لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
إلى كل مبتلى بـ(....) ما رأيك بهذا العلاج
قال الراوي : على غير عادته ، بادرني أخي ليحدثني عن حوار دار بينه وبين أحد الشباب الذين اصبحوا ضحايا المواقع الإباحية ، كلما نفضوا ايديهم منها ، وجدوا أنفسهم مشدودين إليها كأنها المغناطيس وهم الحديد ..! قال : التقيت هذا الشاب في زيارة لأحد أقاربي ، وجدته هناك مع بعض الشباب يتسامرون ، ووفقني الله بكرمه فتحدثت حديثا شجياً ، تأثر به الحاضرون وكانوا ستة وأنا سابعهم .. ولما انصرفت ، تبعني هذا الشاب ، وبلهجة متعثرة ، ونبرة وجلة ، وبصوت دافئ ، أخبرني أنه يريد محادثتي على انفراد في أمر يقلقه ويعصف به ، وشعرت أنه يحمل هماً كبيرا وهو يبحث عمن يعينه ..! فرحبت به ، وظهرت البشاشة له ، وأقبلت عليه ، وأصررت على أن أدعوه على وجبة عشاء معي في مطعم قريب .. فوجئ بدعوتي إياه ، وكأنما كان يحسب أني سارده وأعتذر إليه على اعتبار أنني لا أعرفه أصلاً ، أو بسبب ضيق الوقت مثلاً .. وفي ركن هادئ من المطعم شجعته على الحديث ، وتلكأ قليلاً في البداية ، وشعرت بوضوح أن البكاء قد يغلبه ... ثم أخبرني خبره .. وكانت قصته كالتالي : كان شاباً مستقيماً إلى حدٍ جيد ، ثم أبتلي بالاشتراك بشبكة الانترنيت ، فوقع في الكارثة _ كما عبر هو _ كانت البداية من خلال رسائل البريد التي كانت تصله من مجهولين ، وكانت روابطها توصله إلى مواقع إباحية ، وأيضا من خلال غرف الشات التي دله عليها بعض شياطين الأنس ، وما يجده هناك من تلك الروابط ، ثم تعلم كيف يصل إليها بنفسه ، ولا ينتظرها ، ولا يلتقطها .. وبهذا يكون دخل برجليه إلى دائرة المحظور التي تعرضه لسخط الله .. يقول : أنه كان يجد نفسه مشدوداً إليها ، وبمجرد أن يشبع نفسه الأمارة منها ، ينصرف عنها لينخرط في بكاء شديد على ما وقع فيه ، ويؤنب نفسه ، ويقرعها ، ويحتقرها ، ويعزم أن لا يعود .. لكنه يعود من جديد ..! ويصل به الحال احياناً إلى أن يفكر بتحطيم الجهاز كله بمطرقة ! ويهم أحياناً أن يقطع الاشتراك في الشبكة نهائياً .. ويعزم أحياناً أن لا يفتح الجهاز إلا في حضور شخص من أهله ..وهكذا يقول : أن حالته النفسية لم تعد كما كانت .. وعلاقته بأسرته اضطربت .. وإقباله على الله اصابها فتور شديد .. وحالات الإشراق التي كان يشعر بها من قبل اختفت .. ودراسته تأثرت كثيراً .. بل اصبح شبه منقطع عن العالم من حوله .. وغير هذا .. كان يتحدث وراسه مطأطئ وعيناه على الطاولة ، تشعر وأنت تتابعه أنه يذوب مع كلامه .. كان صوته متهدجاً ، ونبرته مؤثرة ، توقن أنه يحمل هماً أكبر منه ينوء بظهره ، ويئن تحت ثقله .. واستعنت بالله سبحانه ، وشرعت أثني عليه ، وامتدح هذه الحساسية الإيمانية لديه ، وهذه الروح الطيبة التي لا زالت جذوتها في قلبه لم تبرد ولم تتلاشى ..الخ ولما رآني اسهب في هذه النقطة رفع رأسه كأنه غير مصدق أن الكلام موجه إليه ، بل لعله ظن أنني أكلم شخصا آخر جلس معهما من حيث لم يشعر .. فلما تيقن أنه هو المقصود ، حملق بعينيه ، وأخذ يتابع في شغف .. ثم قلت له بعد هذه المقدمة التي كانت بمثابة حرث الأرض ..! قلت وأنا أرسم ابتسامة حانية مشبعة بعيق الحب : دعني أسألك الآن . ألا تصلك رسائل مجهولة تخشى أن يكون فيها ( فايروس ) ماذا تفعل بها ؟؟ قال في تلقائية : احذفها مباشرة ..بلا تردد .. قلت : لماذا ؟ وماذا عليك لو أنك فتحتها لترى ما فيها من باب الفضول ؟ قال وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة شاحبة : بهذا أكون قد عرضت جهازي للتدمير وأنا أعلم ..وهذه مخاطرة غير مضمونة .. فابتسمت ابتسامة عريضة ثم قلت : فلماذا لا تتصرف بنفس الطريقة مع الرسائل الحقيرة التي تحمل إليك تلك المواقع القذرة .. إذا كنت تخاف على ( جهازك ) من فايروس قد يدمره ، فجدير بك أن تخاف على ( قلبك ) من فايروس الشهوات ..! واعلم أن فايروس هذه المواقع الإباحية ، اشد خطورة وأعنف ، لأنها قد تكون سببا في نسف (إيمانك) مع الأيام !! ورأيت وجهه يشع ويتهلل وعيناه تنفتحان بقوة ، ثم قال: والله لم أفكر بهذا الطريقة .. قلت : بل عليك أن تجعل هذه الفكرة نصب عينيك ، لا تفارق عقلك ابداً .. إن غاية ما يفعله الفايروس أن يعطب جهازك ، ثم تتكمن من إصلاحه بتكلفة قليلة فإذا هو يعود كأنه جديد ..! ولكن هذه المواقع الإباحية قد يكون فيها دمار قلبك ، وتعرضك لسخط ربك ، ولعلك باستمرارك على هذا ترسم لك بيديك نهاية مأساوية ، فتكون خاتمتك خاتمة سوء _ والعياذ بالله _ كما حدث لغيرك ممن أوغل في هذا الطريق المحفوف بالخطر ..! أطرق برأسه من جديد ، وأحسست أن كلماتي نزلت على قلبه قوية عنيفة ، رجته رجاً ، بحيث أحسب أنه بكى دون أن يجعلني أشعر .. لكنني كنت ألتقط تمتمات كأنه يستغفر . وعدت أقول .. أكرر لأقرر ..: إذن تخلص من تلك الرسائل بنفس الطريقة التي تتخلص منها من رسائل ترى أنها تحمل معها فايروسات قد تدمر جهازك .. فهذه الرسائل شديدة الفتك ( بإيمانك ) إن كان إيمانك عزيز عليك ويهمك أن تبقى جذوته في قلبك ! إذن الأمر يسير وهين ، بمجرد أن ترى تلك الرسائل بادر إلى حذفها مباشرة ، وكفى الله المؤمنين القتال ..! وسكت قليلا .. وخيم صمت على طاولتنا ، رغم ما يصل إلى آذاننا من اصوات المتواجدين في هذا المطعم .. وبعد أن أطرق طويلاً رفع عينيه وشعرت أن فيهما بريق عجيب ينقدح بوضوح ثم قال: أعاهد الله أمامك وبين يديك أن أفعل هذا بلا تردد .. ولكن ....! وسكت ، فلما طال سكوته فهمت ماذا يعني ، فقلت : تقصد وماذا عن غرف الشات ، وماذا عن المواقع التي اصبحت تعرف طريقها بسهولة .. اكتفى بهز رأسه وعيناه على الطاولة ..فقلت : من خلال نفس المثال نصل إلى المراد .. تابعني جيداً فلعل الله سبحانه أن يقذف في قلبك القبول بما ساقول .. ورفع راسه وبدا كأنه يتشرب المعاني التي ستقال له ..فقلت : لو أن هناك مواقع خطرة للغاية ، يتعرض من يدخلها للاختراق ، ويصبح ألعوبة في يد اصحاب تلك المواقع ، يعبثون به ، وقد يدمرون جهازه بالكلية .. والعجيب أن اصحاب تلك المواقع وضعوا تحذيرا واضحا لكل من يهم بالدخول ، وشعارهم : لقد أعذر من أنذر !!! استحلفك بالله إذا كان هذا كذلك ، فهل ستتجرأ أن تدخل إلى تلك المواقع برجليك من باب حب الفضول ومطاوعة للهوى ؟؟ هز رأسه بالنفي ، وأخذ يردد : لا والله لست أحمق إلى هذه الدرجة ! ووجدت نفسي اقول : بل أنت أحمق أكثر من هذه الدرجة يا صاحبي .. ! ثم استدركت وأنبت نفسي على سقوط هذه الجملة ..فاعتذرت إليه .. غير أنه قال : لا تعتذر أنا كذلك .. وولكن وضح لي حتى أفهم .. قلت : سأوضح لك إن شاء الله .. ولكن المهم أنك تقول أنك لن تدخل تلك المواقع. ابتسم ابتسامة باهتة متكلفة وقال : نعم ، نعم .. كما قيل : ابعد عن الشر وغني له ! ضحكت ولم أشأ أن أعلق على هذا المثل وما عليه من ملاحظات ، واكتفيت بالقول : أحسنت .. وهذا هو عين العقل .. والآن أسألك من جديد: ايهما يعنيك أمره بشكل أكبر وأعظم : إيمانك أم جهازك ..!؟؟ أن يضيع إيمانك ويتلاشى ، أم أن يعطب جهازك وتستطيع إصلاحه!؟ قال بنبرة قوية : لا والله بل إيماني هو الأهم ..! قلت : سبحان الله .. ثم سبحان الله .. فلماذا من أجل المحافظة على ( جهازك ) حرصت كل الحرص ان تتجنب تلك المواقع الخطرة التي قد تدمر جهازك الحبيب ، ولا نراك تحرص من أجل سلامة ( إيمانك ) بل لا تبالي أن ينخفض منسوب الإيمان في قلبك بسبب تلك المواقع الإباحية !!؟ احرص يا أخي الحبيب أن تغلب العزم على التردد .. وادرك إيمانك .. عاد الشاب يطأطئ رأسه من جديد ثم قال بصوت واهن ونبرة مرتعشة : وهل المعصية كفر ..؟ هل العصية كفر ؟؟ قلت : لا .. أعوذ بالله أن أقول ذلك .. المعصية ليست كفرا ، ولكن ... وتعمدت أن أسكت .. فرفع راسه وقال : ولكن ماذا ، أرجوك ..؟ قلت : النصوص تشير بل تؤكد أن المعصية بعد المعصية بعد المعصية تؤثر على نورانية القلب حتى يصبح أسود .. ثم يطبع عليه !! ومن هنا قال علماؤنا رحمه الله : المعاصي بريد الكفر .. ليست كفرا ولكنها قد توصل صاحبها إلى الكفر إن هو تمادى فيها ، وأوغل معها ، ولم يكترث .. واستدلوا على هذا بقوله تعالى : )كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) قال علماؤنا رحمهم الله : ما كانوا يكسبون من المعاصي .. والحديث يوضح هذا ويؤكده .. حيث يخبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن الإنسان إذا فعل المعصية ، نكت في ( قلبه ) نكتة سوداء ، ثم يتوالى النكت على القلب حتى يصبح أسود كالحاً ، فيصيبه الران ثم يطبع عليه ، وتكون خاتمته سيئة والعياذ بالله .. بدا أن الشاب يجاهد نفسه حتى لا تفضحه دموعه التي بدأت تترقرق في عينيه .. وبعد لحظات صمت قال : لكني لكني ، استغفر الله ، وأندم ، وأتوب ، وأعزم أن لا أعود ، غير أني... وانقطع صوته ببكاء ثم قال وهو ينشج : غير أن نفسي الأمارة تغلبني فأعود من جديد .. رفعت صوتي بالتكبير ، حتى أنني انتبهت أن صوتي ارتفع أكثر من المراد ، وخشيت أن يكون صوتي بلغ إلى آذان الآخرين .. فتداركت الأمر .. رفعت صوتي بالتكبير ، حتى أنني انتبهت أن صوتي ارتفع أكثر من المراد ، وخشيت أن يكون صوتي بلغ إلى آذان الآخرين .. فتداركت الأمر .. ثم شرعت أثني على صاحبي وأمتدحه ، وقلت له : بارك الله فيك ، هذا هو المطلوب ، هذه الروح هي التي ينبغي أن تحافظ عليها ، احرص على هذه الحالة مهما كان من أمرك ، ولا تياس من ربك على أية حال .. لعل هذه الحالة التي تتجدد معك : من توبة وندم ودموع وحرقة وعزم على عدم العودة ، ونحو هذا .. لعل هذا يشفع لك عند الله سبحانه .. ولعله يكون خيراً من كثير من أعمالك الطيبة التي تفعلها في حال صحو ضميرك ! فتح عينيه حتى أقصاهما ..وواصلت حديثي : ولكن .. ولكن ارجو أن تنتبه لما بعد ولكن هذه .. قال بلهفة : تكلم .. انا معك ... كل جارحة تصغي لما تقول . قلت : ولكن .. من جهة أخرى عليك أن تفعل شيئا من أجل صحة توبتك هذه . فمن يدري لعل تلك الحالة التي تمر بها ليست إلا من باب الأماني الطيبة ، التي يخادعك بها الشيطان ..! ليوهمك أنك على خير ، وأن ما أنت فيه من أنغماس في المعصية لن يضرك ما دمت تبكي وتندم ، فلا باس أن تعود ..! أعود مرة ثانية واقول لك : هذا شيء طيب الذي تفعله ، ولكن لابد أن تفعل شيئا يترجم هذه الحالة الراقية إلى عمل .. قال وهو يكاد يخرج من كرسيه ليصل إليّ : مثل ماذا ؟ قلت : مثل ما كنا نتحدث فيه وعنه ، أن تجاهد نفسك بأن تتعامل مع تلك الرسائل القذرة ، كما تتعامل مع الفايروس المدمر لجهازك .. وبالنسبة للمواقع فتذكر ما قلناه أن دخولك إليها دخول إلى الهاوية بإرادتك ، فلا تلومن إلا نفسك .. فكما تخاف على جهازك من التدمير أو الاختراق ، فخف على ( إيمانك ) أن يضيع من بين يدك وأنت لا تشعر بسبب هذه الآفة التي قد تأكل عليك ( دينك ) كله .. قال الشاب : هذه فهمتها جيدا ، وأسأل الله أن يوفقني في ذلك ، ولكن هل هناك شيء آخر غير هذا ..؟؟ |
|
قلت : طبعا .. هناك اشياء كثيرة أيضا عليك أن توطن نفسك عليها
لتصح لك تلك الحالة الرائعة من حرارة الندم والتوبة التي تحدثت عنها قبل قليل . قال الشاب في لهفة : مثل ماذا ؟ قلت : منها .. أنصحك قبل أن تفتح الجهاز ، أن يكون بقربك كتاب الله تعالى ، وقبل أن تمتد يدك لتفتح الجهاز ، بادر لتكحل عينيك ، وتعطر قلبك بكلام الله ، تقرأ فيه صفحتين أو ورقتين ..وكأنما تستعد وتتهيأ لما أنت مقبل عليه ، بل كأنما تتزود برصيد إيماني ضخم من أجل جولتك التي ستقوم بها في هذه الشبكة .. وبهذا ستقدم على عملك وأنت مستضيء القلب بنور كلام الله ، وهذا معناه أن يفر منك الشيطان ، فإنه لا طاقة له مع أنوار كلام الله سبحانه .. ارتفع صوت الشاب حتى لقد لفت نظر من هم على الطاولة القريبة منهم : الله أكبر .. الله أكبر .. شيء راائع .. ثم ماذا ؟ قلت : وليس هذا فقط .. لا تنس أن تجمع قلبك في أول دخولك على هذه الشبكة ، وأنت تردد بهمة : بسم الله الرحمن الرحيم..اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم !! ...فهل يعقل أنك تقدم بهذه الروح الرائعة ، ثم نراك تتجه إلى تلك المواقع القذرة ..؟ هل يعقل أن يقدم الإنسان على ( حرام ) وهو يقول بسم الله ويدعو الله أن يتقبل منه .. ؟ هذا ما لا يكون ابداً ..! بدا أن الشاب يتابع وهو في حالة ذهول .. واكتفى هذه المرة بهز رأسه .. قلت : وهذا أيضا لعله لا يكفي .. بل أنصحك أن تجعل قريبا جهاز تسجيل ، تضع فيه صوت قارئ جيد مؤثر تجد صدى قراءته في قلبك ، وأطلق العنان لصوت القراءة وأنت تتجول في مواقع الشبكة ، لا بأس ، مع محاولة منك أن تتابع ما تسمع لتلتقط بين الحين والحين معنى سماوياً رائعاً يتعطر به قلبك ، ويهز فيك روحك .. ولا أحسب أنك ستتجرأ أن تعصي الله وآيات القرآن ترن في أذنيك ، وتهز حواليك أجواء حجرتك .. قال الشاب : حقا هذا لا يعقل ، ولا احسب أن مؤمنا يفعل هذا أبداً .. قلت : لنفترض أنك مع هذا كله وجدت نفسك في حالة ضغط شيطاني لتتجه إلى تلك المواقع القذرة ، في هذه الحالة وطن نفسك على : .. أنك في اللحظة التي ستغلق صوت القرآن الكريم لتشرع فيما تهواه نفسك الأمارة ، في هذه اللحظة بالذات التي ستغلق فيها جهاز التسجيل بادر على الفور إلى إغلاق جهاز الكمبيوتر كله ..!! بمعنى : تغلق هذا ، يعني أن تغلق هذا ، في آن واحد ..وبلا كلام !! اعاد الشاب يرفع صوته : الله أكبر .. رااائع .. اسأل الله العون قلت : اضف إلى هذا كله أمور في غاية الأهمية .. منها : أن تزرع في قلبك مشاعر الحياء من الله ، اغرس فسائلها بقوة وبشكل دائم ، فإنها إن نبتت في جذر قلبك شجرة الحياء من الله ، فتحت لك كل ابواب الخيرات .. قال : يا ليت .. هذه أمنية .. ولكن كيف ؟ قلت : اضرب لنفسك الأمثلة الكثيرة ، وأعدها على سمع قلبك مرارا .. بل لا بأس أن تتحدث عنها مع الآخرين كثيرا ، حتى لو لم تتحقق بها ولكنك تحاول أن تسمو إليها وتجاهد نفسك لتتحلى بها .. وبدا على وجهه أمارات التعجب ، ثم قال : مثل ماذا ..؟ قلت : أمثلة كثيرة يمكنك أن تولدها بنفسك ، سأعطيك نموذجا منها ، وعلى ضوء هذا النموذج قس واعمل على توليد أمثلة أخرى كثيرة .. بدت على وجهه علامات الفرح .. وتزحزح كأنما يريد أن يتقدم مني أكثر ، مع أن بيني وبينه مائدة الطعام الكبيرة .. قلت : لو أنك كنت في حجرتك بمفردك ، وجميع أفراد أسرتك يغطون في النوم ، وشرعت تفتح الجهاز ، وتقبل على تلك المواقع القذرة ، تتصفحها مبهوراً بها وبينما أنت منهمك في التطلع والمتابعة والحملقة بشهوة ، دخل عليك فجأة أخوك الأصغر الذي لا يتعدى عمره الست سنوات ، فماذا أنت فاعل ..؟ وقبل أن يجيب ، واصلت حديثي .. أحسب أنك ستقوم تعلمه ( الأدب ) !! ضرباً وصراخاً وانفعالا ..! أعني أدب الاستئذان !! والحق أن نفسك أولى بتعليمها الأدب قبل أن تعلمه الصغير !! لماذا ؟ لأنك لا تحتمل أن يراك الصبي على ما أنت فيه من وضع مخزي ، ولعله سينقل ما رأى إلى أمه وأبيه بل وإلى كل من يلقاه ، يقول لهم : البارحة رأيت فلاناً يشاهد ...... و..و..و ..! أليس كذلك .. ؟ أطرق قليلا ثم رفع راسه وابتسم ابتسامة باهتة وقال : صدقت . قلت : سبحاان الله .. سبحااااان الله .. كيف استحييت من طفل ولم تستحيي من الله سبحانه وهو يراك !!؟ كيف أزعجك أن يراك الصبي ، ولم يزعجك أن الملائكة تراك وتسجل عليك.؟! إذا استحضرت هذا المشهد جيداً ، فاسمع الآن هذا الحديث القدسي : يقول الله عزوجل : ابن آدم إن كنت تعتقد أنني لا أراك ، فقد كفرتَ .. وإن كنت تعتقد أنني أراك فلماذا جعلتني أهون الناظرين إليك .؟! وهالني هنا أن رايته يضع رأسه على ساعده على الطاولة ويبكي .. وشعرت لحظتها أنني بلغت به السماء وأنه يغتسل بالنور من خلال دمعاته تلك .. ثم قلت : على ضوء هذا المثال تستطيع أن تولد عشرات الأمثلة الواقعية التي تزرع في قلبك الحياء من الله سبحانه ، ولا تمل من إعادة تذكرها والتذكير بها . ومن الأمور التي أوصيك بها : أن ( تلح ) على الله بشكل متصل بالدعاء أن ينقذك من هذا البلاء الذي أنت فيه .. ادع الله دائما ولا تياس ابداً ، توسل إليه باسمائه الحسنى ، تضرع بين يديه ، تذلل له ، اسمح بدموعك ، استمر على ذلك بلا كلل ولا ملل .. لو رايت أن الأمر طال ، واشتد ، والأيام تمضي ولا يلوح في الأفق إجابة لدعائك .. فلا عليك .. ثق أن الله سبحانه لن يضيع هذا الإلحاح ، بل هو يحب هذا منك ، فاستمر عليه ، ويكفي أنه أكرمك وأنعم عليك بأن حرك قلبك للدعاء بين يديه .. فإنها والله نعمة عظيمة ، فلا ينبغي أن تستعجل الإجابة .. وثق أن الدعاء والدموع تقع من الله موقعا عظيما .. قال الشاب بصوت خافت : أما الدعاء والبكاء فأحسب أنهما صديقاي ! .. قلت وأنا أبتسم : وما يديك لعل من بشائر الإجابة لك أن هيأ لك هذا اللقاء ..! انفتحت عينا الشاب بقوة ، وفغر فاه ، ثم قال : إن شاء الله .. إن شاء الله .. يا رب ... قلت : وهناك شيء آخر ..لا يقل أهمية .. اجمع آيات ( المراقبة ) في قائمة واحدة ، وكرر النطر فيها وتأملها وتدبرها ، ورددها على قلبك كثيرا ، وليتك تحفظها حتى تستقر هذه الايات في قاع قلبك ، فإنها إذا استقرت فعلت فعلها العجيب.. وأهم ما في الموضوع أن تقرأها قبيل شروعك في الدخول إلى هذه الشبكة .. قال الشاب : طيب .. ممكن أن تذكر لي بعض هذه الآيات ، ثم سأتولى البحث عنها .. قلت : حبا وكرامة .. إليك هذه الطائفة التي تحضرني الأن : )هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) )أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) )أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) )وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) )وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) )هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ) )الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ) أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) )مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ) ) وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ) )أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) ) أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) والآيات كثيرة .. كثيرة مبثوثة في كتاب الله .. وكون الآيات كثيرة في هذه القضية فذلك معناه أن الله سبحانه يريد : أن يربينا على ( مراقبته ) من خلال هذه الايات .. قلت : وتبقى أمور أخرى .. ولكني أكتفي بأمر أخير ,, وهو أن تذكّر نفسك بأن عساكر الموت ينتظرونك ، فهل تحب أن يأتيك الموت وأنت تتقلب بين تلك المواقع القذرة ، فيدخل عليك أهلك فيجدونك ميتاً على طاولتك والشاشة مليئة بصور يستحي العفيف الكريم أن يراها .. لقد قرأت أن هذا الأمر حدث مع شاب في عمر الزهور ، مات وهو على وضعية سيئة لا يحسد عليها ، في الوقت الذي يموت فيه أناس وهم سجود بين يدي الله ، أو في حلقة علم ، أو وهو يقرأ القرآن ، أو في الجهاد في سبيل الله .. فانظر إلى نفسك هل تحب أن تلقى الله على اي الصورة الأولى أم الثانية !؟ ويبقى أن اقول لك شيئا بعد هذه الإشراقات كلها .. هذه الأمور كلها التي ذكرناها لا تعني أنك ستصبح معصوماً ، وتتحول إلى ملاك كريم لا يعصي الله البتة .. ليتنا نستطيع أن نكون كذلك ، ولكن سنة الله جرت على غير هذا .. ومعنى هذا : أن الفأس قد تقع على الرأس ..! فقد تجد نفسك رغم هذا كله في ( الوحل ) من جديد ، رغم مجاهدتك هذه .. إذا حدث هذا .. فلا تجزع جزعاً يؤيسك من ربك سبحانه ، أو يجعلك تدع ما أنت عليه من مجاهدة لنفسك الأمارة ، بل وطن نفسك رغم كل شيء أن تستمر وتواصل .. تب واندم وعد إلى الله .. ولكن .. ولكن لا تسمح لنفسك أن تمر عليها هذه الزلة بلا عقوبة !! نعم .. بعد هذه المجاهدة كلها ، قد تقع فجأة لأي سبب كان ، ربما على جهاز غير جهازك ، فشمر وتب واندم واستأنف من جديد ، ولكن ، ولكن عاقب نفسك على ما حدث .. صم يوما لله سبحانه .. أو ثلاثة ايام .. قم ليلة أو نصف ليلة .. اهجر الجهاز كله اسبوعاً كاملا لا تقربه .. تصدق بصدقة تشعر بثقلها على نفسك ، اعتكف في المسجد نهارا كاملا ، تملأ هذا الوقت بألوان من الطاعات ، ونحو هذا .. ولو أنك راقبت نفسك جيداً بعد هذا .. لرايت بوضوح أنك اصبحت تتسامى مع الأيام ، وتستعلي على ( ضغط ) هذه الفتنة شيئا فشيئاً ، وأن سقوطك اصبح يقل ويقل ، حتى يصبح نادراً .وهكذا حتى تصل إلى مرحلة تتقزز معها حين تتذكر ما كنت تفعل ..! بل وتعجب كيف كنت تتمرغ في هذا الوحل ..!! أسأل الله أن يحفظنا وإياك بحفظه ، وأن يرعانا وإياك برعايته ، وأن يحمينا وإياك من شر كل ذي شر هو آخذ بناصيته .. وأخذ الشاب يؤمن على الدعاء بنبرة متأثرة خاشعة ..ثم قال : أعاهد الله سبحانه بين يديك أن أعمل بما تعلمته منك هذه الليلة .. وإني أحسب أن ليلة القدر انفتحت لي هذه الليلة ! ضحكت وألححت عليه أن يدعو الله لي فإنه صاحب قلب شفاف ، وروح طيبة .. ولم أتوقع أن هذه الكلمات ستفعل فعلها إلى هذا الحد .. لقد غطى وجهه وأخذ في البكاء .. = = نسأل الله أن يحمي شباب المسلمين تحت كل سماء .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . بو عبد الرحمن |
|
|
رائع جدآ
وهادف جزى الله كاتبه وناقلته بجنة الفردوس
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رسالة لكل مبتلى.................................... | همي ديني | المنتدى العام | 38 | 2009-02-22 12:08 AM |
من رأى مبتلى | عبدالرحمن الحربي | المنتدى الإسلامي | 10 | 2008-04-20 9:19 PM |
هل أنت مبتلى؟إذا فاحمد الله وابتسم | يمامة الوادي | المنتدى الإسلامي | 6 | 2006-12-11 1:38 AM |
مبتلى بعادة قرض أظفاره | يمامة الوادي | منتدى الإرشاد الأسري والنفسي | 16 | 2006-09-16 1:20 AM |