِكِتَابِك الَّذِي أَنْزَلْت وَبِرُسُلِك الَّذِي أَرْسَلْت " هَكَذَا فِيهِ بِصِيغَةِ الْجَمْع , وَقَالَ : حَسَن غَرِيب . فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا فَالسِّرّ فِيهِ حُصُول التَّعْمِيم الَّذِي دَلَّتْ عَلَيْهِ صِيغَة الْجَمْع صَرِيحًا فَدَخَلَ فِيهِ جَمِيع الرُّسُل مِنْ الْمَلَائِكَة وَالْبَشَر فَأُمِنَ اللَّبْس , وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى ( كُلّ آمَنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَته وَكُتُبه وَرُسُله ) وَاَللَّه أَعْلَم . خلصنا الحمد لله أطول أجابه خخخ ^_^^_^
|
من رياض الصالحين للعثيمين رحمه الله عن أبي عمارة البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: { يا فلان، إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، والجات ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجي منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فانك إن مت من ليلتك مت علي الفطرة، وان أصبحت أصبت خيرا } ( متفق عليه وفي رواية في الصحيحين عن البراء قال: قال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم { إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضؤك للصلاة، ثم اضطجع علي شقك الأيمن وقل: وذكر نحوه، ثم قال: واجعلهن آخر ما تقول } . الشرح ثم ذكر المؤلف_ في باب اليقين والتوكل_ حديث البراء ابن عازب رضي الله عنهما، حيث أوصاه النبي صلي الله عليه وسلم إن يقول عند نومه، إذا أوى إلى فراشه، إن يقول هذا الذكر، الذي يتضمن تفويض الإنسان أمره إلى ربه، وانه معتمد علي الله في ظاهره وباطنه، مفوض أمره إليه. وفيه إن النبي صلي الله عليه وسلم أمره إن يضجع إلى الجنب الأيمن، لان ذلك هو الأفضل وقد ذكر الأطباء إن النوم علي الجنب الأيمن افضل للبدن، واصح من النوم علي الجنب الأيسر. وذكر أيضا بعض أرباب السلوك والاستقامة، انه اقرب في استيقاظ الإنسان، لان بالنوم علي الجنب الأيسر ينام القلب، ولا يستيقظ بسرعة، بخلاف النوم علي الجنب الأيمن، فانه يبقي القلب متعلقا، ويكون اقل عمقا في منامه فيستيقظ بسرعة. وفي هذا الحديث: إن النبي صلي الله عليه وسلم أمره إن يجعلهن آخر ما يقول، مع إن هناك ذكرا بل أذكار عند النوم تقال غير هذه، مثلا: التسبيح و التحميد، والتكبير، فانه ينبغي للإنسان إذا نام علي فراشه إن يقول: سبحان الله ثلاث وثلاثين، والحمد لله ثلاث وثلاثين، والله اكبر أربع وثلاثين، هذا من الذكر، لكن حديث البراء_ رضي الله عنه_ يدل علي إن ما أوصاه الرسول صلي الله عليه وسلم به إن يجعلهن آخر ما يقول. وقد اعد البراء بن عازب_ رضي الله عنه_ هذا الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم، ليتقنه، فقال: { آمنت بكتابك الذي أنزلت ورسولك الذي أرسلت } فرد عليه النبي عليه الصلاة والسلام، وقال قل: { ونبيك الذي أرسلت } ولا تقل: { ورسولك الذي أرسلت }. قال أهل العلم: وذلك لان الرسول يكون من البشر ويكون من الملائكة، كما قال الله عن جبريل: { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ(19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِين } التكوير:20،19)، وأما النبي صلي الله عليه وسلم فلا يكون إلا من البشر. فإذا قال: { ورسولك الذي أرسلت} فان اللفظ صالح، لان يكون المراد به جبريل عليه الصلاة والسلام، لكن إذا قال: { ونبيك الذي أرسلت} اختص بمحمد صلي الله عليه وسلم، هذا من وجه ومن وجه آخر: انه إذا قال: { ورسولك الذي أرسلت} فان دلالة هذا اللفظ علي النبوة من باب دلالة الالتزام، وأما إذا قال: ( نبيك) فانه يدل علي النبوة دلالة مطابقة، ومعلوم إن دلالة المطابقة اقوي من دلالة الالتزام. الشاهد من هذا الحديث قوله: { وفوضت أمري إليك }وقوله: { لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك} فان التوكل: تفويض الإنسان أمره إلى ربه، وانه لا يلجا ولا يطلب منجى من الله إلا إلى الله عز وجل، لأنه إذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له، فإذا أراد الله بالإنسان شيئا فلا مرد له إلا الله عز وجل، يعني: إلا إن يلجا إلى ربك_ سبحانه وتعالى_ بالرجوع إليه. فينبغي للإنسان إذا أراد النوم إن ينام علي جنبه الأيمن، وان يقول هذا الذكر، وان يجعله آخر ما يقول. |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
إعـــــــلان:نتيجة مسابقة الموقع لشهر صفر.. | مها | ❇️ منتدى التواصل والتهنئة والمناسبات وتبادل الآراء وخبرات الأعضاء | 13 | 2014-02-07 1:19 PM |
مسابقة أفضل تصميم لشهر رمضان ألمبارك.. | مها | المنتدى العام | 4 | 2008-09-28 6:35 PM |
مسابقة أفضل تصميم لشهر رمضان المبارك .. | مها | منتدى للصور والديكور و تأثيث المنزل | 25 | 2008-09-27 5:42 PM |
مسابقة أفضل تصميم لشهر رمضان المبارك .. | مها | ❇️ منتدى التواصل والتهنئة والمناسبات وتبادل الآراء وخبرات الأعضاء | 3 | 2008-09-03 7:18 PM |
إعلان بخصوص مسابقة أفضل 10 مواضيع لشهر 10 | لولوة حماده | المنتدى العام | 4 | 2005-10-29 10:20 PM |