[يمامة الوادي]

‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌الهجـرة إلى اللـه
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
عرفتكَ في ذهولِ تهجدي ، وقرنفلي أكداسْ
عرفتكَ في اخضرارِ الآسْ
عرفتكَ في يقينِ الموتِ والأرماسْ
عرفتكَ عندَ فلاحٍ يبعثرُ في الثرى الأغراسْ
وتزهرُ في يديهِ الفاسْ
عرفتكَ عندَ طفلٍ اسودَ العينينْ
وشيخٍ ذابلَ الخدينْ
عرفتكَ عندَ صوفيٍّ ثري القلبِ والإحساسْ
عرفتكَ ملءَ موجِ البحرِ يركضُ حافيَ القدمينْ
وأهدابُ العيونِ الزرقِ ، واستغراقة الشفتينْ
عرفتكَ في صدى الأجراسْ
عرفتكَ ملءَ ليلٍ يمطرُ الدنيا
خيوطَ رؤىً ، وعطرَ نعاسْ
وتُلقي في طريقي الوردَ أكداساً على أكداسْ
وتسقيني بأغلى كاسْ
**
...
رأيتكَ في حزنِ الدياجيرِ الخريفية
رأيتكَ تحتَ جرحِ الوردةِ العطشى
رأيتكَ في التراتيلِ المسائية
وتبني تحتَ أستارِ الدجى عشاً
لقُبرةٍ مروّعةٍ وقُمرية
للاجئةٍ مشردةٍ وأضلعُها على الأحزانِ مطوية
لقافلةٍ مهاجرةٍ عن الأوطانِ منفية
رايتكَ ترسلُ المطرا
ترشُ يبابَ أرضٍ غيرَ مسقية
وترويها بأكوابٍ سماوية
تعلّق في سماءِ وجودنا قمراً
وتهديهِ إلى ليلةِ أحزانٍ ضبابية
وتمنحه إلى بيارة ظمأى
حشائشُها من الأمطارِ منسيّة
**
رأيتكَ تبذرُ الإصرارَ ملءَ سواعدِ العمالْ
رأيتكَ تردعُ الزلزالْ
عن القريةِ والصبيان والمسجدْ
رايتكَ سُكراً في لثغةِ الأطفالْ
وتعطي اللحنَ سحرياً وإن لم يسألِ المنشدْ
وتأتينا بلا مُوعدْ
وتفتحُ مُغلقَ الأقفالْ
**
مليكي .. أنت طعمُ الخير في عمري
وأنتَ تألق الأقمارْ
هواكَ كواكبٌ وبحارْ
وأنتَ خصوبةُ الأشعارْ
وأنتَ عذوبةُ الواحاتِ في قفري
وأنتَ تبلجُ الأسرارْ
وأنتَ تدفقي ،
أنتَ انبثاقُ الضوءِ والعطرِ
نثرتَ الخصبَ واللؤلؤَ فوقَ شواطئي الخضرِ
وفي روحي سكبتَ النارْ
**
لك الأورادُ والصلواتُ أنثرُها
فداكَ فداكَ يا ملكي .. يواقيتي أكسرها
وبين يديكَ أوراقي وأعوامي أبعثرها
أجيء وعوديَ المبهورُ منخطفٌ من العطرِ
لعلكَ ممطري ورداً ، لعلَ رؤايَ تغمرها
شذىً فتفيضُ بالأصدافِ والمرجانِ أبحرها
ويركعُ نشوةً ياقوتها القاني ومرمرُها
زوارقُ حاضري في جدولِ الذكرى تسـيّرها
وأيامي بعطرِ ضيائكَ الشفافِ تمطرها
ينابيعي تفجّـرها
وأعماقي تطهّـرها
وأشعاري السماوياتُ ينبعُ منكَ سكّرها
وحسبُ لحونيَ الولهاتِ أن حبيبيَ الملكي يذكرها
واسم اللهِ ، اسم اللهِ
يلونها ، يعطّرها ..
يرقرقُ سرهُ فيها وينثرها
على القاراتِ ، فوقَ عرائسِ الغاباتِ والأمواه
أريجُ هدىً ، ولمسُ صلاة ْ
**
مليكي طالتِ الرحلةْ ،
طالتْ وانقضتْ أحقابْ
وبين عوالمٍ مقفلة أبحرتُ ، اسألُ ، اسألُ الأبوابْ
فأينَ البابْ ؟‍! أينَ البابْ ؟
قرابيني مكدّسةٌ على المحرابْ
وقرآني طواهُ ضَبابْ
وذلة مسجدي الأقصى تقلبني على سكينْ
ولا معتصمٌ أدعوهُ ، لا فينا صلاح الدينْ
ننامُ الليلَ ، نصحو الفجرَ مجروحينْ
ومطعونينَ مقتولينْ
وأنتَ غضبتَ يا ملكي ....
فكيفَ نهادنُ الطغيانْ ؟
وكيفَ نصافحُ الشيطانْ ؟
ألم تخصبْ مدائننا بعطرِ الوردِ والقرآنْ ؟
فكيف نبيتُ مسبيينْ ؟
وكيفَ ننامُ منفيينْ
عن الأوطانْ ؟
... بأيدينا جعلنا أرضَنا مقصلةَ الإنسانْ ..!
منقول