لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
الخُمْس
إن الخمس استُغِلَّ هو الآخر استغلالاً بَشعاً من قبَلِ الفقهاء والمجتهدين ، وصار مورداً يُدرُّ علىَ السادة والمجتهدين أموالاً طَائلة جداً ، مع أن نصوص الشرع تدل على أن عَوام الشيعة في حِل من دَفع الخمس ، بل هو مباح لهم لا يجب عليهم إخراجه ، وإنما يتصرفون فيه كما يتصَرفون في سائر أموالهم ومكاسبهم ، بل إن الذي يدفع الخمس للسادة والمجتهدين يعتبر آثماً لأنه خالف النصوص التي وردت عن أمير المؤمنين ، وأئمة أهل البيت سلام الله عليهم . وحتى يقف القارئ اللبيب على حقيقة هذا الخمس وكيفية التصرف فيه سنستعرض موضوع الخمس ، وتطوره تاريخياً وندعم بذلك نصوص الشرع ، وأقوال الأئمة وفتاوى الجتهدين الذين يُعْتَدُّ بهم ، وَيُعَوَّلُ على كلامهم : أ - عن ضريس الكناني قال أبو عبدالله عليه السلام : من أين دخل على الناس الزنا ؟ قلت لا أدري جُعلْتُ فداك ، قال من قبَلِ خُمْسنا أهل البيت إلا شيعتنا الطيبين فإنه مُحَلَّلٌ لهَم لميلادهم . أصولَ الكَافي 2/502 شرح الشيخ مصطفى . 2 - عن حكيم مؤِذن بن عيسىِ قال : سالتُ أبا عبدالله عن قوله تعالى : { وَاعْلَمُوا أَنما غنِمْتُم مِن شيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى } ( الأنفال : 41 ) فثنى أبو عبدالله عليه السلام بمرفقيه على ركبتيه ثم أشار بيده فقال : ( هي والله الإفادة يوماً بيوم إلا أن أبي جعل شيعته في حِلٍّ ليزكوا ) الكافى 2/499 . 3 - عن عمر بن يزيد قال رأيت مسلماً بالمدينة وقد كان حمل إلى أبي عبدالله تلك السنة مالاً ، فَرَدَّهُ أبو عبدالله ... إلى أن قال : يا أبا سيار قد طيبناه لك ، وأحللناك منه ، فضُمَّ إليك مالك ، وكل ما في أيدي شيعتنا من الأرض فهم فيه محللون حتى يقوم قائمنا . أصول الكافي 2/ 268 . 4 - عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليه السلام : قال إن أشد ما فيه الناس يوم القيامة أن يقوم صاحب الخمس فيقول : يا رب خمسي ، وقد طيبنا ذلك لشيعتنا لتطيب ولاداتهم ولتزكو ولاداتهم . أصول الكافي 2/552 . 5 - عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ( إن الناس كلهم يعيشون في فضل مظلتنا إلا أَنَّا أحللنا شيعتنا من ذلك ) من لا يحضره الفقيه 2/243 . 6 - عن يونس بن يعقوب قال : كنتُ عند أبي عبدالله عليه السلام فدخل عليه رجل من القناطين فقال : ( جُعلُتُ فداك ، تقع في أيدينا الأرباح والأموال والتجارات ، ونعرف أن حقكم فيهَا ثابت ، وأنّا عن ذلك مقصرون ، فقال رضي الله عنه : ما أنصفناكم إن كلفناكم ذلك ) من لا يحضره الفقيه 2/23 . 7 - عن علي بن مهزيار أنه قال : قرأت في كتاب لأبي جعفر عليه السلام جاءه رجل يسأله أن يجعله في حِل من مأكله ومشربه من الخمس ، فكتب عليه السلام بخطه : ( من أعوزه شيء من حقي فهو في حل ) من لا يحضره الفقيه 2/23 . 8 - جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، قال : أصبتُ مالاً أَرْمَضْتُ فيه ، أفَلِي توبة ؟ قال : ( آتني بخمسي ، فأتاه بخمسه ، فقال عليه السلام : هو لك ، إن الرجل إذا تاب تاب ماله معه ) 2/22 من لا يحضره الفقيه . فهذه الروايات وغيرها كثير صريحة في إعفاء الشيعة من الخمس ، وأنهم في حل من دفعه ، فمن أراد أن يستخلصه لنفسه ، أو أن يأكله ولا يدفع منه لأهل البيت شيئاً فهو في حل من دفعه ، وله ما أراد ولا إثم عليه ، بل لا يجب عليهم الدفع حتى يقوم القائم في الرواية الثالثة . ولو كان الإمام موجوداً فلا يُعْطَى له حتى يقوم قائم أهل البيت ، فكيف يمكن إذن إعطاؤه للفقهاء والمجتهدين ؟! فتاوى الفقهاء المعتمدين في إعفاء الشيعة من دفع الخمس : بناء على النصوص المتقدمة وعلى غيرها كثير المصرحة بإعفاء الشيعة من دفع الخمس صدرت فتاوى من كبار الفقهاء والمجتهدين ممن لهم باع في العلم واحتلوا مكانة رفيعة بين العلماء ، في إباحة الخمس للشيعة ، وعدم دفعه لأي شخص كان حتى يقع قائم أهل البيت : ا - المحقق الحلي نجم الدين جعفر بن الحسن المتوفي 676 هـ : أكد ثبوت إباحة المنافع والمساكن والمتجر حال الغيبة وقال : لا يجب إخراج حصة الموجودين من أرباب الخمس منها انظر كتاب شرائع الإسلام ص 182 - 183 كتاب الخمس . 2 - يحيى بن سعيد الحلي المتوفى 695 هـ : مال إلى نظرية إباحة الخمسة وغيره للشيعة كرمًا من الأئمة وفضلاً كما في كتابه الجامع للشرائع ص 151 . 3 - الحسن بن المطهر الحلي الذي عاش في القرن الثامن أفتى بإباحة الخمس للشيعة ، بإعفائهم من دفعه كما في كتاب تحرير الأحكام ص 75 . 4 - الشهيد الثاني المتوفى 966 هـ قال في مجمع الفائدة والبرهان 4/355 - 358 ذهب الى إباحة الخمس بشكل مطلق وقال : أن الأصح هو ذلك كما في كتاب مسالك الافهام ص 68 . 5 - المقدس الأردبيلي المتوفى 993 هـ وهو أفقه فقهاء عصره حتى لقبوه بالمقدس قال بإباحة مطلق التصرف في أموال الغائب للشيعة خصوصاً مع الاحتياج ، وقال : إن عموم الأخبار تدل على السقوط بالكلية في زمان الغيبة والحضور بمعنى عدم الوجوب والحتم لعدم وجود دليل قوي على الأرباح والمكاسب ولعدم وجود الغنيمة . قلت : وقوله هذا مستنبط من قوله تعالى : { واعلموا أنما غنمتم من شيء } ( الأنفال : 41 ) ثم بين أن هناك روايات عن المهدي تقول أبحنا الخمس للشيعة . 6 - العلامة سلار قال : إن الأئمة قد أحلوا الخمس في زمان الغيبة فضلاً وكرماً للشيعة خاصة . انظر كتاب المراسيم ص 633 . 7 - السيد محمد علي طباطبائي المتوفى أول القرن الحادي عشر قال : إن الأصح هو الإباحة . مدارك الأفهام ص 344 . 8 - محمد باقر السبزواري المتوفى أواخر القرن الحادي عشر قال : المستفاد من الأخبار الكثيرة في بحث الأرباح كصحيحة الحارث بن المغيرة وصحيحة الفضلاء ، ورواية محمد بن مسلم ورواية داودي بن كثير برواية إسحق بن يعقوب ورواية عبدالله بن سنان وصحيحة زرارة وصحيحة علي بن مهزيار وصحيحة كريب : إباحة الخمس للشيعة . وتصدى للرد على بعض الإشكالات الواردة على هذا الرأي وقال : إن أخبار الإباحة أصح وأصرح فلا يسوغ العدول عنها بالأخبار المذكورة . وبالجملة فإن القول بإباحة الخمس في زمان الغيبة لا يخلو من قوة . انظر كتاب ذخيرة المعاد ص 292 . 9 - محمد حسن الفيض الكاشاني في كتابه مفاتيح الشريعة ص 229 مفتاح رقم 260 اختار القول بسقوط ما يختص بالمهدي ، قال : لتحليل الأئمة ذلك للشيعة |
|
10 - جعفر كاشف الغطاء المتوفى 1227 هـ في كشف الغطاء ص 364 :
ذكر إباحة الأئمة للخمس وعدم وجوب دفعه إليهم . 11 - محمد حسن النجفي المتوفى 1266 في جواهر الكلام 16/141 . قطع بإباحة الخمس للشيعة في زمن الغيبة بل والحضور الذي هو كالغيبة ، وبين أن الأخبار تكاد تكون متواترة . 12 - وأختم بالشيخ رضا الهمداني المتوفى 1315 هـ في كتابه مصباح الفقيه ص 155 : فقد أباح الخمس حال الغيبة ، والشيخ الهمداني هذا متأخر جداً قبل حوالي قرن من الزمان أو أكثر . وهكذا نرى أن القول بإباحة الخمس للشيعة ، وإعفائهم من دفعه هو قول مشتهر عند كل المجتهدين المتقدمين منهم والمتأخرين ، وقد جرى العمل عليه إلى أوائل القرن الرابع عشر فضلاً عن كونه مما وردت النصوص بإباحته ، فكيف يمكن والحال هذه دفع الخمس إلى الفقهاء والمجتهدين ؟ مع أن الأئمة سلام الله عليهم رفضوا الخمس ، وأرجعوه إلى أصحابه ، وأعفوهم من دفعه ، أيكون الفقهاء والمجتهدون أفضل من الأئمة سلام الله عليهم ؟ إن فتاوى إباحة الخمس للشيعة لا تقتصر على هؤلاء الذين ذكرنا من الفقهاء والمجتهدين لا وإنما هناك أضعاف هذا العدد الذي ذكرنا وعلى مر هذه القرون ولكننا اخترنا من كل قرن واحداً من الفقهاء القائلين بعدم دفع الخمس لكي يتضح لنا أن القول بعدم وجوب الخمس قد قال به كثير من الفقهاء وعلى مر الزمان لأنه هو القول الراجح في المسألة ، ولموافقته للنصوص وعمل الأئمة عليهم السلام . ولنأخذ فَتوَيَيْنِ لِعَلَمَيْنِ من أعلام المنهج الشيعي هما : الشيخ المفيد والشيخ الطوسي ، قال الشيخ المفيد : قد اختلف قوم من أصحابنا في ذلك - أي الخمس - عند الغيبة ، وقد ذهب كل فريق منهم إلى مقال ( ثم يذكر عدد المقالات ) منها قوله : منهم من يسقط قول إخراجه لغيبة الإمام ([6]) ، وما تقدم من الرخص فيه من الأخبار ، وبعضهم يوجب كنزه - أي دفنه - ويتأول خبراً ورد : ( أن الأرض تظهر كنوزها عند ظهور الإمام ، وأنه إذا قام دله الله على الكنوز فيأخذها من كل مكان ) ثم يختار قولاً منها فيقول : يُعْزَلُ الخمس لصاحب الأمر - يعني المهدي - فإن خشي إدراك الموت قبل ظهوره وَصَّى به إلى مَن يثق به في عقله وديانته حتى يسلم إلى الإمام ، إن أدرك قيامه ، وإلا وَصَّى به إلى من يقوم مقامه بالثقة والديانة ، ثم على هذا الشرط إلى أن يقوم الإمام ، قال : وهذا القول عندي أوضح من جميع ما تقدم ، لأن الخمس حق لغائب لم يرسم فيه قبل غيبة رسماً يجب الانتهاء إليه . ثم قال : ويجري ذلك مجرى الزكاة التي يقدم عند حلولها مستحقها ، فلا يجب عند ذلك سقوطها ، وقال : إذا ذهب ذاهب الى ما ذكرناه من شطر الخمس الذي هو خالص للإمام ، وجعل الشطر الآخر لأيتام آل محمد وأبناء سبيلهم ومساكينهم على ما جاء في القرآن . قال : من فعل هذا لم تبعد إصابته الحق في ذلك بل كان على صواب ، وإنما اختلف أصحابنا في هذا الباب . انظر المقنعة ص 46 . وقال الشيخ الطوسي المتوفي 465 هـ مؤسس الحوزة النجفية وأول زعيم لها : بعد أن ذكر أحكام الخمس قال : هذا في حال ظهور الإمام ([7]) . ثم قال : فأما في حال الغيبة فقد رَخّصُوا لشيعتهم التصرف في حقوقهم من المناكح والمتاجر والمساكن . فأما ما عدا ذلك فلا يجوز التصرف فيه على حال ، وما يستحقونه من الأخماس في الكنوز وغيرها في حال الغيبة ، فقد اختلف قول أصحابنا فيه ، وليس نص معين ([8]) إلا أن كل واحد منهم - أي فقهاء الشيعة - قال قولاً يقتضيه الاحتياط . ثم حصر الطوسي هذه الأقوال في أربعة : ا - قال بعضهم إنه جار في حال الاستتار مجرى ما أُبيح لنا من المناكح والمتاجر - يعني طالما كان الإمام غائباً أو مستتراً فكل شيء مباح - وهذا هو أصح الأقوال لأنه موافق للنصوص الواردة عن الأئمة ، وبه قال كثير من الفقهاء . 2 - وقال قوم أنه يجب الاحتفاظ به أو حفظه ما دام الإنسان حياً ، فإذا حضرته الوفاة وَصَّى به إلى مَن يثق به من إخوانه المؤمنين ليسلمه إلى صاحب الأمر إذا حضر ، أو يوصى به حسبما وصى به إلى أن يوصله إلى صاحب الأمر . 3 - وقال قوم : يجب دفنه لأن الأَرَضِينَ تُخِرجُ كنوزها عند خروج القائم . 4 - وقال قوم : يجب أن يقسم الخمس ستة أقسام : ثلاثة أقسام للإمام تُدْفَنُ أو تُوَدع عند مَن يُوثَق به ، وهذا القول قد اختاره الطوسي . والأقسام الثلاثة الأخرى توزع على مستحقيها من أيتام آل محمد صلى الله عليه وآله ومساكينهم وأبناء سبيلهم ، وهذا مما ينبغي العمل عليه . وهذا القول مطابق لفتوى المفيد في قياس الخمس على الزكاة . ثم يقول : ( ولو أن الإنسان استعمل الاحتياط ، وعمل على أحد الأقوال المقدم ذكرها من إجزاء الدفن ، أو الوصاة لم يكن مأثوماً ) انتهى بتصرف يسير . لقد حصر الشيخ الطوسي التصرف في الخمس حال الغيبة في هذه الأقوال الأربعة المتقدمة ، واختار هو القول الرابع منها ([9]) ، وبين أن الإنسان إذا اختار أي قول من هذه الأقوال وعمل به لم يكن آثماً . ونحن نلاحظ هذه الأقوال الأربعة ، فهي وإن اختلفت بينها في بعض التفاصيل لكنها أجمعت على شيء واحد نحن بصدد بيانه وهو أن هذه الأموال - أي الخمس - التي هي حق الإمام الغائب ، أو حق غيره لا تُصْرَفُ للسادة ، ولا المجتهدين . رغم أن الأقوال الأربعة المتقدمة اختلفت من جهة صرف أموال الخمسة إلا أنها ليس فيها تلميح فضلاً عن التصريح بوجوب وإباحة إعطاء الخمس أو جزء منه للسادة والمجتهدين . إن القول الرابع والذي اختاره الشيخ الطوسي هو الذي كان عليه الشيعة والطوسي كما لا يخفى هو مؤسس الحوزة العلمية وهو شيخ الطائفة . ترى أكان الشيخ وجماهير الشيعة في عصره وقبله وبعده مخطئين ؟ فهذه فتوى أول زعيم للحوزة العلمية النجفية . وَلْنَرَ فتوى آخر زعيم للحوزة نفسها مولانا الإمام الراحل أبي القاسم الخوئي لِتَتَّضحَ لنا الفتوى بين أول زعيم للحوزة ، وفتوى آخر زعيم لها . قال الإمام الخوئي في بيان مستحق الخمس ومصرفه : يقسم الخمس في زماننا زمان الغيبة نصفين : نصف لإمام العصر الحجة المنتظر ( عج ) وجعل أرواحنا فداه . ونصف لبني هاشم أيتامهم ومساكينهم وأبناء السبيل ... إلى أن قال : النصف الذي يرجع للإمام عليه وعلى آبائه أفضل الصلاة والسلام يرجع فيه في زمان الغيبة إلى نائبه وهو الفقيه المأمون العارف بمصارفه ، إما بالدفع إليه ، أو الاستئذان منه ... إلخ . انظر كتاب ضياء الصالحين مسألة 1259 ص 347 إن فتوى الإمام الخوئي تختلف عن فتوى الشيخ الطوسي ، فالشيخ الطوسي لا يقول بإعطاء الخمس أو شيء منه إلى الفقيه المجتهد وقد عمل بنص فتواه جماهير الشيعة المعاصرون له . بينما نرى فتوى مولانا الراحل الإمام الخوئي تنص على إعطاء الخمس أو جزء منه للفقية والمجتهد . |
|
ملخص تطور نظرية الخمس
القول الأول : بعد انقطاع سلسلة الإمامية ، وغيبة الإمام المهدي هو أن الخمس من حق الإمام الغائب ، وليس للفقيه ، ولا للسيد ، ولا للمجتهد حق فيه ، ولهذا ادَّعَى أكثر من عشرين شخصاً النيابة عن الإمام الغائب ، من أجل أن يأخذوا الخمس فقالوا : نحن نلتقي الإمام الغائب ، ويمكننا إعطاؤه أخماس المكاسب التي ترد . وكان هذا في زمن الغيبة الصغرى وبقي بعدها مدة قرن أو قرنين من الزمان ولم يكن الخمس يُعْطَى للمجتهد أو السيد ، وفي هذه الفترة ظهرت الكتب الأربعة المعروفة بالصحاح الأربعة الأُولى ، وكلها تنقل عن الأئمة إباحة الخمس للشيعة وإعفائهم منه . ولم تكن هناك أية فتوى في إعطاء الأخماس للسادة والمجتهدين . القول الثاني : ثم تطور الأمر ، بعد أن كان الشيعة في حل من دفع الخمس في زمن الغيبة كما سبق بيانه ، تطور الأمر فقالوا بوجوب إخراج الخمس ، إذ أراد أصحاب الأغراض التخلص من القول الأول ، فقالوا يجب إخراج الخمس على أن يُدْفَنَ في الأرض حتى يخرج الإمام المهدي . القول الثالث : ثم تطور الأمر فقالوا : يجب أن يُودَعَ عند شخص أمين ، وأفضل من يقع عليه الاختيار لهذه الأمانة هم فقهاء المذهب ، مع التنبيه على أن هذا للاستحباب وليس على سبيل الحتم والإلزام ، ولا يجوز للفقيه أن يتصرف به ، بل يحتفظ به حتى يوصله إلى المهدي . وهنا ترد ملاحظة مهمة وهي : مَنْ من الفقهاء حفظ الأموال المودَعَة عنده ثم بعد موته قال ذووه عنها أنها أموال مُودَعَة عنده يجب أن توح عند مَن يأتي بعده ؟ لا شك أن الجواب الصحيح هو : لا يوجد مثل هذا الشخص ، ولم نسمع أو نقرأ عن شخص كهذا ثبت أن أموال الناس - أعني الخمس - كانت مودعة عنده ثم انتقلت إلى من يأتي بعده . والصواب : أن كل من أُودِعَتْ عندهم الأموال جاء ورثتهم فاقتسموا تلك الأموال بينهم على أنها مال موروث من آبائهم ، فذهب خمس الإمام إلى ورثة الفقيه الأمين ، هذا إذا كان الفقيه أميناً ، ولم يستخلص ذلك المال لنفسه !! ومن الجدير بالذكر أن القاضي ابن بهراج أو براج طَوَّرَ هذا الأمر من الاستحباب إلى الوجوب فكان أول من قال بضرورة إيداع سهم الإمام عند مَن يُوثَقُ به من الفقهاء والمجتهدين حتى يسلمه إلى الإمام الغائب إن أدركه ، أو يوصي به إلى مَن يثق به ممن يأتي بعده ليسلمه للإمام ، وهذا منصوص عليه في كتاب المهذب 8/ 180 وهذه خطوة مهمة جداً . القول الرابع : ثم جاء العلماء المتأخرون فطوروا المسألة شيئاً فشيئاً حتى كان التطور قبل الأخير فقالوا بوجوب إعطاء الخمس للفقهاء لكي يقسموه بين مستحقيه من الأيتام والمساكن من أهل البيت ، والمرجح أن الفقيه ابن حمزة هو أول من مال إلى هذا القول في القرن السادس كما نص على ذلك في كتاب الوسيلة في نيل الفضيلة ص 682 واعتبر هذا أفضل من قيام صاحب الخمس بتوزيعه بنفسه وبخاصة إذا لم يكن يحسن القسمة . القول الخامس : واستمر التطور شيئاً فشيئاً في الأزمنة المتأخرة - وقد يكون قبل قرن من الزمان - حتى جاءت الخطوة الأخيرة ، فقال بعض الفقهاء بجواز التصرف بسهم الإمام في بعض الوجوه التي يراها الفقيه مثل الإنفاق على طلبة العلم ، وإقامة دعائم الدين وغير ذلك كما أفتى به السيد محسن الحكيم في مستمسك العروة الوثقي 9/ 584 . هذا مع قوله : عدم الحاجة في الرجوع الى الفقيه في صرف حصة الإمام . وهذا يعني أن صرف حصة الفقيه ، هي قضية ظهرت في هذه الأزمان المتأخرة جداً فهم ينظرون إلى واقعهم فيرون مدارسهم ومطابعهم وما تحتاجه من نفقات . وكذلك ينظرون في حاجاتهم الشخصية ، فكيف يمكنهم معالجة هذا كله وتسديد هذه الحاجات ؟ علماً أن هذا يتطلب مبالغ طائلة . فكانت نظرتهم إلى الخمس كأفضل مورد يسد حاجاتهم كلها ، ويحقق لهم منافع شخصية وثروات ضخمة جداً ، كما نلاحظه اليوم عند الفقهاء والمجتهدين . إن القضية مرت في أدوار وتطورات كثيرة حتى استقرت أخيراً على وجوب إعطاء أخماس المكاسب للفقهاء والمجتهدين ، وبذلك يتبين لنا أن الخمس لم ينص عليه كتاب ولا سنة ولا قول إمام ، بل هو قول ظهر في الزمن المتأخر ، قاله بعض المجتهدين وهو مخالف للكتاب والسنة وأئمة أهل البيت ولأقوال وفتاوى الفقهاء والمجتهدين والمعتد بهم . وإني أهيب بإخواني وأبنائي الشيعه أن يمتنعوا عن دفع أخماس مكاسبهم وأرباحهم إلى السادة المجتهدين ، لأنها حلال لهم هم وليس للسيد أو الفقيه أي حق فيها ، ومن أعطى الخمس إلى المجتهد أو الفقيه فإنه يكون قد ارتكب إثماً لمخالفته لأقوال الأئمة ، إذ أن الخمس ساقط عن الشيعة حتى يظهر القائم . وأرى من الضروري أن أذكر قول آية الله العُظْمَى الإمام الخميني في المسألة ، فإنه كان قد تحدث عنها في محاضرات ألقاها على مسامعنا جميعاً في الحوزة عام 1389 هـ ثم جمعها في كتاب الحكومة الإسلامية أو ولاية الفقيه . فكان مما قال : يقصر النظر لو قلنا أن تشريع الخمس جاء لتأمين معايش ذرية الرسول صلى الله عليه وآله فحسب . إنه يكفيهم ويزيدهم جزء ضئيل من آلاف - كذا قال - جزء من هذه المالية الضخمة بل تكفيهم أخماس سوق واحد كسوق بغداد مثلاً من تلك الأسواق التجارية الضخمة كسوق طهران ودمشق وإسلام بول وما أشبه ذلك ، فماذا يصبح حال بقية المال ؟ ثم يقول إنني أرى الحكم الإسلامي العادل ، لا يتطلب تكاليف باهظة في شؤون تافهة أو في غير المصالح العامة |
|
ثم
يقول : لم تكن ضريبة الخمس جباية لتأمين حاجة السادة آل الرسول صلى الله عليه وآله فحسب ، أو الزكاة تفريقاً على الفقراء والمساكين ، وإنما تزيد على حاجاتهم بأضعاف .
فهل بعد ذلك يترك الإسلام جباية الخمس والزكاة وما أشبه نظراً إلى تأمين حاجة السادة والفقراء ، أو يكون مصير الزائد طعمة في البحار أو دفناً فى التراب ، أو نحو ذلك ؟ كان عدد السادة ممن يجوز لهم الارتزاق بالخمس يومذاك - يعني في صدر الإسلام - لم يتجاوز المائة ، ولو فرضنا عددهم نصف مليون ، ليس من المعقول أن نتصور اهتمام الإسلام بفرض الخمس هذه المالية الضخمة ، التي تتضخم وتزداد في تضخمها كلما تَوَسَّعَتْ التجارات والصناعات كما هي اليوم ، كل ذلك لغاية إشباع آل الرسول صلى الله عليه وآله ؟ كلا . انظر كتابه المذكور 1/39 - 40 - 42 طبعة مطبعة الآداب في النجف . إن الإمام الخميني يصرح بأن أموال الخمس ضخمة جداً ، هذا في ذلك الوقت لما كان الإمام يحاضر في الحوزة ، فكم هي ضخمة إذن في يومنا هذا ؟ ويصرح الإمام أيضاً أن جزءاً واحداً من آلاف الأجزاء من هذه المالية الضخمة يكفي أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله ، فماذا يفعل بالأجزاء الكثيرة المتبقية ؟؟ لا بد أن توزع على الفقهاء والمجتهدين حسب مفهوم قول الإمام الخميني . ولهذا فإن الإمام الخميني كان ذا ثروة ضخمة جداً في إقامته في العراق حتى أنه لما أراد السفر إلى فرنسا للإقامة فيها فإنه حول رصيده ذاك من الدينار العراقي إلى الدولار الأميركي وأودعه في مصارف باريس بفوائد مصرفية ضخمة . إن فساد الإنسان يأتي من طريقين : الجنس والمال ، وكلاهما متوافر للسادة . فالفُروج والأدبار عن طريق المتعة وغيرها ، والمال عن طريق الخمس وما يُلقى في العَتبات والمشاهد ، فمن منهم يصمد أمام هذه المغريات ، وبخاصة إذا علمنا أن بعضهم ما سلك هذا الطريق إلا من أجل إشباع رغباته في الجنس والمال ؟؟!! تنبيه : لقد بدأ التنافس بين السادة والمجتهدين للحصول على الخمس ، ولهذا بدأ كل منهم بتخفيض نسبة الخمس المأخوذة من الناس حتى يتوافد الناس إليه أكثر من غيره فابتكروا أساليب شيطانية ، فقد جاء رجل إلى السيد السيستاني فقال له : إن الحقوق - الخُمس - المترتبة عَلَيّ خمسة ملايين ، وأنا أريد أن أدفع نصف هذا المبلغ أي أريد أن أدفع مليونين ونصف فقط ، فقال له السيد السيستاني : هات المليونين والنصف ، فدفعها إليه الرجل ، فأخذها منه السيستاني ، ثم قال له : قد وهبتها لك - أي أرجع المبلغ إلى الرجل - فأخذ الرجل المبلغ ، ثم قال له السيستاني : ادفع المبلغ لي مرة ثانية ، فدفعه الرجل إِليه ، فقال له السيستاني : صار الآن مجموع ما دفعته إليَّ من الخمس خمسة ملايين ، فقد برئت ذمتك من الحقوق . فلما رأى السادة الآخرون ذلك ، قاموا هم أيضاً بتخفيض نسبة الخمس واستخدموا الطريقة ذاتها بل ابتكروا طُرُقاً أُخرى حتى يتحول الناس إليهم ، وصارت منافسة ( شريفة ! ) بين السادة للحصول على الخمس ، وصارت نسبة الخمس أشبه بالمناقصة ، وكثير من الأغنياء قام بدفع الخمس لمن يأخذ نسبة أقل . ولما رأى زعيم الحوزة أن المنافسة على الخمس صارت شديدة ، وأن نسبة ما يرده هو من الخمس صارت قليلة ، أصدر فتواه بعدم جواز دفع الخمس لكل من هبَّ ودَبَّ من السادة ، بل لا يُدْفَعُ إلا لشخصيات معدودة ، وله حصة الأسد أو لوكلائه الذين وزعهم في المناطق . وبعد استلامه هذه الأموال ، يقوم بتحويلها إلى ذهب بسبب وضع العملة العراقية الحالية ، حيث يملك الآن غرفتين مملوءتين بالذهب . وأما ما يسرقه الوكلاء دون علم السيد فَحَدِّثْ ولا حَرَجَ . قال أمير المؤمنين عليه السلام : ( طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة ، أولئك اتخذوا الأرض بساطاً ، وترابها فراشاً ، وماءَها طيباً ، والقرآن شعاراً ، والدعاء دثاراً ، ثم قرضوا الدنيا قرضاً على منهاج المسيح ... إن داود عليه السلام قام في مثَل هذه الساعة من الليل فقال إنها ساعة لا يدعو فيها عبد إلا استجيب له إلا أن يكون عَشَّاراً أو عريفاً أو شرطياً ) نهج البلاغة 4/24 . قارن بين كلام الأمير عليه السلام وبين أحوال السادة واحكم بنفسك ، إن هذا النص وغيره من النصوص العظيمة ليس لها أي صدى عند السادة والفقهاء ، وحياة الترف والنعيم والبذخ التي يعيشونها أَنْسَتْهُم زهد أمير المؤمنين ، وأعمت أبصارهم عن تدبر كلامه ، والالتزام بمضمونه . إن العَشّار هو الذي يأخذ ضريبة العُشر ، فلا يستجاب دُعاؤه كما قال عليه السلام ، فكيف بالخماس ؟ الذي يأخذ الخمس من الناس ؟ إن الخَمَّاس لا يستجاب له من باب أولى لأن ما يأخذه من الخمس ضعف ما يأخذه العَشَّار ، نسأل الله العافية . تنبيه آخر : عرفنا مما سبق أن الخمس لا يُعْطَى للفقهاء ولا المجتهدين واتضح لنا هذا الأمر من خلال بحث الموضوع من كل جوانبه ، ويحسن بنا أن ننتبه إلى أن الفقهاء والمراجع الدينية يزعمون أنهم من أهل البيت ، فترى أحدهم يروي لك سلسلة نسبه إلى الكاظم عليه السلام . اعلم أنه يستحيل أن يكون هذا الكم الهائل من فقهاء العراق وإيران وسورية ولبنان ودول الخليج والهند وباكستان وغيرها من أهل البيت ، ومَن أحصى فقهاء العراق وجد أن من المحال أن يكون عددهم الذي لا يُحْصَى من أهل البيت ، فكيف إذا ما أحصينا فقهاء البلاد الأخرى ومجتهديها ؟ لا شك أن عددهم يبلغ أضعافاً مضاعفة ، فهل يمكن أن يكون هؤلاء جميعاً من أهل البيت ؟؟ وفوق ذلك فإن شجرة الأنساب تُبَاعُ وتَشْتَرَى في الحوزة ، فَمَن أراد الحصول على شرف النسبة لأهل البيت فما عليه إلا أن يأتي بأخته أو امرأته إذا كانت جميلة إلى أحد السادة ليتمتع بها ، أو أن يأتيه بمبلغ من المال ، وسيحصل بإحدى الطريقتين على شرف النسبة . وهذا أمر معروف في الحوزة . لذلك أقول لا يغرنكم ما يصنعه بعض السادة والمؤلفين عندما يضع أحدهم شجرة نسبه في الصفحة الأولى من كتابه ليخدع البسطاء والمساكين كي يبعثوا له أخماس مكاسبهم . وفي ختام مبحث الخمس لا يفوتني أن أذكر قول صديقي المناضل الشاعر البارع المجيد أحمد الصافي النجفي رحمه الله ، والذي تعرفت عليه بعد حصولي على درجة الاجتهاد فصرنا صديقين حميمين رغم فارق السن بيني وبينه إذ كان يكبرني بنحو ثلاثين سنة أو أكثر عندما قال لي : ولدي حسين ، لا تُدَنسْ نَفْسَكَ بالخُمس ، فإنه سُحْتُ ، وناقشني في موضوع الخمس حتى أقنعني بحرمته ، ثم ذكر لي أبياتاً كان قد نظمها بهذا الخصوص احتفظتُ بها في محفظة ذكرياتي ، وأنقلها للقراء الكرام بنصها ، قال رحمه الله : عجبتُ لقوم شَحذهم ([10]) باسم دينِهم وكيف يَسوغُ الشَّحذُ للرجلِ الشَّهمِ ؟! لَئِنْ كان تحصيلُ العلـومِ مُسَوِّغًا لِذاكَ فإنّ الجهلَ خيرٌ من العِلـم !! وهل كان فـي عهدِ النبيِّ عِصابَةٌ يعيشونَ من مالِ الأنامِ بذا الاسمِ ؟! لَئِنْ أوجـبَ اللهُ الزكـاةَ فلم تَكُنْ لِتُعْطَى بِذُلٍّ بـل لِتُـؤْخَذَ بالـرَّغْمِ أتانا بها أبـناءُ ساسـانَ حِـرْفَةً ولم تـك فـي أبناءِ يَعْرُبَ مِن قدمِ |
|
الكتب السماوية لا شك عند المسلمين جميعهم أن القرآن هو الكتاب السماوي المنزل من عند الله على نبي الإسلام محمد بن عبدالله صلوات الله عليه . ولكن كثرة قراءتي ومطالعتي في مصادرنا المعتبرة ، أوقفتني على أسماء كتب أخرى يدعي فقهاؤها أنها نزلت على النبي صلوات الله عليه ، وأنه اختص بها أمير المؤمنين عليه السلام وهذه الكتب هي : أ - الجامعة : عن أبي بصير عن أبي عبدالله قال : أنا محمد ، وإن عندنا الجامعة ، وما يدريهم ما الجامعة ؟! قال : قلت : جعلت فداك وما الجامعة ؟ . قال : صحيفة طولها سبعون ذراعًا بذراع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإملائه من فلق فيه ، وخط علي بيمينه ، فيها كل حلال وحرام ، وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش ... إلخ انظر الكافي 1/239 ، بحار الأنوار 26/ 22 . وهناك روايات أخرى كثيرة تجدها في الكافي والبحار وبصائر الدرجات ووسائل الشيعة إنما اقتصرنا على رواية واحدة رَوْمًا للاختصار . ولست أدري إذا كانت الجامعة حقيقة أم لا ، وفيها كل ما يحتاجه الناس إلى يوم القيامة !! فلماذا أُخْفِيَتْ إذن ؟ وحُرمنا منها ومما فيها مما يحتاجه الناس إلى يوم القيامة من حلال وحرام وأحكام ؟ ألَيس هذا كتمان العلم ؟ 2 - صحيفة الناموس : عن الرضا عليه السلام في حديث علامات الإمام قال : وتكون صحيفة عنده فيها أسماء شيعتهم إلى يوم القيامة ، وصحيفة فيها أسماء أعدائهم إلى يوم القيامة . انظر بحار الأنوار 25/117 ، ومجلد 26 ففيه روايات أخرى . وأنا أتساءل : أية صحيفة هذه التي تتسع لأسماء الشميعة إلى يوم القيامة ؟؟!! لو سجلنا أسماء شيعة العراق في يومنا هذا لاحتجنا إلى مائة مجلد في أقل تقدير . فكيف لو سجلنا أسماء شيعة إيران والهند وباكستان وسورية ولبنان ودول الخليج وغيرها ؟ بل كم نحتاج لو سجلنا أسماء جميع الذين ماتوا من الشيعة وعلى مدى كل القرون التي مضت منذ ظهور التشيع ! الى عصرنا ! وكم نحتاج لتسجيل أسماء الشيعة في القرون القادمة إلى يوم القيامة ؟ وكم نحتاج لتسجيل أسماء خصومهم منذ ظهور صحيفة الناموس إلى يوم القيامة ؟! . لو أن البحر صار مداداً ومن ورائه سبعة أبحر ، لما كان كافياً لتسجيل هذا الكم الهائل من الأسماء . ولو جمعنا كل الكومبيوترات والعقول الالكترونية بأحدث أنواعها لما استطاعت أن تستوعب هذا الرقم الخيالي ، بل التعجيزي من الأسماء . إن عقول العامة من الناس لا يمكنها أن تقبل هذه الرواية وأمثالها فكيف يقبلها العقلاء ؟! إن من المحال أنْ يقول الأئمة عليهم السلام مثل الكلام الذي لا يقبله عقل ولا منطق ، ولو اطلع عليه - أي على هذه الرواية - أعداؤنا لتكلموا بما يحلو لهم ، ولطعنوا بدين الإسلام ولتكلموا وتَنَدرّوا بما يشفي غيظ قلوبهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . 3 - صحيفة العبيطة : عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : وأيم الله إن عندي لصحف كثيرة قطائع رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأهل بيته وإن فيها لصحيفة يقال لها العبيطة ، وما ورد على العرب أشد منها ، وإن فيها لستين قبيلة من العرب بهرجة ، مالها في دين الله من نصيب بحار الأنوار 27/37 . إن هذه الرواية ليست مقبولة ولا معقولة ، فإذا كان هذا العدد من القبائل ليس فيها نصيب في دين الله فمعنى هذا أنه لا يوجد مسلم واحد له في دين الله نصيب . ثم تخصيص القبائل العربية بهذا الحكم القاسي يُشَمُّ منه رائحة الشعوبية ، وسيأتي توضيح ذلك في فصل قادم . 4 - صحيفة ذؤابة السيف : عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام أنه كان في ذؤابة سيف رسول الله صلى الله عليه وآله صحيفة صغيرة فيها الأحرف التي يفتح كل حرف منها ألف حرف . قال أبو بصير : قال أبو عبدالله : فما خرج منها إلا حرفان حتى الساعة . بحار الأ نوار 26/56 . قلت : وأين الأحرف الأخرى ؟ أَلا يُفْتَرَضُ أن تُخْرَجَ حتي يستفيد منها شيعة أهل البيت ؟ أم أنها ستبقى مكتومة حتى يقوم القائم ؟ 5 - صحيفة علي ، وهي صحيفة أُخرى وُجِدَتْ فى ذؤابة السيف : عن أبي عبدالله عليه السلام قال : وُجِدَ في ذؤابة سيف رسول الله صلى الله عليه وآله صحيفة فإذا فيها مكتوب : بسم الله الرحمن الرحيم ، إن أعتى الناس على الله يوم القيامة مَن قتل غير قاتله ، ومن ضرب غير ضاربه ، ومن تولى غير مواِليه فهو كافر بما أنزل الله تعالى على محمد صلى الله عليه ، ومن أحدثَ حدثاً أو آوى مُحْدِثاً لم يقبل الله منه يوم القيامة صَرْفاً ولا عَدْلاً . بحار الأنوار 27/65 ، 104/375 . 6 - الجفر : وهو نوعان : الجفر الأبيض والجفر الأحمر : عن أبي العلاء قال : سمعت أبا عبدالله يقول : إن عندي الجفر الأبيض . قلت : أي شيء فيه ؟ قال : زبور داود ، وتوراة موسى ، وإنجيل عيسى ، وصحف إبراهيم عليهم السلام والحلال والحرام ... وعندي الجفر الأحمر . قال : قلت : وأي شيء في الجفر الأحمر ؟ قال : السلاح ، وذلك إنما يفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل . فقال له عبدالله بن أبي اليعفور : أصلحك الله ، أيعرف هذا بنو الحسن ؟ فقال : إي والله كما يعرفون الليل أنه ليل والنهار أنه نهار ، ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا على الجحود والإنكار ، ولو طلبوا الحق بالحق لكان خيراً لهم . أصول الكافي 1/24 . وقد سألت مولانا الراحل الإمام الخوئي عن الجفر الأحمر ، من الذي يفتحه ودم مَن الذي يُراق ؟ فقال : يفتحه صاحب الزمان عجل الله فرجه ، ويريقِ به دماء العامة النواصب - أهل السنة - فيمزقهم شذَرَ مَذَرَ ، ويجعل دماءَهم تجري كدجلة والفرات ، وَلَيَنْتَقِمَنَّ فى صَنَمَيّ قريش - يقصد أبا بكر وعمر - وابنتهيما - يقصد عائشة وحفصة - ومن نعتل - يقصد عثمان - ومن بني أمية والعباس فينبش قبورهم نبشاً . قلت : إن قول الإمام الخوئي فيه إسراف إذ أن أهل البيت عليهم السلام ، أجل وأعظم من أن ينبشوا قبر ميت مضى على موته قرون طويلة . إن الأئمة سلام الله عليهم كانوا يقابلون إساءة المسيء بالإحسان إليه والعفو والصفح عنه ، فلا يعقل أن ينبشوا قبور الأموات لينتقموا منهم ويقيموا عليهم الحدود فالميت لا يُقامُ عليه حد ، وأهل البيت سلام الله عليهم عُرفُوا بالوداعة والسماحة والطيب . 7 - مصحف فاطمة : أ - عن علي بن سعيد عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ( وعندنا مصحف فاطمة ما فيه آية من كتاب الله ، وإنه لإملاء رسول الله صلوات الله عليه وآله وخط علي عليه السلام بيده ) بحار الأَنوار 26/ 41 . ب - وعن محمد بن مسلم عن أحدهما عليه السلام ( ... وَخَلَّفَتْ فاطمة مصحفاً ما هو قرآن ولكنه كلام من كلام الله أنزل عليها ، إملاء رسول الله صلى الله عليه وخط علي ) البحار 26/42 . ج - عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبدالله عليه السلام ( ... وعندنا مصحف فاطمة عليها السلام ، أما والله ما فيه حرف من القرآن ولكنه إملاء رسول الله صلى الله عليه وخط علي ) البحار 26/48 . قلت : إذا كان الكتاب من إملاء رسول الله صلوات الله عليه وخط علي ، فلم كتمه عن الأمة ؟ والله تعالى قد أمر رسوله صلى الله عليه وآله أن يبلغ كل ما أنزل إليه قال الله تعالى : { يا أيها الرسول بلغ ما أُنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بَلَّغْتَ رسالته } ( المائدة : 67 ) . فكيف يمكن لرسول الله صلى الله عليه وآله أن يكتم عن المسلمين جميعاً هذا القرآن ؟ وكيف يمكن لأمير المؤمنين عليه السلام والأئمة من بعده أن يكتموه عن شيعتهم ؟! 8 - التوراة والإنجيل والزبور : عن أبي عبدالله عليه السلام أنه كان يقرأ الإنجيل والتوراة والزبور بالسيريانية . انظر الحجة من الكافي 1/207 باب إن الأئمة عليهم السلام عندهم جميع الكتب التي نزلت من الله عز وجل ، وإنهم يعرفونها كلها على اختلاف ألسنتها . 9 - القرآن : والقرآن لا يحتاج لإثباته نص ولكن كتب فقهائنا وأقوال جميع مجتهدينا تنص على أنه مُحَرّفٌ ، وهو الوحيد الذي أصابه التحريف من بين كل تلك الكتب . وقد جمع المحدث النوري الطبرسي في إثبات تحريفه كتاباً ضخم الحجم سماه : ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) جمع فيه أكثر من ألفي رواية تنص على التحريف ، وجمع فيه أقوال جميع الفقهاء وعلماء الشيعة في التصريح بتحريف القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين ، حيث أثبت أن جميع علماء الشيعة وفقهاءهم المتقدمين منهم والمتأخرين يقولون : إن هذا القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين مُحَرَّفٌ . قال السيد أبو الحسن العاملي : وعندي في وضوح صحة هذا القول - أي القول بتحريف القرآن - بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع ، وأنه من أكبر مقاصد غصب الخلافة ، فتدبر . مقدمة البرهان الفصل الرابع ص 49 . وقال السيد نعمة الله الجزائري رداً على من يقول بعدم التحريف : ( إن تسليم تواتره عن الوحي الإلهي ، وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يُفْضِي إلى طرح الأخبار المستفيضة مع أن أصحابنا قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها ) الأنوار النعمانية 2/357 . ولهذا قال أبو جعفر كما نقل عنه جابر : ( ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله إلا كذاب ، وما جمعه وحفظه كما نزل إلا عليّ بن أبي طالب والأئمة من بعده ) الحجة من الكافي 1/26 . ولا شك أن هذا النص صريح في إثبات تحريف القرآن الموجود اليوم عند المسلمين . والقرآن الحقيقي هو الذي كان عند علي والأئمة من بعده عليهم السلام حتى صار عند القائم عليه وعلى آبائه الصلاة والسلام . ولهذا قال الإمام الخوئي في وصيته لنا وهو على فراش الموت عندما أوصانا كادر التدريس في الحوزة : ( عليكم بهذا القرآن حتى يظهر قرآن فاطمة ) . وقرآن فاطمة الذي يقصده الإمام هو المصحف الذي جمعه علي عليه السلام والذي تقدمت الإشارة إليه آنفاً . إن من أغرب الأمور وأنكرها أن تكون كل هذه الكتب قد نزلت من عند الله ، واختص بها أمير المؤمنين سلام الله عليه والأئمة من بعده ، ولكنها تبقى مكتومة عن الأمة وبالذات عن شيعة أهل البيت ، سوى قرآن بسيط قد عبثت به الأيادي فزادت فيه ما زادت ، وأنقصت منه ما أنقصت - على حد قول فقهائنا - !! إذا كانت هذه الكتب قد نزلت من عند الله حقاً ، وحازها أمير المؤمنين صدقاً ، فما معنى إخفائها عن الأمة وهي من أحوج ما تكون إليها في حياتها وفي عبادتها لربها ؟ عَلَّلَ كثير من فقهائنا ذلك : لأجل الخوف عليها من الخصوم !! ولنا أن نسأل : أيكون أمير المؤمنين وأسد بني هاشم جباناً بحيث لا يستطيع أن يدافع عنها ؟! أَيُكَتمُ أمرها ويحرم الأمة منها خوفاً من خصومه ؟! لا والذي رفع السماء بغير عمد ، ما كان لابن أبي طالب أن يخاف غير الله . وإذا سألنا : ماذا يفعل أمير المؤمنين والأئمة من بعده بالزبور والتوراة والإنجيل حتى يتداولوها فيما بينهم ويقرأونها في سرهم ؟ إذا كانت النصوص تدعي أن أمير المؤمنين وحده حاز القرآن كاملاً وحاز كل تلك الكتب والصحائف الأخرى ، فما حاجته إلى الزبور والتوراة والإنجيل ؟ وبخاصة إذا علمنا ان هذه الكتب نُسِخَتْ بنزول القرآن ؟ إني أشم رائحة أَيد خبيثة فهي التي دَسَّت هذه الروايات ، وكذبت على الأئمة ، وسيأتي إثبات ذلك في فصل خاص إن شاء الله . نحن نعلم أن الإسلام ليس له إلا كتاب واحد هو القرآن الكريم ، وأما تعدد الكتب فهذا من خصائص اليهود والنصارى كما هو واضح في كتبهم المقدسة المتعددة . فالقول بأن أمير المؤمنين حاز كتباً متعددة ، وأن هذه الكتب كلها من عند الله ، وأنها كتب حوت قضايا شرعية هو قول باطل ، أدخله إلينا بعض اليهود الذين تستروا بالتشيع . |
|
نظرة الشيعة إلى أهل السنة
عندما نطالع كتبنا المعتبرة وأقوال فقهائنا ومجتهدينا نجد أن العدو الوحيد للشيعة هم أهل السنة ، ولذا وصفوهم بأوصاف وسموهم بأسماء فسموهم ( العامة ) وسموهم ( النواصب ) وما زال الاعتقاد عند معاشر الشيعة أن لكل فرد من أهل السنة ذيلاً في دبره ، وإذا شتم أحدهم الآخر وأراد أن يغلظ له في الشتيمة قال له : ( عظم سني في قبر أبيك ) وذلك لنجاسة السني في نظرهم إلى درجة لو اغتسل ألف مرة لما طهر ولما ذهبت عنه نجاسته . ما زلت أذكر أن والدي رحمه الله التقى رجلاً غريباً في أحد أسواق المدينة ، وكان والدي رحمه الله محباً للخير إلى حد بعيد ، فجاء به إلى دارنا ليحل ضيفاً عندنا في تلك الليلة ، فأكرمناه بما شاء الله تعالى ، وجلسنا للسمر بعد العشاء ، وكنت وقتها شاباً في أول دراستي في الحوزة ، ومن خلال حديثنا تبين أن الرجل سني المذهب ومن أطراف سامراء جاء إلى النجف لحاجة ما ، بات الرجل تلك الليلة ، ولما أصبح أتيناه بطعام الإفطار ، فتناول طعامه ثم هَمّ بالرحيل فعرض عليه والدي رحمه الله مبلغاً من المال فلربما يحتاجه في سفره ، شكر الرجل حسن ضيافتنا ، فلما غادر أمر والدي بحرق الفراش الذي نام فيه ، وتطهير الإناء الذي أكل فيه تطهيراً جيداً لاعتقاده بنجاسة السني ، وهذا اعتقاد الشيعة جميعاً ، إذ أن فقهاءَنا قرنوا السني بالكافر والمشرك والخنزير ، وجعلوه من الأعيان النجسة ولهذا : ا - وجب الاختلاف معهم : فقد روى الصدوق عن علي بن أسباط قال : قلت للرضا عليه السلام : يحدث الأمر لا أجد بداً من معرفته ، وليس في البلد الذي أنا فيه من أستفتيه من مواليك ؟ قال : فقال : أحْضِرْ فقيه البلد فاستفته في أمرك ، فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه فإن الحق فيه ) عيون أخبار الرضا 1/ 275 ط طهران . وعن الحسين بن خالد عن الرضا أنه قال : ( شيعتنا ، المسلِّمون لأمرنا ، الآخذون بقولنا المخالفون لأعدائنا ، فمن لم يكن كذلك فليس منا ) الفصول المهمة 225 ط قم . وعن المفضل بن عمر عن جعفر أنه قال : ( كذب مَن زعم أنه من شيعتنا وهو متوثق بعروة غيرنا ) الفصول المهمة 225 . 2 - عدم جواز العمل بما يوافق العامة ويوافق طريقتهم : وهذا باب عقده الحر العاملي في كتابه وسائل الشيعة فقال : والأحاديث في ذلك متواترة ... فمن ذلك قول الصادق عليه السلام في الحديثين المختلفين : اعرضوهما على أخبار العامة ، فما وافق أخبارهم فذروه ، وما خالف أخبارهم فخذوه . وقال الصادق عليه السلام : إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فخذوا بما خالف القوم . وقال عليه السلام : خذ بما فيه خلاف العامة ، وقال : ما خالف العامة ففيه الرشاد . وقال عليه السلام : ما أنتم والله على شيء مما هم فيه ، ولا هم على شيء مما أنتم فيه ، فخالفوهم ، فما هم من الحقيقة على شيء . وقوله عليه السلام : والله ما جعل الله لأحد خيرة في اتباع غيرنا ، وإن من وافقنا خالف عدونا ، ومن وافق عدونا في قول أو عمل فليس منا ولا نحن منه . قول العبد الصالح عليه السلام في الحديثين المختلفين : خذ بما خالف القوم ، وما وافق القوم فاجتنبه . وقول الرضا عليه السلام : إذا ورد عليكم خبران متعارضان ، فانظروا إلى ما يخالف منهما العامة فخذوه ، وانظروا بما يوافق أخبارهم فدعوه . وقول الصادق عليه السلام : والله ما بقي في أيديهم شيء من الحق إلا استقبال القبلة . انظر الفصول المهمة 325 ، 326 . وقال الحر عن هذه الأخبار بأنها : ( قد تجاوزت حد التواتر ، فالعجب من بعض المتأخرين حيث ظن أن الدليل هنا خبر واحد ) . وقال أيضاً : ( واعلم أنه يظهر من هذه الأحاديث المتواترة بطلان أكثر القواعد الأصولية المذكورة في كتب العامة ) الفصول المهمة ص 326 . 3 - إنهم لا يجتمعون مع السنة على شيء : قال السيد نعمة الله الجزائري : ( إنا لا نجتمع معهم - أي مع السنة - على إله ، ولا على نبي ، ولا على إمام ، وذلك أنهم يقولون : إن ربهم هو الذي كان محمد نبيه وخليفته من بعده أبو بكر . ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي ، بل نقول : إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا ) ([11]) الأنوار الجزائرية 2/278 باب نور في حقيقة دين الإمامية والعلة التي من أجلها يجب الأخذ بخلاف ما تقوله العامة . عقد الصدوق هذا الباب في علل الشرايع فقال : عن أبي إسحق الإرجاني رفعه قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : أتدري لم أُمِرْتم بالأخذ بخلاف ما تقوله العامة ؟ فقلت : لا ندري . فقال : ( إن عليَّا لم يكن يدين الله بدين إلا خالف عليه الأُمة إلى غيره إرادة لإبطال أمره ، وكانوا يسألون أمير المؤمنين عليه السلام عن الشيء الذي لا يعلمونه ، فإذا أفتاهم جعلوا له ضداً من عندهم ليلبسوا على الناس ) ص 531 طبع إيران . ويتبادر إلى الأذهان السؤال الآتي : لو فرضنا أن الحق كان مع العامة في مسألة ما أيجب علينا أن نأخذ بخلاف قولهم ؟ أجابني السيد محمد باقر الصدر مرة فقال : نعم يجب الأخذ بخلاف قولهم ، لأن الأخذ بخلاف قولهم ، وإن كان خطأ فهو أهون من موافقتهم على افتراض وجود الحق عندهم في تلك المسألة . إن كراهية الشيعة لأهل السنة ليست وليدة اليوم ، ولا تختص بالسنة المعاصرين ، بل هي كراهية عميقة تمتد إلى الجيل الأول لأهل السنة ، وأعني الصحابة ما عدا ثلاثة منهم وهم أبو ذر والمقداد وسلمان ، ولهذا روى الكليني عن أبي جعفر قال : ( كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه إلا ثلاثة المقداد بن الأسود وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري ) روضة الكافى 8/246 . لو سألنا اليهود : من هم أفضل الناس في مِلُّتِكُم ؟ لقالوا : إنهم أصحاب موسى . ولو سألنا النصارى : من هم أفضل الناس في أمتكم ؟ لقالوا : إنهم حواريو عيسى . ولو سألنا الشيعة : من هم أسوأ الناس في نظركم وعقيدتكم ؟ لقالوا : إنهم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله : إن أصحاب محمد هم أكثر الناس تعرضاً لسب الشيعة ولعنهم وطعنهم وبالذات أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة زوجتا النبي صلوات الله عليه ، ولهذا ورد في دعاء صنمي قريش : ( اللهم العن صنمي قريش - أبو بكر وعمر - وجِبْتَيْهِما وطاغوتيهما ، وابنتيهما - عائشة وحفصة .... إلخ ) وهذا دعاء منصوص عليه في الكتب المعتبرة ، وكان الإمام الخميني يقوله بعد صلاة صبح كل يوم . عن حمزة بن محمد الطيار أنه قال : ذكرنا محمد بن أبي بكر عند أبي عبدالله عليه السلام فقال : ( رحمه الله وصلى عليه ، قال محمد بن أبي بكر لأمير المؤمنين يوماً من الأيام : ابسط يدك أبايعك ، فقال : أو ما فعلت ؟ قال : بلى ، فبسط يده ، فقال : أشهد أنك إمام مُفْتَرَضٌ طاعته ، وأن أبي ( يريد أبا بكر أباه ) في النار - رجال الكشي ص 61 . وعن شعيب عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ( ما من أهل بيت إلا وفيهم نجيب من أنفسهم ، وأنجب النجباء من أهل بيت سوء محمد بن أبي بكر ) الكشي ص 61 . وأما عمر فقال السيد نعمة الله الجزائري : ( إن عمر بن الخطاب كان مُصاباً بداء في دُبُرِهِ لا يهدأُ إلا بماءِ الرجال ) الأنوار النعمانية 1/63 . واعلم أن في مدينة كاشان الإيرانية في منطقة تسمى ( باغي فين ) مشهداً على غرار الجندي المجهول فيه قبر وهمي لأبي لؤلؤة فيروز الفارسي المجوسي قاتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ، حيث أطلقوا عليه ما معناه بالعربية ( مرقد بابا شجاع الدين ) وبابا شجاع الدين هو لقب أطلقوه على أبي لؤلؤة لقتله عمر بن الخطاب ، وقد كتب على جدران هذا المشهد بالفارسي ( مرك بر أبو بكر ، مرك بر عمر ، مرك بر عثمان ) ومعناه بالعربية : الموت لأبي بكر ، الموت لعمر ، الموت لعثمان . وهذا المشهد يُزَارُ من قبَلِ الإيرانيين ، وتُلْقَى فيه الأموال والتبرعات ، وقد رأيت هذا المشهد بنفسيَ ، وكانت وزارة الإرشاد الإيرانية قد باشرت بتوسيعه وتجديده وفق ذلك قاموا بطبع صورة المشهد على كارتات تستخدم لإرسال الرسائل والمكاتيب . روى الكليني عن أبي جعفر رضي الله عنه قال : ( ... إن الشيخين - أبا بكر وعمر - فارقا الدنيا ولم يتوبا ، ولم يذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليه السلام ، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) روضة الكافي 8/246 . وأما عثمان فعن علي بن يونس البياضي : كان عثمان ممن يُلْعَبُ به ، وكان مُخَنّثاً . الصراط المستقيم 2/ 30 . |
|
وأما عائشة فقد قال ابن رجب البرسي : ( إن عائشة جمعت أربعين ديناراً من خيانة ) مشارق أنوار اليقين ص 86 .
وإني أتساءل : إذا كان الخلفاء الثلاثة بهذه الصفات فَلِمَ بايعهم أمير المؤمنين عليه السلام ؟ ولم صار وزيراً لثلاثتهم طيلة مدة خلافتهم ؟ أكان يخافهم ؟ معاذ الله . ثم إذا كان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب مُصَاباً بداء في دبره ولا يهدأ إلا بماء الرجال كما قال السيد الجزائري ، فكيف إذن زَوّجَه أمير المؤمنين عليه السلام ابنته أم كلثوم ؟ أكانت إصابته بهذا الداء ، خافية على أمير المؤمنين عليه السلام وعرفها السيد الجزائري ؟! ... إن الموضوع لا يحتاج إلى أكثر من استعمال العقل للحظات . روى الكليني : ( إن الناس كلهم أولاد زنا أو قال بغايا ما خلا شيعتنا ) الروضة 8/ 135 . ولهذا أباحوا دماء أهل للسنة وأموالهم ، فعن داود بن فرقد قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ما تقول في قتل الناصب ؟ فقال : ( حلال الدم ، ولكني اتقي عليك ، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل ) وسائل الشيعة 18/463 ، بحار الأنوار 27/ 231 . وعلق الإمام الخميني على هذا بقوله : فإن استطعت أن تأخذ ماله فخذه وابعث إلينا بالخمس . وقال السيد نعمة الله الجزائري : ( إن علي بن يقطين وزير الرشيد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين ، فأمر غلمانه وهدموا أسقف المحبس على المحبوسين فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل ) الأنوار النعمانية 3/308 . وتُحَدِّثُنا كتب التاريخ عما جرى في بغداد عند دخول هولاكو فيها ، فإنه ارتكب أكبر مجزرة عرفها التاريخ ، بحيث صبغ نهر دجلة باللون الأحمر لكثرة من قتل من أهل السنة ، فأَنهارٌ من الدماء جرت في نهر دجلة حتى تغير لونه فصار أحمر ، وصبغ مرة أخرى باللون الأزرق لكثرة الكتب التي ألقيت فيه وكل هذا بسبب الوزيرين النصير الطوسي ومحمد بن العلقمي فقد كانا وزيرين للخليفة العباسي ، وكانا شيعيين وكانت تجري بينهما وبين هولاكو مراسلات سرية حيث تمكنا من إقناع هولاكو بدخول بغداد ، وإسقاط الخلافة العباسية التي كانا وزيرين فيها ، وكانت لهما اليد الطُولى في الحكم ، ولكنهما لم يرتضيا تلك الخلافة لأنها تدين بمذهب أهل السنة ، فدخل هولاكو بغداد ، وأسقط الخلافة العباسية ، ثم ما لبثا حتى صارا وزيرين لهولاكو مع أن هولاكو كان وثنياً . ومع ذلك فإن الإمام الخميني يترضى على ابن يقطين والطوسي والعلقمي ويعتبر ما قاموا به يُعد من أعظم الخدمات الجليلة لدين الإسلام . وأختم هذا الباب بكلمة أخيرة وهي شاملة وجامعة في هذا الباب قول السيد نعمة الله الجزائري في حكم النواصب ( أهل السنة ) فقال : ( إنهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية ، وإنهم شرّ من اليهود والنصارى ، وإن من علامات الناصبي تقديم غير علي عليه في الإمامة ) الأنوار النعمانية/206 ، 207 . وهكذا نرى أن حكم الشيعة في أهل السنة يتلخص بما يأتي : إنهم كفار ، أنجاس ، شر من اليهود والنصارى ، أولاد بغايا ، يجب قتلهم وأخذ أموالهم ، لا يمكن الالتقاء معهم في شيء لا في رب ، ولا في نبي ، ولا في إمام ولا يجوز موافقتهم في قول أو عمل ، ويجب لعنهم وشتمهم وبالذات الجيل الأول أولئك الذين أثنى الله تعالى عليهم في القرآن الكريم ، والذين وقفوا مع رسول الله صلوات الله عليه في دعوته وجهاده ، وإلا فقل لي بالله عليك من الذي كان مع النبي صلوات الله عليه في كل المعارك التي خاضها مع الكفار ؟ فمشاركتهم في تلك الحروب كلها دليل على صدق إيمانهم وجهادهم فلا يلتفت إلى ما يقوله فقهاؤنا . لما انتهى حكم آل بهلوي في إيران على أثر قيام الثورة الإسلامية وتسلم الإمام الخميني زمام الأمور فيها ، توجب على علماء الشيعة زيارة وتهنئة الإمام بهذا النصر العظيم لقيام أول دولة شيعية في العصر الحديث يحكمها الفقهاء . وكان واجب التهنئة يقع عليَّ شخصياً أكثر من غيري لعلاقتي الوثيقة بالإمام الخميني . فزرت إيران بعد شهر ونصف - وربما أكثر - من دخول الإمام طهران أثر عودته من منفاه باريس ، فَرَحَّبَ بي كثيراً ، وكانت زيارتي منفردة عن زيارة وفد علماء الشيعة في العراق . وفي جلسة خاصة مع الإمام قال لي : سيد حسين ، آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم ، سنسفك دماء النواصب نقتل أبناءهم ونَسْتْحِيي نساءهم ، ولن نترك أحداً منهم يُفْلِتً من العقاب ، وستكون أموالهم خالصة لشيعة أهل البيت ، وسنمحو مكَة والمدينة من وجه الأرض لأن هاتين المدينتين صارتا معقل الوهابيين ، ولا بد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة ، قبلة للناس في الصلاة وسنحقق بذلك حلم الأئمة عليهم السلام . لقد قامت دولتنا التي جاهدنا سنوات طويدة من أجل إقامتها ، وما بقى إلا التنفيذ !! ملاحظة : اعلم أن حقد الشيعة على العامة - أهل السنة - حقد لا مثيل له ، ولهذا أجاز فقهاؤنا الكذب على أهل السنة ، وإلصاق التهم الكاذبة بهم ، والافتراء عليهم ووصفهم بالفضائح . والآن ينظر الشيعة إلى أهل السنة نظرة حاقدة بناء على توجيهات صدرت من مراجع عُليا ، وصدرت التوجيهات إلى أفراد الشيعة بوجوب التغلغل في أجهزة الدولة ومؤسساتها وبخاصة المهمة منها كالجيش والأمن والخابرات وغيرها من المسالك المهمة فضلاً عن صفوف الحزب . وينتظر الجميع بفارغ الصبر - ساعة الصفر لإعلان الجهاد والانقضاض على أهل السنة ، حيث يتصور عموم الشيعة أنهم بذلك يقدمون خدمة لأهل البيت صلوات الله عليهم ، ونسوا أن الذي يدفعهم إلى هذا أناس يعملون وراء الكواليس ستأتي الإشارة إليهم في الفصل الآتي . أثر العناصر الأجنبية في صنع التشيع عرفنا في الفصل الأول من هذا الكتاب دور اليهودي عبدالله بن سبأ في صنع التشيع ، وهذه حقيقة يتغافل عنها الشيعة جميعاً من عوامهم وخواصهم . لقد فكرتُ كثيراً في هذا الموضوع ، وعلى مدى سنوات طوال فاكتشفت كما اكتشف غيري أن هناك رجالاً لهم دور خطير في إدخال عقائد باطلة ، وأفكار فاسدة إلى التشيع . إن مكوثي هذه المدة الطويلة في حوزة النجف العلمية التي هي أم الحوزات ، واطلاعي على أمهات المصادر جعلني أقف على حقائق خطيرة يجهلها ، أو يتجاهلها الكثيرون واكتُشفَتْ شخصيات مُريبة كان لها دور كبير في انحراف المنهج الشيعي إلى ما هوَ عليه اليوم ، فما فعله أهل الكوفة بأهل البيت عليه السلام وخيانتهم لهم كما تقدم بيانه يدل على أن الذين فعلوا ذلك بهم كانوا من المتسترين بالتشيع ، والموالاة لأهل البيت . |
|
ولنأخذ نماذج من هؤلاء المتسترين بالتشيع :
هشام بن الحكم ، وهشام هذا حديثه في الصحاح الثمانية وغيرها . إن هشام تسبب في سجن الإمام الكاظم ، ومن ثم قتله ، ففي رجال الكشي ( إن هشام بن الحكم ضال مضل شارك في دم أبي الحسن عليه السلام ) ص 229 . ( قال هشام لأبي الحسن عليه السلام : أوصني ، قال : أوصيك أن تتقي الله في دمي ) رجال الكشي ص 226 . وقد طلب منه أبو الحسن عليه السلام أن يمسك عن الكلام ، فأمسك شهراً ، ثم عاد فقال له أبو الحسن : ( يا هشام ، أيَسُرُكَ أَنْ تشترك في دم امرئٍ مسلم ؟ ) . قال : لا . قال : وكيف تشترك في دمي ؟ فإن سكت وإلا فهو الذبح . ( فما سكت حتى كان من أمره ما كان صلى الله عليه ) رجال الكشي ص 231 . أيمكن لرجل مخلص لأهل البيت أن يتسبب في قتل هذا الإمام عليه السلام ؟ اقرأ معي هذه النصوص : عن محمد بن الفرج الرخجي قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم ، وهشام بن سالم - الجواليقي - في الصورة . فكتب : دع عنك حيرة الحيران ، واستعذ بالله من الشيطان ، ليس القول ما قال الهشامان . أصول الكافي 1/105 ، بحار الأ نوار 3/ 288 ، الفصول المهمة ص 51 . لقد زعم هشام بن الحكم أن الله جسم ، وزعم هشام بن سالم أن الله صورة . وعن إبراهيم بن محمد الخراز ، ومحمد بن الحسين قالا : دخلنا على أبي الحسن الرضا عليه السلام ، فحكينا له ما روي أن محمداً رأى ربه في هيئة الشاب الموفق في سن أبناء ثلاثين سنة ، رجلاه في خضره ، وقلنا : ( إن هشام بن سالم ، وصاحب الطاق ، والميثمي يقولون : إنه أجوف إلى السرة والباقي صمد ... إلخ ) أصول الكافي 1/ 101 ، بحار الأنوار 4/ 40 . فهل يعقلُ أن الله تعالى في هيئة شاب في سن ثلاثين سنة ، وأنه أجوف إلى السرة ؟؟ إن هذا الكلام يوافق بالضبط قول اليهود في توراتهم أن الله عبارة عن إنسان كبير الحجم وهذا منصوص عليه في سفر التكوين من توراة اليهود . فهذه آثار يهودية أُدْخِلَتْ إلى التشيع على يد هشام بن الحكم المتسبب والمشترك في مقتل الإمام الكاظم عليه السلام ، ويد هشام بن سالم وشيطان الطاق والميثمي علي بن إسماعيل صاحب كتاب الإمامة . ولو نظرنا في كتبنا المعتبرة كالصحاح الثمانية وغيرها لوجدنا أحاديث هؤلاء في قائمة الصدارة . زرارة بن أعين : قال الشيخ الطوسي : ( إن زرارة من أُسرة نصرانية ، وإن جده « سنسن وقيل سبسن » كان راهباً نصرانياً ، وكان أبوه عبداً رومياً لرجل من بني شيبان ) الفهرست ص 104 وزرارة هو الذي قال : ( سألت أبا عبدالله عن التشهد ... إلى أن قال : فلما خرجت ضرطت في لحيته وقلت : لا يفلح أبداً ) [12] رجال الكشي ص 142 . وقال زرارة أيضاً : ( والله لو حَدَّثْتُ بكل ما سمعتهُ من أبي عبدالله لانتَفَخَتْ ذكور الرجال على الخشب [13] رجال الشكي ص 123 . عن ابن مسكان قال : سمعت زرارة يقول : ( رحم الله أبا جعفر ، وأما جعفر فإن في قلبي عليه لفتة ) . فقلت له : وما حمل زرارة على هذا ؟ ( قال : حمله على هذا أن أبا عبدالله أخرج مخازيه ) الكشي ص 131 . ولهذا قال أبو عبدالله فيه : ( لعن الله زرارة ) ص 133 . وقال أبو عبدالله عليه السلام أيضاً : اللهم لو لم يكن جهنم إلا سكرجة [14] لوسعها آل أعين بن سنسن ص 133 . وقال أبو عبدالله : لعن الله بريداً ، لعن الله زرارة ص 134 . وقال أيضاً : لا يموت زرارة إلا تائهاً عليه لعنة الله ص 134 ، وقال أبو عبدالله أيضاً : هذا زرارة بن أعين ، هذا والله من الذين وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز : { وَقَدِمْنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً } ( الفرقان: 23 ) رجال الكشي ص 136 . وقال : إن قوماً يُعارون الإيمان عارية ، ثم يُسْلَبُونَه ، فيقال لهم يوم القيامة « المعارون » ، أما إن زرارة بن أعين منهم ص 141 ، وقال أيضاً : إن مرض فلا تَعُدْهُ وإن مات فلا تَشْهَدْ جنازته . فقيل له : زرارة ؟ متعجباً ، قال نعم زرارة شر من اليهود والنصارى ومن قال : إن الله ثالث ثلاثة ، إن الله قد نكس زرارة ، وقال : إن زرارة قد شك في إمامتي فاستوهبته من ربي [15] ص 138 . قلت : فإذا كان زرارة من أسرة نصرانية ، وكان قد شك في إمامة أبي عبدالله ، وهو الذي قال بأنه ضرط في لحية أبي عبدالله ، وقال عنه لا يفلح أبداً ، فما الذي نتوقع أن يقدمه لدين الإسلام ؟؟ . إن صحاحنا طافحة بأحاديث زرارة ، وهو في مركز الصدارة بين الرواة ، وهو الذي كذب على أهل البيت ، وأدخل في الإسلام بدعاً ما أدخل مثلها أحد كما قال أبو عبدالله ، ومن راجع صحاحنا وجد مصداق هذا الكلام ، ومثله بريد حتى أن أبا عبدالله عليه السلام لعنهما . أبو بصير ليث بن البختري : أبو بصير هذا تَجَرّأ على أبي الحسن موسى الكاظم عليه السلام عندما سُئِلَ عليه السلام عن رجل تزوج امرأة لها زوج ، ولم يعلم . قال أبو الحسن عليه السلام : ( تُرْجَمُ المرأة ، وليس على الرجل شيء إذا لم يعلم ) .... فضرب أبو بصير المرادي على صدره يحكها وقال : أظن صاحبنا ما تكامل علمه . رجال الكشي ص 154 . أي أنه يتهم الكاظم عليه السلام بقلة العلم !! ومرة تذاكر ابن أبي اليعفور وأبو بصير في أمر الدنيا ، فقال أبو بصير : أما إن صاحبكم لو ظفر بها لاستأثر بها ، فأغفى - أبو بصير - فجاء كلب يريد أن يشغر [16] عليه ، فقام حماد بن عثمان ليطرده فقال له ابن أبي يعفور : دعه ، فجاءه حتى شغر في أذنيه . ص 154 رجال الكشي . أي أنه يتهم أبا عبدالله بالركون إلى الدنيا وحب الاستِـئْثَاِر بها ، فعاقبه الله تعالى بأن أرسل كلباً فبال بأذنيه جزاءً له على ما قال في أبَي عبدالله . وعن حماد الناب قال : جلس أبو بصير على باب أبيِ عبدالله عليه السلام ليطلب الإذن ، فلم يُؤْذَنْ له ، فقال : لو كان معنا طبق لأَذِنَ ، قال فجاء كلب فشغر في وجه أبي بصير ، فقال - أبو بصير - أفُ أفُ ما هذَا [17] ؟ . فقال له جليسه : هذا كلب شغر في وجهك رجال الكشي ص 155 . أي أنه يتهم أبا عبدالله عليه السلام بحب الثريد والطعام اللذيذ بحيث لا يأذن لأحد بالدخول عليه إلا إذا كان معه طبق طعام ، لكن الله تعالى عاقبه أيضاً فأرسل كلباً فبال في وجهه عقاباً له على ما قاله في أبي عبدالله عليه السلام . ولا يكن أبو بصير موثوقاً في أخلاقه ، ولهذا قال شاهداً على نفسه بذلك : كنتُ أقرِئُ امرأةً كنت أُعلمها القرآن ، فمازَحْتُها بِشَيء !! قال : فَقَدِمَتْ على أبي جعفر عليه السلام - أي تَشْتَكِيه - قال : فقال لي أبو جعفر : يا أبا بصير أي شيء قلتُ للمرأة ؟ قال : قلتُ بيدي هكذا ، وغَطَّى وجهه !! قال : فقال أبو جعفر : لا تعودن عليها رجال الكشي ص 154 . أي أن أبا بصير مد يده ليلمس شيئاً من جسدها بغرض المداعبة ( !! ) والممازحة ، مع أنه كان يُقْرِؤُها القرآن !!! وكان أبو بصير مخلطاً : فعن محمد بن مسعود قال : سألت علي بن الحسن عن أبي بصير فقال : أبو بصير كان يُكنى أبا محمد وكان مولى لبني أسد ، وكان مكفوفاً . فسألته هل يُتَّهَمُ بالغُلُوُّ ؟ فقال : أَما الغُلُوُّ فلا ، لم يكن يُتهَم ، ولكن كان مخلطاً . رجال الكشي ص 154 . قلت : أحاديثه في الصحاح كثيرة جداً ، وفيها عجب عجاب ، فإذا كان مخلطاً فماذا أدخل في الدين من تخليط ؟!! إن أحاديثه فيها عجب عجاب أليست هي من تخليطه ؟؟!! علماء طبرستان : لقد ظهر في طبرستان جماعة تظاهروا بالعلم ، وهم ممن اندسوا في التشيع لغرض الفساد والإفساد . من المعلوم أن الإنسان تشهد عليه آثاره ، فإن كانت آثاره حسنة فهذا دليل حسن سلوكه وخُلُقِه واعتقاده وسلامة سَريرَته ، والعكس بالعكس فإن الآثار السيئة تدل على سوء من خَلَّفَها سواء في سلوكه أو في خلقه أو اعتقادِه وتدل على فساد سريرته . إن بعض علماء طبرستان تركوا مخلفات تثير الشكوك حول شخصياتهم ، وَلْنَأخذْ ثلاثة من أشهر مَن خرج من طبرستان : ا - الميرزا حسين بن تقي النوري الطبرسي مؤلف كتاب ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) جمع فيه أكثر من ألفي رواية من كتب الشيعة ليثبت بها تحريف القرآن الكريم . وجمع أقوال الفقهاء والمجتهدين ، وكتابه وصمة عارٍ في جبين كل شيعي . إن اليهود والنصارى يقولون بأن القرآن مُحَرَّفٌ ، فما الفرق بين كلام الطبرسي وبين كلام اليهود والنصاري ؟ . وهل هناك مسلم صادق في إسلامه يشهد على الكتاب الذي أنزله الله تعالى وَتَكَفلَ بحفظه ، يشهد عليه بالتحريف والتزوير والتبديل ؟؟ . !! 2 - أحمد بن علي بن أبي طالب ([18]) الطبرسي صاحب كتاب ( الاحتجاج ) . أورد في كتابه روايات مُصَرِّحَة بتحريف القرآن ، وأورد أيضاً روايات زعم فيها أن العلاقة بين أمير المؤمنين والصحابة كانت سيئة جداً ، وهذه الروايات هي التي تتسبب في تمزيق وحدة المسلمين ، وكل من يقرأ هذا الكتاب يجد أن مؤلفه لم يكن سليم النية . 3 - فضل بن الحسن الطبرسي صاحب مجمع البيان في تفسير القرآن ، ذلك التفسير الذي شحنه بالمغالطات والتأويل المُتَكَلَّف ، والتفسير الجاف الخالف لأبسط قواعد التفسير . إن منطقة طبرستان والمناطق المجاورة لها مليئة بيهود الخزر ، وهؤلاء الطبرسيون هم من يهود الخزر المتسترين بالإسلام ، فمؤلفاتهم من أكبر الكتب الطاعنة بدين الإسلام بحيث لو قارنا بين ( فصل الخطاب ) وبين مؤلفات المستشرقين الطاعنة بدين الإسلام لرأينا ( فصل الخطاب ) أشد طعناً بالإسلام من مؤلفات أولئك المستشرقين . وهكذا مؤلفات الآخرين . توفي أحد السادة المدرسين في الحوزة النجفية ، فغسلتُ جثمانَه مُبْتَغياً بذلك وجهَ الله ، وساعدني في غسله بعض أولاده ، فاكتشفت أثناء الغسلَ أن الفقيد الراحل غير مختون !! ولا أستطيع الآن أن أذكر اسم هذا ( الفقيد ) لأن أولاده يَعرفون من الذي غسل أباهم ، فإذا ذكرته عرفوني ، وعرفوا بالتالي أني مؤلف هذا الكتاب ، واكتُشِفَ أمري ، ويحصل ما لا تُحْمَدُ عقباه . |
|
وهناك بعض السادة في الحوزة لي عليهم ملاحظات تثير الشكوك حولهم والريب ، وأنا والحمد لله دائب البحث والتحري للتأكد من حقيقتهم .
وَلنَرَ لوناً آخر من آثار العناصر الأجنبية في التشيع ، فقد عبثت هذه العناصر بكتبَنا المعتبرة ، ومراجعنا المهمة ، وَلْنَأْخُذ نماذج يطلع القارئ من خلالها على حجم هذا العَبَث ومداه . إن كتاب الكافي هو أعظم المصادر الشيعية على الإطلاق ، فهو موثق من قبل الإمام الثاني عشر المعصوم الذي لا يُخْطِئَ ولا يغلط ، إذ لما ألف الكليني كتاب الكافي عرضه على الإمام الثاني عشر في سردابه في سامراء ، فقال الإمام الثاني عشر سلام الله عليه : ( الكافي كاف لشيعتنا ) . انظر مقدمة الكافي ص 25 . قال السيد المحقق عباس القمي : ( الكافي هو أجل الكتب الإسلامية ، وأعظم المصنفات الإمامية ، والذي لم يُعْمَلْ للإمامية مثله ) ، قال المولى محمد أمين الاسترابادي في محكي فوائده : ( سمعنا من مشايخنا وعلمائنا أنه لم يصنف في الإسلام كتاب يوازيه أو يُدانيه ) . الكني والانقاب 3/98 . ولكن اقرأ معي هذه الأقوال : قال الخوانساري : ( اختلفوا في كتاب الروضة الذي يضم مجموعة من الأبواب : هل هو أحد كتب الكافي الذي هو من تأليف الكليني ، أو مزيد عليه فيما بعد ؟ ) روضات الجنات 6/118 . قال الشيخ الثقة السيد حسين بن السيد حيدر الكركي العاملي المتوفى 460 هـ : ( إن كتاب الكافي خمسون كتاباً بالأسانيد التي فيه لكل حديث متصل بالأئمة عليهم السلام ) روضات الجنات 6/114 . بينما يقول السيد أبو جعفر الطوسي المتوفي 460 هـ : ( إن كتاب الكافي مُشْتَمِلٌ على ثلاثين كتاباً ) . الفهرست ص 161 . يتبين لنا من الأقوال المتقدمة أن ما زيد على الكافي ما بين القرن الخامس والقرن الحادي عشر ، عشرون كتاباً وكل كتاب يضم الكثير من الأبواب ، أي أن نسبة ما زيد في كتاب الكافي طيلة هذه المدة يبلغ 40% عدا تبديل الروايات ، وتغيير ألفاظها ، وحذف فقرات ، وإضافة أخرى ، فمن الذي زاد في الكافي عشرين كتاباً ؟ ... أيمكن أن يكون إنساناً نزيهاً ؟؟!! وهل هو شخص واحد أم أشخاص كثيرون تتابعوا طيلة هذه القرون على الزيادة والتغيير والتبديل والعبث به ؟؟!! ونسأل : أما زال الكافي مُوَثقاً من قِبَلِ المعصوم الذي لا يخطئ ولا يغلط ؟؟!! وَلْنَأْخُذ كتاباً آخر يأتي بالمرتبة الثانية بعد الكافي وهو أيضاً أحد الصحاح الأربعة الأولى ، إنه كتاب ( تهذيب الأحكام ) للشيخ الطوسي مُؤَسِّس حوزة النجف ، فإن فقهاءَنا وعلماءَنا يذكرون على أنه الآن ( 13595 ) حديثاً ، بينما يذكر الطوسي نفسه مؤلف الكتاب - كما في عدة الأصول - أن تهذيب الأحكام هذا أكثر من ( 5000 ) حديث ، أي لا يزيد في كل الأحوال عن ( 6000 ) حديث ، فمن الذي زاد في الكتاب بهذا الكم الهائل من الأحاديث الذي جاوز عدده العدد الأصلي لأحاديث الكتاب ؟ مع ملاحظة البلايا التي رُويَتْ في الكافي وتهذيب الأحكام وغيرهما ، فلا شك أنها إضافاتِ لأَيْد خَفيَّة تسترت بالإسلام ، والإسلام منها بريء ، فهذا حال أعظم كتابين فَمَا بالكَ لو تابعنا حال المصادر الأخرى ماذا نجد ؟؟ ولهذا قال السيد هاشم معروف الحسني : ( وضع قُصّاصُ الشيعة مع ما وضعه أعداء الأئمة عدداً كثيراً من هذا النوع للأئمة الهُدَاة ) وقال أيضاً : ( وبعد التتبع في الأحاديث المنتشرة في مجاميع الحديث كالكافي والوافي وغيرهما نجد أن الغلاة والحاقدين على الأئمة الهداة لم يتركوا باباً من الأبواب إلا ودخلوا منه لإفساد أحاديث الأئمة والإساءة إلى سمعتهم ) الموضوعات ص 165 ، 253 ، وقد اعترف بذلك الشيخ الطوسي في مقدمة التهذيب فقال : ( ذاكرني بعض الأصدقاء ... بأحاديث أصحابنا ، وما وقع فيها من الاختلاف والتباين والمنافاة والتضاد حتى لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده ، ولا يسلم حديث إلا وفي مقابله ما يُنافيه حتى جعل مخالفونا ذلك من أعظم الطعون على مذهبنا ) ورغم حرص الطوسي على صيانة كتابه إلا أنه تعرض للتحريف كما رأيت . في زيارتي للهند التقيت السيد دلدار علي فأهداني نسخة من كتابه ( أساس الأصول ) جاء في ص 51 : ( إن الأحاديث المأثورة عن الأئمة مختلفة جداً لا يكاد يُوجَد حديث إلا وفي مقابله ما ينافيه ، ولا يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده ) وهذا الذي دفع الجم الغفير إلى ترك مذهب الشيعة . ولننظر في القول بتحريف القرآن ، فإن أول كتاب نص على التحريف هو كتاب سليم بن قيس الهلالي ( ت 90 هـ ) فإنه أورد روايتين فقط ، وهو أول كتاب ظهر للشيعة ، ولا يوجد فيه غير هاتين الروايتين . ولكن إن رجعنا إلى كتبنا المعتبرة ، والتي كُتبَتْ بعد كتاب سليم بن قيس بدهور فإن ما وصل إلينا منها طافح بروايات الَتحريف ، حتى تسنى للنوري الطبرسي جمع أكثر من ألْفَيْ رواية في كتابه ( فصل الخطاب ) . فمن الذي وضع هذه الروايات ؟ وبخاصة إذا رجعنا إلى ما ذكرناه آنفاً في بيان ما أُضيف إلى الكتب ، وبالذات الصحاح تبين أن هذه الروايات وُضعَتْ في الأزمان المتأخرة عن كتاب سليم بن قيس ، وقد يكون في القرن السادس ، أو السابع ، حتى أن الصدوق المتوفى 381 هـ قال : ( إن مَن نسب للشيعة مثل هذا القول - أي التحريف - فهو كاذب ) لأنه لم يُسْمَعْ بمثل هذه الروايات ، ولو كانت موجودة فعلا لَعُلِمَ بها أو لَسُمعَ . وكذلك الطوسي أنكر نسْبَةَ هذا الأمر إلى الشيعة كما في تفسير ( التبيان في تفسير القرآن ) ط النجف 383 اهـ وأما كتاب سليم بن قيس فهو مكذوب على سليم بن قيس : وضعه إبان بن أبي عياش ، ثم نسبه إلى سليم . وإبان هذا قال عنه ابن المطهر الحلي والأردبيلي : ( ضعيف جداً ، وَينْسبُ أصحابنا وضع كتاب سليم بن قيس إليه ) انظر الحلي ص 256 ، جامع الرَواة للأردبيلي 1/9 . ولما قامت الدولة الصفوية صار هناك مجال كبير لوضع الروايات وإلصاقها بالإمام الصادق وبغيره من الأئمة سلام الله عليهم . بعد هذا الموجز السريع تبين لنا أن مصنفات علمائنا لا يُوثَقُ بها ، ولا يُعْتَمَدُ عليها إذ لم يُعْتَنَ بها ، ولهذا عَبِثَت بها أيدي العِدَى ، فكان من أمرها ما قد عرفتَ . والأن نريد أن نُعَرِّجَ على لَونٍ آخر من آثار العناصر الأجنبية في التشيع . إنها قضية الإمام الثاني عشر ، وهي قضية خطيرة جداً . لقد تناول الأخ الفاضل السيد أحمد الكاتب هذا الموضوع فبين أن الإمام الثاني عشر لا حقيقة له ، ولا وجود لشخصه ، وقد كفانا الفاضل المذكور مهمة البحث في هذا الموضوع ، ولكني أقول : كيف يكون له وجود وقد نصت كتبنا المعتبرة على أن الحسن العسكري - الإمام الحادي عشر - توفي ولم يكن له ولد ، وقد نظروا في نسائه وجواريه عند موته فلم يجدوا واحدة منهن حاملاً أو ذات ولد ، راجع لذلك كتاب الغيبة للطوسي ص 74 ، الإرشاد للمفيد ص 354 ، أعلام الورى للفضل الطبرسي ص 385 ، المقالات والفرق للأشعري القمي ص 152 . وقد حقق الأخ الفاضل السيد أحمد الكاتب في مسألة نُؤاب الإمام الثاني عشر فأثبت أنهم قوم من الدَّجَلَة ادَّعُوا النيابة من أجل الاستحواذ على ما يُراد من أموال الخُمس ، وما يُلْقَى في المرقد ، أو عند السرداب من تبرعات . |
|
وَلْنَرَ ما يصنعُه الإمام الثاني عشر المعروف بالقائم أو المنتظر عند خروجه :
ا - يضع السيف في العرب : ( روى المجلسي أن المنتظر يسير في العرب بما في الجفر الأحمر وهو قَتْلُهم ) بحار الأنوار 52/318 . وروى أيضاً : ( ما بقي بيننا وبن العرب إلا الذبح ) بحار الأنوار 52/349 . وروى أيضاً : ( اتَّقِ العرب ، فإن لهم خبرُ سوءٍ ، أما إنه لم يخرج مع القائم منهم واحد ) بحار الانوار 52/333 . قلت : فإذا كان كثير من الشيعة هم من أصل عربي ، أيشهر القائم السيف عليهم ويذبحهم ؟؟ لا ... لا ... إن وراء هذه النصوص رجالاً لَعِبُوا دوراً خطيراً في بث هذه السموم ، لا تستغربن ما دام كسرى قد خلص من النار إذ روى المجلسي عن أمير المؤمنين : ( أن الله قد خلصه - أي كسرى - من النار ، وأن النار محرمة عليه ) البحار 41/4 . هل يعقل أن أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه يقول إن الله قد خَلَّصَ كسرى من النار ، وإن النار مُحَرَّمَةٌ عليه ؟؟ 2 - يهدم المسجد الحرام والمسجد النبوي . روى المجلسي : ( إن القائم يهدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه ، والمسجد النبوي إلى أساسه ) بحار الأنوار 52/338 ، الغيبة للطوسي 282 . وبين المجلسي : ( أن أول ما يبدأ به - القائم - يُخْرِجُ هذين - يعني أبا بكر وعمر - رَطْبَيْنِ غَضَّيْنِ ، ويذريهما في الريح ، ويكسر المسجَد ) البحار 52/386 . إن من المتعارَف عليه ، بل المُسَلَّمِ به عند جميع فقهائنا وعلمائنا أن الكعبة ليس لها أهمية ، وأَن كربلاء خير منها وأفضل ، فكربلاء حسب النصوص التي أوردها فقهاؤُنا هي أفضل بقاع الأرض وهي أرض الله المختارة المقدسة المباركة ، وهي حرم الله ورسوله ، وقبْلَةُ الإسلام وفي تربتها الشفاء ، ولا تدانيها أرض أو بقعة أخرى حتى الكعبة . وكان أستاذنا السيد محمد الحسين آل كاشف الغطاء يتمثل دائما بهذا البيت : ومن حديث كربلا والكعبه لكربلا بانَ عُلُوُّ الرُّتّبَه وقال آخر : هي الطفوفُ فَطُفْ سبعًا بمغناها فما لمكة معنًى مثـل معناها أرضٌ ولكنها السبعُ الشدادُ لـها دانتْ وطأطأَ أعلاها لأَدْناها ولنا أن نسأل : لماذا يكسر القائم المسجد ويهدمه ويرجعه إلى أساسه ؟ والجواب : لأن من سيبقى من المسلمين لا يتجاوزون عُشْرَ عددهم كما بَيَّنَ الطوسي : ( لا يكون هذا الأمر حتى يذهب تسعة أعشار الناس ) الغيبة ص 146 . بسبب إِعمالِ القائم سيفَه فيهم عموماً ، وفي المسلمين خصوصاً . 3 - يقيم حكم آل داود : وعقد الكليني باباً في أن الأئمة عليهم السلام إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم آل داود ، ولا يسألون البينة ، ثم روى عن أبي عبدالله قال : ( إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود وسليمان ، ولا يَسْأَلُ بَيِّنَةً ) . الأصول من الكافي 1/397 . وروى المجلسي : ( يقوم القائم بأمر جديد ، وكتاب جديد ، وقضاء جديد ) البحار 52/354 ، غيبة النعماني ص 154 . وقال أبو عبدالله عليه السلام : ( لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد ) البحار 2/135 ، الغيبة ص 176 . ونختم هذه الفقرة بهذه الرواية المروعة ، فقد روى المجلسي عن أبي عبدالله عليه السلام : ( لو يعلم الناس ما يصنعُ القائم إذا خرج لأَحَبُّ أكثرُهم أَلا يَرَوْهُ مما يقتل من الناس ... حتى يقول كثير من الناس : ليس هذا من آل محمد ، ولو كان من آل محمد لرحم ) . البحار 52/353 ، الغيبة ص 135 . واستوضحت السيد الصدر عن هذه الرواية فقال : ( إن القتل الحاصل بالناس أكثره مختص بالمسلمين ) ثم أهدى لي نسخة من كتابه ( تاريخ ما بعد الظهور ) حيث كان قد بين ذلك في كتابه المذكور ، وعلى النسخة الإهداء بخط يده . ولا بد لنا من التعليق على هذه الروايات فنقول : أ - لماذا يُعْمِلُ القائم سيفه في العرب ؟ ألم يكن رسول الله صلى الله عليه عربياً ؟ 2 - ألم يكن أمير المؤمنين وذريته الأطهار من العرب ؟ 3 - بل القائم الذي يُعْمِلُ سيفه في العرب كما يقولون أليس هو نفسه من ذرية أمير المؤمنين ؟ وبالتالي أَليس هو عربياً ؟! 4 - أليس في العرب الملايين ممن يُؤمن بالقائم وبخروجه ؟ 5 - فلماذا يخصص العرب بالقتل والذبح ؟ وكيف يُقال : لا يخرجُ مع القائم منهم واحد ؟ وكيف يمكن أن يهدم المسجد الحرام والمسجد النبوي ؟ مع أن المسجد الحرام هو قبلة المسلمين كما نص عليه القرآن ، وبين أنه أول بيت وُجد على وجه الأرض ، وكان رسول الله صلوات الله عليه قد صلى فيه وأيضاً أمير المؤمنين والأئمة من بعده وخصوصاً الإمام الصادق الذي مكث فيه مدة طويلة . لقد كان ظَنُّنَا أن القائم سيُعيد المسجد الحرام بعد هدمه إلى ما كان عليه زمن النبي صلى الله عليه وآله ، وقبل التوسعة ، ولكن تبين لي فيما بعد أن المراد من قوله ( يُرْجعُه إلى أساسه ) أي يهدمه ، ويُسَوِّيه بالأرض ، لأن قبلَة الصلاة ستتحول إلىَ الكوفة . روى الفيض الكاشاني : ( يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يَحْبُ أحداً من فضل ، مُصَلاكم بيتُ آدم وبيت نوح ، وبيت إدريس ومصلى إبراهيم ... ولا تذهب الأيام حتى يُنْصَبَ الحجر الأسود فيه ) الوافي 1/215 . إذاً نَقْلُ الحجر الأسود من مكة إلى الكوفة ، وجَعْلُ الكوفةِ مُصَلَّى بيت آدم ونوح وإدريس وإبراهيم دليل على اتخاذ الكوفة قبلة للصلاة بعد هدم المسجد الحرام ، إذ بعد هذا لا معنى لإرجاعه إلى ما كان عليه قبل التوسعة ، ولا تبقى له فائدة ، فلا بد له من الإزالة والهدم - حسبما ورد في الروايات - وتكون القبلة والحجر الأسود في الكوفة ، وقد علمنا فيما سبق أن الكعبة ليست بذات أهمية عند فقهائنا ، فلا بد إذن من هدمها . ونعود لنسأل مرة أخرى : ما هو الأمر الجديد الذي يقوم به القائم ؟ وما هو الكتاب الجديد والقضاء الجديد ؟ إن كان الأمر الذي يقوم به من صلب حكم آل محمد ، فليس هو إذن بجديد . وإن كان الكتاب من الكتب التي استأثر بها أمير المؤمنين حسبما تَدَّعِيه الروايات الواردة في كتبنا فليس هو بكتاب جديد . وإن كان القضاء من أقضية محمد وآله ، والكتاب من غير كتبهم والقضاء من غير أقضيتهم فهو فعلاً أمر جديد ، وكتاب جديد وقضاء جديد ، وكيف لا يكون جديداً والقائم سيحكم بحكم آل داودَ كما مر ؟ إنه أمر من حكم آل داود ، وكتاب من كتبهم ، وقضاء من قضاء شريعتهم ، ولهذا كان جديداً ، ولذلك ورد في الرواية : ( لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد ) كما مر بيانه . بقي أن تعلم أن ما يصنعه القائم حسبما جاء في الرواية المروعة ، فإنه سَيُثِخنُ في القتل بحيث يتمنى الناس ألا يروه لكثرة ما يقتل من الناس وبصورة بشعة لا رحمة فيها ولا شفقة ، حتى يقول كثير من الناس ليس هذا من آل محمد ، ولو كان من آل محمد لرحم !! وبدورنا نسأل : بمن سيفتك القائم ؟ ودماء من هذه التي سيجريها بهذه الصورة البشعة ؟ . إنها دماء المسلمين كما نصت عليه الروايات ، وكما بين السيد الصدر . إذن ظهور القائم سيكون نقمة على المسلمين لا رحمة لهم ، ولهم الحق إن قالوا إنه ليس من آل محمد ، نعم ، لأن آل محمد يرحمون ويشفقون على المسلمين ، أما القائم فإنه لا يرحم ، ولا يشفق ، فليس هو إذن من آل محمد ، ثم أليس هو - أي القائم - سيملأ الأرض عدلاً وقسْطاً بعد أن مُلئَتْ جوراً وظُلماً ؟ فأين العدل إذن إذا كان سيقتل تسعة أعشار الناس وخاصة المسلمين ؟ وهذا لم يفعله في تاريخ البشرية أحد ولا حتى الشيوعيون الذين كانوا حريصين على تطبيق نظريتهم على حساب الناس ، فتأمل !! لقد أسلفنا أن القائم لا حقيقة له ، وأنه غير موجود ، ولكنه إذا قام فسيحكم بحكم آل داود ، وسيقضي على العرب والمسلمين ويقتلهم قتلاً لا رحمة فيه ، ولا شفقة ، ويهدم المسجد الحرام ، ومسجد النبي صلى الله عليه وآله ، ويأخذ الحجر الأسود ، ويأتي بأمر جديد ، وكتاب جديد ، ويقضي بقضاء جديد ، فمن هو هذا القائم ؟ وما المقصود به ؟ إن الحقيقة التي تَوَصّلْتُ إليها بعد دراسة استغرقت سنوات طوالاً ومراجعة لأمهات المصادر هي أن القائم كناية عن قيام دولة إسرائيل أو هو المسيح الدجال لأن الحسن العسكري ليس له ولد كما أسلفنا وأثبتنا ، ولهذا روي عن أبي عبدالله عليه السلام - وهو بريء من ذلك - : ( ما لمن خالفنا في دولتنا نصيب ، إن الله قد أحل لنا دماءَهم عند قيام قائمنا ) البحار 52/376 . ولماذا حُكم آلِ داود ؟ أليس هذا إشارة إلى الأصول اليهودية لهذه الدعوة ؟ وقيام دولة إسرائيل لا بد أن يسودها حكم آل داود ، ودولة إسرائيل إذا قامت ، فإن من مُخَطَّطاتِها القضاء على العرب خصوصاً المسلمين ، والمسلمين عموماً كما هو مقرر في بروتوكولاتهم . تقضي عليهم قضاء مُبْرَماً وتقتلهم قتلاً لا رحمة فيه ولا شفقة . وحلم دولة إسرائيل هو هدم قِبلة المسلمين ، وتسويتها بالأرض ، ثم هدم المسجد النبوي ، والعودة إلى يثرب التي أُخرجوا منها ، وإذا قامت فستفرض أمْراً جديداً ، وتضع بدل القرآن كتاباً جديداً ، وتقضي بقضاء جديد ، ولا تسأل بينة ، لأن سؤال البينة من خصائص المسلمين ، ولهذا تسود الفوضى والظلم بسبب العنصرية اليهودية . ويحسن بنا أن ننبه إلى أن أصحابنا اختاروا لهم اثني عشر إماماً ، وهذا عمل مقصود ، فهذا العدد يمثل عدد أسباط بني إسرائيل ، ولم يكتفوا بذلك ، بل أطلقوا على أنفسهم تسمية ( الاثني عشرية ) تَيَمُّناً بهذا العدد ، وكرهوا جبريل عليه السلام والروح الأمين كما وصفه الله تعالى في القرآن الكريم ، وقالوا إنه خان الأمانة إذ يفترض أن ينزل على عليّ عليه السلام ، ولكنه حاد عنه فنزل إلى محمد صلى الله عليه وسلم فخان بذلك الأمانة ([19]) . ولهذا كرهوا جبريل ، وهذه هي صفة بني إسرائيل في كراهتهم له ، ولهذا رد الله عليهم بقوله الكريم : { قل مَن كان عدواً لجبريلَ فإنه نَزَّلَهُ على قَلبكَ بإذن اللهَ مُصَدَّقاً لمَا بين يَدَيْه وهُدًى وبُشْرَى للمؤمنين ، قل مَن كان عَدُوّاً لله وملائكته ورُسُلَهِ وجبريلَ ومَيكالَ فإن اللهَ عَدٌّو للكافرين } ( البقرة : 97 - 98 ) ، فوصف من عادَى جبريل بالكفر ، وأخبر أن مَن عاداه فإنه عدو لله تعالى . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ارحنا بها | نبض فجر جديد | المنتدى الإسلامي | 2 | 2008-07-25 5:17 PM |
ارجوا التفسير | يسرآ | ⚪️ منتدى الرؤى المفسرة لغيرالداعـمين،أو المفسرة في المنتدى ∞ | 1 | 2005-09-01 1:47 PM |