[سمر4]

إن بناء الشخصية السليمة، لطفل وراشد المستقبل،يقوم على قاعدة مهمة هي الثقة المتبادلة بين الكبار والصغار.فالاطفال ينمو لديهم الإحساس بالثقة بالنفس عندما يلمسون الحب والرعاية والاهتمام والدعم من قبل الكبار.
فاهتمام الكبار ورعايتهم ودعمهم للصغار يمثل العامل الأقوى في عملية غرس المفاهيم الاساسية وتطويرها لدى الصغار،وينمي احاسيسهم باحترام الذات والالتزام بالسلوك الاجتماعي المقبول، كما بعض يعطي الطفل دفعة قوية في طريق التفوق المدرسي والاجتماعي، إضافة إلى أنه يشبع أهم حاجات الطفل الضرورية وهي حاجته للامن والطمأنينة.
ولا يعني إطلاقاَأن الرعاية والحب والاهتمام بالطفل هي(( دع الطفل يعمل مايشاء))بل لابد أن يكون الكبار حازمين فى تعاملهم مع الصغار ويرسمون حدوداَ ويصنعون ضوابط على سلوكهم ويعرفونهم بأن هناك تصرفات مرفوضة وغير مقبولة على الإطلاق ولا يمكن التسامح أو التساهل معها.
ذلك، لأن فرض القوانين الجيدة ورسم الحدود والقواعد المعقولة بحزم، ضروري ومهم جداَ لإكساب الطفل مهارة ضبط النفس وتعلم السلوك والتصرف المقبولين.وقد تبين من دراسات علماء النفس والاجتماع أن هناك ارتباطاَ وثيقاَ بين الضبط الحازم من قبل الكبار وتطور ضبط النفس والشعور بالمسؤولية والاستقلالية لدى الأطفال، مع التركيز على أن الضبط الحازم يتضمن معرفة كيفية وضع الحدود المعقولة، ومن ثم فرضها بأسلوب إنساني، فالضبط الحازم يختلف كلية عن أسلوب الضغط والكبت والتسلط والقهر، الذي يلجأ إلية بعض الكبار لضبط سلوك أطفالهم. وتلك الطريقة تفتقد صفة التدعيم والرعاية التي يتطلبها التوجيه السليم،لأنها قائمة على الإرهاب والضرب والإذلال والتهديد والسخرية،واللجوءإليها يؤدي إلى شعور الطفل بالمهانة والانكسار وعدم القدرة على ضبط النفس.إن مثل هؤلاء الأطفال لايتعلمون تحمل مسؤولية سلوكهم ولا تنمو لديهم مشاعر الثقة بالنفس أو المشاركة أو التعاون مع الآخرين.إضافة إلى أن الأطفال يتعلمون الكثير من أنواع السلوك من خلال ملاحظة الكبار وتقليدهم، وعلية فإن الأطفال الذين ينشؤون في محيط يتسم بالعدوانية والعنف والإذلال سيستخدمون الأسلوب نفسه في تعاملهم مع الآخرين.
أن الطريقة الثلى التي يتوجب على الكبار استخدامها، هي الطريقة القائمةعلى الاتصال المباشر بين الكبار والصغار،هذا الاتصال المبني على الحوار والنقاش والمنطق،فالأطفال الذين يعملون ويلعبون ويدرسون في جو مفعم بالرعاية والحب والاهتمام والصدق والصراحة والوضوح يطور لدى الصغار مشاعر الإحساس بالمسؤلية والمشاركة والتعاون معالآخرين ويعودهم على تحمل مسؤلية سلوكهم وضبط النفس.

منقول من مجلة الفيصل.