لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
خطوات جريئة نحو شخصية مؤثرة
خالد روشه اعتدنا أن نرى انجذابا كبيرا من شبابنا نحو ذلك المصطلح - " الشخصية المؤثرة " – فما يلبث أحدهم يجد مقالا أو كتابا أو محاضرة بهذا المسمى حتى يسعى إليها ويحاول قراءتها والاستمتاع بها متمنيا لنفسه أن يوصف بهذا الوصف ولشخصيته أن تصير تلك الشخصية المؤثرة التي يقرأ عنها .. وللأسف الشديد فكثير ممن يقرؤون عن الشخصية المؤثرة تستهويهم القراءة وينسون تطبيق ما قرؤوه أو أن المكتوب أصلا يكون حديثا من نوع أحاديث الترفيه التي كثيرا ما قلد كاتبوها الكتاب الغربيين في طريقة كتاباتهم الإدارية حول المدير المؤثر والرئيس المؤثر وغيرها من الكتب التجارية كثيرة البيع ضعيفة الأثر ! وكنت قد كتبت قبل فترة في هذا المكان تحديدا حول الشخصية الدعوية المؤثرة كشكل من أشكال التحليل البنائي في أسباب كون شخصية ما تستطيع أن تؤثر في الآخرين .. نجده باخر المقال,,, ولكننا اليوم نريد معا أن نسلك سبيلا أكثر عملية وتطبيقية للوصول إلى الشخصية المؤثرة عبر عدة خطوات وصفتها بالجريئة حيث إنها تحتاج تصميما ودافعية بنية صالحة .. * * هل نعاني من نقص في الشخصية ؟ قد تعتري المرء بعض المشاعر في بعض المواقف يستشعر فيها من نفسه بنقص في شخصيته , إذا وجد نفسه مهمشا في موقف هام أو وجد نفسه غير ذي حظ حيث يفوز المؤثرون وأقوياء الشخصية .. وقد أصبح وصف الشخصية بالنقص تعبيرا شائعا في كثير من أوساط الشباب وهم – في غالب الأحيان – لا يدركون كنهه الحقيقي .. فإن الشعور بذلك النقص قد يكون وهما داخليا ارتبط بالإنسان منذ صغره وطفولته , وقد يكون ناتجا من عدم معرفة الإنسان بقدراته وطاقاته التي يتميز بها ..ولازلت أذكر ذلك الموقف في الصغر بينما كان من زملائنا التلاميذ من كنا نعتبره منطويا ضعيفا لا يتمتع بشخصية مؤثرة وبينا نحن في طريق لنلعب بعض الألعاب إذ اعترض طريقنا بعض الذين يكبروننا سنا وإذا بأخينا المنطوي هذا يصير هو فارس الميدان ويتحمل وحده مسئولية الدفاع عن فريقنا جميعا وإذا بالكبار يخافونه ويفسحون لنا السبيل ..ومنذ ذلك الحين وهو له في فريقنا أكبر المقام !! وبغير إسهاب نستطيع أن نقول أن كل موقف سلبي يمر بالإنسان من صغره ولم يستطع أن يؤثر فيه كما يرتضي يعتبر مكونا صغيرا من مكونات هذا الشعور السيئ بضعف الشخصية والعكس صحيح فكل موقف إيجابي يمر بالمرء ويوفقه الله في أن يكون مؤثرا فيه ويرضى عن سلوكه فيه يكون عنصرا مهما من مكونات قوة شخصيته .. * * الخوف ..كيف يؤثر على الشخصية ؟! فإذا نما شعور الخوف في شخص نتيجة تجربة قاسية مرت به أو خطأ ارتكبه فإن ذلك سوف يورثه تراجعا في نموه الشخصي والتأثيري , وانظر ههنا كيف يوجه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم نحو ذلك المعنى ويقول " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف , وفي كل خير , احرص على ما ينفعك ولا تعجز ...الحديث " رواه مسلم وانظر كيف عالج النبي صلى الله عليه وسلم مواقف الخوف عند أصحابه علاجا لا مثيل له , فبينما هم عائدون من غزوة أحد وجراحهم بعد تنزف نزفا ترسل إليهم قريش أنها ستأتيهم لتستأصل شأفتهم ..فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: " حسبنا الله ونعم الوكيل " ويأمر أحابه أن يخرجوا إليهم في حمراء الأسد ويؤكد ألا يخرج معه إلا من شهد أحدا .. !! إنه يداوي جراح الألم ويزيل أثر الضعف ويؤكد على معنى الثبات والتأثير والفداء .. والخوف عادة يخفي ميزات الشخصية ويبديها ضعيفة منكسرة باهتة , وانظر لمن يلقى خصمه وهو خائف منه كم ينظر إليه خصمه باستهتار واستعلاء ... ودعونا نتذكر موقف شيخ الإسلام ابن تيمية في لقائه بقازان ملك التتر وحديثه الجريء معه وثباته وصلابته وقوته في الحق الأمر الذي جعل قازان يهابه كما لم يهب أحدا قبله وهو الوحيد الغريب وهذا ملك متوج !! يروي تلاميذ شيخ الإسلام أنه قد ذهب للقاء قازان في عدد من العلماء وأنهم لما رأوا جرأته على الملك خشوا من مصاحبته في طريق عودته فسلكوا طريقا آخر وتركوه وحده , ثم إنهم قد تلقفهم اللصوص وسرقوا ثيابهم , ودخلوا البلاد بلا أثواب بينما شيخ الإسلام يعود مظفرا !! |
|
* * هل بلغنا الرشد النفسي ؟!
كثير من أعراض ضعف الشخصية الذي نعاني منه يرجع إلى أننا لم نبلغ النضج والرشد على المستوى النفسي بصورة مناسبة , وإنما يكون سبب ذلك عدم اكتمال المنهج التربوي الذي استخدمه الآباء والمربون في نفوسنا وأثناء حياتنا .. لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على تربية أبناء أمته تربية نفسية رشيدة فإذا بهم ينضجون مبكرا ويتحملون مسئولياتهم مبكرا ولا ترى في شخصياتهم عوجا ولا نقصا .. وكنت كثيرا ما أتحدث للأصدقاء أن المنهج التربوي الإسلامي لم يعترف بتلك الصفات المنقوصة التي جمعها التربويون الغربيون فيما أسموه : " فترة المراهقة " , نعم قد اهتم الإسلام بجميع فترات العمر ولكنه لم يجعل تلك الفترة – كما يصور لنا الغربيون – هي فترة التمرد والغواية والاهتمام بالجسد ونزعاته مع ضعف الحكمة وقلة الإنجاز ..بل لقد أسند النبي صلى الله عليه وسلم قيادة جيش عرمرم لشاب لم يبلغ الثامنة عشر من عمره , وأجاز في الغزوات شبابا في الخامسة عشر من أعمارهم , وكان السابقون من علماء هذه الأمة لا يبلغ أحدهم الثامنة عشر سنه أو أقل من ذلك إلا نضحت فكرته واتضحت طريقته وتحمل مسئوليته كاملة وقام بها على أكمل وجه .. * * ضياع الهدف وراء ضعف الأثر .. كل نشاط لا هدف له يدل على حقيقة خافية ، وهي وجود مركب نقص لدى الإنسان ، فالإنسان العشوائي الذي غم عليه هدفه ما يزال يتخبط في سلوكه , فتضيع منه أيامه ولا يكتمل له إنجاز ولا يؤثر في محيطه ومجتمعه تأثيرا إيجابيا .. ومن هنا نستطيع أن نقول أن انطلاق منظومة من الأهداف التربوية في كل مرحلة من مراحل العمر مأخوذة من المنهج القرآني وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم صار واجبا ملحا على كل القائمين بالعملية التربوية سواء على مستوى التنظير لها أو التطبيق , لأن تربية لا تتضح أهدافها ومعالمها في نفس المرء لا تورثه إلا ذوبانا في غيره وضعفا في شخصيته .. * * صفة الاجتماعية وأعراض الخجل ! أتألم كثيرا عندما أجد من الدعاة إلى الله من هو منطو على نفسه منغلق في شخصيته , بعيد عن التأثير في الناس , وأتساءل عندها في نفسي ..من إذن يعلم الناس ويوجههم وينصحهم ويصوب خطاهم إذا كنا جميعا نفضل الانزواء والانطوائية والبعد وعدم الاجتماعية , إن الدعوة إلى الله أشرف وظيفة وأحسن مهمة , فمن ذا الذي يتأبى عليها ويخجل منها ؟ حتى العلماء الذين كتبوا في فضائل العزلة لم يعدوا منها عدم دعوة الخلق إلى الله ونصحهم وتعليمهم , وإنما يتأتى خجل بعض الدعاة وانطوائيتهم من سببين لا ثالث لهما الأول عدم قدرته على السيطرة على نفسه في تطبيق الأخلاق التي تعلمها فعلياً مع الناس والثاني عدم اتصافه بالتواضع وخفض الجناح للمؤمنين فهو يخشى أن يخالط من لا يعرف قدره فيهتز مقامه , لذا تجد كثيرا من هؤلاء هو اجتماعي ممازح بين القريبين منه , عبوس قطب الجبين بين الناس .. فيا عجباً من أمثال هذا ! * * سوء الظن بالناس ..علامة سوداء ووصف سالب : إن المحسن الظن بالناس ، الذي يلتمس لهم المعاذير، ويحملهم على أحسن المحامل يعيش في راحة بال، واطمئنان نفس، ويجد لنفسه مكانا بينهم غير مستنكر ولا منبوذ , ويجد لنصائحه أثرا في قلوبهم ولتوجيهاته راحة في صدورهم والعكس صحيح، فإن المسيء الظن بالناس تضيق به صدورهم وتكتئب منه نفوسهم .. وتجد مرضى القلوب بذلك الداء دائماً يسارعون إلى سوء الظن والاتهام لأدنى سبب، فلا يلتمسون المعاذير للآخرين، بل يفتشون عن العيوب، ويتصيدون الأخطاء، ويجعلون من الخطأ خطيئة. وإذا كان هناك قول أو فعل يحتمل وجهين: وجه خير وهداية، ووجه شر, رجحوا احتمال الشر على احتمال الخير، خلافا لما أثر عن علماء الأمة من أن الأصل حمل حال المسلم على الصلاح، والعمل على تصحيح أقواله وتصرفاته بقدر الإمكان، وقد كان بعض السلف يقول: إنّي لألتمس لأخي المعاذير ثم أقول: لعلّ له عذراً آخر لا أعرفه! إن آفة هؤلاء هي سوء الظن، ولو رجعوا إلى القرآن والسنة لوجدوا فيهما ما يغرس في نفس المسلم حسن الظن بعباد الله، فإذا وجد عيبا ستره ليستره الله في الدنيا والآخرة، وإذا وجد حسنة أظهرها وأذاعها، ولا تنسيه سيئة رآها في مسلم حسناته الأخرى، ما يعلم منها وما لا يعلم. إن حسن الظن دليل سلامة الصدر وأظهر آثاره حسن قبول الآخرين لك وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، فلا تحمل الصدور غلاًّ ولا حقدًا، وقد أوجب الإسلام على المسلم أن يحسن الظن بإخوانه المسلمين، فلا يحل لأحد منهم أن يتهم غيره بفحش أو ينسب إليه الفجور أو يسند إليه الإخلال بالواجب أو النقص في الدين أو المروءة، أو أي فعل من شأنه أن ينقص من قدره أو يحط من مكانته، بل قد أمر الله بالتثبت؛ ونهى عن تصديق الوهم والأخذ بالحدس والظن، فقال: "ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا". والتمادي في الاعتقاد في سوء فهم الناس علامته أخرى واضحة في نقص الشخصية ، فالشخص الذي لا يثق في أحد هو الشخص الذي أصبح لا يتحرر من فكرة خطأ وهذا ايضا صحيح بالنسبة للشخص الذي يتمادى في النقد ، والشخص الذي يشعر في نفسه أنه وحده اجتماعية لها قيمتها في المجتمع لا ينحرف إطلاقا نحو إساءة الظن بكل الناس ولا نحو التمادي ف نقدهم . |
|
* * العجب بالنفس ..صفة تبدو مهما أخفيتها !
إن للكبر سمات تظهر في سلوكيات المتكبر حتى تعلو كلامه وحركاته وسكناته.. بل وطموحاته وأفكاره، وينتج عنها وضع نفسه في مكانة أعلى من الآخرين وقد يحاول المتكبر أن يخفي تلك الصفة الذميمة إذا انكشف بعض حاله ولكنه يقاسى في سبيل ذلك ثم إذا بصفته تلك تنكشف شيئا فشيئا في زلفات اللسان ومختلف المواقف. وهو في كل مرة يفقد حب من حوله ويفقد القدرة على التاثير فيهم مهما علا شأنه وكثر علمه . وقد يكون الكبر ناتجاً عن شعور بالنقص أو شعور بالكمال، فهو في كلتا الحالتين ناتج عن إدراك خادع للذات، فإذا توافرت في يد الشخص الأدوات التي يعبر بها عن هذا الشعور الخادع ظهر الكبر في سلوكه. والإنسان محب لنفسه بالأصالة ساع إلى تجميل ذاته وتزينها فاهتمامه بنفسه أكثر من أي شيء آخر في العالم، والمتكبر تكمن مشكلته في أنه يرى نفسه على أنه شيء كبير للغاية، وقد يعلم عن نفسه النقص في جانب من الجوانب لكنه يعتز بذلك النقص إعزازاً ينسيه مساوئه. والمتكبر مصطلح مع نفسه في مواطن الفخار وعندما يعظمه الآخرون ويوقرونه إلا إنه حيث كان إهماله والتنزيل من قدره فهو متصارع مع نفسه مختل في توازنه، لذلك فأكثر المتكبرين سريعو الغضب لأنفسهم، لا يطيقون المكوث في مكان لا يعبرون عن أنفسهم فيه كما إن كثيرا من المتكبرين على علاقة سيئة بكثير من المحيطين بهم. * * " من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه " ..حديث نبوي ومبدأ حياتي إن عجلة الحياة الدائرة في تسارع قد لفت في دورانها كثيرا من صفات الناس الحميدة التي يتواصلون من خلالها ويؤثرون في بعضهم عبرها , ومن من الواجب تنمية الصفات الحميدة والسلوكيات النقية التي تؤهل للنجاح في إقامة علاقات مع الناس إلى أقصى حد وإتاحة الفرص أمامها خصوصا إذا كانت تلك الصفات وهذى السلوكيات قد أمر بها الشرع الحنيف وندب إليها الرسول الكريم .. وإذا كان في مقدورك أن تفعل شيئا يقربك من الناس مهما تحسبه هزيلا فداوم على صنعه لأنك في كل يوم تصنع فيها هذا الشيء بنجاح تكتسب مزيدا من الثقة بنفسك ومزيدا من الثقة بالناس تؤهلك لأن تقدم على شيء أدق وأكبر وأعظم يضمن لك مزيدا من النجاح ومزيدا من التأثير في الآخرين . ** وضوح المعاملة وتلقائية الفهم ..طرفا الخيط المشدود يشكو كل من شعر بنقص في شخصيته بسوء فهم الناس له , وفي بعض الأحيان قد يشكو من سوء فهمه للآخرين , وإن كانت الصفة الأولى هي الأغلب والأعم , فهو دوما يقول أنتم لا تفهمونني , أنتم تسيؤون تأويل حديثي , أنتم تتعمدون بيان أخطائي !! ودعني هنا أوضح لك عزيزي الشاكي , أن ثمة شيء هام ينقصك في ذلك ويسبب لك ذلك الارتباك في ممارستك الشخصية , ذلك الشيء هو سوء اختيارك لوسائلك في التعبير للآخرين إن الحديث مع الناس له استراتيجية كاستراتيجية الحروب الباردة وربما الساخنة في بعض الأحيان , تستخدم فيها أدواتك المعينة في ذلك , عقلك ليختار الكلمات وينتقيها ولسانك ليفصح عنها بلطف ورقة أو بحزم وثبات , وعينك لتدعمها بنظرة مقنعة أو لفتة ثاقبة , وجوارحك بإيماءات وإشارات وتنويهات , إن نغمة الصوت وصورة الوجه وحركة اليدين قد تغير معاني الكلمات .. المصدر : موقع المسلم |
|
الشخصية الدعوية المؤثرة
خالد روشه يحتاج المجتمع المسلم دائماً إلى شخصيات متوازنة ذات قيمة فعلية تأخذ بيده وتؤثر فيه وتقوده نحو تحقيق ذاته وإثبات أثره الإيجابي المرجو، كما تحتاج الأمة دوماً إلى تلك الشخصيات الإسلامية الدعوية المؤثرة لتقويم مسار أفرادها وتحديد الأطر التطبيقية للعمل التنفيذي الخاص بالدعوة والحركة الإسلاميتين. ومن ثم كان الاهتمام بتخريج دفعات متتابعة من الدعاة ذوي الشخصيات المتميزة والمؤثرة واجباً هاماً على عاتق العمل الإسلامي وقائديه. الدافعية للتأثير: الدافعية للتأثير شرط هام في التأثير في الآخرين، فالداعية الذي يريد ترك الأثر الحسن في الناس، ويريد دعوتهم إلى الله إرادة حازمة عازمة هو الذي يعتبر قد ابتدأ أولى الخطوات في هذا السبيل، أما الذي لم تتكون عنده الدوافع للتأثير فلن يؤثر. والدافع هنا هو المحرك الأول للاهتمام بالآخرين، ولذلك فإن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قد علمنا أن نربي الناس بإيقاظ الدوافع الطيبة فيهم بطرق مختلفة،فمن ذلك قوله _صلى الله عليه وسلم_ "لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم" أخرجه البخاري، فهو حديث واضح في إنشاء الدافعية لدى الشخصية الإسلامية نحو التأثير في الآخرين وتغييرهم إلى الهداية والصلاح، وكذلك قوله _صلى الله عليه وسلم_ "نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وحدث بها" أخرجاه في الصحيحين، يدعو له بالنضرة والصلاح، فهذا أيضا واضح في بثه _صلى الله عليه وسلم_ الدوافع الإيمانية في الدعاة إلى الله أن يحدثوا بحديثه ويعلموا بعلمه، وكذلك قوله _صلى الله عليه وسلم_ "الدال على الخير كفاعله" رواه مسلم، فهو هنا يدفع الداعية إلى بيان السبيل القويم للناس ودلالتهم على العمل الصالح ويبث فيه الرغبة في العمل بأن له أجر كأجر فاعله، وكذلك قوله _صلى الله عليه وسلم_ "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.." أخرجه مسلم.. يحتاج المجتمع المسلم دائما إلى شخصيات متوازنة ذات قيمة فعلية تأخذ بيده وتؤثر فيه وتقوده نحو تحقيق ذاته وإثبات أثره الإيجابي المرجو ثلاثة مداخل للتأثير في الشخصية: هناك ثلاثة مداخل للتأثير في الناس: (الأمن والإنجاز والحب)، ثلاثة مداخل مهمة تستطيع من خلالها غزو شخصية الآخر للوصول إلى التأثير فيه وتوجيهه، فأما الأول فهو الأمن، وأقصد به أن يأمن الآخر أن السلوك الذي تدفعه إليه آمن غير ضار نافع غير مفسد، وليس المقصود هنا هو الأمن على المصالح الشخصية فحسب، بل يتعدى الأمر إلى أكبر من هذا إلى الأمن على المستقبل والمآل والمنتهى، كما يتعدى إلى أمن الحرام وأمن البعد عن اللعنة الإلهية والأمن من غضب الرب _سبحانه_، قال الله _تعالى_: "الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ" (الأنعام:82)، فالأمن هنا هو أمن المآل والرحمة والأمن من العذاب والسخط، وقد جعل _سبحانه_ بيته بيتاً آمناً "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ" (العنكبوت: من الآية67)، بل إنه من أراد فيه بسوء عوقب ولو لم يبتدئ تنفيذ عزمه ونيته الفاسدة، قال _تعالى_: "وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ" (الحج: من الآية25). ويشبه العلماء الأمن للإنسان كالتربة الصالحة وهو هنا تربة نفسية تفتح باب القبول للشخصية الداعية، وقد علمنا رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ذلك كثيرا في أحاديثه فمنه قوله _صلى الله عليه وسلم_ "من قال: لا إيه إلا الله فقد عصم ماله ودمه إلا بحق الإسلام". كذلك فالإنجاز مدخل مهم للنفوس فالداعية إلى الله سبحانه لابد وأن يشعر الآخرين بالإنجاز فإننا لو شبهنا الأمن بالتربة الصالحة فإن الإنجاز هو ذلك الماء الذي يروي هذه التربة ويبث فيها الرونق والانتعاش ويظهر فيها علامات الحياة، ولذلك كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يربى الناس على إشعارهم بالإنجاز والتميز والتقدم فيقول لهم _صلى الله عليه وسلم_: "مَن قرأ حرفا من كتاب الله فله به آجر لا أقول الم حرف بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف" فهو يعلمك أنك تنجر كثيراً جداً وتحصل كثيراً جداً بقراءتك أكثر مما تتصور، حتى الذين لم يحسنوا القراءة بعد، يقول لهم _صلى الله عليه وسلم_: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق فله أجران" فهو يعلمك أنك منجز على كل حال ولن يمنعك تعلمك أن تحصل الثواب الكبير والعميم فأنت منجز على كل حال، ويقول _صلى الله عليه وسلم_ فيما أخرجه مسلم "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا المؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته سراء صبر فكان خيرا له" فهو يعلمه أنه منجز على كل حال ومحصل للثواب على كل حال، وهذا الشعور يبث في المدعو الثقة ويدفعه نحو العمل ونحو التطبيق للتوجيه الذي تعلمه. كذلك فإن الحب مدخل هام جدا من مداخل الشخصية: فأنت يا أيها الداعية إذا أردت التأثير في الناس فدعهم يحبونك أولاً، ثم بعد ذلك مرهم فيعملوا، فالحب يرقق القلوب ويقربها إلى الداعية قال الله _تعالى_: "وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ" (آل عمران: من الآية159)، فهو بيان رباني إذن للنبي _صلى الله عليه وسلم_ أن يجد الطريق إلى القلوب برقة ورحمة ومحبة وتسامح وعفو، قال الله _تعالى_: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ" (التوبة:128)، وانظر إلى الداعية المحبوب كيف يجد طريقه إلى التأثير في الناس وفي قلوبهم بمنتهى اليسر والبساطة وانظر إلى الآخر الذي يريد إجبار الناس على التأثر بكلماته وهو منفر غليظ عبوس متكلف معجب بنفسه وبعمله، مستقل عمل الآخرين وطاعاتهم.. لكم يخسر هذا.. لكم يخسر!! قانونان للتأثير في الآخرين: هناك قانونان للتأثير في الآخرين قد أثبتت التجارب والاستقصاءات صحتهما وهما: الأول (من الباطن إلى الظاهر)، والثاني هو: (من العالي إلى المنخفض).. فأما القانون الأول: وهو يعنى أن عمليات التأثير والتأثر تخضع لوجود علاقة بين ما هو ظاهر في شعورك وما هو باطن داخلك وأن تقليد الباطن متقدم على تقليد الظاهر وبمعنى آخر، فإننا حينما نتأثر نبدأ بتقليد الأفكار والآراء والتشبع بها قبل تقليد السلوك ذاته، فالأمم التي تقلد الأمم الغربية في سلوكها مثلا وملابسها وطريقة حياتها لا تقلدها إلا بعد اتصالها بها بشيء من الأمور المعنوية والتأثر بها فكريا، ومن خلال التأثير في مبادئها واعتناق كثير من تصوراتها ، لذلك فأنك تجد أن الشباب المسلم الذي يقلد الغرب في أحواله الظاهرة هو شباب قليل العلم بعيد عن الجادة الإسلامية قد تأثر قلبه بمبادئ الغرب وقيمه، وعلى الجانب الآخر فإنك تجد أن الشباب المسلم المتميز والفخور بقيمه والبعيد عن تأثر الغرب غير لهوف في تقليده في مظاهر الحياة، ومن هنا كان على الدعاة بث معنى العزة والتميز للمسلم ولمبادئه وقيمه وثوابته فإنها إن ثبتت في القلب صار آمنا من السقوط في هوة التقليد الأعمى.. ونجد هنا أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قد أدرك هذه الحقيقة تمام الإدراك ووجه الدعاة إلى الله إليها بكل جلاء ووضوح، فهو يوجههم نحو طهارة الباطن قبل طهارة الظاهر ويوجههم إلى ابتغاء وجه الله تعالى من عملهم الدعوى وليس ابتغاء وجه الناس، حتى إذا تأثر الناس بهم تأثروا بطهارة باطنهم ونقاوة سريرتهم وشفافية شخصياتهم وسبحان الله فإن الداعية الذي اتصف بذلك لهو الداعية الذي تجتمع الناس حوله ويتأثرون بقوله وفعله، بل كان النبي _صلى الله عليه وسلم_ يحذرهم من الذين يعاملون الناس بوجه ظاهر حسن وقلوبهم خبيثة منكرة، فقال _صلى الله عليه وسلم_ فيما رواه مسلم: "إن من أهل النار من تندلق أقتاب بطنه يدور بها كما يدور الحمار برحاه فيجتمع إليه أهل النار فيقولون له: يا فلان ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه"، فهذا لا أثر لفعله في الناس إذ إن فعله الظاهر قد خرج من باطن خبيث فكان مآله كباطنه ولم ينفعه ظاهره شيئاً. وهنا سقطة قد يقع فيها الدعاة إلى الله فهو قد يجد قبولا عند الناس فيعبرون له عن محبتهم له بالهبات والخدمات والدعوات وقبول الداعية لمثل ذلك يحط من دعوته في أنظار الناس فيهون عليهم ويصبح الداعية مرغوبا عنه، والصادقون من الدعاة إلى الله يعطون ولا يأخذون وهم أصحاب الأيدي العالية والنفوس الكبيرة يقول الماوردي: "والمروءة هي حلية النفوس وزينة الهمم ولا تكون المروءة إلا بالعفة والنزاهة والصيانة والعفة البعد عن المحارم والمآثم والنزاهة البعد عن المطامع الذاتية والمواقف المريبة وأما الصيانة فتكون بصيانة النفس عن تحمل المنن والاسترسال في الاستعانة بالخلق" أدب الدنيا والدين. وأما القانون الثاني: فهو أن التأثر إنما يكون من العالي إلى المنخفض وهو يشير إلى أن التأثر غالبا ما يكون من الشخص ذي القيمة والمقدار والعلم والخبرة، في الآخر الذي هو أقل، سواء كان ما يؤثر به معنويا أو ماديا، وينطبق هذا القانون على تقليد الصغير للكبير وتقليد الضعيف للقوى وتقليد الفقير للغني والتلميذ للأستاذ والتاجر الصغير للتاجر الكبير فمن هنا حرص الإسلام على عدة جوانب هامة في فن التأثير في الآخرين، فقد حرص على أن يتمتع الدعاة إلى الله بالعلم وأمر بالعلم حتى يؤثر الداعية في غيره فلابد أن يعلوه بالعلم الذي يعلمه إياه أما الداعية إن كان جاهلا فلم يستطيع التأثير في غيره، كما حرص الإسلام على تميز الداعية بالصبر والثبات إذ إن الناس يفتقدون الصبر والثبات في بداية طريقهم وصبر الداعية وثباته له أكبر الأثر في غيره ليقتدوا به، كذلك حرص الإسلام على تميز الداعية بالورع والقرب إلى الله سبحانه وجعله له ركنا ركينا يستند عليه، وقد يعلم الداعية بإيمانه ويقينه وورعه من فاقه علما وخبرة في بعض الأحيان قال الإمام أحمد رحمه الله: لقيني في طريقي إلى السجن أعرابي فأوقف الدابة، وقال: يا أحمد إن تعش، تعش حميداً، أو تمت، تمت شهيداً، قال الإمام أحمد: فقوي قلبي... والله الهادي إلى سواء السبيل. |
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لكل شخصية ..... لون !!!! | صانعة في الحياة | المنتدى الترفيهي والمسابقات | 11 | 2010-07-05 6:42 PM |
شخصية كرتونيــــــهـ | بحر الأشواق | المنتدى الترفيهي والمسابقات | 6 | 2009-03-11 6:00 AM |
شخصية | ولد الجزيره | 🔒⊰ منتدى الرؤى المفسرة لأصحاب الدعـم الذهـبي ⊱ | 5 | 2009-02-13 9:03 PM |
6 خطوات جريئة تخلصك من اكتئاب الشتاء | يمامة الوادي | منتدى فنون الأناقة والجمال والطبخ | 9 | 2009-01-22 8:58 AM |
كم شخصية لك ؟! | يمامة الوادي | المنتدى العام | 0 | 2008-12-05 2:20 AM |