[المتفائل بالخير]

الدكتورة الجزهرة بن ناصر في زاويتها نبض الحيارى التي تصدر كل يوم اثنين في جريدة المدينة والمخصصة للرد على اسئلة القراء وحل مشكلاتهم كان لها رد رائع هذه المرة على دعاة الاختلاط والسفور وتحرير المراة… انقل لكم ردها كما جاء في عدد المدينة الصادر يوم الاثنين 22/4
______________________________________
القضية الاولى
سعادة الدكتورة الجوهرة بنت ناصر اعزها الله
سلام عليك من الله تعالى ورحمته وبركاته
اما بعد.. فإن ما جعلني اقصد منبرك الحشيم حكمتك وبعد نظرك، وكونك أخت الرجال، المرأة التي نسأل الله تعالى ان يكثر من أمثالك. قصدتك أُخية للنظر في قضية (الدعوة إلى تحرير المرأة) فمن مطالب بتقلدها المناصب العليا إلى آخر مطالب باختلاطها أو قيادتها للسيارة أو كشف وجهها... الخ.
هذه الموجات والصرعات التي لم يفتأ بعض من الأفراد في مجتمعنا المحافظ ما بين الفينة والفينة الا ويثيرها ليس للسلام ونشر الطمأنينة، بل للإسفاف والشوشرة والتشويش على المسلمين في هذا البلد الأمين والآمن باتباعه لقول ربه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا النهج العظيم في وطننا المبارك تتخذه حكومتنا الرشيدة، والقيادة، والشعب السعودي شرعة ومنهاجاً، بهذا نحن ولله الحمد نحظى بالأمن والأمان الا من بعض شرذمة من القوم هداهم الله لا يحسنون استيعاب الدين الإسلامي وفهمه الفهم الصحيح ولا يحسبون لعاقبة الأمور.. فترين أخطاءهم تتفاقم، ويعم فسادها (الفكري) على أبناء الأمة.
- فهل نحظى بالتوجيه الإنساني الراقي الحصيف والبعد النفسي التحليلي للقضية من أديبتنا وكاتبتنا محررة (نبض الحيارى) مع الشكر الجزيل لشخصك الكريم.. بارك الله بك.
أخوكم
أستاذ في الشريعة وأصول الفقه
القضية الثانية
اختنا الفاضلة سعادة الدكتورة الجوهرة بنت ناصر سلمها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد
كم أكون سعيداً وانا اشعر بلمساتك (الحرة) على المجتمع، وكم والله أدعو لك بظهر الغيب، وان يحفظك الله وتبقين نبراساً مضيئاً للفكر السوي، والنهج الوسطي.. لن أطيل عليك فانا أيضاً مشغول بأمن الوطن وأرأس كذا شعبة للأمن العام، ولكن ما لفت انتباهي ما يخطه يراعك سلمه الله، وما لك من حظوة التقدير والامتنان من كثير من اخوتك القراء ورجال الأمن.. فقصدتك للإدلاء برأيك الرزين في القضية التي أخذت اكبر من حجمها وهي قضية المرأة والمناداة بخروجها واختلاطها وعملها مع الرجال وقيادتها للسيارة ،وقد تلحظين سذاجة الطلب، ومكامن الرغبات، من خلال المطالبة بذلك وتأكدي انه من يعمد إلى ذلك شخصيات تعاني نفسياً لن أقول اكثر من ذلك في مجال تخصصك، ولكن ما هو بديهي لا توجد لمثل ذلك التهور أرضية ولا بيئة صالحة لمثل هذا الهراء إذ يجب ان تحترم خصوصية البلد وقدسيتها.. فذلك امر يستوجب عدة أجهزة تديرها النساء لهذا المجال وحين يختلط الحابل بالنابل يتحقق للمغرضين (الاختلاط) المرجفين في المدينة.. فهاتي واسمعينا يا رعاك الله.. في انتظار ردك.
أخوكم مسؤول بوزارة الداخلية والأمن العام
التحليل
اشكر بإخلاص تقدير اخوتي الأفاضل واسأل الله تعالى ان أكون عند ثقتكم بنا دائماً.
دائماً ما نقول علينا ان لا نولي تفاهات الأمور اهتماماً فذلك فعلاً يعطيها اكبر من حجمها كما انها مضيعة للوقت والجهد والمال أيضاً ولكن الإعلام حين يشوبه شيء من الخلل لا يعطي الانضباط الواجب اعتماده خصوصاً في أمور تهم المجتمع وتثير حفيظته.
- واخوتي أبناء هذا البلد الطيب من السعوديين ومن التجأوا بعد الله إلى هذا الموطن (السلام) ممن شهدوا بان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله، وارتضوا ورغبوا الاستقرار ما بيننا لاعتصامهم بالدين الإسلامي نهجاً ودستور حياة هم اخوة لنا في الدين وتلكم أقوى الصِلات وأكرمها.
- والجميل الأصيل في ابن هذه الديار المقدسة استحكامه لشرع الله في كل أموره وشؤونه الحياتية والمعاشية، وفي التحليل النفسي ظهر ذلك جلياً (وبالفطرة) لكل من ابتغى الإسلام ديناً فتلكم (فطرة) الله التي فطر الناس عليها.
* من هنا ايها الأفاضل تجد المخالفين للنهج الإسلامي وهم من الذين يعدون من أبناء الإسلام ويحسبون عليه يكونون ولا حول ولا قوة الا بالله من (البعيدين) عن الإسلام لعدم (العمل) بالدين تطبيقاً ودستور حياة ذلك (لتهاونهم) بجدية المسار ومصداقية الكلمة لسوء النية. فالإسلام يعمل به كاملاً ولا يجوز اخذ بعضه وترك بعض وهذا ليس قولاً من عندنا ولكنه تحليل مبين لخبايا تلك الأنفس الأمارة بالسوء وهذا لا يعني ان مجرد قيادة المرأة للسيارة امر محرم فهي شرعاً جائزة إذا لم تكن مدعاة للخطيئة. واهم ما هناك الا تكون (قريبة) من الزنا وهو المحرم شرعاً حيث قوله تعالى: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى) فان نظرنا لآلية القيادة للمرأة لوجدناها احتكاكاً بالرجل بل وخوضاً في جميع مجالاته وهذا ليس قرباً فقط بل واختلاطاً (محرماً) في الإسلام بل جميع ما يزعمونه من أشكال تحرير المرأة مرفوض مهما برر المبررون ونظر المنظرون وتفيهق المتفيهقون وادعوا انهم لم يريدوا إلا القصد الحسن وهم الماكرون المكر السيئ الناوون الخداع والباطل فهم يدعون باطلاً الإصلاح والخير للامة وحقيقتهم الضد من ذلك تماماً فأين سيذهبون من قبضة الحق عز وجل.. قال تعالى: (اسْتِكْبَاراً فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً).
- ثم يتمادى الظلم والإجحاف بمثل هؤلاء أولاً في تنكرهم لآيات الله ودينه الإسلام، وفهم مضامينه وأصوله وأحكامه وعدم الأخذ بها، وثانياً تبجحاً وقبحاً على ما يبدونه من سوء نياتهم ونفث ذلك سماً على قيم ومبادئ مستمدة من الإسلام بألفاظ نتنة على مجتمعهم ووطنهم وعلى مسمع ومرأى من العالم وتحريض من تداعيات (يستقوي) بها العدو، وتتكالب بها علينا الأمم وما هم الا الأخسرون اعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً والعياذ بالله.
- وان اتى البعض بشيء من مبررات فأين هو من حجة عظيمة عليه من رب العباد، كما ان المبررات لا تغني عن الحق شيئاً وهي مبررات فاسدة صاحبها نفاق إعلامي لشخوص ذوي نيات فاسدة، فالإثم هنا أضعاف أضعاف ما يرتجى من منفعة، ولمداخلة الإثم فيه (فمنعه أولى) والقاعدة الأصولية الفقهية الشرعية تجعل درء المفاسد مقدماً على جلب المصالح. هذا ان كان هناك مصالح!!
وليس ذلك غير ان بعض الذكور استعبدتهم شهواتهم فطغت عليهم رغباتهم ونزواتهم.. والبعض من النسوة ممن قطعن أيديهن يسعين لذلك،فالواحدة منهن مغرورة بما تسمع مبهورة بما ترى هذا والأمر ابعد ما يكون عن شيء يستحق ولكن تفكيرهن أجوف ومضامين أمورهن مبهمة لا تستند إلى حقيقة واضحة!!
- ومن نظرة تحليلية شاملة لا يستبد الظلم الا بشخصية غير سوية ذات تاريخ مظلم، وفكر إرهابي اسود وهي شخصية ابعد ما تكون عن الشيم والكرامة والحياء والعدل لذلك تراه يستقوي على الأضعف فهل اصبح بيننا نماذج سيئة من هؤلاء حتى تقحم المرأة في مجالات ليست لها ولا تعنيها؟ وهل استبد الإجحاف -والكفر بالنعمة- والتسلط والظلم ليقذف بالمرأة من عالي مملكتها وحصونها المنيعة إلى (الشارع) وهي الملكة المتوجة والراعية لأسرتها والمسؤولة بمرتبة شرف ورسالة من خالقها عن رعيتها؟!
* ما كل ذلك اخواتي الفضليات الا حب شغوف لأشباه الرجال من يسعون للمتعة الحرام، وإطلاق البصر في ما لا يحق لهم فالهدف إخراج المرأة وهتك حجابها وتلذذ الذئاب البشرية للنيل منها فاحذري ولابد ان تثير مثل هذه الموجات العارية من الفضيلة غضب وحمية المرأة المسلمة وتشارك برأيها نقداً واحتجاجاً ورفضاً واضحاً صريحاً لما يحاك لها في الخبايا، وتقديم عمل إيجابي من فكر مستنير بنور الإسلام تدفع به عن نفسها الذل والهوان وثوب العار الذي يحيكه لها أعداء الإسلام.
فلتحذري إذ على المرأة الحرة ان تنهض منتصرة للإسلام والقيم والأخلاق، ولقيمتها امرأة ناضجة عقلاً وشخصية وعلوماً متخصصة، وذات رسالة مقدسة في شغلها بأسرتها وزوجها وتربية أبنائها.. لابد أن يكون للمرأة موقف حاسم ضد هذا الإسفاف والتبجح والمطالبة بهتك صونها وعفافها وإهدار كرامتها، وان تثأر لشرفها فالمرأة صانعة الأجيال ومربيتهم ولن تستطيع ان تزرع في الطفل الأخلاق والفضائل ان لم تكن هي متربعة على عرش الكرامة والاعتزاز بالإسلام والصون والعفاف واعنف من يدافع عن خصوصيتها وإكرام الله لها اماً وزوجة وراعية أسرة ومنزل وشريكة للرجل السوي في التربية والتعليم، والرأي الحصيف، فهي عقل منتج ومشورة مرادفة لرأي الرجل والمساهمة الأولى بإخلاص في تنمية الوطن وطيب عيشه.
- وكفى بالمرجفين توظيف جسد المرأة لأغراض وإباحات جنسية، فالمرأة المعتصمة بالله والمستمسكة بالعروة الوثقى ابعد من الثريا عن أولئك الملوثين بالوحل.. والعرض عندنا خسارة لا تعوض، اما المال فيأتي ويذهب وفي كل الحالات لا أسف عليه، ولنا في ابنتي شعيب عليه السلام خير مثل وقدوة، إذ لا تحشر نفسها بين الرجال الا امرأة رخيصة لا يهمها شرفها وسمعتها، غير تلك (الشريفة) التي يُسعى اليها ويخطب ودها ويجتهد للفوز بها الرجل الصالح، لصلاح أبنائه حيث المرأة الصالحة.
وهي التي (لا يستطيع) اختراق حدودها اعظم الرجال لما تتمتع به من سيرة وسمعة عطرة وأخلاق وفضائل ومبادئ تفوح شذى واعتبارات مشرقة من الإكبار والتقدير لشخصها لا تحجبها سحب.
* لقد كان الأجدر بمن شغلوا أنفسهم بالتحرش بالمرأة، وإنزالها إلى مستوى سائق (مستخدم) واحصوا تكلفة المستقدمين من (السائقين) ان يحصوا بالمقابل تكلفة (الخادمات) وما يترتب عليهن من الخسائر والفساد الأخلاقي للرجل وذلك ثلاثة أضعاف تكلفة السائق فالأغلبية لديهم خادمات تزيد عن الواحدة في كل بيت بينما السائقون لا يتوفرون الا بأعداد قليلة اغلب الأسر لا تستقدم اكثر من شخص.. وان كانت ليست هذه القضية ولا التفاهات التي خاض فيها البعض نترفع عن ذكرها إذ الماسونية هي من تعثو فساداً في العالم ولكننا نتساءل هل أصبحت المعضلة هي السائق!! ام الفكر السلبي الذي يريد إخراج المرأة من راعية مسؤولة عن رعيتها إلى وظيفة سائق (كي) توفر هذه المرأة وليس الرجل المسؤول والأسرة ككل ومن الأبناء خاصة الألف ريال (راتب السائق).
* ان الذئاب البشرية تحتمي بحجج ومبررات واهية في حين اصبح لزاماً ان ينشغلوا بهموم الأمة وشأن الإسلام والمسلمين والقضايا المعلقة التي تنتظر رجالاً لحلها وليس نباحاً يلهث وراء شهوات علهم يجدون أفكاراً اكثر أهمية وضرورة للشعوب التي تسحق قهراً ذنبها فقط انها (مسلمة) ولا ننكر ان كل ما يحدث مخلفات العولمة والانفتاح فمن يرد مثل هذه الأنظمة فليتجه اليها ولكم في كل الأوطان والدول العربية والغربية (العبرة) فمن نظر العواقب نجا.. ومن اعتبر ابصر والله المستعان.
إضاءة:
(وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ )

[محمد عبد الله زينو]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله عليك يا أختناالجوهرة ... رد جدا رائع وفطن لما يجري في الحقيقة وما يحمله دعاة التحرر من نوايا فاسدة ......

لكن ليطمئن كل مسلم غيور .... الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ....

الأمر كله لله سبحانه وتعالى ولن يخيب سبحانه قلوبا دعته ورجته بصدق .....

وتفائلوا بالخير تجدوه ... نسأل الله ان يكتب لنا ولأمتنا الإسلامية الخير والحسن وأن يصرف عن السوء وأهله ...

إنه وعزته وجلاله ولي ذلك وهو القادر على كل شئ ....

فاجتهدوا بالدعاء

شكرا لك أخي على هذا النقل بارك الله فيك ...

[الطيف]

بورك بالأخت الجوهرة
ونعم الكاتبة .....

[ضحى]

اختي الله فيك على هذا الرد الرائع