لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
الحمد لله العزيز الحكيم
الإسلام رسالة للعالمين ، وآياته هي الكتاب والحكمة، أما آيات الكتاب فلا يدرك إعجازها البلاغي والبياني إلا العرب لأن الكتاب أنزل بلغتهم ، فمن كان أعجميا لا يدرك إعجاز القرآن. ما هي الآيات العامة التي يدرك بهاغير العرب أن محمدا رسول الله؟ إنها الحكمة ، والحكمة هي وضع الشيء موضعه الذي ينبغي أن يكون فيه ، فإن وضع الشيء في مكانه فذلك هو الصواب وتلك هي الحكمة. والله تعالى وهب الإنسان عقلا يعرف به الصواب من الخطأ ، والحق من الباطل. فإن كانت رسالة الإسلام حقا من عند الله فإننا يمكننا أن نتنبأ بها بناء على ما جاء قبلها ، أي أن أي إنسان عاش قبل الإسلام لو تناول قضية رسالة المسيح بعقله وتفكر فيها بحكمة لاستطاع أن يتنبأ بنفسه برسالة الإسلام ، إن أقرب مثل لهذه القضية هي المعادلة الرياضية ذات رمز واحد مجهول . نستطيع أن نتعرف على الرمز المجهول من خلال قيمة الرمز المعروف والنتيجة المتحصلة. كيف نتنبأ برسالة الإسلام بناء على الرمز المعروف (رسالة المسيح)؟ نضرب لذلك مثلا : هب أنك أتيت بآلة ميكانيكية لولد من أولادئك وأردته أن يعتني بصيانتها، فشرعت في تعليمه كيفية صيانتها لمدة طويلة ، ثم بعد ذلك تبين أن ابنك لم يكن باله معك حين كنت تعلمه بدليل أنك لما طلبت منه أن يفك برغي لم يعرف هل يدير المفتاح يمينا أم شمالا مع أن فك برغي هو أبسط وأسهل شيء في الميكانيكا. هل من الصواب أن تترك صيانة هذه الآلة لابنك هذا الذي لا يعلم أبسط الأشياء في الميكانيكا أم تختار ابنا آخر من أبنائك توسمت فيه الجد والاهتمام؟ لا شك أن التصرف الحكيم هو أن تختار من أبنائك من هو أحق بالأمر المسند إليه ، ولا شك أن أحقهم هو من ترى فيه اهتمام وحماس للمهمة المكلف بها ، فتناديه : يابني تعال أعلمك كيفية صيانة الآلة، خذ هذا الكتاب الكاتالوج ، اقرأه جيدا واتبع الإرشادات الموجودة فيه وطبقها وعلم من هم تحت مسؤوليتك. كان هذا مثلا ولله المثل الأعلى ، ما ضربته إلا لفهم حكمة الله. إن الغاية من بعث الله للرسل هي الإيمان بالله وباليوم الآخر ، أي أن الرسل يذكرون الناس بأن بعد الموت حياة أخرى ، وإن أبسط آية لليقين باليوم الآخر هي آية إحياء الموتى . لقد أوتي عيسى عليه السلام تلك البينة العظمى آية إحياء الموتى ، فهي بلا شك أعظم آية لإدراك الحياة بعد الموت ، فالذي ينكر اليوم الآخر ما أنكر ذلك إلا لأنه استبعد الحياة بعد الموت فكانت آية إحياء الموتى هي أبسط آية يستيقن بها المنكر أن البعث حق. ومع ذلك زل قوم المسيح من بعده فأنكروا أن يحيي الله الإنسان بجسده وزعموا أن الإنسان سيعود إلى الحياة في شكل شبح بدون جسد مع أن الذين أحياهم عيسى عليه السلام بإذن الله عادوا إلى الحياة بأجسادهم وبشحمهم ولحمهم . وزلوا فادعوا أن المسيح هو الإله ، وأنه صلب تكفيرا عن خطايا البشر... فما هو التصرف الإلهي الحكيم مع الناس بعد رسالة المسيح ؟ هل يبقي الله النبوة والكتاب في قوم زلوا بعدما جاءتهم أعظم البينات وأبسطها فلم يدركوا بها حقيقة اليوم الآخر أم أن التصرف الحكيم ينبغي أن يكون مشابها للمثل الذي ضربته لك فيؤتي الكتاب والنبوة لقوم آخرين أحق بها من بني إسرائيل ؟ لا شك أن التصرف الحكيم هو أن يعهد الله بالكتاب والنبوة إلى قوم آخرين أحق بها. إن أحق الناس بالكتاب والنبوة من بعد بني إسرائيل هم من لم يؤتوا كتابا إلهيا من قبل ولم يرسل إليهم رسولا من قبل ، فالعرب أميون في خبر السماء ، والأمي أحق بالتعليم . والرسول المصطفى منهم ينبغي أن يكون أميا لا يقرأ ولا يكتب ، فالأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب هو الأحق بالتعليم. وهذا الأمي يجب أن يكون يتيم الأبوين لأن النبوة رحمة واليتيم أولى برحمة الله ممن له والدين. إذن فالكتاب والنبوة هما علم ورحمة ، فالأمي أولى بالعلم ، واليتيم أولى بالرحمة. لقد آتى الله ذلك الرسول الأمي اليتيم الكتاب وكان أول خطاب إلهي له هو : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ. وها نحن رأينا تشابها تاما بين قضية رسالة الإسلام وبين ذلك المثل الذي ضربته والذي كان تصرفك الحكيم هو أن تختار من أبنائك أحقهم بتحمل مسؤولية صيانة الآلة فتعلمه مالم يعلم وتسلمه كتاب الكاتالوج وتأمره أن يقرأه ويتبع ما فيه من إرشادات . رسالة المسيح آياتها حسية تدرك بالأبصار ثم تصير خبرا للخلف . كما أنها وإن كانت هي أعظم الآيات الحسية فإن الآيات العقلية (الحكمة) هي التي تعطي كمال اليقين أكثر مما تعطيه أعظم الآيات الحسية. سأضرب مثلا للآيات الحسية والآيات العقلية ليتبين لنا أيهما أكثر يقينا. هب أنك كنت غائبا ثم عدت إلى البيت فأخبرك أخوك بأن فلان الأستاذ قد زارك في البيت فلم يجدك وآية ذلك أنه نسي ربطة عنقه وسبحته ، فصدقت أخاك حينما تعرفت على سبحة وربطة عنق فلان الأستاذ. هذه الآيات الحسية وإن كنت قد استيقنت بها صحة ما أخبرك به أخوك إلا أنها ليست هي كمال اليقين، قد يكون أخوك اشترى سبحة وربطة عنق شبيهة بالتي عند صديقك فأوهمك بها أن صديقك الأستاذ قد زارك بينما الحقيقة غير ذلك. أما لو أنك حين عدت إلى البيت وأخبرك أخوك بأن فلان الأستاذ قد زارك وآية ذلك أنه رتب كتبك التي تركتها مبعثرة فرصها في الخزانة ترتيبا أبجديا كل نوعية من الكتب لوحدها فإنك ستصدق أخاك وخاصة إذا كان أخوك أميا لا يعرف القراءة ولا الكتابة لأن الأمي في القراءة ولا الكتابة لا يستطيع أن يفعل ذلك. إذن فالحكمة هي أعظم الآيات يقينا على الإطلاق . يتبع
|
قلت في ما سبق إن الله ضرب المسيح مثلا للإنسان في مرحلة الحمل وهو جنين حي بالروح في بطن أمه ، ولقد كان النبي (يحيى) مصدقا بالمسيح ( الروح ) لأن وجود (الحياة) مرهون بوجود(الروح ) ، فالحياة (يحيى) تدل على وجود الروح (المسيح).
ثم ضرب الله محمدا لمرحلة ما بعد الحمل ألا وهي مرحلة الولادة حيث يخرج الإنسان طفلا أميا لا يعلم شيئا فيتعلم إلى أن يبلغ رشده. هل يمكننا أن نتنبأ بمثل آخر يضربه الله للإنسان في نفسه؟ بناء على ما سبق فإن المرحلة الثالثة التي يضرب الله لها المثل هي مرحلة بلوغ الإنسان سن الرشد حيث أن الإنسان في هذه السن يبلغ الهدى فيصير قادرا على تحمل المسؤولية . إذن فأهم المراحل التي يمر بها الإنسان ثلاثة : 1) مرحلة الخلق : المسيح عليه السلام ضرب مثلا لهذه المرحلة. 2) مرحلة النشأة (الولادة والطفولة) : محمد صلى الله عليه وسلم ضرب مثلا لهذه المرحلة. 3) مرحلة البلوغ (بلوغ الرشد والهدى) : هل سيضرب الله لها مثلا ! حسب المنطق والحكمة فإن مرحلة البلوغ ينبغي أن تتحقق ليتبين للناس جميعا الرشد من الغي وذلك هو نصر الله بالحجة لدينه ليظهره على الدين كله. متى تبلغ الأمة رشدها؟ هل في القرآن تصديق لما نبأتنا به الحكمة؟ أسألة سنجد لها جوابا في القرآن بعون الله.
|
الحكمة هي أساس النبوة، فما من نبي إلا وأتاه الله الحكمة بالإضافة إلى علم الكتاب. وكل نبي يتنبأ بالوحي الإلهي بواسطة ملك من الملائكة بإذن الله فيخبره بأخبار الغيب عن المستقبل ، أو يتنبأ بواسطة الحكمة التي أوتيها.
وها نحن نبأتنا الحكمة بآخر رسول من بني إسرائيل وقد ضرب مثلا للإنسان وهو جنين في بطن أمه يحيى بالروح، ثم نبأتنا الحكمة أن المرحلة التالية التي ينبغي أن يضرب لها المثل هي مرحلة ولادة ذلك الإنسان كطفل أمي لا يعلم شيئا فيتعلم. ولقد جاء الواقع مصدقا لما نبأتنا به الحكمة ، فكان المسيح عليه الصلاة والسلام هو المثل المضروب للإنسان (في حالة الحمل) وهو جنين في بطن أمه يحيى بالروح، وكان محمد عليه الصلاة والسلام هو المثل المضروب لولادة الإنسان طفلا يخرج من بطن أمه لا يعلم شيئا (أميا) فيتعلم. ما هي المرحلة المقبلة التي ينبغي أن يضرب الله لها مثلا في أنفسنا؟ الحكمة تقول : إنها مرحلة بلوغ الطفل سن الرشد حيث ينتقل الإنسان من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرجولة . كم يحتاج الطفل من الزمن من ولادته إلى أن يبلغ الحلم؟ الجواب : 15 سنة. ولادة أمة كولادة إنسان ، فإذا كان الطفل يبلغ رشده في سن 15 فإن الأمة ينبغي أن تبلغ رشدها في مدة زمنية تواطئ نسبيا عدة مدة الزمن بالنسبة للإنسان، أي أن الأمة ستبلغ هداها حين تبلغ الحول ال15 حسب وحدة قياس الزمن بالنسبة للأمة. إذا كانت وحدة قياس الزمن بالنسبة للإنسان هي السنة (الحول) فما هو الحول أو وحدة قياس الزمن بالنسبة للأمة؟ الجواب : القرن (100) سنة، فأمة تبلغ من العمر 3 قرون كالطفل الذي يبلغ من العمر 3 سنين ، وأمة تبلغ من العمر 15 قرن كالطفل الذي يبلغ رشده في سن 15. القرآن الكريم بين لنا وحدة قياس عمر الأمم، فقد عبر عن كلمة (أمة) بلفظ (قرن)، وعبر عن كلمة (أمم) بلفظ (قرون). هذه أمثلة من القرآن : 1) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ... 2) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا. 3) كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ. 4) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ. 1) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ. 2) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا. 3) قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى. 4) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ. كانت هذه أمثلة من القرآن استعمل فيها لفظ (قرن وقرون ) وأريد به (أمة وأمم) مما يدل على أن وحدة قياس زمن أية أمة من الأمم هي (القرن). أمتنا الإسلامية بلغت قرنها الخامس عشر (15) ، وحيث أن مثل الأمة كمثل الإنسان يبلغ رشده في سن (15) فإن الأمة إذا بلغت قرنها ال(15) فإنها تبلغ هداها ويريها الله آياته فيعرفها الناس جميعا ويتبين لهم حق اليقين أن محمدا رسول الله. هذا ما تقول به الحكمة فهل نجد تصديقا لها في الكتاب؟ كيف نجد ذلك؟ إذا أراد الله أن يضرب مثلا لأمة الإسلام برجل فإن أولى الناس وأحقهم بضرب المثل لأمة الإسلام هوإبراهيم عليه السلام ، فأمة الإسلام منسوبةإليه : (وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا) ،(مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ ). إن إبراهيم هو رمز الهدى فهو المهدي الذي أمر الله كل النبيين والمؤمنين من بعده أن يتبعوا ملته : (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ). إذن فإبراهيم عليه الصلاة والسلام هو خير من يضرب مثلا لأمة الإسلام في مرحلة طفولتها وفي مرحلة بلوغها أشدها ، وهو فعلا أمة بشهادة القرآن : إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. تعال لنرى كيف ضرب الله إبراهيم مثلا لأمة الإسلام . لقد ذكر الله إبراهيم في القرآن 69 مرة ، أول سورة ذكر فيها إبراهيم هي سورة البقرة حيث ورد اسم إبراهيم (15) مرة ، وقد ورد اسم إبراهيم في سورة البقرة وحدها برسم مختلف عن باقي سور القرآن كما يلي (إبراهم) بدون ياء بين الهاء والميم. أما في ماعدا سورة البقرة فقد كتب اسم إبراهيم هكذا (إبراهيم). إن رسم اسم (إبراهم) (15) مرة بالترتيب بدون ياء بين الهاء والميم يدل على أن إبراهيم قد ضرب مثلا للأمة وللإنسان ، فالإنسان تستمر طفولته من يوم مولده إلى بلوغه (15) سنة ، كذلك الأمة التي ولدت أمية ستبلغ رشدها في قرنها ال(15). لقد كانت آخر مرة ذكر فيها (إبراهم) بهذا الرسم وهي المرة الخامسة عشر هي في قوله تعالى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). إن هذه الآية تعبر عن حالنا فنحن نؤمن أن الله عزيز حكيم كما يؤمن إبراهيم بقدرة الله على إحياء الموتى ولكننا نبحث عن كيفية حكمة الله فتطمئن قلوبنا برؤيتنا لها ببصائرنا وبذلك نرتقي من علم اليقين إلى حق اليقين أن الله عزيز حكيم كما سأل إبراهيم ربه عن كيفية إحياء الموتى فلما أراه الله تلك الآية اطمئن قلبه وعلم حق اليقين أن الله عزيز حكيم. ها نحن نرى في القرن ال (15) آيات الله وقد ضربها لنا في أنفسنا وفي الآفاق ، وهكذا نعلم أن قوله تعالى (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) لم يقصد بها المؤمنين المعاصرين لعهد النبوة وإنما سيريها للناس في القرن ال (15) ، فبعد الوعد في سورة النمل بقوله( سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا) فصل الله تلك الآيات على أنها آيات في الأنفس وفي الآفاق في سورة فصلت وهي السورة رقم (15) ترتيبا إذا بدأت العد من سورة النمل التي تضمنت الوعد ( سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا) لتجد أن السورة التي جاء فيها تحقيق الوعد هي السورة الخامسة عشرة وقد فصلت تلك الآيات بقوله تعالى (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)، فما بين (سيريكم آياته) و(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا) 15 سورة ، وهي مثل مضروب للآيات التي سيريها للناس بعد 15 قرن من ميلاد أمة الإسلام. إن غاية إرسال الله لرسالاته هي نصر دينه بالحجة البينة فيستيقن الناس الآيات ويعلمون أن الدين الحق هو الإسلام. وحيث أن بلوغ الغاية يحتاج إلى وسيلة فإن وسيلة الهدى هي العلم ولقد عبر عنه في أول ماأنزل من قرآن (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ... عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) . وأما الغاية فهي نصر الله لدينه بإظهار البينة للناس فيدخلون في دين الله أفواجا ، ولقد عبر القرآن عنها في آخر ماأنزل من قرآن وهي سورة النصر (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا...). إذن فأول ماأنزل من قرآن هو الوسيلة ، وآخر ماأنزل من قرآن هو الغاية، وما بين الشروع في الوسيلة إلى تحقيق الغاية 15 قرن. ولقد وجدنا القرآن يعبر عن ذلك في ترتيب السور حيث أن سورة النصر (وهي آخر سورة أنزلت) هي السورة رقم 15 ترتيبا إذا بدأت العد من سورة العلق (وهي أول ما أنزل من قرآن. وإذا كان الله قد وصف الهدى بأنه نور ، والنور في القرآن صفة للقمر، فإن نور القمر يصل الكمال في الليلة الخامسة عشر (15) يتبع إن شاء الله ولو بعد حين.
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|