[يمامة الوادي]

فتـش عن نفسك .. لعلك تكون مثل هذا !؟
كان يتهيأ للخروج ليشارك في الحفل الكبير
الذي سيحتشد فيه صفوة المجتمع ، ونجومه ، ولفيف من الأسماء الكبيرة في مجالات مختلفة ،
كان هو أحد المدعوين على اعتبار أنه متميز أدبيا ،
ومن ثم وجهت له بطاقة دعوة فاخرة ، علقها في صدر مجلسه ..
ليراها جميع الضيوف الذين يترددون على بيته ..!!

كان يمني نفسه أن يكون في وسط هذا المهرجان الحاشد
محط أنظار الكثيرين والكثيرات أيضا _ والأخيرة تعنيه كثيرا _..!
وما إن هم بمغادرة البيت في عجلة من أمره ،
لأنه يرغب أن يكون متقدما على الموعد بدقائق ،
شرع يقف أمام المرآة ليرى ما استقر عليه جمال مظهره ،
وحسن هندامه ، وربطة عنقه ، وطلاقة محياه !!
غير أنه فوجئ بما لم يكن في الحسبان ، لقد رأى وجهه على غير ما يحب ..
لقد بدا فيها أشعث الرأس ، يبدو أنه لفرط عجلته نسي أن يمشط شعره ،
بل لقد أرته المرآة خطاً اسود اللون على جانب وجهه ..!!
فهاله الأمر ..
كيف حدث هذا وهو الذي بقي في البانيو لفترة طويلة يفرك جسمه بقوة
والماء يتساقط على رأسه بلا انقطاع ..!
حملق بعينه الجاحظتين في طول المرآة وعرضها غير مصدق ما يرى ..
بل أخذ يفرك عينيه مرة وراء مرة .. يستحيل هذا .. كان يقول لنفسه ويكرر .
صحيح أنه خرج إلى كراج سيارته ليعدها قبل الذهاب إلى هذا المهرجان
، فتفقد المحرك والزيت والماء والإطارات ، وأدخل يده هنا ، وهناك ،
بل اضطر إلى النظر أسفل السيارة .. وتلوثت يداه بما فيه الكفاية ،
لكنهما الآن نظيفتان ، فمن أين جاء هذا الخط الأسود .. ؟!
ثم انه فرك جسده بالماء وكميات من الصابون والشامبو..
وكان هذا كافيا أن يزيل أية بقع قد تكون على بدنه ولا يراها ..
عاود النظر مرة أخرى إلى المرآة ..
وأخذ يساءل نفسه كالمجنون وهو يمرر يده على الخط البارز في جانب وجهه ،
لكنه لم يكلف نفسه بمسحه .. بل بادر إلى مسح المرآة نفسها عدة مرات ،
لكن الصورة تزداد وضوحا .. كاد يجن ..!!
تملكه غيظ غريب ، واستفزه غضب عجيب ..
وفجأة صاح بملء فمه :
أقسم لك أيتها المرآة أنك كاذبة ..!! عليك ما عليك .. ليس لك عندي إلا هذا ..!!
وبحركة مباغتة تناول أداة حديدية كانت قريبة منه ، وهوى بها على المرآة فجعلها نثاراً ..
وتطايرت شظاياها على مساحة كبيرة من المكان الذي يقف فيه !!
وتنفس الصعداء .. وعدل نفسه ، وولى خارجا وهو يتبسم ..!!
وسكت الراوي ووجهه يكاد يطفح بالضحك ..
فقال له صديقه :
هذه القصة الطريفة صورة طبق الأصل لما يحدث في دنيا الواقع ..!
قال الراوي : كيف ؟؟
قال له صاحبه وهو يحاوره :
ألا ترى إلى كثيرين ممن حولك يحرص الواحد منهم
أن يبدو في أحسن حال، وأجمل هيئة ، وأزهي ثياب ..
عير أنه إذا ساق الله له أخا ينصحه ، ويلفت نظره إلى بعض عيوبه ليصححها ،
إذا هو يغضب ، ويهجر ، ويشمت ، ويعيب ،
ويقاطع ذلك الناصح ويخاصمه ويسلط عليه لسانه ..!
مع أنه لم يكن بالنسبة له إلا كالمرآة أظهرت له عيبا ،
وعليه أن يصوب ويصحح إن كان عاقلا ..!
لكنه آثر أن يكون أحمق في الصميم ..
وبدلا من أن يشكر ويثني ، ويسارع لتصويب الخطأ ، وإصلاح الخلل ، وتعديل الأمور ،
إذا به يعكس الأمر كله ، ويصر على الخطأ ويتمسك به ..
ويحطم المرآة التي أرته ما فيه من عيوب ..!!

ومن هنا قيل : المؤمن مرآة أخيه ..
ضحك الراوي وقال وهو يهز رأسه :
والله إني أخشى على نفسي أن أكون مثل ذلك الأحمق وأنا لا ادري !!
اشعر والله أني أفعل ذلك أحياناً ..!!
يا لله ماذا تفعل الحماقة بأهلها ؟؟!
لكل داء دواء يستطبُ به ** إلا الحماقة أعيت من يداويها
جزاك الله عني كل خير أيها الصاحب الذكي ..
لقد ضربت وأوجعت بطريقة رائعة وذكية وموفقة ..
ولقد وصل درسك البليغ .. وتعلمت منه ما ينفعني منذ اليوم..
وأعاهدك أن لا أحطم المرآة بحماقتي .. !!
ضحك صاحبه وبادر يحتضنه ويقبله وهو يدعو له
بو عبد الرحمن

[متبع الحق]

جزاك الله الخير والجنة



آآآآآآآآآآمييييييييين

[يمامة الوادي]

الله يسلمك,,,

[التائـــــــبه]

الله يجزاك الخير

تحياتي

[يمامة الوادي]

الله يسلمك,,,

[نجمة مسى]

جزاك الله خير

[يمامة الوادي]

شكرا لمروركم