[وآثقه الخطى]

مع تغريد العصافير وزقزقت الطيور وإشراقت صباح يوم جديد تصحوا العنود على صوت أذان الفجر الذي ينتشر بروح إيمانيه وطمأنيه تستعد لذهاب المدرسه العنود فتاة اكبر البنات
مجتهده من بيئه محافظه تبلغ من العمر١٥عاما لهاأهداف وطموحات في الحياه أستعدت العنود كامل استعداداتها للمدرسه بكل نشاط وحيويه طلبت من والدها الذي سيذهب للعمل بتوصيلها للمدرسه والد العنود لديه أربع بنات وزوجته يتمنى الولد ولكن الله قدر له ذلك وهم في طريقهم إلى المدرسه كان الأب يتحدث مع إبنته ويذكرها بأذكار الصباح فلم يري ماسيحدث أمامه صرخت العنود صرخه يسمعها حتى الحيوان(يبـــــــــه)إلتفت الأب لمكان نظر إبنته وياليته لم يلتفت رأى شاحنه قد تقطعهم قطعة قطعه غاب الاب وابنته عن الوعي جاءت الإسعافات وحدث ضجيج في الطريق وحدثت صعوبة في السير تلقت زوجته والدة وبناته في البيت صاعقة الحادث فلم يعرفون ماذا يفعلون ليس لديهم الولد الذي يوصلهم الى المستشفى ليس لديهم الآن حامي في بيتهم أخذت والدة العنود سماعة التلفون لم تعد تتذكر الأرقام من وقع الحدث عليهم حاولت حتى رجع الرقم لذاكرتها رد عليها أخاهابصوت كسول "هلا أم العنود"ماذا تقول نسيت جميع الكلمات التي صاغتها أخيرا رجع لها صوتها وهي تنادي أخاها"وليد إلحق علي"ولم تنطق بكلمه بعدها تردد صوت أخاها على سماعة التلفون لقد سقطت ودخلت في إغماء جاءو طفلاتها البريئات وأخذت الهنوف السماعه وهي تصغر العنود بسنتان قالت"خالي إلحق علينا العنود وأبوي صار عليهم حادث وأمي أغمي عليها"فلم يتردد الأخ دقيقة حتى وصل لمنزل أخته دق الجرس مرتانا وفي الثالثه فتحت الباب له الجوهره والتي عمرها ١١ عاما وهي تصرخ وتبكي الآن ماذا يفعل الأخ يطمأن الأطفال الأبرياء أم يذهب ويأخذ أخته الى المستشفي الآن اتخذ قراره وذهب يركض وحمل أخته التى ربما قد تكون فارقت الحياة أخذ يسمع لدقات قلبها "الحمدلله فيه نبض ولكن بطيئ"أخذهابسرعه عاليه إلى المستشفى وترك الطفلات البريئات أمامه يبكون حزنا وألما على حالهم وصل وليد الى المستشفى طلب سرير حتى ينقل أم العنود إلي الطوارئ من يتوقع من العائله أنه في يوم من الأيام يتعرضون لأشد الصدمات حملوا المرضات أم العنود بسرعه لأن دقات قلبها بدت تقل شيئ فشيء في نفس المستشفى الذي فيه العنود وأبيها ذهب الأخ بعد أن أدخلوا أخته غرفة الطوارئ وكان يمشي في سيب المستشفى رأى ممرضون يجتمعون على سرير وهم يركضون به إلى المستشفى مشى قليلا ثم رأى سرير خلف هذا السرير قال في نفسه"الله يصبر أهلهم"ولم يدري بأنه سوف يكون من أهل المريضين على هذا السريرين أو الجثتين لأن من يرى هذا السريران يقول لامحاله متوفين أنتشرت الدماء في القطعه البيضاء التي تغطي هذا السرير رجع يمشي ويمشي وهو مشغول بأخته ونسي ابنت أخته وزوج أخته ذهب ورأى أخته واطمأن عليها فجأه سمعها تناديه"وليد وش صار على ابو العنود والعنود"تلعثم وليد وتذكر السريران ذهب يركض بعد أن أطمأن على أخته دخل على الدكتور بعد أن سأل إستقبال المستشفى عن الأسماء وقال وهو يرتجف"دكتوره وش صار"طبعا في هذه المواقف يصعب عليه نقل الصاعقه عليهم فبدأ كلامه بقول"أخوي أنت مؤمن بقضاء الله وقدر الوالد يطلبك الحل"وليد حس في هذا الوقت أن سمعه لايسمع فطلب من الدكتور أن يعود ماقاله فقال له الدكتود"الوالد يطلبك الحل"في هذا الوقت بدأ يستوعب ثم سأل عن العنود فقال له إنها الآن في غيبوبه لاندي متى تصحوا حالتها خطره جدا ربما لاتعيش
مضت الأيام تلوا الأيام والبيت في حالة حزن على رحيل رجل البيت وتلت الشهور تلوا الشهور الآن مضى على رحيل والدهم شهران ونصف فجأه حدث في العائله أمر لم يتوقعوه أبدا مات الأب وعليه دين فإذا لم يدفعه فسوف يأخذون عليهم البيت ولهم نصف شهر حتى يدبرون المبلغ المحدد يالله من أين لهم أقترب الوقت على أخذ البيت نعم لقد بقي يوم واحد فأمرت الأم بناتها وطفلاتها البريئات بالإستغفار لقوله تعالى"فقلت أستغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال...."كان الوقت ١٠مساءا بقي١٠ساعات ويأخذوا البيت فجأه رن جرس البيت ذهبت الهنوف وفتحت الباب رأت رجلا عليه علامات الصلاح لديه لحيه كثيفه طلب منها أن تنادي أمها ذهبت تركض لأمها وقالت"أمي في رجال عند الباب يبيك"لبست الأم عبائتها وذهبت فقال"السلام عليكم"ردت"وعليكم السلام هلا مين"قال "أنافاعل خير سمعت بدين والدكم الميت وحالتكم الماديه فجيت أساعدكم خذي"ومد لهاضرف فيه أكثر من الدين فقالت"جزاك الله خير ماراح أنساك من دعواتي"ودخلت في نوبة بكاء ومرت الأيام والعائله حالتهم مستقره والعنود لم تصحوا بعد اليوم بعد إشراقت شمس جديده ربما يكون يوم فرحا أويوم حزن اليوم بعد ستة أشهر في العنايه المركزه في غرفه (١٥٨)غرفة العنود صحت وهي تحس بثقل في رأسها قالت"وش هذا الألم"سمعت صوت سقوط أوراق ذهبت الممرضه تركض وأخبرته بأن العنود صحت جاء الدكتور وهو لم يصدق هذه المعجزه دخل إلى الغرفه وقال"الحمدلله ع سلامتك يالعنود"الآن تذكرت ماجرى وبسرعه سالت "دكتور وين أبوي كان معي بالسياره"العنود أكبرالبنات ومتعلقه بوالدها كثير قال الدكتور لابد من إخبارها وقال"أدعيله بالرحمه"
يبـــــــــــــه يأقرب أقرأبي يـــــــــاأغلى ناسي وأحبابي
يكـــــــــــل الناس بعيوني دخيلك قول لي"لبيـــــــــــه"
لم تصرخ العنود ولم تقول شيئ دمعات جرت على خدها مثل السيل وهي تقول"انالله وإنا إليه راجعون"وفجأه سألت وصوتها فيه الألم دكتور "ليه مطفين النور"سكت الدكتور حائر ماذا يرد عليها قالت وهي تقطع صمت الدكتور"أناعمياء"يالله سهلة الكتابه والنطق ولكن صعب الإحساس بها قال الدكتور"الضربه جت على الرأس في منطقة العين"
قالت بكل حزن"مكتوب ومقدر"
مكتوب ومقدر كل شيء ترى مكتوب * بس خلنا نصبر مثل النبي أيوب
نصبر على الأحزان ومفارق الخلان * نصبر على الغربة والشوق للأوطان
نصبر على الجروح والضيق والحرمان* نصبر وهم نصبر والله وحده المستعان
نصبر ولو ملنا الصبر نصبر ونرضى*بالقدر والوقت لو مهما قسى لا مالنا غير الصبر والصبر مفتاح الفرج خلونا نحتسب *الأجر لإن الله سبحانه يقول الله مع كل من صبر
أسلمت الممرضه اليهوديه من صبر العنود
ومرت الأيام والأسابيع والشهور والسنوات والعنود مارست حياتها طبيعي لم يترك عمها أثر
أجامل وابتسم واضحك و أنا في داخلي مقهور*احاول اكتم احزاني ورى صدري وأخبيها
أحاول اكتم همومي واخبيها وأنا مجبور*واحاول قد ما أقدر أبعد عن حراويها
استمرت العنود قرأه على نفسها القرآن والدعاء بالشفاء الآن مضى عليها ست سنوات وهي على هالحال واليوم وبعد أن أصبح عمر العنود ٢١وبدأ يوم جديد لانعلم هل هو من أيام الفرح أو الحزن أشرقت الشمس وجاء يوم جديد صحت العنود من نومها بعد أن تحلمت أنها ترى صحت من النوم ولم تصدق ماجرى أنها تري نعم هذي غرفتي وهذا مكتبي وهذا دولابي وهذا وهذا واستوعبت أخيرا أنها حقيقه وليس حلم قامت وهي فرحه جد
ياما ضحكت بدنيتـي ضحكة أفــراح
وياما بكيت من الفـــرح بعـد الأحـزان
وياما ذرف دمعي على خــدي نضّـاح
وياما نشف لحظة على كفّ الأوجان



عينــي جفــاهـا النــوم أيـــــام وانـــزاح
باتت سهيــرة تنشــــد أحـوال انــسـان
انســان غالـــي نـــوره في قلبــي صبّاح
ونبـضٍ يـحـرِّك خافقـي ودم شريـان
ذهبت لتبشر أمها دخلت عليها وقالت"أمي لون هالثوب إلي لابسته إنت مو حلو"أمها لم تستوعب وقالت وش فيه هاللون؟"نعم استوعبت الأن الأم وذهبت وحطنت إبنتها وقالت بكل فرح"الحمــــــــــــــــدلله"
الحمد لله ربي يهتف باسمك قلبي الحمد لله الحمد لله


الحمد لله ربي يهتف باسمك قلبي الحمد لله الحمد لله


حمداً الهي وشكراً أنت يا معبود يا من جل قدره جل قدره


لك الحمد طوعاً لك الحمد فارضى وثيقاً عميقاً سماء وأرضاً


لك الحمد طوعاً لك الحمد فارضى وثيقاً عميقاً سماء وأرضاً


الهي وجاهي اليك اتجاهي وثيقا مديدا لترضى فارضى
وانتهت قصتنا بفرح للعنود وفرج للعائله لم يكن صعب العلاج مع الله ولكن صعب العلاج مع الأطباء