لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
يــا هـــــــــــذا ..!!؟
يا هذا .. اجتهد أن تكون في يقظتك ومنامك : ناظراً إلى الله بالخشية والحياء .. وفي حركتك وسكونك ، أن تكون وازناً لها بالعدالة التي تحفظ عليك مالك ، وتنفي عنك ما ليس هو لك .. وفي غضبك ورضاك : أن تكون ثابتاً على سنن ، لا يزدهيك الرضا ، ولا يستغرقك الغضب .. وفي أخذك وعطائك : أن تكون حاضرَ الذهنِ ، متوقياً من الغلط لك أو عليك .. *** أين أنت عن غريب قد علاه الشحوب وهو في كنٍ ، وغلبه الحزن حتى صار كأنهُ شن ، إن نطق نطق حزناناً منقطعاً ، وإن سكت سكت حيراناً مرتدعاً ، إن أصبح اصبح حائل اللون من وساوس الفكر ، وإن أمسى أمسى منتهب السر من هواتك السر ، قد أكله الخمول ، ومصه الذبول .. يا هذا .. الغريب من نطق وصفه بالمحنة بعد المحنة ، ودل عنوانه على الفتنة عقيب الفتنة .. هذا غريب لم يتزحزح عن مسقط رأسه ، ولم يتزعزع عن مهب أنفاسه ، وأغرب الغرباء من صار غريباً في وطنه .. يا هذا .. الغريب ، من إذا ذكر الحق هُجر ، وإذا دعا إلى الحق زُجر .. يا رحمة للغريب ..! طال سفره من غير قدوم ، وطال بلاؤه من غير ذنب ، واشتد ضرره من غير تقصير ، وعظم عناؤه من غير جدوى .. الغريب من إذا قال لم يسمعوا قوله ، وإذا رأوه لم يدوروا حوله .. الغريب من إذا تنفس أحرقه الأسى والأسف ، وإن كتم أكمد الحزن واللهف .. الغريب من إذا أقبل لم يوسع له .. الغريب من إذا سأل لم يُعطَ ، وإن سكت لم يُبدَ .. الغريب من توجه إلى الله قالياً لكل ما سواه .. *** يا هذا .. إذا أردت ذكر الحق فانسَ ما سواه .. وإذا أردت قربه فابعد عن كل ما عداه .. وإذا أردت المكانة عنده فدع ما تهواه لما يرضاه سبحانه .. *** يا هذا .. ويلك ! إلى متى تنخدع ، وعندك إنك خادع !؟ وإلى متى تظن أنك رابح ، وأنت عين الخاسر ؟! وإلى متى تدّعي وأنت منفي ؟! وإلى متى تحتاج وأنت مكفي ؟! وإلى متى تهبط وأنت علي ؟! ما أعجب أمراً تراه بعينك ، ألهاك عن أمر لا تراه بعقلك ، الحمار أيضا يرى بعينه ولا يرى بعقله !! أفأنت حمار فتُعذر ؟ فإن لم تكن حماراً فلمَ تتشبه به ؟! وإن كنتَ كذلك فلمَ تدعي فضلا عليه ؟!! وإذا لم تكن حماراً بظاهر خلقك وصبغتك ، فلا تكنه أيضا بباطن نيتك وخُلقك ..! قد والله فسدت فساداً لا أرجوك معه لفلاح ..!! ولذلك لا أدري بأي لسان أحاورك ، وبأي خلق أجاورك ؟ وفي أي حقيقة أشاورك ، وبأي شيء أدوارك ؟ سرك كفران ، ولفظك بهتان ، وسرورك طغيان ، وحزنك عصيان ، وشبعك كضة وتخمة ، وجوعك قنوط وتهمة .. ( وفراغك معصية تتولد عن معصية !!! فيا بؤسك !) *** هل يفعل الإنسان العاقل بعدوه ، ما تفعل أنت بروحك ؟! لا ينفعك وعظ ، وإن كان شافياً .. ولا ينجع فيك نصح وإن كان كافيا ..! يا هذا .. كم استميلك إلى حظك ؟ وأتقلب معك إلى مرادك ؟ لست منك إن لم تعني على ذلك .. ولست مني إن سلكت طريق المهالك . أمن العدل أن أنصحك وتغشني ؟ وأرق لك وتقسو عليّ ؟ وأريد بك الحسنى وتكايدني ؟! وأهوى لك الجميل وتعنتني ؟ وأدلك على رشدك وتضلّ عني ؟! لمثل من كان مثلك سُعرت الجحيم !! لا ترجع في أمورك كلها إلى رعاية لوقت ، أو أمانة في معاملة ، أو جهاد لهوى ، أو كبتٍ لشيطان ، أو فيئة إلى تقى ، أو رجعة إلى هدى ، أو طفرة إلى النهى ، أو هجرة للعدى ، أو فعلة للآخرة دون الأولى .. *** أهكذا يكون من عرف الله سراً وجهرا !؟ أهكذا يكون من تطاعم إحسان الله غائباً وحاضرا ؟! أهكذا يكون من ذكر الله سراً وجهرا ؟! أهكذا يكون من اشتاق إليه ساكناً أو متحركا ؟! أهكذا يكون من أحبه متسلياً أو كاذبا ؟! أهكذا يكون من تمرغ في نعمه صباحاً أو مساء ؟! أهكذا يكون ..؟! أهكذا يكون من هو محتاج مع من هو غني !؟ أهكذا يكون من هو عاجز مع من هو قوي ؟! أهكذا يكون من هو عبد مع من هو سيد ؟؟! أهكذا يكون ؟؟ أهكذا ؟ أهكذا ؟؟؟ *** ما أسعدك أيها العبد ، بهذه العناية القديمة من ربك الكريم ، الذي نظر لك قبل أن تنظر لنفسك ، وأيدك بما لم تهدِ إليه همتك .. يا هذا .. أحجرٌ أنت ، فما أقسى قلبك ؟! ما أذهبك في ما يغضب عليك ربك ؟! أبينك وبين نفسك تِرةٌ أو كيد ؟! ( أأنت عاقلٌ حقاً ، أم أنك تدعي العقل ولا عقل لك ؟؟! ) *** يا هــذا .. إنه إذا رأى إخلاصنا في فقرنا إليه ، وتعاوننا في طلب ما لديه ، أخذ بأيدينا ، وجذب بنواصينا ، وأطلعنا على ما فينا ، وكان لنا ناصراً ومعينا .. إنه كريمٌ ، فصـدّق .. ورحيمٌ ، فحـقق.. وجـوادٌ ، فثقْ .. سلهُ فإنه لن يفتح باب المسألة منه إلا ويُدرّ أخلاف بره من لدنه معاملته قد جُربت ، فحُمدت .. وأخباره شاعت ، فصُـدقت .. وشواهده بانت ، وانتشرت.. ونعمـهُ واصلت ، فدامـت .. إن عاتبك ، فإنما يُشرّفك .. وإن كـرر عليك ، فإنما يُعرّفك .. وإن فرّقـك ، فإنما يؤلفـك .. وإن أخـذ منك ، فإنما يُسلفك .. كل فعله عجـيب .. وكل شأنه غريب .. وكل ما تريده منه قريب ليس له في هذه الصفات شريكٌ ولا ضريب .. دعـاكَ ، حتى كأنه محتـاجٌ إليك !! ولاطفـكَ ، حتى كأنه لابد له منك !! وأنت في جميع هذه الأحـوال ، سادرٌ هادر ! لا تلوي على فائتكَ من رضـاه.! ولا تبالي بما تجني عليك يداك.! لـمَ هذا ؟! ولمـاذا هذا ؟! ألكَ مولى سواه !!؟ هل رأيتَ الخـيرَ قط إلا منه !!؟ هل هدأتَ قط إلا معه !!؟ هل وصـل إليك برٌ قط إلا منه !!؟ هل كان لك قِـوام إلا بقـدرته !!؟ هل كان لك انغماسٌ قط إلا في بحار نعمته !!؟ هل كان لك مدار إلا على مشيئته !!؟ هل كان لك رجاء إلا في رحمته !!؟ هل كان لك نجاة إلا بعصمته !!؟ هل .. هل .. هل .. هل !!؟ ( وتنداح الدوائر .. والإجابة واحدة لازمة تتكرر : لا لا لا والذي فطر الخلق ليس لي سواه ربي ، خالقي ، مولاي ، سيدي ..!! ) فالزم عافاك الله حدك ، وطالب نفسك لله بما له عندك واحرص على أن تكون عبداً حقاً ، فإنه إن وجدك عبداً حقاً ، لم يرضَ لك إلا أن يجعلك ملِكاً حقاً !! فافطن ودع الكسل ، ( واخلع عنك ثوب التسويف .. وبادر في لهفة وشوق إلى ربك سبحانه فإنه يفرح بقدومك إليه ، وإقبالك عليه ، وإنابتك إليه ثم يبدل سيئاتك كلها : حسنات ..!! ) *** ألا قارع لبابِ الله !!؟ .. ألا قاصد إلى الله !!؟ ألا راغب في ما عند الله !!؟ .. ألا عائف لما نهى الله !!؟ ألا قابل لأمر الله ومبادر إليه !!؟ .. ألا مشتاق إلى الله !!؟ ألا متوكل على الله !!؟ .. ألا مناجٍ لله في ليل أو نهار !!؟ .. ألا باذل لروحه من أجل الله !!؟ .. ألا ناظر لنفسه مع الله !!؟ ألا آخذ بخطام هواه من أجل رضا الله !!؟ .. ألا محاسب لنفسه على حق الله !!؟ ألا متوجه إلى الله طلبا لما عنده !!؟ ألا خاطب لنعيم الله المقيم الدائم ورضوان من الله أكبر !!؟ ألا مسرور القلب بطاعة الله !!؟ .. ألا نادم على ما فرط في حق الله !!؟ ألا معظم لشعائر الله !!؟ .. ألا مقتدٍ بأنبياء الله !!؟ ألا متبحبح في رياض الأنس مع الله !!؟ *** آه ، ثم آه ، ثم آه ...!! كانوا إذا ذكروا الله تقلقلت ضمائرهم بألوان الشوق إلى المصير إليه ، والقيام بين يديه .. أين أولئك الأشراف الأبرار الأحرار ؟ أين هم ؟ كيف ذهبوا حتى لم يبق منهم ديّار ولا صافر !!؟ ( بل بقيت منهم بقية ، ولن تخلو منهم أرض غير أنهم قليل كاللؤلؤ نادر ولكن قيمته فيه .. نسأل الله بكرمه أن يجعلنا منهم أو يحشرنا معهم ) يا هـذا .. لا سبيل لك إلى ذلك ، إلا برفض الرذائل كلها قليلها وكثيرها ، وأن تتحلى بالفضائل كلها دقيقها وجليلها .. اجتهد أن تتصفح عالم ربك المجيد ، وملكوته الفسيح ، فتعرف منه ما بطن وما ظهر .. وما علن وما استتر .. وما جلّ وما دق .. وما نطق وما صمت .. وما ضر وما نفع .. وما دب وما مشى .. وما انتصب وما انتكس .. وما ضاق وما اتسع .. وما استدار وما استقام .. وما اختلف وما اتئلف .. وما صعد وما هبط .. وما تغير وما جل عن أن يتغير .. وما حسن وما قبح .. وما أعتدل وما أعوج .. وما قرب وما بعد .. وما سعد وما شقي .. وما احتاج وما استغنى.. وما طار وما سبح .. وما حق وما بطل .. وما صفا وما كدر .. وما زان وما شان .. وما كان وما يكون !! إذا عرفت هذه الأشياء ، عرفته بها من ناحية دلالتها عليه. وعرفتها به من ناحيةِ صنعه لها ، وإبداعه لها .. وبهذه المعرفة تستوضح غوامض حكمته .. وتستجلي غوالب قدرته .. وبهذه المعرفة تشهد منافذ مشيئته في مجال إرادته .. فإذا ائتلفت لك هذه المعارف ائتلافاً ، وصارت معرفة واحدة : علق به قلبك على يقين وعيان .. وحينئذِ لا يكون في نوعك من هو أكرم منك عند الله إلا من كان له نصيب مثل نصيبك ، وولاية مثل ولايتك ..فتفهم وافهم..! إن هذا شيء ليس باللعب ، ولا بالأمر الحقير ( ولا يأتي باللهو ، ولا يحصل بتضييع الأوقات في الشهوات ، إنه أمر جد لا هزل له ، ولا هزل فيه ..) *** يا هـذا .. صارف نفسك في أنفاسها وفي خواطرها .. فإن لم تقدر ففي نياتها وعزماتها .. فإن لم تقدر ففي مقاصدها ومراصدها .. فإن لم تفعل ففي أفعالها واختياراتها .. فإن لم تقدر ففي أبدالها وفي ما يقوم مقامها .. فإن لم تقدر .. فأكبرْ على نفسك ، واستأجر نائحة تنوح عليك !! فإنك في الأحياء ميت ، كما كان غيرك في الأموات حياَ..!! *** إن الكلمة تطلب مقرها الموافق لها ، فإذا صادفت سكنت ، وإذا لم تصادف ، جالت في آفاق النفوس ، دائبة إلى أن تجد مكانها اللائق بها ، وإذا نطق من لا ينتفع بها ، فذاك أيضا لتبرؤها عن صدر الناطق وقلة رضاها به ، وقلقها إلى غيره . وأسرار الإنسان في نفسه ، وأسرار نفسه فيه ، غريبة بديعة لا تستوعب بتحصيل ، ولا يوقف منها على تفصيل . *** |
|
يا هذا ..
استشعر العظمة فإنك بهذا الاستشعار تستحق التكرمة ، يا هـذا .. لا تجعل التقصير ديدناً لك ، فليس كل وقت يحتمل ذلك ، واحذر نفسك ، وحذّرها منك .. يا هـذا .. إن كنت من أهل المحنة ، فلا تنظر إلى المحنة ، ولكن انظر إلى المنة في المحنة .. يا هـذا .. افحص عن ودائع الحق فيك ، وانفض خزائنه قبلك ، واشهد آلاءه عندك ، واطلب مزيده بالشكر على ما نوّلك ، فإذا أعوزك الشكر ، فاعترف بالعجز عن القيام بما أمرك ، فوّض إليه ما زوى عنك علمه ، وطوى دونك حكمه .. يا هـذا .. انظر إلى زينة الكون مستظرفاً ، وفكّر في دواوين ملكوته مستعرفاً ، وانتبه عن رقدتك متخوفاً ، ثم انتبه في انتباهك متوقفا ، يا هـذا .. إن عاقك العجز المبذور فيك ، عن تناول الجوهر المنثور عليك ، فنحْ على نفسك نوح الثكول وكاشفها مكاشفة النصوح العقول ، وافتتح أمرها بأن تفطمها عن عاداتها ، وتكظمها عن حرتها ، وتخدمها مستخدماً لها ، فإذا صرخت عليك فاضحة لك ، فامتهنها صائناً لها ، وذللها طالباً لغيرها ، فإنها إن لم تطعك كل الطاعة ، لم تشنع عليك كل الشناعة .. يا هـذا ..ارفق قليـلاً . وانقر الذكرَ بالفكر ، واطلب المزيد بالشكر ، وشرّف القول بالعمل .. *** أفدي والله عيناً باتت تدمع من خشية الله .. بل أفدي والله نفساً ظلت خاضعة مهيبة ، هيبةً له ، بل افدي والله لساناً تلجلج بالاعتذار إلى الله .. بل أفدي والله قلباً ما زال خافقاً من حياء الله .. بل أفدي والله يداً كفت بنانها عن تناول ما لم يبحه الله بل أفدي والله عقلاً اشتاق إلى موعود الله .. *** يا هذا .. إلى متى تدبر وأنت عندك أنك مقبل ؟! وإلى متى تصم ، وأنت في حسبانك أنك تسمع ؟! وإلى متى تعمى ، وفي تقديرك أنك مبصر ؟! وإلى متى تحسب أنك رابح ، وأنت عين الخاسر ؟! *** يا هـذا .. طهّر نفسك من الحرقة على فائت الدنيا .. وقدّس نفسك من الأسف على ما لم تُرزق في الأولى.. وتطامن لحكم الحق ، وإن شق عليك .. إياك ( ولو ) فإنها مزلقة .. وإياك و ( لعل ) فإنها مغلقة .. وإياك والهوى فإنه معلقة .. وإياك والتهمة فإنها مغرقة .. وعليك بالفكر الصحيح ، والرأي الصريح ، والصاحب النصيح .. فإنك بهذا وأشباهه تنعم سراً وجهرا .. قرن الله جهدك بالتوفيق .. وعصمك بالحياطة ، وهداك بالحق إلى الحق يا هـذا .. قـدّم إلى حضري شخصك ، وأخر عن فهم مقالي نقصك ، وقرّب أذنك ، وفرّغ بالك ، وحصّن عقلك ، ومكّن قلبك ، واستوقف حسك ، واحفظ باليقظة نفسك ، واعصِ طبعك ، وانسَ رفعك ووضعك ، واعرف الحق في ما انبذ إليك ، واعلم أن سوابق زفراتي في الحال من دفين وجدي به ، وبوادر عبرتي عليه من مكين شوقي إليه .. يا هــذا .. سلْ لطفه ، واطلب عطفه ، فإنه إن رأى فقرك رحمك ،، وإن شهد أودك قوّمك ، وإن شاهد تضاؤلك عظمّك ، وإن رأى حاجتك وفاقتك سوّمك _ اي ملكك _ .. وإياك والاعتراض عليه .. اشهد آلاءه راعيا لحقه فيها بالشكر .. وفّق الله الجميع ، وجعلك منهم ، ولا أفردني عنك ، وأنطقك بلسان آلائه ، وحرسك بعين ولائه ، وثبتك على مهاج صفائه .. ثق بالله ، واسكن إليه ، وتوّله فيه ، واعتمد عليه ، واطلب المزيد لديه .. يا هــذا .. اقبل مني كلمة واحدة .. لا تسكن إلى الدنيا ، فإنها وحشة ، والقلوب فيها مستوحشة ، استغفر الله إلا من محبتكم ...والسلام عليكم ورحمة الله .. *** يا هــذا اسمع بآفة أخرى : الهـوى مركبي ، والهـدى مطلبي ، فلا أنا أنزل عن مركبي ، ولا أنا أصل إلى مطلبي ، ولعل انقطاعي عن مطلبي ، إنما هو لاعتلاقي بمركبي .. بل هو ذاك ، وفوق ذاك .. فإذا سمعت خطابي ، وفهمت عتابي ، فمتعني بإرشادك لي ، وزوّدني مما أفاء الله عليك .. لعل دواءك يقع على دائي ، فأتخلص قليلاً من نفسي التي قد صادفت الشيطان وهوت في غروره عند كل أمر وشأن ، وإلا فنُح عليّ باكياً .. ومتى أرشدتني بعد طمعك فيّ ، أو نحت عليّ بعد يأسك مني ، فقد قضيت حق الأخوة ، وبُنتَ بين معارفك بفضل المزية .. أسألك بحق الحق إلا جُدتَ عليّ بما استطعت من ذلك ، فما فزعت إليك إلا بعد أن صفرتْ يدي مني ، وإلا بعد أن انقطع رجائي من علمي وظني .. *** يا هـذا .. قف قليلاً عليّ ، واعتبر فيّ طويلاً ، ثم إن كان في أخلاقك طهارة ، ولك في أيثار الحسنى بطانة وظهارة .. فتعطّف عليّ برقة من قلبك ورحمة من نفسك ، سهوٌ قد غمرني ، وحالٌ قد حال بيني وبيني ، وغفلةٌ أتت على زمي وحلي . [ زمي : زم الرحال ، الظعن .. الحل :الإقامة .] وفترةٌ جامدةٌ بين الجوارح ، وعبرةٌ واجفة على الجيب بالحسرات وعبرةٌ واقفة في القلب من الجمرات .. ومالي ملاذٌ إلا بالذي أبلى .. هو مالك الظل ، إن شاء قلّص ، وإن شاء اسبغ ، وهو العالم بالحال ، إن شاء قطع ، وإن شاء بلّغ ، صبراً على النائبات صبراً ، ما صنع الله فهو خير .. ربوبيةٌ لا تليق إلا به ، وإلهية لا تنبغي إلا له ، يا هـذا .. إرادةٌ مشوبة ، وحال مختلفة ، وخُلُق عسر ، وبال خاثر ، وقولٌ كلما رام استنارة ازداد ظلاماً ، وقلبٌ كلما حاول خموداً ، ازداد احتداماً .. *** طوبى لمن باشر فؤداه ببرد اليقين ، وحُلّي بحلية المتقين ، بل طوبى لمن نفث في روعه الأمن ، وكفى في معاملته الغبن ، بل طوبى لمن إذا تنفس الصعداء تذكر السعداء .. يا هـذا .. أطلق عنان همتك في ميدان راحتك ، واستعفف في ظاهرك ، واستشرق في باطنك ، فإنك بأحدهما تكسب عزوفاً ، وبالآخر تنال معروفا .. له سبحانه في كل وقت تدبير لا يُحاط به .. يا هـذا .. أخلص ونادِ .. تُجبْ.. واقصد توفّق .. وانوِ تُعـن .. ومهما ونيت فيه ، وفترت عنه ، وقصرت دونه ، فإياك والشرك به ، والإفك عليه .. ولست أريد بالشرك شرك الجاهلين ، ولا بالإفك أفك المخالفين ، فإنك تمسّ بهما جميع أهل الدين ، وإنما أعني بهما ما خفي ولطف ، لا ما ظهر وكثف .. *** إنما خاب أملك فيه ، لأنه لم يصفُ من كدر غيره .. كما رد طاعتك عليك ، لأنها لم تُنقّ من الرياء .. فاجتهد عافاك الله أن تقل العمل لأن تحقق الإخلاص ،، فإن من حقق الإخلاص ، صار من أهل الاختصاص .. *** |
|
يا هـذا .. ما أعجبني وإياك ..!!
أقرّبك إلى ما أنا بعيد منه .. وأكسوك ما أنا عار عنه ..!! فلو جعلت مكان دعائي لك إلى حظك إجابة مني إلى حظي كان ذلك أرفق بي ، وابر بي ، ولكنني ممتحن بالقول ، فإن كنت أنت أيضا ممتحن بالسماع ، فقد خسرنا جميعا .. يا هـذا .. ماذا يضرك تيهي في قولي ، عند اهتدائك في سماعك !؟ فلا تجعل عثار غيرك عذراً لك في عثارك .. يا هـذا .. من هذا الذي وفّـى فنـدم ؟! من هذا الذي وصـل فانقطع ؟! من هذا الذي وجـد ففقد .؟! من هذا الذي صـدق فحُقر ؟! يا هـذا .. عليك بدعاء الله ، فإن الدعاء من الله بمكان ، اجعله ديدنك في متقلبك ، وإياك وملالته ، فما فُتح باب الدعاء على أحد إلا دل على ذلك على أن الله يحب أن يسمع كلامه .. وربما أخر الإجابة لتدوم الضراعة ، والويل لمن ييأسن من روح الله مع سعته ، أو قنط من عفو الله مع اشتماله .. وما لهج بالدعاء أحد إلا رأى في عاقبة أمره ما يسر النفس ويجر الأنس .. أترى رافض الدعاء بأي شيء يحتج !؟ وبماذا يتعلق ؟ وعلى أي ركن يستند ؟! وبأي شيء يتعلل ؟! ولو لم يكن في الدعاء إلا التلذذ بالمواجهة ، والتنعم بالمشافهة ، لكان فيه مقنع ، فكيف وفيه مناجاة تقضقض الجبارين ؟! وما ألهم الدعاء أحد إلا كان ذلك عنوان خير له ، ودليل فضيلةٍ له .. اللهم إنّـا لو وفينا الحيـاء منك حقه ، لم نواجهك متلوثين بلطائخ الدنيا ، مدلين بالقول ، مقلين من العمل ، عارين من الحقيقة ، بعيدين ما يوجب الوثيقة ، ولكنا على ذاك نعيذ أنفسنا من اليأس من رحمتك ، لأنك قد حظرت ذلك علينا ، ودعوتنا إلى حسن الظن بعفوك ، وإلى جميل عقباك في آخر أمرك .. اللهم فكن لنا أكثر منا لأنفسنا ، ودافع عنا غوائلنا علينا ، وإذا تهتكنا فاسترنا ، وإذا تفرقنا فاجمعنا ، وإذا غفلنا فنبهنا ، وغذا أعرضنا فأقبل نبا عليك ، وإذا فسدنا فأصلحنا ، وإذا بعدنا فقرّبنا .. أنت القادر ونحن الضعفاء .. أنت الغني ونحن الفقراء ، يا ذا الجلال والإكرام .. يا هـذا .. أيها الحيران في سعيه ، السكران في رعيه ، المتغافل عن حظه ، المتجاهل بين لحظه ولحظه ، المتكاسل عن خدمة ربه .. تصفح سرك بعقلك ، واحكم على نفسك بعدلك ، واستيقن أنك مرعي لا مهمل ، ومطلوب لا متروك ، ومحفوظ لا مضاع ، ومقيد لا مطلق .. فتهيّأ يا هـذا جهدك لقبول تحاياه ، وكن منك على بال لعلك تُغـنى بعطاياه .. ضاعف خشيتك ، لتأمن .. ورقق دمعتك ، لتُسكن .. وعفّر خدك ، لتُرحم .. وابسط يدك ، لتُكرم .. وابتذل نفسك ، لتُعـز.. وابذل روحك ، لتُحـرز .. يا هـذا .. ثق أنك لا تفوز بقربه ، إلا ببعدك عن كل ما كان غيره قاطعا عنه ، وشاغلا دونه .. وتذكّـر في أضعاف حالتك ، معارض أفعالك ومقالاتك ،، يا هـذا .. أما حان لنا أن نستحي من العكوف على المخالفة ؟! أمـلٌ يضر ، وظاهرٌ يغر ، وباطنٌ يعر . [ يعر : أي أصابه بمكروه ] وكلٌ يمر بما يسوء ولا يسر .. دع ذا .. دع ذا .. أخلقَ الدينُ ، وعمت الفحشاء ، وأفسد العلماء ، وفشا الجهل ، وظهر الغي ، وتكاشف الناس ، وفقد الصدق ، وغلي الجهل ، وكثرة الجرأة ، وصار ذكر الله لغواً على الألسنة ، وخوت القلوب من الفكر بين السيئة والحسنة ، فلا جرم عاد عتابنا لهم بينونة ، وإمساكنا عنهم دينونة ، فما ندري ما نصنع ؟! ولا ندري إلى من نفزع ؟! والمؤمن إذا قصرت يده عن المعروف ، وامسك لسانه عن الزجر وكلّت عينه عن النظر ، وضعفت منيته عن الإنكار ، تمنى الرحيل عن هذه الدار المحشوة بالنار والعار ، إلى الدار التي هي دار القرار .. فقد جمدت العيون فما تدمع ، وتكبرت القلوب فما تخشع ، وكلبت البطون فما تشبع ، وغلبت الشهوة فما تنزع ، وعاد نهار الدين ليلاً ، والتلذذ بالعلم حربا وويلا ولله أمر هو بالغه ، ولو شاء لجمعهم على الهدى (( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض )) يا هـذا .. إنما نتنفس بهذه الكلمات كما يتنفس المملوق .! **** غالب ظني يا سيدي أنك لمساعدتي على هذا الشجو تؤثر إيثاراً يخف به ما بنا ويحط عنا ما أثقلنا ، ويبيض وجوهنا عند أحبابنا ، ويكفينا شماتة رقبائنا ، وتهدينا إلى الجادة التي منها جسرنا وعنها زُلنا .. فإذا أراكَ اللهُ رأياً فيما سألتك ، فعرفنيه ، حتى ألبس لك شعار الشاكرين ، وأتلقاك بتحية المساعدين ، وأنشر فضلك بين الحاضرين والغائبين ، وأجلو عن عيني قذاها عند رؤيتك بالشمال وباليمين .. وأنت تفعل ذلك على شاكلتك المحمودة ، وجرياً على عادتك المحبوبة ، وإيثاراً للسعي الذي نستثمر منه رضا الله أولا.. ومسرة الأخوان ثانياً ، وشيعوعة الثناء ثالثاً ، والمنافسة في الخير رابعاً ، والثبات على اكتساب المحامد خامساً .. *** أما تعلم أنه ما نظمك سبحانه هذا النظم العجيب ولا أودعك هذا السر الغريب ، إلا لأمر بعيد قريب ، بعيد إن تصامتت عنه ، قريب إن سارعت إليه .. يعاتبك قلا تعتب ، ويدعوك فلا تجيب ، وينعم عليك فلا تشكر ، ويبتليك فلا تصبر ، ويظهر قدرته فلا تبصر ، ثم تولي وتستكبر ، وتعتقد أنك مستغل منتصر ! .. هذا والله الجهل الغالب عليك ، والشقاء المحيط بك ، والشماتة الحاضرة لك . يقرّبك فتبتعد ، ويتألفك فتشرد ، ويطمع بلطف بك فتطمح ، ويقويك فتجنح .. فيا ويلك ! أيّ بلاءٌ أنت على نفسك ، وأي خاسر أنت في سعيك !!؟ تبغي رضا المخلوق ، وتتهاون برضا الخالق ، وما كان المخلوق أنصح لك ، وأذب عنك ، وأدرى بمصلحتك ، واقدر على الدفع دونك ، وأهدى إلى مرادك ، وأوفى لك في عاقبة أمرك .. هذا والله الغرور ، وآخر هذا الغرور الويل والثبور ، انتبه عافاك الله من هذه الرقدة التي قد استغرقتك بالأحلام ، واعترف بحق الله عليك في كل مقال ومقام ، واتخذ جنةً لنفسك يوم القيامة إلى الخصام ، فإن كنت تؤمن بالله على الحقيقة والتمام . ** زهدوك في الدنيا ورغبت فيها !! ورغبوك في الآخرة فزهدت عنها ..!! وكرروا عليك النصيحة في الحالين فأعرضت عنها .!! ورددوا إليك فتأففت منها ..!! فيا مؤثراً الخلاف على الوفاق ، ويا غائصا في بحر النفاق والشقاق كيف يكون الشقي إلا مثلك ، وكيف يكون المحروم إلا من سلك طريقك ، أما ترى بشائر الحق كيف تتردد بين أذنيك وقلبك ؟ أما تسمع زواجر الحق كيف تتكرر على سمعك ولبك ؟ أما ترى مواهبه كيف تنصب على قرنك إلى قدمك ؟ أما ترى قدرته كيف تنفذ فيك ؟ أما ترى حكمته كيف تبدو منك ؟ أما ترى داعيه كيف يناديك ؟ أما ترى رسوله كيف يناجيك ؟ أما ترى كيف ابرزك من العدم ، وحفك بالنعم ، وعلمك ما لم تكن تعلم ، وقدمك فيمن قدم ، وعظمّك فيمن عظم ، وسألك أن تتقدم فلم تتأهب لأن تتقدم ، وأمهلك لأن تفكر وتشاور وتستظهر فلم تتبين ذلك ولم تفهم .. *** ...فأما حالي فسيئة كيفما قلبتها ، لأن الدنيا لم تؤاتيني لأكون من الخائضين فيها ، والآخرة لم تغلب عليّ فأكون من العاملين لها ، فخذ بنا إلى باب الله الذي عليه وقفت الهمم ، فالطريق إليه يمم _ سالكة _ وهو لمن يقصده علم ، يتلقى بالنعم ، ويشفي من السقم ، ويغني بعد العدم ، ويلذذ بعد الألم فإلى متى نعبد الصنم بعد الصنم ، كأننا حمر أو نعم ؟ إلى متى نُسي ظننا به ولم نر خيراً إلا منه ؟ إلى متى نشكو إلى خلقه وليس لنا معاد إلا إليه ؟ إلى متى نشرد عنه ، ولا قوام لنا إلا به ؟ إلى متى نكذبه عن أنفسنا ، وهو أعلم بنا منا ؟ إلى متى نعتصم بغيره ، وهو أقرب إلينا من حبل الوريد ؟ إلى متى نثق بسواه ، وهو لنا تجاه ؟ إلى متى ؟!! إلى متى نختان أنفسنا كأننا على رشد ؟؟ إلى متى .. إلى متى نقول بأفواهنا ما ليس في قلوبنا ؟؟ إلى متى ندعي الصدق والكذب شعارنا ودثارنا ؟؟ إلى متى نتمادى في الغواية ، وقد فني العمر بليلنا ونهارنا ؟؟ إلى متى نخلد إلى الدنيا وقد دنا منها رحيلنا ؟ إلى متى نستظل بشجرة الدنيا وقد تقلص عنا ظلها ؟؟ إلى متى نبتلع السموم ونحن نظن أن الشفاء فيها ؟؟ [ إلى متى ؟؟ أما آنَ لهذه الغفلة أن تنقشع ؟؟ لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين .. ] *** أيها السامع الحبيب .. ليس كل من رقد حلم بما يريد .. ولا كل من مد يده نال ما طلب ولا كل من ادعى ، سُلّم له دعواه .. ولا كل من دعا ، أُجيب .. ولا كل من قرع الباب ، دخل .. ولا كل من استعُفيَ ، عُفي عنه .. ولا كل من قال : بدا لي ، تُركَ .. ولا كل من استرحم ، رُحم .. ولا كل من تعرض استخدم .. ولا كل من وصل ، ود .. ولا كل من سأل حُرم .. ولا كل من ألحف أُعطي .. ولا كل من بكى ، أرضي .. ولا كل من خطب ، زوّج .. ولا كل من رجا ، أدرك .. ولا كل من مُنِع ، خاب .. ولا كل من قدِمَ ، فقد أُكرم .. ولا كل من أُخِرَ ، فقد أُهين .. ولا كل من سبح ، غرق .. ولا كل من خوِفَ ، فرق .. ولا كل من أمن اطمأن ... في الغيب عجائب ، وفي العجائب أيضاً عجائب كيف لا يكون هذا والاستدراج قائم مع اللحظات والتلبيس جار مع اللمحات ، والفرحات مطوية في الترحات ، والترحات مبنية على الترحات .. يا هذا .. قد آنَ لك الآن أن تنقطع حسرة على حظوظ فاتتك من الله وحسن بك أن تلطم خدك حزناً على أحوال من نالها سعد بتوفيق الله وجبَ عليك أن تبكي دماً على ما صنعتَ بنفسكَ في إضاعة حق الله *** كذبتكَ نفسك ، فصدقتها ..! وعُرضت لك الآياتُ والنذر فصدفت عنها ..! وذكرتكَ الأسقامُ والعللُ فتناسيتها ..! وحدثكَ الليلُ والنهارُ ، فلم تُصغِ إليهما ..! وأقبلتَ على لذاتكَ الخسيسة ، فتحرقتَ فيها واستكثرتَ بها ، وتمردتَ على الله ..!! تمردتَ على الله الذي دعاكَ لتركها ، ليعوضكَ خيراً منها [ بل تعويضه لك إذا صدقت : سيكون أضعافا مضاعفة ..! ولكن حمقك ركب رأسك فوليت الأدبار ..!! تباً لك ..! هل الشقي إلا مثلك ..! ] *** |
|
حدثني الآن واصدقْ :
هل في المنعمين من ذا جوده ؟؟ وهل في المحسنين من ذا تفضله ؟؟ وهل في المشفقين من ذا رفقه ..؟ وهل في الكرماء من ذا عطاؤه ؟؟ وهل في المحبين من ذا نافلته ؟ وهل في القادرين من ذا اقتداره ؟ وهل في الناظرين من ذا اختياره ؟ وهل في الماضين والغابرين من ذا إصداره وإيراده ؟؟ لا .. لا وحق الحق الذي يلهج به الخلق .. ما يقدر على هذه العجائب إلا هو .. ولا يجود بهذه المواهب إلا هو .. ولا يأتي بهذه الغرائب إلا هو .. جلّ معبوداً ومقصوداً ، وعزّ مطلوباً ومجوداً [ سبحانه جل شأنه وتبارك اسمه وتعالى جده ] فالزم هداك الله حدك في العبودية . واستعصم في نفسك من آفات البشرية .. وتبرأ من كل ما فضحك من البرية ، ولن تبرأ من كل خطية ، ولن تطهر من كل بلية إلا بيد من عنده قوية .. [ فالهج بالدعاء والتضرع بين يديه ليرحمك فيمن رحم فإنه خير الراحمين ...] *** يا هذا .. دعواك كلها وقاحة .. وخلقك كله وتاحة [ أي قل وصار تافهاً ] وسرك كله خبيث ، وسيرك في الباطل حثيث .. وجهرك نفاق ، وباطنك شقاق ، وذكرك حيلة ، وسكوتك غيلة [ خديعة ] ومعاملتك اختلاس ، وأمانيك أدران وأدناس ، ووعظك خديعة واتعاعظ ريح ، وبعضك غثاء ، وكلك هباء ، وعبادتك رياء وحضورك غيبة ، وآخر أمرك خيبة ..! كأنه ليس لك إلى الله أوبة ، لأنك بنيت أمرك كله على المكر والغيلة وعلى الغش والمكيدة ، وعلى الهوى والمطمعة ، وعلى الخساسة والنجاسة ، وعلى الجهالة والنذالة ، وعلى طلب العاجلة دون الآجلة .. فلا جرم بار سعيك في حياتك التي لا تعود عليك ، وانبتر أملك في كدحك بما لا ثمرة لك عندك ، فما أشأم ناصيتك على نفسك ، وما أقل رحمتك لروحك ، وما أسخاك في كل ما يضرك ، وما أطوعك لشيطانك ..! إن عدو الله لا يرضى منك إلا بالبعد عن باب الله وإلا بالخزي والهوان من ثواب الله .. يا هذا .. لو قد علمت ما قد نزل بك ، وما صُبّ على هامتك وما أحاط بك من شقائك ، لملأتَ الدنيا صراخاً على نفسك وسألت النواحين أن يساعدوك بالبكاء على ما فاتك .. أي مصيبة أنت على نفسك ..؟! وأي بلاء أعظم مما قد استولى عليك ؟! قلبٌ لا يهب فيه نسيم الوجد .. وفكرٌ لا ينتهي إلى تمييز الباطل من الحق . وعينٌ لا تترقرق بالدمع على الخد .. ورأي لا يصح في الوقوف عند الحد .. ونفسٌ لا تبالي بالهجران والصد .. ونصيحة لا تُقبـل على ما فيها من الخير والرشد .. يا هذا .. فُتنتَ بهذه الزينة الحائلة .. وذهبتَ مع هذه العاجلة الزائلة فلا نجوع لقولٍ فيك .. ولا أثرٍ لفلاح منك .. فاسكب الآن دموعك على هذه الحال التي قد حصلت عليها وشق عليك النزوع عنها ، فإن الدموع المنحدرة على هذه الخدود النضرة ، شفاء للأكباد المحترقة بالندامة والأسف ، ألا ترى كيف يقول الأول : لعل انحدار الدمع يعقب راحةً ** من الوجد ويشفي نجيَ البلابلِ يا هـــذا .. سار _ والله _ الركب المخبون وتركوك .. ونجا _ والله _ المخفون ، ولم يلووا عليك .. وحمد المدلجون السرى ، وبقيت تعض أناملك من الغيظ والأسى يا هذا .. قد كان القوم أناخوا عندك ، وسألوك الرحيل معهم ، وبذلوا لك المعونة جهدهم ، وقدموا لك راحلتهم وجبذوا بناصيتك طاقتهم ، ووعدوك أن يبلغوك غايتهم ، ورفقوا بك ، ثم خوفوك الوحشة بعدهم ، والندم على ما يفوتك منهم [ إن تخلفت عنهم ] فأبيتَ وتوانيتَ ، وجمحتَ وطغيتَ وتعديتَ وبغيتَ ، وتفردتَ برأيك ، وظننتَ ظنوناً كلها عليك ..!! [ ويحك ..أما ترحم نفسك ؟ ] فلما حقت الحقيقة ، وجاءت المصدوقة ، أخذتَ تلوكَ لسانك بالويل وتحك عينك بالإصبع ، وتقول : يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله ! *** يا هذا ،، الحق أحق أن يُتبع .. خير الأدوية ما نجع .. خير الكلام ما نفع .. خير الأخوان من ردع .. يا هذا .. بالله عليك ارحمني إذ قلتُ ، وارحم نفسك إذا سمعتَ ومهما شككتَ في شيء ، فلا تشكنّ في أمركَ الذي خلص لك أعني الرحيل عن هذه العرصة ، إلى كنف رب جليل : بهِ وُجدتَ ، وبه عُرفتَ ، وبه حييتَ ، وبه سُعدتَ وبه عقلتَ ، وبه رشدتَ ، وبه أُكرمتَ ، وبه أُعطيتَ وبه حُرمتَ ، وبه سررتَ ، وإليه نُسبتَ ، وإليه انتهيتَ ، وإليه سعيتَ ، وإليه اشتقتَ .. كنفٌ ما آوى إليه أحدٌ إلا وجد أماناً من البؤس .. كنفٌ ما سكنه أحد ، إلا فاز بالرضوان .. كنفٌ ما شامَ برقهِ أحدٌ ، إلا وثق بالسح الدائم .. كنفٌ ما لاذَ به أحدٌ ، إلا تُوِجَ بالعلم والحكمة .. كنفٌ ما استنشق هواه أحدٌ ، إلا وقيَ كل سقم .. كنفٌ ما ألفهُ أحدٌ ، إلا وثق بالكفاية .. كنفٌ ما اطلع أحدٌ على ما فيه ، إلا سلا عن كل ما دونه .. كنفٌ ما سمع أحدٌ بوصفه ، إلا هام عليه .. كنفٌ عرفه العارفون فهاجروا إليه ، وقضوا حياتهم في طلبه ، وتعاونوا على قصده ، وصبروا على كل مكروه من أجله .. ** يا هذا .. ارفق بعباد الله إذا دعوتهم إليه ، وشوقهم بالآيات التي تتابعتَ على كل بعيد عنه ، وقريب منه .. ولا تعجب من قلة إجابتهم .. واعلم أن ما تنطوي عليه من الحق ، هو الذي ينتشر عنك عند الخلق وما تنتسب إليه في السر ، هو الذي تدل عليه في الجهر .. يا هذا .. الاعتراف بالنعمة مدعاة للزيادة ، والزيادة موقوفة على الاعتراف ، والشكر عنوان ذلك .. وإذا وصفنا نفوسنا بالغفلة ، فقد دللنا على بعض الانتباه لأن الغافل لا يشعر بغفلته .. ** يا هذا .. بأي قوةٍ أنعشكَ عن صرعتك ، وأنا على مثل حالك ؟ لا معرج إلا على باب الله .. ولا ظن يحسن إلا بالله .. ولا أمل يصح إلا في الله .. ولا رجاء يستقيم إلا في ما عند الله.. ولا خير يحق إلا عن الله .. ولا توكل يصح إلا على الله .. ولا نجاة إلا بروح الله .. ولا أنيس إلا بكرامة الله .. ولا ظفر الا بنصر الله .. ولا عز إلا بتعزيز الله .. ولا سكنى إلا في جوار الله .. ولا أمن إلا في حرم الله .. ولا غنى إلا من خزانة الله .. ولا فوز بالجنة إلا بتفضل الله .. ولا خلاص من النار إلا برحمة الله .. ** كن لآلآء الله من الشاكرين ، ولفضله من الذاكرين .. وزن رجاءك بالخوف وزناً عدلاً ، ثم رجح الرجاء ، فإنه أدل على كرم المرجو .. وقابل التوكل بالتعرض مقابلة صحيحة ، ثم اجعل الرجحان في جانب التوكل فإنه أشبه بحال العبيد .. ** أيها الصاحب الغادي عليّ بخشوعه ، الرائح إليّ بخضوعه الملتمس من الحكمة ما قد أفل نجمه ، واجتث أصله .. إن كنتَ إنما تريد مباهاة لأبناء جنسك ، واستطالة على من يشير إشارتك ، وطلباً للعز عليهم في دعواك .. فذاك واللهِ أدل على أنك ممقوتٌ عند ربك ، ومحجوبٌ عن ودائع الله قِبَـلك ، ومحرومٌ في أولك وآخرك .. ** يا هذا .. لولا منائحه قِبَلك ما عرفته .. ولولا أنك عرفته ما وصفته .. ولولا أنك وصفته ما اشتقت إليه ، ولولا أنك اشتقتَ إليه ما تهالكتَ عليه . وفي الجملة : لولا أثره فيك ما عزفت نفسك عن سواه ولا ذوبّت كلمك في هواه .. ** أيها الصاحب المؤثر للطائف .. متى انفتح بصرك لطلب حياة نفسك ، وانشرح صدرك لتعرف كمالك وفضلك ، حنّ فؤادك إلى الفحص عنك ، بما يحقق يقينك ، ويجمع لك صفتك .. فقابل ذلك كله بالقبول ، واستعن عليه بالصبر ، وصل الصبر بالاستسلام ، وامزج الاستسلام بالتوكل وحلّ التوكل بالمحبة ، وثبت المحبة بالصدق ، وجُلْ في أثناء الصدق بالإخلاص ، ومُجْ في الإخلاص بالوجد وجُدْ في الوجد بالموجود ، فهناك مكانك ومعانك [ منزلك ] وولايتك وسلطانك .. ** متى أحسست في مفترق حالك ومجتمعها ، وفي مضعن مناك ومرتعها ، بهاجس الحس ، فلا تَعُجْ عليه ، ومتى أحسستَ في معتقدك ومعتمدك ، وفي ماتحك ومغالقك ، خيفة من تسويل نفس ، وتزيين هوى فلا تفرق منه ، ولا تنجذب إليه .. ** يا هذا .. لاحظ قديم إحسانه إليكَ ، وغريب امتنانه عليك، وغامر أياديه لك ، وصوافي مواهبه عندك .. كيف أظهرك بقدرته البالغة ؟ وكيف قلّبكَ في نعمهِ السابغة ؟ وكيف عجنكَ من صنعته الرائعة ؟ وكيف دلك على معرفته البارعة ؟ وكيف قربكَ من حقيقته الشاسعة ؟ وكيف آمنك من سطوته القارعة ؟ يوحشكَ بهذه الأعاجيب إلى نفسه حوشاً بعد حوش وينوشك بهذه الأساليب إلى أنسه نوشاً بعد نوش وأنت .. أنت على عادتكَ في الفتور والنفور مؤثراً لمخاوض الظلمات على النور ؟! لمَ ذلك ؟ وفيمّ ذلك ؟ وعلامّ ذلك ؟؟ أما أزاحَ علتك ؟ أما وقر طاقتك ؟ أما نهج سبيلك ؟ أما وضح دليلك ؟ أما رفق بك ؟ أما أخذ بيدك ؟ أما أنعم إليك ؟ أما أحسن إليك ؟ أما حباك ؟ أما قدّم إسعافك ؟ أما عظم إلطافك ؟ أما غذى عينك ؟ أما نصر وليك ؟ أما خذل عدوك ؟ بلى ، ولكن الإنسان لربه لكنود ، ولآياته عنيد ولنعمه جحود .. يا هذا .. أما سمعتَ من قال : أين تُقتطف ثمار العقبى ؟ فقيل له : حيث تُغرس اشجار البلوى .. يا هذا .. لا تُسحرنّ فالحديث ذو شجون ، والحال مختلفة الفنون ، صل الجد بالمزح ، وامزج العذب بالملح واخلط العتب بالصلح ، ليكون أغرب في غرائب العبرة ، واذهب لعجائب الفكرة .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا .. ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعفُ عنا ، واغفر لنا ، وارحمنا .. أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين . ** يبقى أن أقول أن هذه المادة من منقولي وليس من مقولي غير أني تدخلت قليلا جداًُ كوضع رتوش هنا وهناك وأسأل الله أن يتقبل منا ويرضى عنا ويبارك فينا وفيكم حيثما كنا وكنتم بو عبد الرحمن |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
يــا لــهــذه الــقــســـوة | Ŝђǿǿq Ťąbσύĸ | منتدى النثر والخواطر | 70 | 2010-04-21 9:45 PM |
(*·.¸(`·.¸يــا صديقي ¸.·)¸.·*) | مواادع | منتدى النثر والخواطر | 14 | 2010-04-21 12:36 AM |
$$ .. يــا سـِـعــد عـــينـــك بالــطــرب يــا الحـــمـامــه .. $$ | وفااا | منتدى الشعر والنثر | 12 | 2007-05-06 3:21 PM |
يــا ولـــد | أبو عامر الشمري | المنتدى الترفيهي والمسابقات | 4 | 2006-06-13 10:38 AM |