[ريحانة الوجود]

لم تُبالي !!
وقعت كلماتها كالسهام
غادرت وأدمت القلب ألمً!
تساقطت دموعها بحرقه
وهي تحتضن صورة أبيها الراحل
لتنهار ببكاء يمزق كل جدار الصمت
ألتفتت إلى ذلك القلم الرفيق الذي طالما شاركها ألمها وأحزانها
تمسك بتلك الورقة التي بللتها دموعها ..
لتخط تلك الرسالة ..
لم تبالي!!
وبكل غرورً تتمادى
وعجبً من حالهن في كل مجالسً يُنادى
يسارعن وعن أعرض المسلمين لا تتوانى
فإليكِ رسالتي.



قال الرسول صلى الله عليه وسلم(ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه ؛ إلا قاموا عن مثل جيفة حمار ، وكان لهم حسرة )
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 2213
خلاصة حكم المحدث: صحيح






أنهُ ما يقع في مجالسنا فكم من الألفاظ الاستهزاء التي جرحت القلوب وكم من النظرات المحتقرة لغير وكم من التنافس يقع بين النساء وعجبً بماذا يتنافسون !!
وكم من تفاخر بمالً أو زوجً أو ولد أو مسكن وكم من ازدراء وتنقيص من قدر بعضهن البعض !
ليس الله هو المنعم المتفضل عليكِ بنعم قادر على أن يهب لمن نظرتي لها بعين التنقيص ما يشاء من خير ورزق ؟

قال تعالى (وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ )

قال تعالى (وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا * فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ)



فلا تكن هذة النعم سببً لغرورك فكم من النعم التي ذهبت بسبب الكبر والعجب حين لم نشكر الله عليها قال تعالى (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)



فلا تكوني المحرومة التي حُرمت الخير

أن شرف التنافس هو التنافس في الخير والمعروف والبذل الإحسان لغير ,لا بما تلبسين من أغلى الثياب ولا بما تضعين من الأصباغ الزائلة وأنتِ فاقده جوهرًثمينً وهو سلامة القلب من الحقد والحسد والعجب والكبر واللسان من سيئ الكلام وبذئ الألفاظ



تلك الألفاظ التي لا نلقي لها بالً !

لو علمتِ عظم تلك الألفاظ وما تقع في نفوس الغير وما تسببه من جرحً لما قدمتِ على التقليل من شأن تلك وتلك
ولو علمتِ أن أحدً وقع في عرضك وقلل من كرامتكِ لغضبتي لذلك
فعجبً !!
فهذا عرض أختكِ المسلمة !




قال الرسول صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ كف عليك هذا وأشار إلى لسانه قال : يا نبي الله ! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ قال : ثكلتك أمك يا معاذ ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم )
الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5136
خلاصة حكم المحدث: صحيح




وعن عائشة رضي الله عنها قالت :( قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا قال غير مسدد تعني قصيرة فقال لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته)



أصبح اليوم المقياس الذي يقاس به البشر هو المال فكم تملك تحظى بالتقدير !
وذهب مقياس التقوى ,وصبحت السخرية بمن هم أقل منا والله تعالى يقول (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )




وبماذا تتكبرين !!

ولرسول صلى الله عليه وسلم يقول(يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذرفي صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى السجن في جهنم يقال له بولس تعلوهم النار الأنيار ، يسقون من عصارة أهل النار : طينة الخبال )
الراوي: جد عمرو بن شعيب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3583
خلاصة حكم المحدث: حسن


أختي:
الدنيا دار عمل لدار الباقية والجنة هي مطلب الذي يتنافس عليه المؤمنين
كوني شاكرة لنعمة الله مجتنبة تلك المجالس ذاكرة لله متواضعة طيبة الكلمة
كوني ممن يدخل السعادة على أخواتك بحسن أخلاقكِ و حسن حديثك لا تتركي المجلس وتغادرين وقد جرحت القلوب ونظرتي بنظرة الاحتقار لغيرك
وأن كان هناك بمن هم أقل منكِ أعلمي أن الله هو من قسم رزقه بين العباد فلا تكوني ساخرةً منهم واتقى الله في كل أموركِ’

قال تعالى(وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)




أختي



الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (- ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد ، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ألا وهي القلب )


لنزيل عن قلوبنا ذلك اللون الأسود ولنجعله يغطيه الخير والمحبة والتواضع لا نكون سهام تجرح وتدمي القلوب و لا تبالي بمشاعر من جرحتي ,,

بقلمي: ريحانة الوجود