[محمد السعيدالنوي]

ا

الطريــــــــــــــــــــــــــــــــــق الأسود!!.. و اعتبروا يا أولي الأبصار
تنبيه!: لكل من يعاني من أحد الأمراض التالية :
القلب.. الضغط.. السكر.. القرحة المعدية.. القلون العصبي..الأعصاب.. آلام الرأس....
أدعو الله له بالشفاء و أنصحه بعدم قراءة هذه القصة !!.
الجزء الثاني
بســــــم الله الرّحمن الرّحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
واصلنا طريقنا .. كنا جدّ فرحين ...
فرحين بنجاتنا ... متفائلين بما تبقّى من رحلتنا..
و لم نكن ندر.. أن الآتي .. ما أخفاه عنا القدر..هو أشد و أمرّ!!.

في هذه الأثناء , كانت السيارة تنهب الطريق أمامها نهبا, باتجاه الشمال!!..
و قد تجاوزت سرعتها 140 كلم /سا !!.

يفصلنا عن المدينة الثالثة مسافة تقارب 400 كلم !!.
و كان يجب عليّ أن أقطعها قبل غروب الشمس!!.
تسمىّ هذه المنطقة عند العابرين للصّحراء , بالثلث الخالي!!!.
...لا ترى فيها بيتا و لا زرعا .. و لا حتى محطة بنزين!!.
سوى رمالا و كثبانا صفراء ... تمتد إلى اللاّنهاية!!.
تتخللها جبالا و صخورا سوداء ..و شظايا..
من أحجار البازلت و القرانيت ..و قد تناثرت على حافتي الطريق !!.
و التي نتجت عن انفجار لبراكين.. كانت تنشط هنا منذ آلاف السنين!!!.


..و يلفت نظرك و أنت تسير على الطريق الأسود و تقطع أرضا خالية :
آثارا لعجلات احترقت !!.
و أشلاء لإطارات انفجرت!!.
و هياكل لسيارات و شاحنات و حافلات تفحّمت !!!.

و آخر حادثة وقعت .. احتراق حافلة بركابها !!
نجت منها بأعجوبة أستاذة اللغة الإنجليزية .. و روت لي القصة المؤلمة!!.

كل هذا لا يخيفني......

ما يخيفني .. هو وجود عصابات لقطّاع الطرق!!.
يستولون على أموال الناس و ممتلكاتهم !!.
بل و يعتدون أحيانا حتى على أعراضهم!!!!.
و يظهرون بعد حلول الظلام !!!.
و هو السبب الذي جعلني أقرّر أن أقطع هذه المنطقة بإذن الله قبل غروب الشمس!!.

.......................بعد ساعتين من السير .................
خيم الصّمت داخل سيارتي و ظهر التعب على عائلتي, فأخلدت لنوم عميق..
و بقيت لوحدي .. ماسكا عجلة القيادة.. مركزا على ما في الطريق!!.

فجأة لاحظت هبوط مؤشر البنزين بشكل لا يليق !!!.
و أحسست بأن السيارة بدأت حركتها في التباطؤ!!!.
فبدأ الخوف يدبّ في قلبي!!!.

[امل سلاله عبدالعزيز]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

[محمد السعيدالنوي]

قلبي ... الذي عودني أنه لا يخاف إلا من الله ثم من الذين لا يخافون الله!!!.

فكلّما ضغطت على دواسة السرعة , حصلت على حركة أقل من المعتاد!!!.
و كأن شيئا ما يعيق تقدمي؟!!!.
و راح أغلب ظني إلى العطب الذي أصلحته.. قد يكون البنزين عاد يتسرب من جديد..
فتوقفت تماما عن السير .. و أفاقت زوجتي من نومها...تطلب مني التفسير!! :
كيف تغامر بنا و تتوقف في مثل هذا المكان الخطير ؟!!!.
قلت لها و قد تنفست الصعداء: يبدو أن البنزين قد عاد يتسرب من الثقب الصغير.

و كانت المفاجأة , عندما نظرت أسفل السيارة:
كل شيء عادي ... و لا يوجد أي تغيير!!!.
أدركت حينها أن الأمر يتعلق بالاتجاه المعاكس للرّياح.. و قد لاحظت أمواجا
من الرّمال قد بدأت تتحرك من الشمال الشرقي !!!..
باتجاه الجنوب الغربي معترضة طريقي !!!.

و هذا هو الخطأ الثالث الذي ارتكبته في رحلتي هذه:
عدم و ضعي في الحسبان, اتجاه الرياح!!.
نصيحتي لكل من يعبر صحراء الجزائر: أن يترقب النشرات الجوية
و أن يعرف اتجاه الرياح ليستنتج من خلالها حركة الرّمــــــال!!
و ذلك قبل موعد الخروج على الأقل بــ 3 أيام!!...

واصلت طريقي الأسود !! ..توكلت على الله.. و إلى الأمام ..
و أخفيت الأمر عن زوجتي و الأطفال نيام!!.
وتبيّن لي من خلال مؤشر السرعة , و مقارنة بالظروف العادية أن سيارتي تستهلك
كمية إضافية من الوقود!!.%20
ممّا يعني أنني سأتوقف نهائيا قبل أن أصل إلى المدينة بحوالي 70 كلم!!.

كنت أنظر مرة إلى الطريق و مرة إلى الشمس و هي تقترب من المغيب !!.
أراقب مؤشر الوقود .. أدعوا الله المعين .. اللهم أسكن الريح يا قوي يا مجيب.
و ها هي الشمس قد بسطت أشعتها على سطح الأرض ...
و هي تودعني و تختفي خلف الأفق البعيد !!.
و كأنها تقول لي : لا تخف..محمد.. قد تركت معك.. الواحد الأحد الذي لا يغيب.
و بدأت سيارتي في استهلاك الاحتياطي من البنزين !!
و تلونت الكثبان و الرّمال .. بلون الشفق الأحمر !!
و خيم السكون المخيف .. على الصحراء الساكنة.. المخيفة من قبل !!
و تحوّل قلبي في هذه اللحظات.. إلى كرة من دم !!!.
و أحسست بآلام.. بدأت تمزق أمعائي !!!.
و أنا أنظر في المرآة إلى أبنائي!!.
و البراءة مرتسمة على وجوههم.
و أدعوا الله ربي أن يحميني و يحميهم.
بل كنت مستعدا أن أقتل ألف مرة أو أن أقطّع إربا إربا!! ..
مقابل أن لا يمسّ أحد عائلتي بسوء!!!.

و دعوت ربي ...
اللهم إن كان لا بد من التوقف .. فأوصلني ربي إلى كوخ العجوز !!.

و هو كوخ تجده قبل أن تصل المدينة بــ60 كلم, لعجوز تقدم خدمات للمسافرين
مقابل حصولها على لقمة عيش!!.
و استجاب ربي لدعائي ... و هو أرحم الرّاحمين.

يتبع

[امل سلاله عبدالعزيز]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

[محمد السعيدالنوي]

تجاوزنا خط الرياح و تخطينا أمواج الرّمال بسلام.
و دخلنا في منطقة هادئة.. شاسعة.. شساعة المحيط !!.

كان مؤشر البنزين قد توقف عند نقطة الصفر !!.
و بقي دعائي .. لم يتوقف ....
اللّهم بلغنا .. كوخ العجوز !!.
اللّهم أحفظنا.. لا تتركنا لمن لا يخافك .. و ينتهك ما لا يجوز !!.

سبحان مغير الأحوال..كنت قبل قليل أحلم بشاطئ البحر ..
و الآن أدعوه و أترجاه أن أفوز بوصولي لكوخ في قلب صحراء قاحلة!!.
يا للمفارقات العجيبة !!...في دنيا ..دروسها أعجب !!!.

... كانت السيارة تطوي الطريق أمام عيني طيّا !!...
حتى اقتربت من الكوخ ..فجأة توقف المحرك !!!..
فنقلت الحركة بسرعة للنقطة الميتة " point mort
وبقيت السيارة تسير تحت تأثير ثقلها...لم تعد هناك قطرة من الوقود!!!.
حتى توقفت تماما ..عندما صرت مقابلا للكوخ !!.

اللهم لك الحمد و الشكر .. اللهم لك الحمد و الشكر..
و صليت ركعتين شكرا لله.

" رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي و على والدي و أن أعمل
صالحا ترضاه و أصلح لي في ذريتي إني تبت إليك و إني من المسلمين"

صارحت عندئذ أبنائي و زوجتي بالحقيقة و سلمنا أمرنا لله رب العالمين..
صلينا صلاتنا .. تناولنا عشاءنا .. و جلسنا مطمئنين ..
و لم نكن ندري أن ما أخفاه عنا القدر.. كان أقسى و أمر !!!.
- يتبع-

[محمد السعيدالنوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امل سلاله عبدالعزيز شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

و فيك بارك .. لك مني أطيب تحية

أشكرك على اهتمامك البالغ بمتابعة حيثيات القصة

[أمال الدمشيقه العجوز الصع]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

["الخنساء"]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أسلوب شيّق يشد القارئ إلى متابعة أحداث القصة،

.....................................في انتظار التتمة....................................

أسلوبك في السرد يذكرني بكتاب " الطريق إلى مكة" لمراد هوفمان، يتحدث فيه عن الإسلام وأحوال المسلمين من خلال تجاربه الشخصية والعملية. لو تعمل من خلال ما تطرحه هنا على مشروع كتاب للنشر، سيكون بلا شك عملا قيّما يصل إلى ملايين القراء بإذن الله. لأن السرد نابع من الواقع ويحمل من العبر الكثير.

[محمد السعيدالنوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثفوشت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسلوب شيّق يشد القارئ إلى متابعة أحداث القصة، .....................................في انتظار التتمة.................................... أسلوبك في السرد يذكرني بكتاب " الطريق إلى مكة" لمراد هوفمان، يتحدث فيه عن الإسلام وأحوال المسلمين من خلال تجاربه الشخصية والعملية. لو تعمل من خلال ما تطرحه هنا على مشروع كتاب للنشر، سيكون بلا شك عملا قيّما يصل إلى ملايين القراء بإذن الله. لأن السرد نابع من الواقع ويحمل من العبر الكثير.

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
اعجابك بأسلوبي ناتج عن ثقتك في ما أكتب
أسعى أن أكون عند حسن ظن قرائي بي.
بخصوص المشروع المقترح : سأبدأ التكيرفيه .
شكرا أختي الكريمة على الفكرة

[خالدسعيبب النوي]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .