لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
مختارات ( في ظلال القرآن ) كل شيء بقدر
أرجو منك قراءة هذه الكلمات المشرقة بعناية شديدة وأحسب أنك ستجد مباشرة أنوار إيمان تنقدح في قلبك بوضوح.. - - -- - - - -- - - )إنا كل شيء خلقناه بقدر( كل شيء . . كل صغير وكل كبير . كل ناطق وكل صامت . كل متحرك وكل ساكن . كل ماض وكل حاضر . كل معلوم وكل مجهول .. كل شيء . . كل شيء خلقناه بقدر . . قدر يحدد حقيقته . ويحدد صفته . ويحدد مقداره . ويحدد زمانه .. ويحدد مكانه . ويحدد ارتباطه بسائر ما حوله من أشياء . وتأثيره في كيان هذا الوجود . وإن هذا النص القرآني القصير اليسير ليشير إلى : حقيقة ضخمة هائلة شاملة , مصداقها هذا الوجود كله . حقيقة يدركها القلب جملة وهو يواجه هذا الوجود , ويتجاوب معه , ويتلقى عنه , ويحس أنه خليقة متناسقة تناسقا دقيقا .. كل شيء فيه بقدر يحقق هذا التناسق المطلق الذي ينطبع ظله في القلب جملة وهو يواجه هذا الوجود . ثم يبلغ البحث والرؤية والتجربة من إدراك هذه الحقيقة القدر الذي تهيئه هذه الوسائل , ويطيقه العقل البشري , ويملك معرفته عن هذا الطريق .. . ووراء هذا القدر يبقى دائما ما هو أعظم وأكمل , تدركه الفطرة وينطبع فيها بتأثير الإيقاع الكوني المتناسق فيها , وهي ذاتها بعض هذا الكون المتناسق المخلوق كل شيء فيه بقدر . ولقد وصل العلم الحديث إلى أطراف من هذه الحقيقة , فيما يملك أن يدركه منها بوسائله المهيئة له . . وصل في إدراك التناسق بين أبعاد النجوم والكواكب وأحجامها وكتلها وجاذبيتها بعضها لبعض إلى حد أن يحدد العلماء مواقع كواكب لم يروها بعد ; لأن التناسق يقتضي وجودها في المواضع التي حددوها . فوجودها في هذه المواقع هو الذي يفسر ظواهر معينة في حركة الكواكب التي رصدوها . . ثم يتحقق هذا الذي فرضوه . ويدل تحقيقه على الدقة المتناهية في توزيع هذه الأجرام , في هذا الفضاء الهائل , بهذه النسب المقدرة , التي لا يتناولها خلل أو اضطراب ! ووصل في إدراك التناسق في وضع هذه الأرض التي نعيش عليها , لتكون صالحة لنوع الحياة التي قدر الله أن تكون فيها إلى حد أن افتراض أي اختلال في أية نسبة من نسبها يودي بهذه الحياة كلها , أو لا يسمح أصلا بقيامها . فحجم هذه الأرض , وكتلتها , وبعدها عن الشمس . وكتلة هذه الشمس , ودرجة حرارتها . وميل الأرض على محورها بهذا القدر , وسرعتها في دورتها حول نفسها وحول الشمس . وبعد القمر عن الأرض . وحجمه وكتلته وتوزيع الماء واليابس في هذه الأرض . . . إلى آلاف من هذه النسب المقدرة تقديرا , لو وقع الاختلال في أي منها لتبدل كل شيء ; ولكانت هي النهاية المقدرة لعمر هذه الحياة على هذه الأرض !! ووصل في إدراك التناسق بين عدد كبير من الضوابط التي تضبط الحياة ; وتنسق بين الأحياء والظروف المحيطة بها ; وبين بعضها وبعض .. إلى حد يعطي فكرة عن تلك الحقيقة العميقة الكبيرة = = = |
|
ووصل في إدراك التناسق بين عدد كبير من الضوابط
التي تضبط الحياة ; وتنسق بين الأحياء والظروف المحيطة بها ; وبين بعضها وبعض .. إلى حد يعطي فكرة عن تلك الحقيقة العميقة الكبيرة التي تشير إليها الآية . فالنسبة بين عوامل الحياة والبقاء وعوامل الموت والفناء في البيئة وفي طبيعة الأحياء محفوظة دائما بالقدر الذي يسمح بنشأة الحياة وبقائها وامتدادها . وفي الوقت ذاته يحد من انتشارها إلى الحد الذي لا تكفي الظروف المهيأة للأحياء , في وقت ما , لإعالتهم وإعاشتهم ! ولعله من المفيد أن نشير إشارة سريعة إلى شيء من هذا التوازن في علاقات بعض الأحياء ببعض . إذ كنا قد أشرنا بشيء من التفصيل في سور أخرى إلى التناسق في بناء الكون , وفي ظروف الأرض . . *** "إن الجوارح التي تتغذى بصغار الطيور قليلة العدد , لأنها قليلة البيض , قليلة التفريخ , فضلا على أنها لا تعيش إلا في مواطن خاصة محدودة . وهي في مقابل هذا طويلة الأعمار . ولو كانت مع عمرها الطويل , كثيرة الفراخ مستطيعة الحياة في كل موطن لقضت على صغار الطيور وأفنتها على كثرتها وكثرة تفريخها . أو قللت من أعدادها الكبيرة اللازمة بدورها لطعام هذه الجوارح وسواها من بني الإنسان , وللقيام بأدوارها الأخرى , ووظائفها الكثيرة في هذه الأرض ! بغاث الطير أكثرها فراخا *** وأم الصقر مقلات نزور وذلك للحكمة التي قدرها الله كما رأينا , كي تتعادل عوامل البقاء وعوامل الفناء بين الجوارح والبغاث ! والذبابة تبيض ملايين البويضات . ولكنها لا تعيش إلا أسبوعين . ولو كانت تعيش بضعة أعوام , تبيض فيها بهذه النسبة لغطى الذباب وجه الأرض بنتاجه ; ولغدت حياة كثير من الأجناس وأولها الإنسان - مستحيلة على وجه هذه الأرض . ولكن عجلة التوازن التي لا تختل , في يد القدرة التي تدبر هذا الكون , وازنت بين كثرة النسل وقصر العمر فكان هذا الذي نراه ! والميكروبات - وهي أكثر الأحياء عددا , وأسرعها تكاثرا , وأشدها فتكا .. هي كذلك أضعف الأحياء مقاومة وأقصرها عمرا . تموت بملايين الملايين من البرد , ومن الحر , ومن الضوء , ومن أحماض المعدات , ومن أمصال الدم , ومن عوامل أخرى كثيرة . ولا تتغلب إلا على عدد محدود من الحيوان والإنسان . ولو كانت قوية المقاومة أو طويلة العمر لدمرت الحياة والأحياء ! وكل حي من الأحياء مزود بسلاح يتقي به هجمات أعدائه ويغالب به خطر الفناء . وتختلف هذه الأسلحة وتتنوع . فكثرة العدد سلاح . وقوة البطش سلاح . وبينهما ألوان وأنواع . . الحيات الصغيرة مزودة بالسم أو بالسرعة للهرب من أعدائها . والثعابين الكبيرة مزودة بقوة العضل , ومن ثم يندر فيها السام ! والخنفساء - وهي قليلة الحيلة - مزودة بمادة كاوية ذات رائحة كريهة , تصبها على كل من يلمسها , وقاية من الأعداء ! والظباء مزودة بسرعة الجري والقفز , والأسود مزودة بقوة البأس والافتراس ! وهكذا كل حي من الأحياء الصغار والكبار على السواء . *** |
|
وكل حي مزود كذلك بالخصائص والوسائل التي يحصل بها على طعامه ,
والتي ينتفع معها بهذا اللون من الطعام . . الأنسان والحيوان والطير وأدنأ أنواع الأحياء سواء . . البويضة بعد تلقيحها بالحيوان المنوي تلصق بالرحم . وهي مزودة بخاصية أكالة , تمزق جدار الرحم حولها وتحوله إلى بركة من الدم المناسب لامتصاصها ونموها ! والحبل السري الذي يربط الجنين بأمه ليتغذى منها حتى يتم وضعه , روعي في تكوينه ما يحقق الغرض الذي تكون من أجله , دون إطالة قد تسبب تخمر الغذاء فيه , أو قصر قد يؤدي إلى اندفاع الغذاء اليه بما قد يؤذيه" . والثدي يفرز في نهاية الحمل وبدء الوضع سائلا أبيض مائلا إلى الاصفرار . ومن عجيب صنع الله أن هذا السائل عبارة عن : مواد كيماوية ذائبة تقي الطفل من عدوى الأمراض . وفي اليوم التالي للميلاد يبدأ اللبن في التكوين . ومن تدبير المدبر الأعظم أن يزداد مقدار اللبن الذي يفرزه الثدي يوما بعد يوم , حتى يصل إلى حوالي ليتر ونصف في اليوم بعد سنة , بينما لا تزيد كميته في الأيام الأولى على بضع أوقيات ولا يقف الإعجاز عند كمية اللبن التي تزيد على حسب زيادة الطفل ; بل إن تركيب اللبن كذلك تتغير مكوناته , وتتركز مواده , فهو يكاد يكون ماء به القليل من النشويات والسكريات في أول الأمر , ثم تتركز مكوناته فتزيد نسبته النشوية والسكرية والدهنية فترة بعد أخرى بل يوما بعد يوم بما يوافق أنسجة وأجهزة الطفل المستمر النمو. وتتبع الأجهزة المختلفة في تكوين الإنسان , ووظائفها , وطريقة عملها , ودور كل منها في المحافظة على حياته وصحته . . يكشف عن العجب العجاب في دقة التقدير وكمال التدبير . ويرينا يد الله وهي تدبر أمر كل فرد . بل كل عضو . بل كل خلية من خلاياه . وعين الله عليه تكلؤه وترعاه . *** ولن نستطيع هنا أن نفصل هذه العجائب فنكتفي بإشارة سريعة إلى التقدير الدقيق في جهاز واحد من هذه الأجهزة: جهاز الغدد الصم "تلك المعامل الكيماوية الصغيرة التي تمد الجسم بالتركيبات الكيماوية الضرورية , والتي يبلغ من قوتها أن جزءا من ألف بليون جزء منها تحدث آثارا خطيرة في جسم الإنسان . وهي مرتبة بحيث أن إفراز كل غدة يكمل إفراز الغدة الأخرى . وكل ما كان يعرف عن هذه الإفرازات أنها معقدة التركيب تعقيدا مدهشا وأن أي اختلال في إفرازها يسبب تلفا عاما في الجسم يبلغ حد الخطورة . إذا دام هذا الاختلال وقتا قصيرا . *** أما الحيوان فتختلف أجهزته باختلاف أنواعه وبيئاته وملابسات حياته . . زودت أفواه الآساد والنمور والذئاب والضباع , وكل الحيوانات الكاسرة التي تعيش في الفلاة , ولا غذاء لها إلا ما تفترسه من كائنات لا بد من مهاجمتها , والتغلب عليها , بأنياب قاطعة , وأسنان حادة , وأضراس صلبة ! ولما كانت في هجومها لا بد أن تستعمل عضلاتها , فلأرجلها عضلات قوية , سلحت بأظافر ومخالب حادة , وحوت معدتها الأحماض والأنزيمات الهاضمة للحوم والعظام . فأما الحيوانات المجترة المستأنسة التي تعيش على المراعي , فهي تختلف فيما زودت به . وقد صممت أجهزتها الهاضمة بما يتناسب مع البيئة , فأفواهها واسعة نسبيا ; وقد تجردت من الأنياب القوية والأضراس الصلبة . وبدلا منها توجد الأسنان التي تتميز بأنها قاصمة قاطعة ; فهي تأكل الحشائش والنباتات بسرعة , وتبتلعها كذلك دفعة واحدة حتى يمكنها أن تؤدي للإنسان ما خلقت لأجله من خدمات . وقد أوجدت العناية الخالقة لهذا الصنف أعجب أجهزة للهضم , فالطعام الذي تأكله ينزل إلى الكرش , وهو مخزن له , فإذا ما انتهى عمل الحيوان اليومي وجلس للراحة , يذهب الطعام إلى تجويف يسمى [ القلنسوة ] . ثم يرجع إلى الفم , فيمضغ ثانية مضغا جيدا , حيث يذهب إلى تجويف ثالث يسمى [ أم التلافيف ] , ثم إلى رابع يسمى [ الإنفحة ] وكل هذه العملية الطويلة أعدت لحماية الحيوان , إذ كثيرا ما يكون هدفا لهجوم حيوانات كاسرة في المراعي , فوجب عليه أن يحصل على غذائه بسرعة ويختفي . ويقول العلم إن عملية الاجترار ضرورية بل وحيوية إذ أن العشب من النباتات العسرة الهضم , لما يحتويه من السليلوز الذي يغلف جميع الخلايا النباتية , ولهضمه يحتاج الحيوان إلى وقت طويل جدا , فلو لم يكن مجترا وبمعدته مخزن خاص , لضاع وقت طويل في الرعي , يكاد يكون يوما بأكمله , دون أن يحصل الحيوان على كفايته من الغذاء , ولأجهد العضلات في عمليات التناول والمضغ . إنما سرعة الأكل , ثم تخزينه وإعادته بعد أن يصيب شيئا من التخمر , ليبدأ المضغ والطحن والبلع , تحقق كافة أغراض الحيوان من عمل وغذاء وحسن هضم . فسبحان المدبر . والطيور الجارحة كالبوم والحدأة ذات منقار مقوس حاد على شكل خطاف لتمزيق اللحوم . بينما للإوز والبط مناقير عريضة منبسطة مفلطحة كالمغرفة , توائم البحث عن الغذاء في الطين والماء . وعلى جانب المنقارزوائد صغيرة كالأسنان لتساعد على قطع الحشائش . أما الدجاج والحمام وباقي الطيور التي تلتقط الحب من الأرض فمناقيرها قصيرة مدببة لتؤدي هذا الغرض . بينما منقار البجعة مثلا طويل طولا ملحوظا , ويمتد من أسفله كيس يشبه الجراب ليكون كشبكة الصياد . إذ أن السمك هو غذاء البجعة الأساسي . ومنقار الهدهد وأبو قردان طويل مدبب , أعد بإتقان للبحث عن الحشرات والديدان , التي غالبا ما تكون تحت سطح الأرض . ويقول العلم: إنه يمكن للإنسان أن يعرف غذاء أي طير من النظرة العابرة إلى منقاره . أما باقي الجهاز الهضمي للطير فهو غريب عجيب . فلما لم يعط أسنانا فقد خلقت له حوصلة وقانصة تهضم الطعام . ويلتقط الطير مواد صلبة وحصى لتساعد القانصة على هضم الطعام *** |
|
ويطول بنا الاستعراض , ونخرج على منهج هذه الظلال ,
لو رحنا نتتبع الأنواع والأجناس الحية على هذا النحو , فنسرع الخطى إلى [ الإميبا ] وهي ذات الخلية الواحدة لنرى يد الله معها , وعينه عليها , وهو يقدر لها أمرها تقديرا . والإميبا كائن حي دقيق الحجم . يعيش في البرك والمستنقعات , أو على الأحجار الراسبة في القاع . ولا يرى بالعين إطلاقا . وهو يرى بالمجاهر , كتلة هلامية , يتغير شكلها بتغير الظروف والحاجات . فعندما تتحرك تدفع بأجزاء من جسمها تكون به زوائد تستعملها كالأقدام , للسير بها إلى المكان المرغوب . ولذا تسمى هذه الزوائد بالأقدام الكاذبة . وإذا وجدت غذاء لها أمسكت به بزائدة أو زائدتين , وتفرز عليه عصارة هاضمة , فتتغذى بالمفيد منها , أما الباقي فتطرده من جسمها ! وهي تتنفس من كل جسمها بأخذ الأكسوجين من الماء . . فتصور هذا الكائن الذي لا يرى إطلاقا بالعين , يعيش ويتحرك , ويتغذى ويتنفس , ويخرج فضلاته ! فإذا ما تم نموه انقسم إلى قسمين , ليكون كل قسم حيوانا جديدا . . *** وعجائب الحياة في النبات لا تقل في إثارة العجب والدهشة عن عجائبها في الإنسان والحيوان والطير والتقدير فيها لا يقل ظهورا وبروزا عنه في تلك الأحياء . (وخلق كل شيء فقدره تقديرا) . . على أن الأمر أعظم من هذا كله وأشمل في التقدير والتدبير . إن حركة هذا الكون كله بأحداثها ووقائعها وتياراتها مقدرة مدبرة صغيرها وكبيرها . *** كل حركة في التاريخ ككل انفعال في نفس فرد , ككل نفس يخرج من صدر ! إن هذا النفس مقدر في وقته , مقدر في مكانه , مقدر في ظروفه كلها , مرتبط بنظام الوجود وحركة الكون , محسوب حسابه في التناسق الكوني , كالأحداث العظام الضخام ! وهذا العود البري النابت وحده هناك في الصحراء . . إنه هو الآخر قائم هناك بقدر . وهو يؤدي وظيفة ترتبط بالوجود كله منذ كان ! وهذه النملة الساربة وهذه الهباءة الطائرة ، وهذه الخلية السابحة في الماء . كالأفلاك والأجرام الهائلة سواء ! تقدير في الزمان , وتقدير في المكان , وتقدير في المقدار , وتقدير في الصورة . وتناسق مطلق بين جميع الملابسات والأحوال . *** من ذا الذي يذكر مثلا أن زواج يعقوب من امرأة أخرى هي أم يوسف وبنيامين أخيه , لم يكن حادثا شخصيا فرديا . . إنما كان قدرا مقدورا ليحقد إخوة يوسف من غير أمه عليه , فيأخذوه فيلقوه في الجب - ولا يقتلوه - لتلتقطه السيارة . لتبيعه . في مصر . لينشأ في قصر العزيز . لتراوده امرأة العزيز عن نفسه . ليستعلي على الإغراء . ليلقى في السجن . . لماذا ?... ليتلاقى في السجن مع خادمي الملك . ليفسر لهما الرؤيا . . لماذا ?... إلى تلك اللحظة لا يوجد جواب ، ويقف ناس من الناس يسألون : لماذا ? لماذا يا رب يتعذب يوسف ? لماذا يا رب يتعذب يعقوب ? لماذا يفقد هذا النبي بصره من الحزن ? ولماذا يسام يوسف الطيب الزكي كل هذا الألم , المنوع الأشكال ? لماذا ? . ولأول مرة تجيء أول إجابة بعد أكثر من ربع قرن في العذاب , لأن القدر يعده ليتولى أمر مصر وشعبها والشعوب المجاورة في سني القحط السبعة ! ثم ماذا ? ثم ليستقدم أبويه وإخوته . ليكون من نسلهم شعب بني إسرائيل . ليضطهدهم فرعون . لينشأ من بينهم موسى - وما صاحب حياته من : تقدير وتدبير - لتنشأ من وراء ذلك كله قضايا وأحداث وتيارات يعيش العالم فيها اليوم بكليته ! وتؤثر في مجرى حياة العالم جميعه !! *** ومن ذا الذي يذكر مثلا أن زواج إبراهيم جد يعقوب من هاجر المصرية لم يكن حادثا شخصيا فرديا . إنما كان وما سبقه في حياة إبراهيم من أحداث أدت إلى مغادرته موطنه في العراق ومروره بمصر , ليأخذ منها هاجر , لتلد له إسماعيل . ليسكن إسماعيل وأمه عند البيت المحرم . لينشأ محمد [ صلى الله عليه وسلم ] من نسل إبراهيم - عليه السلام - في هذه الجزيرة . أصلح مكان على وجه الأرض لرسالة الإسلام . . ليكون من ذلك كله ذلك الحدث الأكبر في تاريخ البشرية العام ! إنه قدر الله وراء طرف الخيط البعيد . لكل حادث . ولكل نشأة . ولكل مصير . ووراء كل نقطة , وكل خطوة , وكل تبديل أو تغيير . إنه قدر الله النافذ , الشامل , الدقيق , العميق . وأحيانا يرى البشر طرف الخيط القريب ولا يرون طرفه البعيد . وأحيانا يتطاول الزمن بين المبدأ والمصير في عمرهم القصير , فتخفى عليهم حكمة التدبير . فيستعجلون ويقترحون وقد يسخطون . أو يتطاولون ! والله يعلمهم في هذا القرآن : أن كل شيء بقدر ليسلموا الأمر لصاحب الأمر , وتطمئن قلوبهم وتستريح ويسيروا مع قدر الله في توافق وفي تناسق , وفي أنس بصحبة القدر في خطوه المطمئن الثابت الوثيق . . *** ومع التقدير والتدبير , القدرة التي تفعل أعظم الأحداث بأيسر الإشارات: ( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر). . فهي إشارة واحدة . أو كلمة واحدة يتم بها كل أمر: الجليل والصغير سواء . وليس هنالك جليل ولا صغير . إنما ذلك تقدير البشر للأشياء . وليس هنالك زمن ولا ما يعادل لمح البصر . إنما هو تشبيه لتقريب الأمر إلى حس البشر . فالزمن إن هو إلا تصور بشري ناشيء من دورة أرضهم الصغيرة , ولا وجود له في حساب الله المطلق من هذه التصورات المحدودة . واحدة تنشئ هذا الوجود الهائل . وواحدة تبدل فيه وتغير . وواحدة تذهب به كما يشاء الله . وواحدة تحيي كل حي . وواحدة تذهب به هنا وهناك . وواحدة ترده إلى الموت ، وواحدة تبعثه في صورة من الصور . وواحدة تبعث الخلائق جميعا . وواحدة تجمعهم ليوم الحشر والحساب . - - -- كتبها بو عبدالرحمن |
|
ماشاء الله مقالة جميلة مفيدة جدا
جزا الله كاتبها وناقلها بارك الله فيك أختي يمامة __________________________________________________ _______________ |
|
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كنوز الإعجاز العلمي في القرآن الكريم : كتيب رائع مع الصور | fateh | رياض القرآن | 9 | 2009-03-25 4:56 PM |
مختارات ( في ظلال القرآن ) المنة برسول الله صلى الله عليه وسلم | يمامة الوادي | المنتدى الإسلامي | 5 | 2008-12-29 7:51 AM |
مختارات ( في ظلال القرآن ) .. الذين قالوا ربنا الله | يمامة الوادي | رياض القرآن | 6 | 2008-12-25 11:01 AM |
موقع رائع لتفسير وحفظ القرآن | أنين الحروف | المنتدى الإسلامي | 11 | 2008-11-23 8:42 PM |
بحث رائع: الأسماء الحسنى تشهد على صدق القرآن | يمامة الوادي | رياض القرآن | 6 | 2007-09-21 8:57 AM |