[يمامة الوادي]

عندما يقود العميان !! أفكار معكوسة ..

كتبهاعبدالعزيز الحربي

بسم الله الرحمن الرحيم

ما رأيك بأناسٍ ركبوا في حافلة وأبى أحدهم إلا أن يقودها مع أنه أعمى , فقَبلوا بذلك وتركوا له مقود الحافلة ليقودهم ؟!

لاشك أنَّ الجميع سيقول هؤلاء مجانين كيف يسمحون لكفيفٍ أنْ يقودَ بهم ؟ فإنَّ نتيجة ذلك الهلاك !

وما رأيك أيضاً بأناس يسيرون في أحد الطرق السريعة وفجأة يرون سيارة تسير في نفس الطريق معاكسة للاتجاه ! ويقولون الأفضلية لنا ؟! فيصدقونهم ويعتذرون إليهم !

وما رأيك برجل رأيته وأنت تسير في أحد الطرق السريعة الممهدة يسير بجوار الطريق في أرضية غير ممهدة ولا مسفلتة ؟!

وما رأيك برجل يصب الماء في كأس مقلوب ! فتقول له : يا هذا لا يمكن أن يدخل الماء في الكأس لأنه مقلوب ! فيقول : هذه الطريقة هي الصحيحة لكي يمتلئ الكأس بالماء ! أليس بطريقته هذه تضيع الثروات ويعرضنا للمهلكات ؟!

لا شك أنَّ الإجابة ستكون: هؤلاء قوم مجانين , أو في عقولهم خلل !

هذه حال قوم بُلينا بهم في زماننا هذا ؛ وليست البلية بجديدة إنما هي قديمة ؛ لكن ما جدَّ فيها أنَّ مَنْ بلينا بهم أصبح حالهم كحال زمانٍ استأسد فيه الفأر وتثعلب فيه الأسد , وتَغَدَّر البحر وتبحر النهر !

هذه حالنا معهم ؛ تذكرنا بقول الله تعالى ( يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ) ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وهو الأعز وذهب رأس النفاق وهو الأذل ؛ وما بقي إلا الأتباع والأذناب !

تتربص الأذناب بالأتباع بغية الإذلال ! ويأبى الله من فوق سبع سموات ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) ويحذر ( الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا) فلا يمكن أن تنال العزة بمعصية الله ؛ ولو كانت العزة بإتباعهم لأُمِرنا بذلك ؛ فحذَّر الله تعالى أنَّ من هذه سبيله فإنه ذليل ؛ لأن مفهوم الآية ومنطقوها تدل على أنَّ الذل إنما يكون في ولاية الكافرين , وليست الذلة في الآخرة فقط , إنما في الدنيا بالهوانِ والتحقيرِ والتسفيه وفي الآخرة باستحقاق العذاب الأليم .

إنَّ الله تعالى أكرمنا بالعقل , وأتم علينا النعمة , وأكمل لنا الدين ؛ والأمر إذا تمَّ وكمل فلا حاجة للإنسان بغيره !

إنَّ مثل أولئك كمثل الأعمى الذي يريد القيادة , وكمثل الذي يسير في الاتجاه المعاكس ويقول الأفضلية لي , والمعجب بهم الذي يقول إنَّ لدى أولئك أشياء طيبة مَثَلَه كمثل الذي يسير بجوار الطريق , أشقَّ على نفسه كثيرا !

ومثل الذي يسكب الماء في كأس مقلوب كمثلهم لا نجني منهم إلا ضياع الثروات والتعرض للهلاك !

الخلل ليس في الشريعة إنما في تطبيقها ؛ ودليل ذلك مناداة كثير من عقلاء الغرب في هذه الأيام بأن نظام الشريعة الاقتصادي هو الحل للخروج من الأزمات ! فهل اجتهدوا إنْ كانوا صادقين في دعواهم - وهم المقربين من أولئك القوم - لسد هذه الخلل لا لتوسعته !

إنَّ سماعنا لهؤلاء وتوسيد الأمر إليهم سيجعل حالنا كحال بلد كان في خزينتها 10000000 فلما أوكل إلى أسلاف هؤلاء الأمر أصبحت الخزينة 00000001 وسبب هذا التغير واضح وذلك أن أفكارهم معكوسة !

[محمود عبد العزيز السيد]

لااله الاالله

[@ الواثق بالله]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

[تهاني فقيه]

لاحول ولاقوة الابالله

[محمود35]

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية

[ريمانة]

احسنتم بارك الله فيكم

[حلوة وامورة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته