لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
زفرات مهموم في ظل الأحداث الراهنة
إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعين به ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله 0 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) .. ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) .. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ) .. أما بعد : فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم .. وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار0 الحمد لله على نعمة النعم ، ومنة المنن ، الحمد لله على النعمة العظمى ، والمنة الكبرى ، الحمد لله على أعظم نعمة أنعم بها علينا ، الحمد لله على أجل منة امتن بها علينا ، الحمد لله على لا إله إلا الله ، محمد رسول الله . الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .. الحمد لله الذي أرسل إلينا رسولاً منا يتلو علينا آياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة ، وإن كنا من قبل لفي ضلال مبين الحمد لله علي كل رسولٍ أرسله ، الحمد لله علي كل حق أحقه الحمد لله علي كل باطلٍ أزهقه ، الحمد لله على كل مظلوم نصره ، الحمد لله كل ظالمٍ قهره ، الحمد لله على كل جبارٍ قصمه ، والله أكبر كبيراً . الحمد لله الذي جمعنا في هذه الساعة الطيبة المباركة في هذا اليوم الأزهر في بيت من بيوت الله عز وجل نتدارس آية من كتاب الله عز وجل أو حديثاً من سنة نبينا محمد رسول الله صلي الله عليه وعلي آله وأصحابه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين . وبعد .. يا عباد الله : ما أقوله لكم اليوم ما هي إلا زفرات مهموم وأنات مكروب في ظل هذه الأحداث الراهنة .. أمةَ الإسلام خيرَ أمةٍ أُخرجت للناس ، كانت في ليلها عابدةً ، راكعةً ساجدة ، وفي نهارها داعيةً مجاهدة ، وانقلب الحالْ ، فلا تزال هجمة أعداءِ الله شرسة على دين الله وأوليائه حتى بلغ اعتداؤهم إلى ديار المسلمين وعقولهم ، ومناهج تعليمهم ، وإعلامهم بل واحتلوا أعزَّ بلدانهم وروَّعوا أهلها ويتَّموا أطفالها ، ورمَّلوا نساءها ، وخرَّبوا بيوتها ولا تزال الدائرة مستمرة . وهنا ظننا أن اعتداءَ هؤلاءِ المجرمين يأتي من محض حقدهم وشرورهم وظلمهم .. وهذا أمر لا ينكره ذو لبٍ .. ولكننا نسينا أن العيب فينا ، وأننا نحن الذين َ فرَّطنا في دين الله وفي سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم .. فلو سألت الشباب والصغار والكبار عما يعرفونه عن نبيهم صلي الله عليه وسلم لوْ دخلت بيوتهم لوْ تفقدت هيئاتهم لوْ استخرجت مَا في عقولهم لأدركت أن مَا يحدث لنا إنَّمَا هُوَ من محض ظلمنا وتقصيرنا ويعفو ربَّنا عن كثير .. إننا لابد أن نعترف أننا نعيش أزمة أُمة ، تلك الأمة فقدت من ينهض بها رغم أنها لمْ تفقد مَا تنهض به .. إنها أُمة هي الأعظم والأشرف لكونها تملك المنهج الذي ارتضاه الله تعالى ، وأسوتها فيه سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم كما قال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أُسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) .. فعجباً لتلك الأمةِ التي بحثت لدى أعدائِها حلولا ًلمشكلاتها ، وَهِي َ تملك ذَلك َ لنفسها بل ولأعدائها .. إن المجرمين الحاقدين لَمَّا نالوا من رسول الله صلي الله عليه وسلم ، لَمْ يكن ذلك َ الخطأ من محض صنيعهم ، ولكن هَذا الفعل إنَّمَا هُوَ من فعلنا حينما فرطنا في كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم .. ولم يكن أصل العلاج فقط مَا اجتهد الناس فيه من مقاطعة الأعداء ، وشتمهم ، والتظاهر بالاعتراض عَلَي قبيح فعالهم ، وإن كانَ ذلك َ لا َ محالة لَه ُ شأن ، في ردهم ولكنه لاَ يكفي وإلا فماذا سنفعل إذا تكرر الاعتداء ولقد تكرر .. ولعل مَا مضي من دروس يحيي فينا عزيمة أن نقاطع كل من عادى الله ورسوله ، وأن نعمل عَلَى أن يكون لنا كيانٌ قوي يكفينا ويكفي غيرنا . نعم إنْ العلاج إنْ لَمْ يبدأ من ذواتنا وبيوتنا ، ومساجدنا وصلواتنا ، ومعاملاتنا وسائر أحوالنا فبئس الحل الذي نرجوه . { إن َّ الله َ لا َ يُغَيِرُ مَا بِقَومٍ حَتَّى يُغَيرُوا مَا بأنفسهم } فالعلاج هُوَ رجوعٌ كامل وتوبة نصوح واستسلام كامل لشرع الله عز وجل وتمسك كلي لا يتجزأ بسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم . إن الكافرين لم يضيعوا لنا السُنة نحن الذين ضيعناها .. لَمْ يقفوا حائلا ً عَلى أبواب المساجد يمنعونا من الصلاة فيها ولكن نحن الذين امتنعها عنها .. لم يكن الكفار هم الذين شغلوا الشباب بالغناء عن القرآن ، واللعب عن الصلاة وبالمرح واللهو عن طلب العلم الشرعي .. وليس الكفار هم الذين نزعوا عن المرأة حجابها ، وأبدلوها لباس التبرج والسفور و لَمْ توصنا بغلق الكتاتيب ، ودور العلم النافع وإبدالها بصالات البلياردو والأندية .. ليس هم الذين أشربوا المسلمين كراهية الموت وحب الدنيا بهذا السفه إلى حد عبودية المال ، والمتاع سواء حلال أو حرام . إنني أطلب منك أن تسأل ألف شاب تختارهم في أيْ مكان اسألهم عما يعرفونه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وعما يعرفونه عن أي مطرب أو ممثل أو لاعب كره إنني أود مع حيائي من ذلك َ أن أقول لَك َ ليت الشباب يعرفون عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ما يعرفونه عن هؤلاء الساقطين .. ليتهم يعيشون ويفرحون ويهتمون لدينهم كَمَا يهتمون بمتابعة أنديتهم المفضلة قَدْ صار عارا ً في أُمة محمد صلى الله عليه وسلم أن شوارع بلادها تخلو وقت المباريات أكثر ممَّا تخلو وقت الصلوات المكتوبات أو الجُمُعَات المباركات ، أو حيث تنزل الرحمات بالذكر وتلاوة الآيات . ولكن أخي دعنا من التحسر على حالنا ، وهيا فلنبدأ بنصر دين رب العالمين وهذه بعض أسباب لنصر دين الله عز وجل منها : أولاً : العلم .. وقد خص الله العلماء بالخشية ، لأنهم أعرف الناس بالله ، وكلما كان العبد بربه أعرف كان له ومنه أخوف .. فالعلم سبب لمرضاة الله تعالى ، وسبب للحياة الطيبة في الدنيا والحياة البرزخية وفي الحياة الآخرة . والعلم سببٌ لتقويم السلوك وتهذيب النفوس ، وهو سبب لمن أخلص النية في طلبه وتطبيقه للنجاة من الشرور ، على اختلاف أنواعها وأجناسها . وعندما يجتمع الأحبة لينهلوا من بعض أحبتهم ، يَتَعلِّمون ويُعلِّمون ، فإنَّ هذا يُعَدُّ قربة من أعظم القربات ، وكان سلفنا يشدّون الرحال طلبا ً للعلم ، وكثير منا قد قرأ أو سمع ما قام به المحدثون من رحلاتهم الطويلة التي لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء . فهذا شعبة رحمه الله يرحل شهرا ً كاملا ً في طلب حديث واحد سمعه من طريق لم يمر عليه . بالله عليك أخي تعلَّم .. فإن الأيام القادمة والحالية أيام حالكة بالظلام .. ينكرون الأُصول لا الفروع .. ينكرون القرآن والسُنة .. فتعلم أخي لتواجه هذا المغول الجديد .. فُأمَّتَك مقهورة والأيدي مقطوعة والآمال عليك معقودة . ثانياً : وقفات مع الصحابة .. أخي الحبيب إن الصحابة لم يأتوا في وقت تيسر لهم كل سبل الحياة والمعيشة المترفة .. ولم يكونوا في بلد تزعم أن دينها الرسمي الإسلام .. لا لم يكونوا كذلك .. ولكن كانوا في بلد كافرة بالله عز وجل وليس من حولهم مسلمون مقصرون كعصرنا نحن بل كان من حولهم كفار .,. وكانوا يبتلون في الله ويصبروا على الأذى فيه .. ومع كل الظروف التي أحاطت بهم من كل جانب صنعوا أنفسهم وربَّوا أنفسهم كما علمهم نبينا صلي الله عليه وسلم ، فما الفرق بيننا وبينهم إذا ً فما الفرق ، الفرق أنهم رجال ونحن لا أقول أشباه رجال ولكن أقول لك نحن أشباه أقزام .. كان الواحد منهم ينفعل لقول الله عز وجل ولقول رسوله عليه الصلاة والسلام ويعملون بإخلاص لله عز وجل ولدينه العظيم ، غير هذا الزمان الذي شح فيه الإخلاص والصدق لله عز وجل . هذا هو الفارق بيننا وبينهم وأقول لكم إخواني لا تحسبوه شرا ً لكم بل هو خير لكم .. فإن الإسلام الذي صنع أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والصحابة أجمعين رضي الله عنهم قادر على أن يصنع مثلهم .. لأن الدين الذي صنعهم هو الدين نفسه الذي بين أيدينا ولكننا نحن فرطنا فيه .. أقول لك ثانية الإسلام الذي صنع هؤلاء الأبطال هؤلاء الرجال قادر على أن يصنع مثلهم ولكن إذا عرفنا كيف تربُّى هؤلاء فنتأسى بهم في كل ما دق وجل فبذلك يأتي النصر والتمكين وبغير ذلك يأتي السخط والعذاب من الله عز وجل نعوذ بالله من الخزي والخذلان والحرمان من نور الإيمان ونسأله دائماً العافية والسلامة . انظر إلى هؤلاء الأبطال كيف كانوا يسارعون في امتثال أمر الله عز وجل وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم .. كانوا يعظمون ويسارعون إلى تنفيذ أوامر الله عز وجل وأوامر رسوله صلي الله عليه وسلم عملا ً بقوله : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) .. فهذه زينب بنت جحش رضي الله عنها يخطبها رسول الله صلي الله عليه وسلم لفتاه زيد بن حارثه وحين يفاتحها في ذلك تأبى وتقول : لست بناكحته . فيقول رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( بل فانكحيه ) قالت : يا رسول الله أؤمر نفسي .. فبينما هما يتحدثان إذا بالمولى سبحانه وتعالى ينزل هذه الآية على رسول الله صلي الله عليه وسلم : { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاُ مبينا } فتقول : قد رضيته لي يا رسول الله صلي الله عليه وسلم مُنكِحا ً ؟ فيقول : ( نعم ) ، فتقول : إذن لا أعصي رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنكحته نفسي . انظر أخي إلى حال نساءهم وحال نساءنا ، وانظر إلي أين وصل بنا الحال من الذل والهوان بسبب تفريطنا لأوامر الله عز وجل وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم وأحوال رجالهم وأحوال رجالنا وأحوال أطفالنا وأحوال أطفالهم أُمتنا تعيش حالة احتضار أُمتنا عددها مليار .. يا له من عار .. والمسلمون يشردون في كل بلاد المسلمين التي تقع تحت أيدي اليهود أو النصارى فإن الله عز وجل كتب علينا بذنوبنا وتفريطنا في دين ربنا الذي الذي كتبه على بني إسرائيل من قبلنا .. |
|
إذاً .. علينا أن نرجع إلى حظيرة العبودية من جديد وأن نكون رجالا ً كما كان أجدادنا رجالا ً .. أما نحن الآن أشباه أقزام .. وما هي إلا أرحام تدفع وأرض تبلع ..
انظر أخي الحبيب إلى حال النبي صلي الله عليه وسلم وهو يقول لرب العالمين يوم القيامة آُمتي آُمتي .. أي آُمة يا رسول الله تدعوها .. أي آُمة تدعوها وتريد لها الخير هل هذه الأُمة التي فرطت في دين الله عز وجل وفي سنتك يا رسول الله صلي الله عليه وسلم .. هل هذه الأُمة التي تحللت من دينها .. يا له من عار .. إخواني يا له من عار بعد أن كنا نسود العالم في كل شي .. انظر كيف انقلبت الأحوال وانقلبت المعايير فصرنا أذل أُمة على وجه الأرض .. أذل أُمة يراها التاريخ الآن هي أُمة الإسلام .. إلى أين تذهبين .. إلى أين تذهبين يا أُمة محمد صلى الله عليه وسلم .. ارجعي أيتها الأُمة التي كتب الله لها الرفعة .. ارجعي قبل فوات الأوان .. ثالثاً : التربية الإيمانية .. تقل لي كيف ؟ أقول لك وبالله التوفيق : قيل لأحد الزهاد : كيف السبيل ليكون المرء من صفوة الله ؟ فقال : إذا خلع الراحة وأعطى المجهود في الطاعة .. وقيل لإمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل : متى يجد العبد طعم الراحة ؟ فقال : عند أول قدم يضعها في الجنة . أخي الحبيب : نحن اتفقنا أن نتأسَّى بسلفنا الصالح في كل ما دق وجل .. وعلى ذلك أقول : انظر إلى حالهم .. كانت أوقاتهم بالذكر وتلاوة القرآن معمورة .. ومساجدهم تهتز بضجيج البكاء من خشية الله .. تراهم ذابلين من خوف الآخرة وعند العبادة .. تراهم رواسي شامخات كأنهم ما خُلقوا إلا للطاعة .. وانظر أخي الحبيب إلى ليلهم وما أدراك ما ليلهم .. كأنهم يساقون إلى الموت وهم ينظرون .. صلاتهم في ظلام تجلل بأنوار الكرامة فهم في نعيم الأنس يتقلبون .. وبلذيذ الخطاب يستمعون . ولقد تدبروا حقيقة الدنيا ومصيرها إلى الآخرة فاستوحشوا من فتنتها وتجافت جنوبهم عن المضاجع .. وتناءت قلوبهم من مطامعها ، وارتفعت همتهم أعالي الجبال فلا تراهم إلا صوامين قوامين باكين .. ولقد حفلت تراجمهم بأخبار زاخرة .. تنبأ بعلو همتهم في التوبة والاستغفار والاستقامة وقوة عزيمتهم في العبادة والإخبات . أخي الحبيب : أنا أقول لك هذا الكلام لا ليطير قلبي وقلبك مع هؤلاء الأفاضل فقط .. بل لنعمل كما عملوا فهل يا تُرى سنعمل كما عملوا .. قل معي إن شاء ربي وقدَّر سنعمل . أخي الحبيب : إن الإسلام الذي صنع هؤلاء الأفاضل هو هو الإسلام الذي بين أيدينا .. أخي الحبيب : إني أراك متشوقاً لطاعة الله عز وجل .. هل هذا الإحساس صحيح هل من استجابة لهذا الكلام أتمنى ذلك لي ولك .. فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاحُ أخي الحبيب : ملخص ما قلت لك في هذا العنصر هو أحبُ أن أراك أيها الأخ الطيب الحبيب محافظا ً على الصلوات الخمس في جماعة .. متأسيا ً بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل ما دق وجل .. وبالصحابةِ الكرام والسلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين .. أريدك مسلماً ملتزماً مثالياً ليرضى عنك ربك سبحانه وتعالى .. فهل من مجيب ؟ رابعاً / المحاسبة اليومية وأُصولها . شارط النفس وراقبْ لا تكن مثل البهائم ثم حاسبها وكاتبْ وعلى هذا فلازم ثم جاهدها وعاقبْ هكذا فعل الأكارم أخي الحبيب : قد قال صلى الله عليه وسلم : { إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا } هذا الحديث عند الإمام البخاري . لأن همة أبناء الآخرة تأبى إلا الكمال وأقل نقص يعدونه أعظم عيب .. والمحاسبة معناها فحص الطاعة ظاهرا ً وباطنا ً وأولا ً وآخرا ً .. بحثاً عن الثمرة ليعرف ما أتاها فيحفظه. والمحاسبة تكون قبل العمل وأثناءه وبعده .. فكان ابن عمر أُسوة لنا عندما فاتته صلاة الجماعة صام يوماَ وأحيى ليلة وأعتق رقبة .. وإن شاء ربي وقدر سيكون لنا خطبة ًخاصٌة في هذا الموضوع بعنوان المحاسبة اليومية وأُصولها .. وتوبوا إلى الله واستغفروه عسى أن يكون فينا من يستجيب الله بشفاعته . الخطبة الثانية : بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم . وبعد .. أيها الأخوةٌ الكرام : إن ما قلته لكم يتطلب الصبر على الأذى ووقوع الاستهزاء من المنافقين .. فهذه سنة الله تعالي التي أخبرنا بها فقال تعالى : ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) (186) آل عمران اسمع إن الله تعالى يخبرك أنك ستسمع الأذى من الذين أوتوا الكتاب وممن تولوا ومن المنافقين أذى كثيراً فلابد من وقوع ذلك .. وذكر البخاري عند تفسير هذه الآية عن عروة بن الزبير أن أسامة بن زيد حدَّثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب على حمار عليه قطيفة فدكية وأردف أسامة بن زيد وراءه يعود سعد بن عبادة ببني الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر .. حتى مر على مجلس فيه عبد الله بن أبي بن سلول وذلك قبل أن يسلم ابن أبيَّ .. وإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان وأهل الكتاب اليهود والمسلمين وفي المجلس عبد الله بن رواحة .. فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبيَّ أنفة بردائه وقال : لا تغبروا علينا ، فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وقف فنزل ودعاهم إلى الله عز وجل وقرأ عليهم القرآن فقال عبد الله بن أبيَّ : أيها المرء إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقا فلا تؤذنا به في مجالسنا ارجع إلى رحلك فمن جاءك فاقصص عليه .. فقال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه بلى يا رسول الله فاغشنا به في مجالسنا فإنا نحب ذلك فاستبَّ المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون ( ابن كثير ) .. انظر كيف قابل نعمة الله بالاستهزاء .. وحتى يعلم كلٌ أحدٍ أنه لابد من وقوع الأذى ولابد من وقوع الاستهزاء فهذه سنة ماضية لا يستطيع أحدٌ أن يدفعها فقال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ انقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) ( المطففين ) .. الله تعالى يخبر عن المجرمين أنهم كانوا في الدنيا يضحكون من المؤمنين أي يستهزئون بهم ويحتقرونهم .. ويقولون لا تغتروا بهؤلاء فإنهم دعاة أموال وسلطان فإنهم يدخلون على الناس من باب العلاج بالجن فإنهم يغتسلون من الزنا في دورة مياه المسجد .. لا تغتروا بذلك .. وإذا مروا بالمؤمنين يتغامزون عليهم أي محتقرين لهم .. أي وإذا انقلب أي رجع هؤلاء المجرمون إلى منازلهم انقلبوا إلي الشقق الفارهة انقلبوا إلى عمارتهم العالية إلى المرتبات انقلبوا إليها فكهين أي ومع هذا ما شكروا نعمة الله عليهم بل اشتغلوا بالقوم المؤمنين يحقرونهم ويحسدونهم . وقد وقع الأذى في زمن الدعوة .. قال تعالى : { يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الأزل وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ } (8) المنافقون فقال عبد الله بن أبي عدو الله : لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأزل . حتى يعلم كلٌ أحد ينتسب إلى هذا الدين أن الله عز وجل له في ذلك حكمةٌ بالغة وأن الصحابة كانوا أيضاً يبتلون في الله ويصبروا على الأذى فيه وأن الدين الذي صنع هؤلاء قادرٌ على أن يصنع مثلهم وسنبين إن شاء تعالى فيما بعد . قال مالك بن الدخشن وكان من المنافقين : ألم أقل لكم لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ؟ انظر هذه والله سنة ماضية في النفاق وأهله ، قومٌ يرون أن الدعوة تنتشر قومٌ يرون أن المارد العملاق قد قام فيقولون لا تنفقوا على هذه الدعوة حتى ينفض أَولئك الشباب عن هؤلاء الأدعياء .. قومٌ لا يرون إلا جهدهم فينفقون هم حتى يوقفوا هذا الزحف الجديد هذه الريح الإيمانية الجديدة .. فينفقون أموالهم في البرامج وفي عمارة يعقوبيان وفي الإرهاب والكباب .. فهؤلاء لا يعلمون سر الدعوة .. فإن الله تعالى يقول لنبيه : ( فذكر إنما أنت مذكر ) فهو وظيفته التذكير فقط .. لا يعلمون أن ما من مولود يخرج من قُبل أمه حتى يكتب عند الله شقي أم سعيد .. فلا يستطيع أحد ٌ أن يُشقي من أسعده الله ولا يستطيع أ حدٌ أن يُسعد من أشقاه الله .. لو اجتمعت شياطين الإنس والجن لو وقفت بعضها على بعض فلا يستطيع أحد ٌ أن يُشقي من أسعده الله ولا يستطيع أ حدٌ أن يُسعد من أشقاه الله . فقال تعال : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ } .. إن الذين كفروا ينفقون أموالهم في البرامج والبيت بيتك وعمارة يعقوبيان فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون . وآخر كلمة أُشهد الله أني أُحبكم في الله تعالى . إلهي لا تعذب لساناً يخبر عنك ، ولا عيناً تنظر إلى علوم تدل عليك ، ولا قدماً تمشي في خدمتك ، ولا يداً تكتب حديث رسولك صلى الله عليه وسلم ، فبعزتك لا تدخلني النار فقد علم أهلُها أني كنت أذب عن دينك . اللَّهمَ بلغني آمالي من العلم والعمل وأطل عمري لأبلغ ( ما ) أحب من ذلك .. اللهم ابتليهم بالأمراض التي يتمنون الموت منها فلا يجدونه . اللهم افتح لنا أبواب الخير , وأغلق عنا كل أبواب الشر , اللهم أسعدنا بالقرآن في الدنيا والآخرة , اللهم تب علينا توبة ترفع بها مقتك وغضبك عنا , اللهم تب علينا توبة ترفع بها عنا شؤم العصيان . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . بقلم / أبي الفرج أيمن بن عبد العظيم الأصبح |
|
جزاااك الله خير الجزاء وبااارك الله فيك ....
اطيب تحيه ... مــهــا...
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نكشف لكم في هذه الرسالة أسرار شفرات الأغذية ؟! | أبو عامر الشمري | المنتدى العام | 7 | 2013-05-27 10:09 AM |
إلى كل مهموم..!!!!!!!! | بحر الأشواق | المنتدى العام | 8 | 2009-03-01 1:07 AM |
لكل مهموم | soso2222 | المنتدى الإسلامي | 4 | 2008-02-10 1:33 AM |
زفرات مذنب | محمدالعاصمي | منتدى الشعر والنثر | 8 | 2007-11-24 10:50 AM |
إلى كل ......مهموم | افياء | المنتدى العام | 9 | 2006-10-16 10:48 PM |