لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
نصائح في معاملة خبيث النفس واللسان
أ. عائشة الحكمي السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرجو منكم حلَّ مشكلتي. عندي أقاربُ لا أعرفُ كيف أتعاملُ معهم، الحمد لله، نحن تربَّينا منذ الصغر على الأدب واحترام الناس وعدم إيذاء أحد، سواء بالكلام وغيره، وكانت حياتنا على ما يُرام والحمد لله؛ لكن منذ دخول بعض الأشخاص في حياتنا، ونحن في جحيم، إنْ صحَّ التعبير. لا أعرف كيف أوصل لكم طريقة تعامُلهم وشخصيتهم بالضبط؟ لكن سأذكر بعض الأشياء. يحبون انتقادَ كلِّ شيء، وفي كل وقت ولحظة، ودون مُبالغة؛ يعني 24ساعة انتقاد، مجرد أن يمسكوا على الشخص خطأً أو نقطة ضعف يركزون عليها، حتَّى إذا فعل الشخص حركةً أو فعلاً طبيعيًّا يفعله أيُّ إنسان، علَّقوا عليه واستهزؤوا به؛ يعني: الأشياء التي ما كُنَّا نركز فيها ونعتبرها شيئًا عاديًّا، صرنا نركز ونُحاسب حتَّى على حركاتِنا الطبيعية، جاؤوا لنا بالمرض النفسي. ومع هذا الكم الهائل من الانتقاد، عمري ما سمعت كلمة ولا نصف كلمة، ولا إشارة حلوة أو طيبة تصدر منهم، آسفة على قول هذا؛ لكن أنا أعرف بعضَ الناس، حتَّى لو كانوا سيئين وظالمين تصدر منهم تصرُّفات حسنة. يعني لا يوجد توازن أبدًا، ولا أدري ما السبب؟ أيضًا لا يعترفون بالخطأ أبدًا، هم يرون أنفسهم دائمًا أنهم على صواب وغيرهم على خطأ، حتى لو عارضوا النَّاس كلهم، ويجب علينا ألاَّ نعارضهم، ولا نجادلهم حتَّى لو على شيء من حقوقنا. أيضًا تفسير الأشياء على مزاجهم؛ يعني: كل شيء يفسرونه بشيء سيئ وبسوء ظن. وإذا كانت عندي مُشكلة أو كلام، وأحتاجُ أحدًا يُشاركني فيه، وذهبتُ إليهم، جَلَسوا يستهزئون ويضحكون ويفرحون بدلَ أنْ يُواسوني ويُشاركوني همومي. في بداية الأمر كُنَّا نعذرهم، ونضعُ لكلِّ تصرُّف يصدُر عذرًا، وأنَّه ربما شيء عاديٌّ عندهم، لكن للأسف مع مرور السنين كانت النتيجة: • اهتزت شخصياتنا، أصبحت ضعيفة، عدم أخذ حقوقنا، نسكت فقط، عدم ثقة في النفس ولا ثقة في النَّاس، العزلة والصَّمت؛ لأنَّهم كرَّهونا حتَّى في الكلام، نفسر كل شي بسوء ظن؛ لأنَّهم علمونا كذا. • النظر للحياة بتشاؤم شديد، وإحباط وكل شيء ليس حلوًا ولا جميلاً. كنت أظن في بداية الأمر أنَّ هذا بسببنا، يعني أضع اللَّوم كلَّه علينا وعلى أمي، هم كانوا يشعروننا أنَّنا السبب في كل شيء، وأنَّنا سيئون لدرجة بعد سنين طويلة وصلنا لمرحلة الذُّلِّ، نفعل كل شيء من أجلهم؛ لكي يرضَوْا ويستريحوا ويتركونا، لكن فوق هذا كلِّه لم يعجبهم الحال للأسف، نفعل أشياء على حساب أنفسنا، وفوق طاقتنا، لكن لم ينفع، وللأسف أنَّنا ما كُنَّا نعرف عن حالتنا شككونا في نفسنا، نحسب أنَّهم على الصَّواب، ونحن على الخطأ. حتَّى الراحة والبعد عن أنظارهم استكثروها علينا؛ يعني: لازم أنِّي أقابلهم وما أتركهم ليس لأجل المحبة، ولكن ليَغَصُّونا بزيادة: سبحان الله، ناس عجيبة غريبة! نحن كُنَّا نفعل معهم ذلك من باب الأدب والمروءة، لكن وصلنا لمرحلة الذُّلِّ والإهانة دون أن نشعر، كانوا لا يُقدِّرون ولا يحترمون. لكن الحمد لله والشكر له اكتشفتهم متأخِّرًا، وبعد زواجي، قبلَ أن أصل لمرحلة الجنون والانتحار، وبدأت أعرف أنَّهم هم السبب فيما نحن فيه، وبدأت شيئًا فشيئًا أسترجع بعضًا من شخصيتي الضائعة والحمد لله. لكنَّ أختي كيف أساعدها في استرجاع شخصيتها، وخصوصًا أنَّ زوجها منهم، وهي في وسط المَعْمَعة الآن، ولا تدري ما تفعل؟ وكذلك أخي وأمِّي؟ أريد أنْ أعرفَ لماذا يعاملوننا هكذا، ما السبب؟ مع أنَّنا لم نفعل لهم شيئًا، وكيف نتعامل مع هذا النَّوع من الناس؟ ولكم جزيل الشكر. الجواب: أختي العزيزة الحائرة، بدَّد الله حيرتك. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أمثال هؤلاء يصفهم الله - سبحانه وتعالى - بالمعوِّقين؛ قال تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً * أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [الأحزاب: 18-19]. أجل، إنَّهم معوِّقون ومثبِّطون ليس للقتال والجهاد فحسب؛ بل هم المعوِّقون في كل زمان ومكان، للتقدم والرقي والنجاح، معوِّقون للصحة النفسية الجيدة، والخير العظيم، والسَّعادة الحقيقية، والكرامة الإنسانية والحياة الكريمة. حقيقة يا أختي، لم أجد في أيِّ كتاب نفسيٍّ من قديم أو حديث وصفًا لطريقة تعامُل هؤلاء الناس مع الناس أدقَّ من قول البارئ - جل في علاه -: {سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ}، أليست هذه الآية المحكَمة تختصر كل ما ذكرتِه آنفًا، وكل ما لم تقوليه بعدُ؟! إنَّ من أهمِّ قوانين التعلُّم أنَّ الحوادثَ التي تتبع الفعلَ تُضعِف أو تقوِّي الاحتمالَ بتكراره ثانية؛ بمعنى: أنَّ رُدودَ فعلِنا تجاه تصرفات الآخرين هي التي تُشجِّع أو تُضعِف من تكرار سلوكياتهم وطريقة تعاملهم معنا، وقد كنتم - يا أختي الفاضلة مع الأسف الشديد وبطيبة قلوبكم وكرم أخلاقكم التي وُضِعت في غير موضعها - تُشجِّعون مثل تلك التصرُّفات والسلوكيَّات السلبية الخاطئة التي يبرأ منها الإسلامُ ورسول الإسلام، بدلاً من إطفائها وإزالتها. تسألين: كيف؟ سأجيبك: أنتِ تقولين: "وصلنا لمرحلة الذل، نفعل كلَّ شيء من أجلهم؛ لكي يرضَوْا ويستريحوا ويتركونا، لكن فوق ذلك كله لم يكُن ليعجبهم الحال للأسف، نفعل أشياء على حساب أنفسنا وفوق طاقتنا، لكن لم ينفع"، طريقتكم هذه هي التي شجَّعتهم على الاستمرارِ على هذا النَّحو المرَضي في التعامُل؛ لأنَّهم لم يجدوا في تعامُلكم معهم ما يردعهم، أو يؤدبهم، أو حتَّى يشعرهم بأنهم على خطأ. وليس المهم هنا معرفة لماذا يتصرَّف هؤلاء الناس هكذا، فالشرُّ موجود في النَّاس، وهؤلاء مرضى في قلوبهم؛ بسبب بُعدهم كل البعد عن ربِّهم وأخلاق نبيهم - صلى الله عليه وسلم - ولابن حزم كلمة حازمة هنا يقول فيها: "لاحظ أنَّ ذوي التراكيب الخبيثة يبغضون - لشِدَّة الحسد - كلَّ مَن أحسن إذا رأَوْه أعلى من أحوالهم"، إنَّما السؤال الأهم في رأيي: لماذا تتصرفون أنتم معهم على هذا النَّحو؟ أتدرين أين تكمن المشكلة؟ تكمُن المشكلة في عدم فهمكم الصحيح لمعنى الأخلاق؛ لأنَّكم تظنون أنَّ السذاجة والطيبة إلى حدِّ الإذلال من الأخلاق الكريمة وكرَم النُّفوس، أمَّا الشجاعة الأدبية في إبداء الرأي، وتأكيد الذات، ورفض الباطل، وقول كلمة الحق، فهو من العيب، وهذا خطأ فادح، فقد قرأ الصِّدِّيق أبو بكر - رضي الله عنه - هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105]، فقال: إنَّ الناسَ يضعون هذه الآية في غير موضعها، ألاَ وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إنَّ القومَ إذا رأوا الظالمَ فلم يأخذوا على يديه، والمنكر فلم يُغيِّروه، عمَّهم الله بعقابه))؛ رواه أبو داود والترمذي. إذًا؛ كيف نتعامل مع هذه النوعية من الناس؟ لقد قرَّر الله - عز وجل - الطريقة المُثلى في التعامُل مع هؤلاء وأمثالهم: أولاً: المداومة على الصلاة والتسبيح، فهما خطُّ الدفاع الأول أمام أكدار الحياة ومنغِّصاتها؛ فقد قال تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 97-99]. ثانيًا: الإعراض عنهم وعدم الالتفات إلى انتقاداتهم وسُخريتهم؛ فقد قال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199]، وقال: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63]، وأيضًا قوله - تعالى -: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ * إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص: 55-56]، وفي هذا المعنى يقول الشافعي، إمام الشافعية وشاعر الحكمة: |
|
يُخَاطِبُنِي السَّفِيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ فَأَكْرَهُ أَنْ أَكُونَ لَهُ مُجِيبَا
يَزِيدُ سَفَاهَةً فَأَزِيدُ حِلْمًا كَعُودٍ زَادَهُ الْإِحْرَاقُ طِيبَا ثالثًا: عدم مُكافأة السُّلوكيات السلبية غير المرغوب فيها عند الآخرين، عندما نرغب في تبديلها وإزالتها، فحين يتصرَّف الناسُ بطريقة مُسيئة لا بد من التعبير عن مكامن الانزعاج، وإبداءِ الرَّأي، وإظهار الموقف الحقيقي، بدلاً من مُقابلة الكلمة الجارحة بابتسامة رقيقة، أو إظهار الرضا الكاذب، أو المجاملة المرهِقة، إنْ كُنَّا بالفعل نرغب من النَّاس عدمَ تَكرار تلك السُّلوكيَّات الجارحة منهم، فإنْ كنتِ قد استشرتِ أحدَهم في مُشكلة ما، ثُمَّ سخر منها، فقولي له بمنتهى الصراحة وكامل الأدب: "أنا لا أقبل هذه الطريقة في التعامُل، والمستشار مُؤتمن، فإمَّا أن تجيبَ بإخلاص واهتمام، أو تقول: إنك لا تعرف، أمَّا أن تسخر وتستهزئ، فأنا لا أقبل ذلك، ولو على سبيل المُزَاح". في الواقع يا أختي، هذه طريقتي في التعامُل مع الناس، وبقَدْر ما تجدينني في غاية اللُّطف، إلا أنَّ اللُّطف عندي لا يُلغي لديَّ مسألةَ تأكيد الذَّات، والتعبير عن الضِّيق والانزعاج، وقد أراحني هذا الأسلوبُ كثيرًا، ولم أخسر معه أحدًا على الإطلاق، بل كسبتُ غايتي، وحافظت على حدود الاحترام بيني وبين من حولي، والحمد لله. رابعًا: كونوا في غنًى عنهم، ولا ترغبوا فيهم؛ قال ابن حزم: "لا ترغب فيمن يزهد فيك، فتحصل على الخيبة والخِزْي، ولا تزهد فيمن يرغب فيك؛ فإنَّه باب من أبواب الظلم". خامسًا: بالنسبة لتبعات المشكلة وآثارها النفسيَّة عليكم، فلا ضير يا عزيزتي، من زيارة طبيب نفسي، فأدوية الاكتئاب اليومَ أصبحتْ أكثر فائدة، وأقل ضررًا في تأثيراتها الجانبيَّة، كما أنَّ هناك أنواعًا خفيفة من أدوية الاكتئاب يعرفُها الطبيب النفسي قد تُسهم في رفع نسبة السَّلامة النفسية في التفكير والشعور. فيما يتعلَّق بأختك - وهي الطرف الأهم في هذه المعادلة الصَّعبة - فإنها تحتاج إلى جرعات عالية من الحكمة في التعامُل، سواء مع الزوج المعوِّق أم أهله، وتلعب الشخصية الناضجة دورًا رئيسًا هنا في التغلُّب على طريقة تعامُل هؤلاء الناس. الحوار الهادئ الرَّزين المشوب بالعاطفة هو الخيارُ المفضل بالنسبة لي في التعامُل مع الزوج المتعِب، خبِّري أختَك أنَّ دِفْءَ العاطفة لدى المرأة هو الذي يذيب الجليد، ويكسر الحديد عند الرجل العنيد، صدقيني لم يُخلَق بعد ذلك الرجل الذي لم تغلبْه امرأة بقلبها وعواطفها، فحتَّى أعتى العتاة، وأطغى الطغاة توجد في حياته دومًا امرأة تملك قلبه، أؤكد لكِ أنَّه كثيرًا ما تكون تلك المرأة هي: زوجته. نظر نابليون مرةً إلى ابنه الصغير، فقال له: "أنت يا بُنَيَّ أقوى إنسان في العالم، فأنا أَحْكُم الدولة، وأُمُّك تحكمني، وأنت تحكم أمَّك، فأنت الأقوى بيننا". ما دامت أختك مُتزوجة، فعليها أنْ تلتزمَ دومًا أداءَ حقوقِ زوجها بطواعية ومَحَبَّة، حتى إن راودها شعورٌ ما بأنَّ هذا الشخص لا يستحق، فقد ورد في الأثر: "سوف يأتي زمانٌ على أمَّتي يكرم المرء اتِّقاء لشرِّه"، وبهذه المناسبة أريدُ التنبيه على هذه الكلمة "لا يستحق" التي أسمعها كثيرًا من أفواه الناس، فإذا ما اشتكى ابنٌ ما من سوء خُلُقِ والده مثلاً، ثم قيل له: ولكن هذا والدك وبرُّه واجب عليك، فإن أول كلمة يتفوه بها هي قوله: لكنه لا يستحق البر، وكذلك الوالد، إذا تم توجيهه للعدل بين أولاده العاقين مثلاً، فإنه يقول: لكنهم لا يستحقون العدل، والزوجة التي تُنصَح بأداء واجباتها كزوجة لزوجٍ فيه من العيوب ما فيه، فإن أول شيء تتلفظ به: ولكنه لا يستحق الحب. لا يستحق! لا تستحق! كلمة كبيرة والله؛ لأنَّها تتضمن اعتراضًا سافرًا على حُكم الله، الذي أوجب الحقوقَ وفرض الواجبات على الناس، سواء استحقُّوا ذلك أم لم يستحقوا، وما دام أن هذه الأحكام الشرعية قد صدرت من ربِّ العباد القاضي الحكَم العدل، فيجب أن نقومَ بتنفيذها على الفور، وبرضا دون تشكيك أو تخاذُل، فهذه هي الحياة الدُّنيا، ولولا ظلم الناس بعضهم بعضًا ما كانت هناك جنة، ولا كانت نار، يتفاضل فيهما الناس على قدر أعمالهم، ولولا ما في هذه الدُّنيا من أحزان وعذابات وابتلاءات، لأسميناها الجنة، ولكن هيهات! سأل عبدالله والده أحمد بن حنبل: يا أبتاه، متى نرتاح؟ فقال: لن ترتاح يا بُنَيَّ إلاَّ مع أول قدم تضعها في الجنة. أسأل الله - تعالى - أن يَجمعنا ومن نُحب في جنة عرضها السموات والأرض، وأنْ يجعلنا ممن قال فيهم: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [الزمر: 73-74] آمين. دمتِ وأهلكِ ومَن تُحبين بألف خير، ولا تنسَيْني من صالح دعائك. |
|
|
|
الله يعافيكم
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حبيب الملايين | المنحوس | المنتدى العام | 5 | 2009-03-10 2:53 PM |
يبحث عن ماء | **الــــدرة** | 🔒⊰ منتدى الرؤى المفسرة لأصحاب الدعـم الذهـبي ⊱ | 1 | 2007-11-30 7:57 PM |
فن معاملة الزوج الغاضب.. | أم نور الهدى | منتدى الإرشاد الأسري والنفسي | 8 | 2007-10-19 7:21 AM |
&&&شرور النضر واللسان&&& | عفاف | منتدى الشعر والنثر | 4 | 2006-11-03 9:38 AM |
كلكم فيكم البركة "دخلت على مديري وبيدي معاملة" | أبو عامر الشمري | ⚪️ منتدى الرؤى المفسرة لغيرالداعـمين،أو المفسرة في المنتدى ∞ | 1 | 2004-09-10 11:32 PM |