لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
امرأة من الماضي
أريج الطباع استيقظتْ ثانية على ذلك الطرق المزعج! فركت عينها، تأملَت المكان... احتاجت لوقت كي تستوعب أين هي الآن. ابنها يقول لها دومًا إنه صوت طبيعي، الحمام يحاول جاهداً بناءَ عشهِ فوق المكيف. كم كان يزعجها! يوحي لها دوماً بما تكرهه، تشعر بغبائه حقًّا.. وبأنه يفرض نفسه بصورة مزعجة. طالما فكرت كيف جعلوهُ رمزاً للسلام! وكانت تضحك ساخرة لزوجها قبل رحيله وتقول له: لو كان الحمام طائرَ السلام فلا عجبَ -إذن- بما يحصل للعالم من دمار! ترى هل اختاروه لغبائه؟! زوجُها كعادته كان يرفع رأسه من جريدته لينظر لها ثم يبتسم ويتابع قراءته. اعتادت على صمته، وعلى شغفه بالأخبار والقراءة. لكنها لم تستطع الصمت يوماً! تبسمت وهي تذكر كيف كان يرى الأمور بطريقته التي تختلف عنها.. كم تفتقده.. شعرتْ بدوار وهي تحاول الوقوف، تباً لجسدها!.. لقد هرمتْ، وما عاد جسدها يطيق حملها! لكنها قاومتْ وتمسكت بالأشياء حولها، لابدّ أن تصل لتضيء النور.. كم تكره الظلام! تحبّ الوضوح دوماً بكل شيءٍ حولها، تحبّ أن ترى الأشياء على حقيقتها. والظلام حينما يخيم على الغرفة يجعلها تتخيل أشياءَ غير واقعيةٍ؛ نعم فطالما رأت زوجها هناك ينظر لها ويبتسم.. لكنه سرعان ما يختفي حينما تصلُ للنور لتتأمل ملامحه وتستمتع معه. يرحل فجأةً.. كما يأتي فجأة. ابنها يسخر منها حين تخبره أن والدهُ زارها الليلة، لا يقول شيئاً، لكنها تلمح نظرته.. لا يهم.. هي تعرف أن الله يحبها، ولذلك يجعل روحه تزورها دوماً، لا يهمها ما يقولونه هم! قد بنتْ لنفسها تفكيرها الذي يريحها ولو كان مجرد أوهام، لكنها تريحها، ألا يحق لها أن ترتاح وتحلم كما تريد! فلتتخيل أن روحه معها إذن مادام ذلك يريحها.. لن تأبه لهم ولمحاولاتهم إثبات صحة ما تعتقده، أو ما تحلم به! أضاءت الغرفة بكبسة زر فقط. وصلت له رغم إنهاكها الشديد، لم تتعود يومًا الاستسلام.. دوماً كانت تحاول مهما سقطت. علمت أولادها ذلك أيضاً؛ كانت ترفض أن يستسملوا. زوجها كان يؤنبها على قسوتها أحياناً.. لكنها أرادتهم رجالا فحسب! كان يبكي حسن كثيراً وهو صغير.. كانت تخشى من عاطفته واندفاعه، وكانت دوماً تقول لزوجها: - كم أخاف عليه من الغد؟ ببساطة قد يقع بالمآزق! زوجها كان يبتسم بنفس الهدوء الذي يريحها ويقول لها: - حاولي معه.. لكن تذكري أنك لن تجعلي منه شخصاً آخر أبداً ولو كنت أمه، فقد خلقه الله وله شخصيته. هو كبذرة الموز لن يتحول تفاحا مهما بذلت من جهد! ترفع حاجبها استنكاراً وتقول له: هل يعني هذا أن أنظر له وهو ضعيف وأسكت! وأنتظر حتى تأتيه زوجة متسلطة فتسيّره كيف شاءت! زوجها كان يضحك وهو يقول لها: - زوجة! من الآن تفكرين بزوجته. ولا زال لم يفقس من البيضة بعد؟! دمعة كبيرة تكورت بعينها وهي تفكر بحسن كم عانى رحمه الله، وغادر عالمنا أيضاً. أتاه ذلك الورم ليأكل جسده كما تأكل النار الحطب.. رأته يذوي أمامها يوماً بعد يوم، كانت تثور بداخلها، تكره العدوّ المختبئ الخبيث! الذي يباغتها دون أن تستعد له! يومها كادت تنهار، ثم تذكرت زوجها، تذكرت ابتسامته الواثقة وهو يقول لها: - ثقي أن الدنيا ليست هي القرار، وأننا بدار امتحان، قد يكون صعباً.. لكن الأجر كبير. كانت تصرخ بابنها كما تفعل وهو صغير، وهي تحضر له الطعام وتطلب منه أن يأكل.. تكره نظرة اليأس بعينه. تذكره أن يكون قوياً، ألا يستسلم للمرض! لكنها عجزت.. أقصى ما ملكته أن تقول له بقوة: - إن كان لابد أن نستقبل الموت فلنعدَّ له، لنهنأ به! أمسكت يده وقالت له: ثق أن الله يحبك (حسن)، وهو أرحم بك مني ومن زوجتك وأبنائك، قابل مصيرك بشجاعة بني! كانت مخنوقة وهي تقولها.. وما هي إلا أيام ليطلبها ثانية ويخبرها أنه يراهم!! يرى والده وجده ويأكل معهم، كان يودعها ويبكي ويوصيها بزوجته.. لم تحبها يوماً، لكنها تتذكر وصيته دوما! هزت رأسها بقوة لتطرد كل هذه الذكريات، لماذا تعيش دوماً بأشلاء الماضي، وهي التي طالما وثقت أن ما يرحل لن يعود! هل لأنها تشعر بالحنين كثيراً هذه الفترة لهم جميعاً؟ أم أنه حلم جميل ضمهم معاً ثانية؟! نعم، ربما هو حلم ذكرها بكل هذا، قطعها الحمام عنه ككل ليلة!! طالما فكرت، لماذا لا يستمتع الناس بلحظتهم؟ لماذا يجري الناس الآن كمن يهرب من عصا تجري وراءه! بالأمس وبخت ابنتها بشدة، لديها ورود رائعة وزوج طيب، ودوماً تجري تجري.. لا تتوقف.. قالت لها: لماذا لا تستمتعين! لماذا تستعينين بالشغالة والمربية؟ ولماذا يبقى أبناؤك طويلا خارج البيت؟ لماذا لا تهتمين بزوجك وتتزينين له؟ لماذا لا تحتضنين أولادك وتقبلينهم؟ لماذا لا تنشدين وأنت تعملين بالبيت عوضاً عن الصراخ والجري والشكوى! ابنتها تنهدت وهي تقول لها: - أمي، ليتك تشعرين كم تغيرت الحياة.. صارت أعباؤنا كثيييرة. رفعت حاجبها استنكارا كعادتها: - ليست الحياة هي من تغير يا ابنتي بل الناس الذين تغيروا! وتنهدت وهي تستعيد ذكرى أيامها التي مضت، كانوا يفعلون الكثيير ولم تكن تلك الآلات التي تخدم البشر! وما كانت السعة المادية التي يتمتع بها أبناؤها! حقا، ربما تغير كل شيء!! كانت لاتزال تتحدث حينما رن جوال ابنتها واستأذنتها لترد عليه وتنسق لأجل اجتماع عاجل! كل شيء عاجل الآن، قد يكون طارئا أحياناً، تختلف العبارات لكنها كلها تجعلهم يجْرون ويلهثون بشكل يستدعي الشفقة. وقعت بيدها بطاقة حفل كانت بجوار سريرها.. أمسكت برأسها وهي تحاول التذكر "حفل من"؟! تجعد جبينها وهي تعصره لتحاول التذكر! لا تعرف لماذا تعجز عن تذكر الأحداث القريبة؟! حفيدها يقول لها ضاحكاً دوما كأنها تلاعبه حينما تسأله: هل تغدينا اليوم؟ وحينما تشكو من قلة الزوار أو من أنها لم تخرج من البيت أو تطلب أمرًا أو تكرر طلباً، أو تخلط الأماكن والزمن! يثورون عليها معترضين مستنكرين. وترفع حاجبها ببراءة وتشير بيدها.. لا يهم! لا شيء يهم الآن! عادت لتمسك البطاقة ثانية، تحاول فك رموز الكلمات، لم تتعلم القراءة، لكنها دربت نفسها أن تعرف الأمور المهمة. تحب أن تعرف دوماً شيئاً من كل شيء، تكره الجهل كما تكره الغباء.. تعجب من بنات هذه الأيام كيف يجعلون من كل شيء مشكلة! ويعجزون حتى عن المحاولة! حينما كانت بسنهم كانت الحياة أصعب بكثير، ورغم ذلك لم تشعر باليأس أبداً.. حتى حينما تزوج والدها مرة ثانية، تتذكر كيف انهارت أختها لكنها كانت قوية.. تبسمت وقالت لأمها أن تحافظ على نصف رجل خير من أن تخسره كاملاً! وقتها.. أمها حضنتها وهي تبكي، كانت صغيرة لكنها كانت الأقرب لوالدتها. وكثيرا ما شعرت أنها تستمد منها القوة أحياناً، فكانت تتعجب كيف تحتاجها أمها وتبكي أمامها. كانت تقول لها دومًا: - أنت تشبهين والدك، غير أنك فتاة ولست فتى! فكانت تتعجب من فكرة والدتها حول البنات، كيف تريد الولد ولا ترضى بالبنات رغم أنها امرأة أيضاً! كانت تستيقظ ليلاً لتجدها تجلس على سجادتها وتلحّ بالدعاء لبناتها أن يرزقهم الله البنين.. كانت تبتسم وهي تقول بنفسها: - قطعاً لن أتزوج برجل كأبي همه من الحياة من يحمل اسمه ولو داس على قلب زوجته! أوه.. عادت ثانية للذكريات، هل صارت جزءًا من الماضي يعجز عليها العيش ضمن الواقع؟! أم أنه الحنين فقط مع وحشة الليل، وهدوء المكان! أمسكت بصورة زوجها، قد غاب جسده تحت الثرى.. لكنه لازال معها.. تحدثه كل يوم، تحكي له عن كل شيء.. وهو هو كما عهدته بابتسامته التي تعطيها الثقة وبهدوئه الذي يمنحها الراحة غالباً ويستفزها أحياناً! كانت دوماً قوية لا تأبه شيئاً، لكنها دومًا كانت بحاجة له لتستمد منه القوة والعزم.. تحتاجه كثيراً ليوقف اندفاعها واستنكارها حول ما يحصل حولها من مشكلات. كانت كثيراً ما تغضب من تصرفات الآخرين، و من تصرفات أبنائهما بخاصة.. وطالما حاولت التأثير على الآخرين ودفعهم ليكونوا أفضل, لكنها سرعان ما ترتطم بقوة بالحائط! كان زوجها يقول لها لا تقفي بوجه الطوفان هكذا، افتحي للنهر منافذ أخرى برفق، لا تكوني أنت السد سيهيج الموج ويؤلمك.. ولن تستطيعي منعه. كانت تبكي بعجز وهي تقول له: - كيف أفتح منافذ أخرى وماذا أملك..؟ كان يبتسم بنفس هدوئه وكأن الأمر لا يعنيه ويقول لها: - مهما أغلقت الأبواب فهناك باب يمكنك فتحه دوماً لا يغلق بوجه سائل.. كانت تمسح عبراتِها وتستعيد قوّتها.. وتقول له: حسناً، سأحاول. وحينما تدير ظهرها تعود كأنها تتذكر، وتقول له بغضب: - وماذا عنك؟ ستبقى خلف جريدتك تراقب العالم عن بعد؟ وإن شاركت تشارك كمحلل سياسي يراقب الأوضاع ولا يشارك بها؟! كانت تغضب بعدما ترضى، كأنها تنتظر أن يريحها لتكتشف أنه يجب أن يتصرف. وفي ذلك اليوم الذي غادرها فيه ولم يعد، اكتشفت أنه كان يشاركها بالفعل كثيراً. كانت صدمة حينما أتاها خبر الحادث الذي كان ضحيته زوجها فحسب! وتركها وحيدة.. يومها بكت كثيراً، وكانت تقول له: - وعدتني أن نبقى معاً.. وعدتني أن نبقى معاً.. ليلتها رأته بحلمها، كان مبتسماً ويبدو مرتاحاً، أخبرها أن الأرواح لن تفترق. وبقيت تراه كلَّ يوم يجلس بهدوء بغرفتها. وتنظر لصورته لتحدثه، لم يتغير كثيراً، لا زال مستمعا جيداً كما كان، لا زالت ابتسامته هي هي.. أيقظها صوت الأذان عن تأملاتها. - ماما..! وتقافزت عبرات الجميع.. الجميع كان يبكي، إلاّ هي كانت باسمة! لازال الأذان الأول.. ستحتضن سجادتها وتدعو كثيراً.. ستغتنم الباب الذي بقي لها مفتوحا لا يغلق. خرجت الشغالة صباحاً تصرخ من الغرفة: - ماما.. ساجدة لا تتحرك! جرى الجميع لغرفتها.. حضنتها سامية ابنتها بقوة وشهقت ماما. وتقافزت عبرااات الجميع.. الجميع كان يبكي، إلا هي كانت باسمة! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صفحات من الماضي | يمامة الوادي | منتدى النثر والخواطر | 6 | 2008-12-26 4:51 PM |
الماضي والحاضر | ابو عبدالوهاب | المنتدى الترفيهي والمسابقات | 7 | 2008-05-10 3:19 AM |
الماضي الجديد | shahed | منتدى النثر والخواطر | 4 | 2006-08-26 8:23 PM |
الماضي الأليــــــــــم | قيود | منتدى النثر والخواطر | 3 | 2006-02-14 9:18 PM |