[لولوة حماده]

1)الاستبشار بقدوم رمضان : كان الصحابة رضوان الله عليه يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم . وقد روي عن الحسن أنه قال " إن الله جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقه يستبقون فيه بطاعاته إلى مرضاته ، فسبق قوم ففازوا ، وتخلف آخرون فخابوا " .

2) صلة الرحم : عن عبدالرحمن بن عوف قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " قال الله تبارك وتعالى : أنا الله ، وأنا الرحمن ، خلقت الرحم وشققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ، ومن قطعها بتته " . وتكون صلة الرحم بزيارتهم وتفقد أحوالهم وإكرامهم والإهداء إليهم ، وتعهد مرضاهم ومشاركتهم مسراتهم ومواساتهم في أحزانهم ، وتقديمهم على غيرهم في كل أمر فهم أحق من غيرهم .

3) فريضة الصوم : جدير بشهر اختاره الله تعالى لإنزال أفضل كتبه أن يكون أهلاً لفرض عبادة الصوم . وقد فرض الله تعالى الصوم على المسلمين كما فرضه على الأمم السابقة ، وسن لنا قيام ليله طهارة للأرواح وتهذيبًا للنفوس وسكينة للقلوب . فهنيئًا لمن وفقه الله للصيام وأعانه على القيام وصلى بالليل والناس نيام .

4) متممات الصوم (1) : يعتقد البعض أن الصوم هو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة ، لكن الصوم يكمل بـ :
* غض البصر وكف النظر إلى كل ما يذم ويكره .
* حفظ اللسان عن الكذب والغيبة والنميمة والفحش والخصومة والمراء ، وشغله بذكر الله تعالى وتلاوة القرآن .
* كف السمع عن الإصغاء إلى كل محرم .
* إطابة المطعم والمشرب .

5) متممات الصوم (2) :
* أن لا يكثر الصائم عند إفطاره وسحوره من الطعام والشراب .
* أن يكون قلب الصائم بعد أداء فريضة الصوم معلق بين الخوف والرجاء ، إذا لا يدري أيقبل صومه فيكون من المقربين أو يرد عليه فيكون من المطرودين .
إن الصوم أمانة فليحفظ أحدنا أمانته .

6) من السنن المستحبة في شهر رمضان :
* تأخير السحور ، وتعجيل الفطور .
* إفطار صائم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من فطّر صائم كان له مثل أجره ، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء " .

7) الصوم الذي يريده الله منا : إن الصوم المطلوب ليس فقط الإمساك عن الطعام والشراب ، وإنما الإمساك عن كل ما ينافي الإيمان ، ولا يتفق مع فضيلة التقوى والمراقبة . وإلى ذلك يشير الرسول صلى الله عليه وسلم : " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " .

8) مراقبة الله في السر والعلانية : الصوم جامعة كبرى لتدريس آداب وأخلاق الإسلام العظيمة والتدريب عليها قولاً وسلوكًا ، ومن هذه الأخلاق الصدق في مراقبة الله تعالى . وتتحقق المراقبة الصادقة بجهاد النفس الدائم ، ومحاسبتها قبل أن تحاسب ، وتكرار المحاولة في تطهير النفس وتصفيتها من الذنوب والشوائب ودفعها للخير الدائم .

9) الصيام وجهاد النفس : الصيام رياضة روحية جليلة تمكن الإنسان من كبح جماح نزعاته وغرائزه . فلو تأملنا سائر العبادات لوجدناها تختلف عن الصيام ، فهو سر بين العبد وربه ، حيث يستطيع الإنسان أن يكون صائمًا في جلوته مفطرًا في خلوته . لذلك يقول الله عز وجل في الحديث القدسي : " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " .

10) السواك : يعتبر السواك من وجهة النظر الطبية أفضل من فرشاة الأسنان ، فقد ثبت علميًا بأنه يضم مواد مضادة للجراثيم والبكتيريا ويحتوي على ما يقارب 20 مادة . وهنا تبرز قيمة الحديث الشريف " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم باستعمال السواك مع كل وضوء وعند كل صلاة " .

11) من فضائل شهر رمضان :
* فيه تصفد وتسلسل الشياطين .
* تغلق أبواب النيران وتفتح فيه أبواب الجنان .
* من رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما .

12) من فضائل الصوم (1) :
* الحصول على التقوى .
* يشفع لصاحبه يوم القيامة .
* يعطى الصائم أجره بغير حساب .
* الفرح . لما جاء بالحديث : " .. للصائم فرحتان ، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه .. " .

13) من فضائل الصوم (2) :
* يبعد الصائم بصومه اليوم الواحد عن النار سبعين عامًا .
* تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا .
* للصائم دعوة لا ترد عند فطره .
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه " . يعني إيمانًا بالله ورضا بفرضه الصوم عليه واحتسابًا بالثواب وأجره .

14) شهر القرآن : إن شهر رمضان له خصوصية بالقرآن ، وينبغي على قارئ القرآن أن يتفكر في آياته ويتدبر معانيه وأن يقف على الحلال والحرام والأوامر والنواهي ، فهو الضياء والفوز والنجاة فيه الشفاء لما في الصدور ، وهو حبل الله المتين ونوره المبين الذي لا تنقضي عجائبه ، من تمسك به فقد هدي إلى صراط مستقيم .

15) حكمة الصوم (1) : إن الله فرض الصوم لأسرار عليا وحكم بالغة وفوائد عظيمة نعرف منها ما نعرف ونجهل منها ما نجهل . فالصوم عبادة جليلة تحدث التوازن بين مطالب الروح والجسد من غير إفراط و تفريط ، فهو فرصة عظيمة لتطهير النفس وتقوية الروح والبدن .

16) حكمة الصوم (2) : في رمضان فرصة عظيمة لكي تستريح المعدة ويتخلص الجسم من كثرة الفضلات الضارة ويريح الجسم وأنسجته من العمل الدائم ، فيقوى عوده وتعود إليه حيويته . ومن حكم الصوم أنه : يقوي إرادة المسلم ، ويدربه على الصبر ويذكره بجوع الجائعين ، فيرقق قلوب القادرين ويجعل أيديهم تمد يد العون إلى الفقراء والمساكين .

17) رمضان والصبر : الصبر ثلاثة أنواع : صبر على طاعة الله ، وصبر عن محارم الله ، وصبر على أقدار الله المؤلمة ، وجميع هذه الأنواع تجتمع في الصوم . ففيه صبرًا على طاعة الله ، وصبرًا عما حرم الله على الصائم من الشهوات ، وصبرًا على ما يحصل للصائم فيه من ضعف النفس والبدن .

18) وصايا رمضانية :
* حافظ على صلاة التراويح مع إمام حسن الصوت ، ولا تنصرف منها حتى ينصرف الإمام من الصلاة ليكتب لك قيام ليلة كاملة ، كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم .
* من تعرض لك بسوء من شتم أو غيره ، فلا ترد عليه وإنما قل إني صائم . أي متحلي بعبادة ، ولا أريد إفسادها .
* اغتنم عمرة في رمضان ، فعمرة في رمضان تعدل حجة مع الرسول صلى الله عليه وسلم .

19) الاعتكاف : هو لزوم المسجد والإقامة فيه بنية التقرب إلى الله تعالى والانشغال عن الناس والدنيا والتفرغ لعبادة الله . والاعتكاف سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يومًا " .

20) فضل العشر الأواخر من شهر رمضان : عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد المئزر وأحيا ليله وأيقظ أهله " . وهذا كناية عن حرصه واهتمامه باغتنام الأوقات المباركة لما فيها من الأجر العظيم والثواب الجزيل .

21) قيام الليل : قال أبو سليمان الداراني : " أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم ، ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا " . فأهل الليل في تجافيهم عن المضاجع أحرى أن يكونوا ذاكرين لله في النهار ، ومجافاتهم دالة على إيثار محاب الله على محاب أنفسهم . وتوفيقهم لهذا القيام توفيق للخلوة بربهم وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه .

22) الجود في رمضان : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان . فينبغي للعبد أن يكثر من الصدقات وإطعام الطعام وأعمال البر الأخرى خاصة في شهر رمضان اغتنامًا لفضله العظيم واقتداءً برسولنا الكريم .

23) آثار الصوم في سلامة المجتمع : إذا كان للصوم آثار على الفرد جسميًا وعقليًا ، فكذلك تكون له آثار في المجتمع . فالصوم يقوّم الصفات الإنسانية التي قد تكون موجودة في الأغنياء والناتجة عن النعمة والترف ، وبقوّم في نفس الوقت ما قد يخل به الفقر . فيستوي الغني بالفقير ويضع الناس تحت طبيعة واحدة وحس واحد وقانون واحد محكم ومتين .

24) ابتهال :
يا من له تعلو الوجوه وتخشع ولأمره كل الخلائق تخضع
أحنو إليك بجبهة لم أحنها إلا لوجهك ساجدًا أتضرع
وإليك أبسط كف ذلٍ لم تكن يومًا لغير سؤال فضلك ترفع
أنا من علمت المذنب العاصي الذي عظمت خطاياه فجاءك يهرع
يا رب إن أكن بالحقوق مفرطًا فلأنت أبصر بالقلوب وأسمع
بين الجوارح خافقٌ يهوى التقى ويضيق كرهًا بالذنوب ويفزع
يا رب مالي غير بابك مفزع آوي إليه إذا يعز المفزع
إن لم أقف بالباب راجي رحمتك فلأي باب غير بابك أقرع

25) الحث على اغتنام الأوقات بالصالحات : قال تعالى في سورة الزمر : (( وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون . واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون . أن تقول نفسٌ يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين . أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين . أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين )) . روي عن المسيح عليه السلام أنه قال لأصحابه : " من ذا الذي يبني على موج البحر دارًا ، تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارًا .

26) ليلة القدر : يرتفع ثواب الأعمال الصالحة في ليلة القدر بحيث تعدل في شرفها وفضلها ألف شهر ، وتتنزل الملائكة بإذن الله وأمره يسلمون على مؤمني أهل الأرض . ويكون إحياء هذه الليلة بكثرة الدعاء والصلاة وقراءة القرآن . عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : " يا رسول الله ، إن وافقت ليلة القدر فما أقول ؟ قال : قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني " .

27) فرصة التوبة : عن قتاده رضي الله عنه قال : " كان يقال : من لا يغفر له في رمضان فلن يغفر له فيما سواه " . واعلم أنه تبارك وتعالى يريدك لك ، وأما كل من تحبه من الخلق أو يحبك أو تعامله ويعاملك إنما يريدك لنفسه وغرض منك . فقد جاء في الأثر الإلهي : " عبدي كل يريدك لنفسه وأنا أريدك لك " .

28) زكاة الفطر : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث ، وطعمة للمساكين ، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات " . وقال بعض السلف : الصلاة توصل صاحبها إلى نصف الطريق ، والصيام يوصله إلى باب الملك ، والصدقة تأخذ بيده فتدخله على الملك .

29) في وداع رمضان : من منع نفسه في شهر رمضان من الحرام فليمنعها فيما بعده من الشهور والأعوام ، فإن إله الشهرين واحد ، وهو على الزمانين مطلع وشاهد .
سلام من الرحمن كل أوان على خير شهر مضى وزمان
سلام على شهر الصيام فإنه أمان من الرحمن أي أمان
فإن فنيت أيامك الغر بغتة فما الحزن من قلبي عليك بفان

30) يوم الجائزة : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن عيد الفطر : " اليوم عيد من غفر ذنبه وشكر سعيه وقبل عمله ، اليوم لنا عيد وغدًا لنا عيد ، وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد " .

أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام ، وأن يجعل عامه علينا من أبرك الأعوام ، وأيامه من أسعد الأيام ، ويغفر لنا ما اقترفنا من الذنوب والآثام . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

أهم المراجع : عقود اللؤلؤ والمرجان في وظائف شهر رمضان ، الصوم عبادة وأخلاق ، شرح الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله ، الأخلاق الإسلامية وأسسها .

[الدكتور فهد بن سعود العصيمي]

الله يجعلنا من صوامه ومن قوامه ، بارك الله وفيك نفع بك ،و تسلم أياديك

[بيان]

مشكورة .. وجزاكي الله خيرا على موضوعك المهم .. والله يزيدك من فضلة

[سماء]

جزاك الله كل خير اخيه