لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
وفي هذا السياق قام رحمه الله بإعداد مفكرة تضمنت توجيهاته وتوصياته وأفكاره ، التي كان أهمها السعي دوما إلى تطوير أنظمة الخدمة العامة ، واسـتــحداث التشـريـعــات لمقتضيات خطط التنمية الشاملة ، وتبسيط إجراءات العمل في الجهاز الحكومي إلى أقصى حد ممكن ، وبخاصة في الأجهزة ذات التعامل الجماهيري الكبير ، وإنشاء جهاز للرقابة الإدارية في الدولة ، لكشف السلبيات القائمة ومواجهتها ، وإعداد ندوات للقيادات الإدارية العليا في الدولة.
وقد امتد فكر المغفور له في المجال الإداري إلى تنظيم الإدارة المحلية ، ونعني بذلك إنشاء محافظات مستقلة تعنى بشؤون المحافظة ، وتعمل على تطويرها ، وتلمس احتياجاتها ، وتقوم بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني القائمة فيها ، خدمة للمواطنين والمقيمين في دائرتها. المـــــــصدر : الديوان الأميــري - دولة الكويت
|
جهود المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح -طيب الله ثراه- وتحركاته خلال فترة الاحتلال العراقي لدولة الكويت المغفور له الشيخ جابر الصباح مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز منذ اللحظات الأولى للعدوان والاحتلال العراقي على دولة الكويت ، ومنذ خروج الشرعية الكويتية من الكويت في فجر يوم الخميس 2/8/1990م منذ تلك اللحظات والشرعية الكويتية المتمثلة في الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح -طيب الله ثراه- في حالة عمل متواصل ليل نهار ، ووفق تخطيط هادف ومتزن ، وجهود دؤوبة ، وعطاء لا ينضب ، وتحركات دائمة ومستمرة لا يقطع تواصلها شئ من اجل استرداد الوطن الغالي واستقلاله واستعادة حريته ، فلم يكن للوقت قيمة إذا لم يصاحبه إنجاز يحقق إحدى الغايات المرجوة ، ولم تكن ساعات العمل تحتسب إذا لم تقترن بخطوة مثمرة اتخذتها القيادة الكويتية من أجل عودة الكويت حرة مستقلة. وقد تعددت جهود المغفور له ومساعيه ما بين حضور المؤتمرات والمحافل الدولية والمشاركة فيها ناقلا إليها كلمة الكويت وخطابها الرسمي والشعبي ، والقيام بزيارات عمل رسمية ، والتباحث مع رؤساء الدول ورؤساء الوزراء والوزراء ، وإرسال الوفود والمبعوثين الكويتيين لإيصال صوت الحق وعدالة قضية الكويت إلى كل دول العالم ، وهذا ما سنتطرق إليه ببعض الإسهاب والتفصيل. حقا لقد كانت تلك اللحظات عصيبة ومريرة وشديدة القسوة ، وصدمة قوية تفوق تصور العقل والفكر والوجدان ، لكن رجاحة العقل والمنطق السليم ، وسمو النفس والإيمان بمشيئة الله وقدره ، جعلت قوة الصدمة وصعوبة تلك اللحظات ومرارتها ، وعمق المأساة التي تحملها ، تضعف وتتهاوى أمام تصميم القيادة وإرادة الرجال وعزيمة الشجعان ، لذا كان التأكيد والإصرار على أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ، وأنه لا توجد أي مساحة في العقل والفكر والوجدان للمساومة على الأرض ، وأن الكويت لا بد أن تعود بكامل ترابها وبحارها وأجوائها كما كانت واحة أمن وأمان وسلام واستقرار. أولا : الأوامر والمراسيم الأميرية : أصدر المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح -طيب الله ثراه- خلال الفترة المشار إليها الأوامر والمراسيم الأميرية بحسب الترتيب الآتي : - في 3/8/1990م أصدر صاحب السمو أمرا أميريا يقضي بأن تنعقد الحكومة بصفة مؤقتة في المملكة العربية السعودية ، وأن يتولى الوزراء كل فيما يخصه مباشرة الأعمال المعهودة إليه. - في 15/9/1990م بدأت السفارات والقنصليات الكويتية في تنفيذ أوامر صاحب السمو بشأن صرف معونات الإعاشة والرعاية المخصصة للأسر والعائلات الكويتية في الخارج. - في 8/10/1990 اصدر سموه مرسوما يقضي بعدم الالتزام بإعادة قيمة الأوراق النقدية المسروقة من خزائن بنك الكويت المركزي. - في 19/10/1990م أصدر سموه مرسوما يقضي بإخضاع الأموال المملوكة للكويتيين وغيرهم من المقيمين للملكية الحمائية. - في 26/2/1991م أصدر سموه مرسوما يقضي بإعلان الأحكام العرفية في جميع أنحاء الكويت لمدة ثلاثة أشهر من هذا التاريخ ، وقد عين سموه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حاكما عرفيا عاما يقوم ضمن مهام أخرى بالتنسيق بين القوات الكويتية المسلحة وبين قيادة القوات العسكرية من الدول المتعاونة مع الكويت.
|
ثانيا : مشاركة المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح -طيب الله ثراه- في المؤتمرات والقمم العربية والإسلامية والعالمية والكلمات التي ألقاها رحمه الله في تلك المحافل : شارك الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- في الكثير من المؤتمرات والمحافل الإقليمية والدولية ، التي كانت من أهم تحركاته وجهوده المتواصلة وعمله المستمر في تحريك الرأي العام ، والمساعدة في تدعيم مواقف دول العالم الصديقة التي تساند قضية الكويت وتثبيتها ، وذلك من أجل استرداد الكويت وعودتها حرة مستقلة ، حيث قام رحمه الله بتوجيه العديد من الكلمات والرسائل إلى تلك المحافل. 1- مؤتمر القمة العربي الطارئ : المغفور له الشيخ جابر الصباح مع الرئيس مبارك وكانت البداية في 9/8/1990م ، حين شارك رحمه الله في مؤتمر القمة العربي الطارئ في القاهرة الذي حمل خلاله رحمه الله في كلمته القادة العرب مسؤوليتهم التاريخية تجاه وجوب العمل الفوري لإنهاء الاحتلال العراقي للكويت وعودة نظامها الشرعي إليها. 2- الرسالة الأميرية إلى المؤتمر الإسلامي العالمي : وفي 10/9/1990م ، شدد رحمه الله على مبادئ الإسلام وركائز الإيمان التي من أهمها الوقوف مع الحق ورفع الظلم وردع الفئة الباغية ، خاصة وأن (العراق) لم ترع حق الجوار ولا حرمة الإسلام في الشهر الحرام (الحادي عشر من محرم) ، وذلك في برقية وجهها المغفور له إلى المؤتمر الإسلامي العالمي المنعقد في مكة المكرمة لبحث الأوضاع في الخليج، والتي تلاها السيد يوسف الحجي نيابة عن المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح - طيب الله ثراه-. 3- الدورة (45) للجمعية العامة للأمم المتحدة : خطاب المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خاطب المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- أكثر من ستين رئيس دولة وتسعين رئيس حكومة ووزيرا وسفيرا في الدورة الخامسة والأربعين للجمعية العامة للأمم المتحدة ، في لحظة تاريخية عظيمة صفق فيها أولئك المسؤولون بالإضافة إلى الحضور الغفير من الجمهور والمراقبين تحية لسموه عند دخوله وقد تواصل ذلك لفترة طويلة ، ثم صفقوا له مرة أخرى بعد أن أنهى سموه كلمته حيث استمرت وقفة التصفيق حوالي خمس دقائق متواصلة. ومن الجدير بالذكر أن مثل هذه الوقفة لم يحدث مثلها في تاريخ الأمم المتحدة من قبل ، مما يؤكد موقع الكويت في السياسة الدولية ، ويثبت مساندة دول العالم لقضية الكويت الحقة ودعم موقفها العادل. لقد خاطب رحمه الله تلك الدورة موضحا الرسالة التي جاء يحملها من أرض الكويت وشعبها ، هذا الشعب الذي أحب السلام وعمل من أجله ، وهذه الأرض كانت ملتقى الشعوب الآمنة ، لذا كان لا بد من توضيح هول المحنة وقسوة العذاب اللذين يعيشهما شعب تلك الأرض المحتلة ، وبقاء مصير تلك الأمة بأيدي الضمائر الطيبة الخيرة ، والأنفس الصادقة الشريفة. وكان لمشهد التأييد والترحيب بالتصفيق المؤثر عدة ردود أفعال عالمية لم يسبق لها مثيل نذكر أهمها في الآتي : أ- تصدرت صور المغفور له الشيخ جابر الأحمد ونص كلمته أمام الجمعية العامة مساحة كبيرة في الصفحات الأولى لوسائل الإعلام العالمية المقروءة والمسموعة والمرئية فكانت أكبر وأشمل تلك التغطيات في صحيفتي "نيويورك تايمز - NEW YORK TIMES ، وواشنطن بوست - WASHINGTON POST" الأمريكيتين. ب- ركزت شبكات التلفزيون على الاستقبال الحافل والتعاطف الاستثنائي الذي حظي به سموه ، فعلى سبيل المثال قطعت شبكة ال " سي إن إن - CNN " برامجها العادية وبثت خطاب المغفور له كاملا. 4- مؤتمر القمة العالمي للطفولة : وفي القاعة نفسها (قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة) وبعد مضي يومين من اللحظة التاريخية لوقوف سموه على المنبر مخاطبا أعضاءها ، يعود سموه مرة أخرى ليشارك في مؤتمر القمة العالمي للطفولة ، والتي كانت أوسع قمة تقام على المستوى العالمي بأسره ، فقد شارك بها (71) رئيس دولة وحكومة و (69) وزير خارجية. فقد وصف هذه القمة نائب رئيس المؤتمر (موسى تراوري) بقوله : " لم يحصل أبدا مثل هذا الحشد الكبير لرؤساء الدول حول الطاولة نفسها ، والسبب هم الأطفال " ، كما وصفها الأمين العام للأمم المتحدة (خافيير بيريز دي كويلار) بأنها : " تمثل التزاماً على أعلى مستوى لبناء عالم يحفظ أغلى موارد الجنس البشري". وكان المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- وحده من بين رؤساء دول الشرق الأوسط الذي شارك في هذا المؤتمر وألقى كلمة الكويت أمام هذا الحشد الكبير ، ويجدر بالذكر أن الكثير من المتحدثين الذين أعقبوا سموه استشهدوا بكلماته وعباراته الإنسانية ، مؤكدين في كلماتهم على حق أطفال الكويت في العيش في سلام. وفي هذا المؤتمر نقل رحمه الله رسالة أطفال الكويت - الذين كانوا نجوم المؤتمر- مركزا على أن حقوق الطفل جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان ، واصفا سموه حال أطفال الكويت بأنهم يعيشون أيامهم بخوف ورعب وتشرد ، مستصرخا بإسم أطفال الكويت ، ضمائر كل من هم في القاعة وعلى امتداد المعمورة ، ليهبوا من أجل حماية حقوقهم الإنسانية. 5- مؤتمر وزراء الخارجية لمنظمة المؤتمر الإسلامي : ترأس المغفور له الشيخ جابر الأحمد-طيب الله ثراه- مؤتمر وزراء الخارجية لمنظمة المؤتمر الإسلامي في دورته الخامسة في 1/10/1990م ، حيث استقبل المؤتمرين سموه في حفاوة وتظاهرة غير عادية ملأتها أجواء من الترحيب والتأييد لم تعرف مثلهما المنظمة قط. وقد حرك هذا المشهد المؤثر شجون أحد الوزراء المشاركين في المؤتمر فصاح : " بعد هذا المؤتمر سيعرف العالم كله براءة الإسلام والمسلمين من صدام حسين ومن النظام العراقي البائد". وأمام هذا المؤتمر أوضح رحمه الله في كلمته وبين قضايا عديدة : " أن النظام العراقي البائد الذي يتشدق بحمل راية الإسلام هو أبعد الناس عنه ، فلقد خان وكذب ، واستحل العرض والدم والمال " ، وقد أعقبت انتهاء كلمة سموه عاصفة مدوية من التصفيق.
|
- المؤتمر الشعبي الكويتي في جدة :
المؤتمر الشعبي الكويتي في جدة وفي 13/10/1990م ، أقيمت أضخم تظاهرة كويتية سياسية منذ الاحتلال تمثلت في المؤتمر الشعبي الكويتي الموسع في جدة الذي جاء تحت شعار (التحرير ... شعارنا .... سبيلنا ... هدفنا). وفي هذا المؤتمر وجه رحمه الله في كلمته رسالة تحية وتقدير واحترام إلى أهل الكويت في الكويت ، لما يسطرونه من أروع آيات الصمود ، كما أكد سموه أن : "الواجب يحتم علينا جميعا في مؤتمرنا هذا أن نعقد العزم على التعاون اللامحدود لتحرير الوطن من دنس العدو ، فنحن أصحاب حق وأصحاب قضية عادلة يرعاها الله بعنايته وتوفيقه". وقد جاء في البيان الختامي للمؤتمر 20 قرارا نلخص أهمها فيما يلي : - الرفض القاطع للاحتلال وإدانة أعمال القتل والتعذيب والإرهاب كافة ، تلك التي مارسها العراقيون ضد المدنيين الكويتيين ، والتي شملت النساء والأطفال. - التمسك بنظام الحكم وتجديد البيعة لصاحب السمو أمير البلاد حفظه الله. - التقدم بعميق الشكر والامتنان إلى المملكة العربية السعودية والدول العربية الشقيقة ودول العالم الصديقة قادة وحكومات وشعوبا لوقوفها مع الكويت ، ولاستضافتها المواطنين الكويتيين. - مناشدة كل من : مجلس الأمن التحرك السريع لاتخاذ قرار يجيز استعمال القوة لتطبيق قراراته ، والأمم المتحدة ، واللجنة الدولية للصليب الأحمر ، ولجنة الهلال الأحمر ، وكافة الهيئات الإنسانية العالمية ، للضغط على النظام العراقي البائد ، لتخفيف البطش والتنكيل والمعاملة اللاإنسانية التي يتعرض لها الكويتيون والمواطنون المقيمون في الكويت. - التأكيد على أنه بعد أن يتحقق نصر الله على الاحتلال ستعود كويت الأسرة الواحدة .... وكويت الأمن والأمان .... بتعزيز الديمقراطية والمشاركة الشعبية في ظل دستور 1962م والنظام الشرعي الذي اتخذه الشعب وارتضته الأجيال المتعاقبة. 7- اليوم العالمي لحقوق الإنسان : في 10/12/1990م ألقى المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح -طيب الله ثراه- كلمة بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان أحصى فيها الانتهاكات العراقية في الكويت ، كالإعدام دون محاكمة ، والقتل الجماعي للأطفال الخدج ، وعمليات القتل العشوائي ، كما بين رحمه الله أن وقوف دول العالم مع الكويت هو تأكيد لرفض عدوان الإنسان على أخيه الإنسان. 8- القمة (11) لمجلس التعاون لدول الخليج العربية : غادر المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح -طيب الله ثراه- الطائف مقر إقامته في 22/12/1990م إلى الدوحة ، مترئسا وفد دولة الكويت لحضور أعمال القمة الحادية عشرة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي انعقد تحت شعار (التحرير و التغيير). وكانت أهم نتائجه : - تأكيد وقوف دول المجلس مع الكويت وتضامنها معها والتزامها بتنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن ، وإعلان أن علاقات دول المجلس مع دول العالم المختلفة ستتأثر سلبا أو إيجابا بحسب مواقف تلك الدول من تنفيذ قرارات مجلس الأمن. - مواصلة الضغط بكل الوسائل لضمان التنفيذ التام لقرارات مجلس الأمن مع المحافظة على وحدة الموقف الدولي. - تكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية من أجل تنفيذ قرارات مجلس الأمن والتأكيد على مواصلة التعبئة العامة وحشد الطاقات العسكرية لمواجهة الوضع الخطير في المنطقة. - تأكيد حق الكويت في الحصول على التعويضات الكاملة عما لحق بها من خسائر ونهب وسرقة ، وفق قرار مجلس الأمن رقم 674 وقرارات مجلس الجامعة العربية. - تكليف لجنة من وزراء خارجية دول المجلس للقيام بجولات جماعية إلى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وبعض الدول العربية وغيرها من الدول ذات الأهمية وتأكيد موقف دول المجلس من أجل الحفاظ على وحدة الموقف الدولي. - دعم الوفود الشعبية من الدول الأعضاء وتشجيعها للقيام بزيارات جماعية إلى عدد من الدول التي لها مواقف معينة لشرح الموقف لها. 9- الاجتماع المشترك لهيئتي مكتبي مؤتمر القمة الإسلامي الخامس والمؤتمر الإسلامي (19) لوزراء الخارجية : وفي 21/2/1991م شارك نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -آنذاك- ، نيابة عن المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح في الاجتماع المشترك للدول الأعضاء بهيئتي مكتبي مؤتمر القمة الإسلامي الخامس والمؤتمر الإسلامي التاسع عشر لوزراء الخارجية الذي عقد في القاهرة ، وقد جاء في الكلمة التي ألقاها نيابة عن المغفور له نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية -آنذاك-: " ان الحرب المشروعة والدائرة في منطقتنا ، والتي تأتي تنفيذا لقرار مجلس الأمن 678 لإجبار العراق على الامتثال للشرعية الدولية ، إنما تمثل جهدا دوليا مشروعا في مواجهة التعنت العراقي المتواصل لكل النداءات الدولية ، ومن هنا فإن بلادي التي آلمها جرح الغدر ومرارة الاحتلال ، ترفض المبادرات الهادفة إلى وقف إطلاق النار ، دون التزام ومباشرة من النظام العراقي البائد بالإنسحاب الكامل من الكويت ، والإلتزام بكافة قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة".
|
مواصلة المسيرة للمغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح -طيب الله ثراه- العودة إلى أرض الوطن : عودة المغفور له إلى الكويت بعد غياب قسري وقهري استمر سبعة أشهر ونصف نتيجة للعدوان والاحتلال العراقي عاد المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- إلى أرض الوطن بتاريخ 14/3/1991م حامدا وشاكرا المولى عز وجل الذي أحبط العدوان وأعاد الحق إلى أصحابه. فقد حطت الطائرة التي أقلت المغفور له باذن الله من المملكة العربية السعودية التي استضافت سموه خلال فترة الاحتلال ، على أرض مطار الكويت الدولي في تمام الساعة الرابعة وخمس وأربعين دقيقة من بعد الظهر بالتوقيت المحلي ، وبعد نزول المغفور له من الطائرة سجد على أرض الكويت الحرة المحررة شاكرا الله على عودة البلاد حرة مستقلة. وقد أعرب رحمه الله عن عظيم إعجابه وتقديره للشعب الكويتي الذي صمد على أرض الوطن ، مشيدا بصبرهم على الظلم وبتمسكهم بأرضهم ووطنهم وشرعيتهم ، مشيدا بالبطولات التي بذلها الصامدون المرابطون في الداخل إبان محنة الاحتلال ، هذه العبارات جاءت في كلمة ألقاها المغفور له وسط أجواء سيطرت عليها مشاعر الفرح والاستبشار ، عبر عنها المواطنون الذين تجمعوا في إحتفال رسمي وشعبي على أرض المطار وعلى أرصفة الشوارع ، حاملين الأعلام وصور المغفور له وسمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء وهم يهتفون بحياتهما وببقاء الكويت حرة مستقلة. وقد رحبت وسائل الإعلام العربية والدولية بعودة الأمير الراحل ، فقد ذكرت صحيفة الشرق اللبنانية أن عودة الأمير الراحل إلى أرض الوطن هي عودة القائد المنتصر الذي اشتاقت أرض الكويت إليه واشتاق إليها ، كما رحبت وسائل الإعلام الأجنبية وخاصة وسائل إعلام دول التحالف بعودة سمو الأمير إلى وطنه وشعبه ، وكان ذلك مؤشرا ودليلا واضحا ومهما على عودة الشرعية الدستورية إلى الكويت. خطاب المغفور له في العشر الأواخر من رمضان وفي 7/4/1991م ألقى رحمه الله خطابا بمناسبة العشر الأواخر من رمضان جريا على عادة سموه في كل عام ، وكان هذا الخطاب أول كلمة يوجهها سموه إلى أبناء شعبه منذ عودته إلى أرض الوطن المحررة ، شكر فيها كل من ساند الكويت ووقف معها في أثناء محنة الاحتلال ، مؤكدا أن الكويت لن تنسى لهم مواقفهم وفاء وعرفانا ، كما لا ننسى أيضا مواقف أولئك الذين ساندوا الظلم والطغيان ، وأعلن سموه إسقاط كافة الديون المستحقة على المواطنين للبنوك التجارية وإسقاط ديون بنك التسليف والإدخار ، منوها إلى أن النية تتجه إلى دراسة أوضاع حملة الجنسية من الفئة الثانية من الذين ثبت ولاؤهم وإخلاصهم للكويت ، وأنه عازم على إصدار مرسوم برعاية أسر الشهداء وتكريمهم ، مؤكدا أنه لن يهدأ له بال حتى يعود جميع الأسرى إلى ذويهم. وكان رحمه الله قد بدأ منذ عودته نشاطا مكثفا ، حيث التقى عددا من الفعاليات السياسية والاقتصادية ، كما قام بزيارات لأسر الشهداء لتقديم عزائه الشخصي لذويهم ، كذلك أصدر رحمه الله تعليماته للإسراع بصرف المنحة الأميرية لكل الذين رابطوا داخل الكويت أثناء حرب التحرير ، إضافة إلى ذلك تابع رحمه الله جهود الحكومة بهدف تذليل مصاعب الحياة بعد التدمير الذي خلفته قوات النظام العراقي البائد في القطاعات والمؤسسات والمرافق الكويتية. المغفور له الشيخ جابر الأحمد ورحلة التعمير والبناء : " إن مرحلة التعمير والبناء المقبلة لوطننا ، هي مرحلة العطاء بلا حدود ، مرحلة تتشابك خلالها الأيدي في تعاون ، وتلتقي القلوب في وحدة وصمود .... " هكذا كان تفكير المغفور له وتوجهه بعد أن من الله على الكويت بالتحرير وعودة الوطن إلى سابق عهده بعد ما حل به من دمار وخراب - على كافة أوجه الحياة - بأيد ملوثة بالحقد والحسد والغدر. دمار المنشآت فالمهمة صعبة وشاقة ، وأرض الكويت المحررة تركها الغزاة بلا كهرباء وبلا ماء وبلا طعام ، وبيئة الحياة ملوثة بعد أن ارتكبت سلطات الاحتلال وقواته جريمة العصر بإشعال الحرائق في آبار النفط الكويتية ، وزرع الألغام ، وتدمير الأسواق والمباني والوزارات والمنشآت ، وذلك لتعجيز الشعب الكويتي ومنعه من استكمال مسيرته الحضارية بعد التحرير. فلقد أصدر المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- المرسوم الأميري رقم (19) لسنة 1991م بتشكيل الحكومة الجديدة بتاريخ 21/4/1991م ، وقال يومها إن هذه الحكومة ستجابه تحديات عديدة لمعالجة ما خلفه عدوان النظام العراقي البائد ، وطالب رحمه الله أعضاء الحكومة باستعجال تنفيذ المرسوم الأميري المتعلق برعاية أسر الشهداء ، وتشكيل لجنة وطنية تتفرع لمتابعة قضية الأسرى والمفقودين ، كما حث رحمه على التخفيف من معاناة المواطنين نتيجة ما تعرضت له ممتلكاتهم من تدمير ونهب على أيدي القوات العراقية الغازية. مخلفات الاحتلال العراقي الغاشم من الأسلحة والذخيرة وبدأت جهود إعادة الإعمار فورا وفقا لما خطط من قبل ، ووفقا لما سبق وأبرم من عقود مع العديد من الشركات العالمية ، وعلى الفور بدأت أيضا عمليات إزالة الألغام والمتفجرات التي زرعتها قوات النظام العراقي البائد في الكويت ، حيث قدر عددها بمليون و 80 ألفا و36 لغما ، دون أن تتوافر خرائط تبين مواقع زرعها ، هذه الألغام كبدت الكويت الكثير من الخسائر البشرية والمادية ، واستغرقت عملية إزالتها وقتا طويلا ، وما زال العمل جاريا حتى الآن للتخلص نهائيا منها على الرغم من تدمير وإبطال مفعول 90% منها. |
وهكذا بدأت الخدمات الأساسية تعود إلى ما يقرب من صورتها الطبيعية بعد شهر واحد، حيث أعيد افتتاح البنوك بعد شهرين من بداية التحرير ، وأعلنت الحكومة ضمان جميع الودائع والمدخرات المصرفية التي كانت قائمة عند 1/8/1990م ، كما قررت دفع الفوائد المستحقة عن الودائع الثابتة وحسابات الادخار عن كل فترة عدوان النظام العراقي البائد ، في الوقت الذي سددت فيه الدولة مرتبات جميع الموظفين الكويتيين العاملين في القطاع الحكومي بأثر رجعي عن تلك الفترة ، كما التزمت بسداد مكافآت نهاية الخدمة لجميع الموظفين غير الكويتيين، إضافة لذلك أعفت الدولة المستأجرين من دفع الإيجارات المستحقة عن الفترة الممتدة من 1/8/1990م إلى يونيو 1991م ، كما أسقطت جميع فواتير الهاتف والمياه والكهرباء المستحقة الدفع عن الفترة ذاتها.
وفي خلال ثلاثة أشهر تالية للتحرير انتظمت الحياة العملية في الأجهزة الحكومية والمؤسسات الأهلية ، وبجهود خارقة تم إعداد المدارس ومباني كليات الجامعة التي دمرت ونهبت لاستقبال الطلبة والطالبات ، حيث أضاء المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- بتاريخ 24/8/1991م (شعلة العلم) إيذانا بعودة حوالي 300,000 طالب وطالبة للمدارس في أول عام دراسي يبدأ بعد التحرير. وفي زمن قياسي وخلال سبعة أشهر عقب التحرير ، شهدت الكويت احتفالات رسمية وشعبية افتتحها المغفور له ، مغتنما الفرصة لتوجيه رسالة إلى أبنائه وبناته الطلبة والطالبات ، جاء فيها أن طاغية بغداد أراد أن يطمس كل شيء في الكويت حتى دور العلم ، واليوم بحمد الله وبفضله عادت الكويت تدريجيا إلى ما كانت عليه ، حاثا لهم وداعيا إياهم إلى الجد والاجتهاد في سبيل تحصيل العلم ، لأن العلم هو مستقبل البلد ، ومستقبل الكويت. المغفور له يرعى احتفال إطفاء آخر بئر نفطي وبتاريخ 6/11/1991م شمل المغفور له برعايته حفل إطفاء آخر آبار النفط المشتعلة بحقل (برقان) الذي حضرة أكثر من 800 شخصية عربية ودولية وممثلو الصحافة العالمية ووكالات الأنباء ، وفي هذا الحفل الكبير أعلن سمو الأمير الانتهاء من إطفاء حرائق الآبار التي سببت أبشع كارثة بيئية في العالم سببها النظام العراقي البائد عند هزيمته وفراره من الكويت المحررة. ويعتبر إطفاء هذا الكم من آبار النفط المشتعلة في زمن قياسي إنجازا تاريخيا ومعجزة تحققت على أرض الكويت ، وشاهدا آخر على إرادة الشرعية الكويتية والشعب الكويتي وعزمهما على عودة الكويت إلى ما كانت عليه ، كويت الحضارة والحداثة. وكان عدد الآبار التي أشعلها النظام الحاقد في بغداد قد بلغ 616 بئرا، كما أن 76 بئرا لم تشتعل إلا أنها انفجرت وتدفق النفط منها. وقــد توجــت مظاهر عودة الحياة إلى الكويت بعودة مجلــس الأمـــة الكويـتــــي للإنعقاد بتاريخ 20/10/1992م ، بعد أن أصدر المغفور له مرسوما أميريا بالدعوة إلى انتخابات عامة لاختيار مجلس أمة جديد وفقا لأحكام دستور 1962م. وفي الجلسة الإفتتاحية للمجلس أكد رحمه الله على أن التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ليس مطلبا فقط ، وإنما هو أمر واجب لأنهما عضوان في جسد واحد هو الكويت وشعبها ، وشدد رحمه الله على أن بناء الكويت ورفعتها والذود عنها وحمايتها هو في المقام الأول مسؤولية شعبها. بهذه الروح الوطنية الخلاقة قاد رحمه الله مرحلة التعمير والبناء قيادة واعية بذل خلالها الكثير من الجهد والفكر والعمل الدؤوب المتواصل والتخطيط السليم. |
المؤسسات والمراكز والهيئات التي أنشئت لمعالجة آثار الاحتلال :
لقد كان من الضروري نتيجة للأضرار البشرية والمادية التى لحقت بالكويت وشعبها إنشاء العديد من المؤسسات والمراكز والهيئات واللجان لمعالجة هذه الآثار نذكر منها : أنشئت بتاريخ 27/5/1991م ، بموجب المرسوم بقانون رقم (6) لسنة 1991م ، لتتولى دون غـيــرها حـصــر الأضـــرار وتقديم الخسائر للمتضررين نتيجة للأعمال التـــي قام بها المـعـتــدي والـتــي وقعت في الحادي عشر من محرم 1410هـ الثاني 2/8/1990م حتى 11 شعبان 1411 هـ الموافق 26/2/1990م. لقد أولى المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- الشهداء وأســـرهم جل الاهتمام وعظيم الرعاية ، تقديرا لتضحيات من استشهدوا في سبيل الوطن ، وفي هذا الـسـبـيــل أنشئ مكتــب الشــهـــيد تـنـفـيـــذا للمرسوم الأميري رقم (38) لسنة 1991م بتاريخ 19/6/1991م ، الذي دعا في تحديد اختصاصاته إلى تكريم الشهداء وأسرهم ماديا ومعنويا ، وأعطى لمجلس الأمناء الذي يشرف على المكتب حرية كاملة لاقتراح ما يراه مناسبا لتحقيق الأهداف المرجوة ، وتنفيذ تلك المقترحات بعد إقرارها من المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه-. في حياة البناء والانطلاق ، كانت هذه رؤية القيادة الحكيمة التي أقدمت على خطوة حضارية ذات رسالة إنسانية ، فصدر المرسوم الأميري الكريم رقم (63) لسنة 1992م بتاريخ 21/4/1992م بإنشاء مكتب الإنماء الاجتماعي ليعكس قيمة ومكانة الإنسان الكويتي في وجدان وفكر القيادة ، والغرض من إنشاء هذا المكتب هو تجميع الجهود وحشد الإمكانات المادية والفنية للعمل على معالجة الآثار النفسية والاجتماعية التي خلفها عدوان النظام العراقي البائد ، وإعادة تأهيل الذات الكويتية لتصبح آمنة مطمئنة تمارس دورها الطبيعي في إنماء مجتمعها وإكمال مسيرة البناء فيه. قضية الأسرى والمفقودين هي قضية الكويت الأولى ، وشغلها الشاغل ، كما يؤكد ذلك رحمه اللهلذا أصدر سموه المرسوم الأميري رقم (133) لسنة 1992م بتاريخ 15/8/1992م بتشكيل اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين لتوحيد الجهود وتنظيمها لتحقيق الهدف المنشود في تأمين عودة كافة الأسرى والمحتجزين والمفقودين إلى وطنهم وذويهم في أقرب وقت ، والعمل على رعاية أسرهم وتوفير ما يحتاجون إليه من خدمات في ظل كفالة المجتمع وتضامن أبنائه. 5- مركز الدراسات والبحوث الكويتية : أنشئ المركز بناء على المرسوم الأميري رقم 178/92 بتاريخ 26/9/1992م ليكون مصدرا وطنيا للعلم والمعرفة بتاريخ دولة الكويت وشؤونها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتراثية ، وجمع الوثائق والمستندات المتعلقة بعدوان النظام العراقي البائد وأبعاده المختلفة ، ودراستها وتحليلها وتوثيقها بما يحقق للباحثين والمعنيين بقضايا دولة الكويت أقصى ما يمكن من الإفادة في الحاضر والمستقبل. قضية أسري الكويت ومرتهنيها في قلب الأمير ووجدانه : منذ تحرير الكويت وتطهيرها من ألغام النظام العراقي البائد ، وقضية الأسرى والمرتهنين الكويتيين وغيرهم ممن أخذوا عنوة من الكويت لا تزال هاجس الجميع أميرا وحكومة وشعبا. وقد قدمت الكويت أدلة تؤكد وجود 605 أسرى ومفقودين من الكويت ورعايا دول أخرى في السجون العراقية ، ومن الأدلة التي قدمتها الكويت شهادات ذوي الأسرى والمرتهنين حيث أكد الجميع عملية الأسر ووجود الأسرى ، كما أن وثائق عراقية تركتها سلطات الاحتلال عند هروبها من الكويت عند نهاية حرب التحرير ، تشير بالدليل القاطع إلى إلقاء القبض على هؤلاء الأسرى وتحديد أماكن سجنهم ، فضلا عن شهادة الرهائن الأجانب الذين أطلق سراحهم بواسطة زعماء سياسيين دوليين. لقد حرص المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- على اصطحاب بعض أبناء الأسرى خلال زيارات رسمية قام بها إلى دول عديدة ، سعى من خلالها إلى طرح قضية الأسرى والمرتهنين أمام العالم كقضية إنسانية غير سياسية. المغفور له لأسرى والمرتهنين كما حمل رحمه الله رسالة الكويت إلى العالم كله ، ودوت في مبنى الأمم المتحدة أثناء إلقاء سموه كلمة الكويت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والأربعين سبتمبر 1991م مخاطبا الضمير الإنساني فيهم لإرغام النظام العراقي البائد على إطلاق سراح الأسرى والمرتهنين من أبناء الكويت وغيرهم ، وفي مبادرة لا سابق لها في تاريخ المنظمـة الدولية، جلست باقة من أبناء الأسرى والمرتهنين في مقصورة بجوار المغفور له وعلى ملامحهم البريئة تبدى للعالم عمق المأساة الإنسانية ، كما رسمت أجمل صورة لتلاحم الأسرة الكويتية الواحدة قيادة وشعبا ، وعزمها على متابعة مسيرة التحرير حتى إطلاق سراح آخر أسير. ففي كلمة قوطعت أكثر من مرة بالتصفيق قال المغفور له "من فوق هذا المنبر أخاطب بإسم الكويت وشعبها المجروح ضمير العالم كي يخلص هؤلاء الأسرى والمرتهنين من معاناتهم فالإنسان أكرم الخلق ولا يجوز اتخاذه سلعة للمساومة أو وسيلة للضغط أو رهينة للإبتزاز". لكن حكم الغاب والنظام البربري الغاشم يبدو أنه لا يزال قائما في عالمنا المعاصر ، وهو قائم بالقرب من حدود الكويت الشمالية يمثله نظام صدام حسين بأساليبه العقيمة ، ونواياه العدوانية التي لم تتوقف ، فالاحتفاظ بالأسرى الكويتيين في السجون وساحات القمع العراقية حتى يومنا هذا يشكل استمرارا لحالة العدوان التي لم تتوقف ، وهي حالة عدائية لم تعد تستهدف كيان دولة الكويت فحسب ، بل تعدت ذلك إلى الاعتداء على قلوب ومشاعر الآباء والأمهات ، والإخوة والأخوات ، والزوجات والأطفال الذين ينتمي إليهم الأسير وينتمون إليه ، كما أن هذا العدوان يمثل اعتداء على أسمى مبادئ دين الإسلام الحنيف الذي أحل عتق الرقاب ، وحث على معاملة الأسير بالحسنى أو العفو عنه ، إضافة إلى ذلك فإن عملية الاحتفاظ بالأسرى والمرتهنين الكويتيين وغيرهم في غياهب السجون العراقية ومعتقلاتها يعد عدوانا على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقيات جنيف المتصلة به ، كما يعد أيضا عدوانا على مسيرة الحضارة الإنسانية التي اجتازت ظلمات القرون الغابرة. إن مشكلة الأسرى والمرتهنين هي قضية ذات طابع إنساني من الدرجة الأولى ، وقد احتضنتها الاتفاقيات الدولية من خلال موادها العديدة ، وكانت فحوى قراري مجلس الأمن (686 ، 687 ) كما كانت الموضوع المركزي في جولات المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- ، ومقابلاته مع رؤساء دول العالم الشقيقة والصديقة. من جانب آخر ، فإن اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين التي تشكلت بمرسوم أميري تبذل جهودا حثيثة في سبيل أن تكون هذه القضية من أولويات القضايا العالمية المطروحة على الساحة الدولية. ر
|
توجهات المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- في تصريف شؤون بلاده : " إن الشورى والمشاركة الشعبية في أمور البلاد كانت طبيعة الحياة في بلدنا ولها طرق عديدة ، إلا أن عودة الحياة النيابية هي ما اتفقنا عليه في مؤتمر جدة ، ووفاء بهذا العهد فقد قررنا بعد أن تستقر الأوضاع وتبدأ مسيرة الحياة ويعود أهل الكويت إلى بلدهم أن تجري الانتخابات النيابية خلال السنة المقبلة بإذن الله تعالى حسب ما نص عليه دستورنا ". هكذا أكد رحمه الله التزامه الواضح بإعادة الحياة النيابية في أول كلمة يلقيها على أرض الكويت المحررة بعد عودته مباشرة ، ليصدر فيما بعد مرسوما أميريا بالدعوة إلى انتخابات عامة لاختيار مجلس أمة جديد وفق نصوص دستور 1962م وهو أول مجلس أمة يأتي بعد تحرير الكويت ، وقد افتتحه الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح في 20/10/1992م. لقد كان رحمه الله يتصرف في قيادته للبلاد ، وتوجيهه للعمل السياسي فيها على أساس أن الديمقراطية اختيار كويتي ، وأن الديمقراطية كانت منذ البداية هي سبيل الكويت الدائم في مسيرتها المتنامية ، وأن الديمقراطية الكويتية ليست ديمقراطية مستعارة بل هي أصيلة ومحلية ، وكويتية الجذر والمنبت والمنهج والقيم انطلاقا من أن الشورى بين الكويتيين في تسيير أمور بلدهم واقع تاريخي. هذه المعاني والمفاهيم ، كما يراها رحمه الله هي التي أعطت الديمقراطية الكويتية شخصيتها المتفردة ووضعها الحقيقي ومغزاها الأصيل ، أما ما عدا ذلك من التقليد للآخرين فهو لون من ألوان التبعية التي ينفر منها الكويتيون كل النفور ، فهم يحرصون دائما على الأصالة التي هي أبرز سماتهم عبر مراحل تاريخهم ، وإذا عرف الكويتيون ذلك وآمنوا به ، كانت ديمقراطيتهم مثالا يحتذى ونموذجا يقتدى به ، وهذا ما يؤكده سمو الأمير حين يقول : " ... شعب الكويت عازم في ضوء تجربته ألا يتهاون في شيء من قيمه ومكاسبه ، فالديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان وتمتع الجميع بالثروة أسس نزداد بها تمسكا لحياتنا المستقبلية ....." ولا عجب في ذلك فقد قرر المجلس الاستشاري للمركز العربي لأبحاث ودراسات الرأي العام بالقاهرة إهداء وسام الرأي العام العربي لعام 1991م للمغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- ، وقد جاء الاختيار بالإجماع بعد الاستفتاء الذي أجراه المركز تحت إشراف مجموعة من ابرز العلماء العرب في العلوم السياسية والإعلام وعلم الاجتماع ومستشارين في القضاء. وقد تم ترشيح المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- من قبل لجنة ضمت في عضويتها عددا كبيرا من الشخصيات المصرية ، حيث جاء في حيثيات الاختيار " ..... أنه تقديرا لمواقف سموه الوطنية والقومية ، وإعجابا بصموده خلال محنة بلاده المتمثلة في أبشع عدوان شهده العصر الحديث ، ولكنه بصموده وحكمته نجح في تحويل المحنة إلى صمود رائع ، ونجاح وانتصار ، ودفع شعبه في ظل قيادته إلى تجاوز الحدث الرهيب ، كما تحرك دوليا وعربيا وإسلاميا لتثبيت الشرعية والانتصار للحق. وكذا لتواضعه المفرط ولارتباطه ولاهتمامه بأبناء وطنه في فترة الاحتلال وما بعده ، وهي تجربة فريدة ومتميزة حيث لم يحدث أن ارتبط شعب بحاكم مثله. هذا كله ، وبالإضافة إلى التصاقه بآلام وطنه وأمته كان الدافع الأساسي لإجماع الآراء على اختيار سموه رجل العام ....... " |
حقوق المرأة :وكما هو معروف من فكر حضرة المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه-السبّاق للمبادرات والأفكار النيّرة التي ساهمت ومازالت كما سلف ذكرها بجميع المجالات لمصلحة البشر والبشرية بشتى صورها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وديمقراطياً .
ومن هذا المنطلق وتكميلاً لمسيرة الديمقراطية وإعطاء المرأة الكويتية حقوقها السياسية كاملةً بدخولها مجلس الأمة والمجلس البلدي فقد وقف رحمه الله وقفة قائد ناجح ، شجاع، ناظر للمستقبل نظرةً صائبةً، مواكباً أحداث العالم والمنطقة، مسايراً التقدم العالمي، و مقدراً بكل هذا دور المرأة الفعّال ووقوفها بجانب الرجل بجميع متطلبات الحياة لخدمة هذا الوطن الغالي، مبيناً للجميع بأن المرأة لا تختلف عن الرجل بالعطاء والعمل الجاد المثمر . فكل الشكر والتقدير والوفاء لسيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الراحل-طيب الله ثراه- الذي أبدى رغبة بمنح المرأة الكويتية حقوقها السياسية كاملة، ليضيف هذا الإنجاز التاريخي إلى إنجازاته طوال فترة حكمه، والفخر لأن صاحب السمو الأمير كان أول من احتكم إلى الديمقراطية وارتضى خيارها . لذا فيوم الأثنين السادس عشر من مايو عيد حقيقي للمرأة الكويتية، بدءاً بالرغبة الأميرية السامية عام 1999 م، مروراً بالمشروع الحكومي عام 2004 م، وانتهاء بإقراره عام 2005 م، ثلاثة تواريخ متشابهة في سنوات متباينة، انضجت التجربة وكسرت الحاجز المنصوب أمام تطلعات المرأة السياسية . سجلت جلسة مجلس الأمة حدثاً تاريخياً عندما منحت المرأة حقوقها السياسية لتشارك تصويتاً وترشيحاً في انتخابات مجلس الأمة عام 2007 م ، أثر تأييد هذا الموضوع 35 عضواً مقابل معارضة 23 وامتناع 1 .. وصوت المجلس على القانون في مداولته الثانية في الجلسة ذاتها ليقر ويحال إلى الحكومة . كما وافق المجلس على تعديل المادة الأولى من قانون الانتخاب، وبالتالي الترشيح حقاً لكل كويتي بالغ من العمر 21 سنة ميلادية كاملة، مسقطاً بذلك عبارة " من الذكور " التي ظلت 43 سنة تحول دون ممارسة نساء الكويت حقوقهن السياسية، وإن اشترط القانون الجديد التزام المرأة " بالقواعد والأحكام المعتمدة في الشريعة الإسلامية " لدى مشاركتها بالترشيح والانتخاب. لقد أكدت المادة 29 من الدستور " إن الناس سواسية في الكرامة الإنسانية ، وهم متساوون لدى القانون في الحقوق و الواجبات العامة ، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين.
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هل لديك رؤيا في الشيخ زايد آل نهيان يرحمه الله؟ | الدكتور فهد بن سعود العصيمي | المنتدى العام | 40 | 2016-02-12 5:46 PM |
هل لديك رؤيا في الشيخ جابر الأحمد الصباح | الدكتور فهد بن سعود العصيمي | المنتدى العام | 14 | 2015-11-13 9:15 PM |
هل لديك رؤيا في الشيخ عبد العزيز بن باز يرحمه الله؟ | الدكتور فهد بن سعود العصيمي | المنتدى العام | 19 | 2008-07-28 11:30 AM |
هل لديك رؤيا في الملك فهد يرحمه الله ؟ | الدكتور فهد بن سعود العصيمي | المنتدى العام | 90 | 2006-04-06 7:42 PM |
رؤيا الشيخ الشعراوي رحمة الله | نورالحياة | ⚪️ منتدى الرؤى المفسرة لغيرالداعـمين،أو المفسرة في المنتدى ∞ | 1 | 2005-06-21 10:49 PM |