[طلوع الفجر]

بسم الله الرحمن الرحيم


قال تعالى:"المَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا" سورة الكهف الأيه 46

" الهاكم التكاثر* حتي زرتم المقابر" سورة التكاثر الأيات2



لهتنا الدنيا بجمالها
وغرتنا بمال وبنين
يكونوا في الحياه زينه
ينسونا الصلاه والدين
ونستنا..
بإن القبر منتظر
يضم الجسم والبنيان
وان الصاحب المخلص
معانا فيه هو الأعمال
إما بالنور سيهدينا
إما الظلمه والعصيان
نلاقي القبر ضاق فينا
لأننا حيينا حياة الضلال
ولما نسئل عن رسول جائنا بالحق
نتمتم نتمتم نسينا نسينا
ودين عشنا لكي نرعاه
نتم نتم نسينا نسينا
نلاقي النار تنادي
بعلو الصوت تنادي
زيدوني من العصاة زيدوني
زيدوني بمن عاش في الدنيا ونساني
هل اقتربتم يوماً من الموت؟؟
هل كنتم قاب قوسين أو أدني منه؟؟
هل احياكم الله بعدها لتحكوا عن تجربتكم المؤلمه؟؟
هل تشعرون بذلك الخدر في أصابع أقدامكم؟؟....وتلك الرعشه التي لها رهبة غريبه وهي تجتاح الجسد؟؟.......هل هي بداية خروج الروح؟؟.....ليتها لاتكون...
الآن يسري الأمر في القدمين.....ذات التنميل وذات الخدر والرعشه......أنه ينتشر في الجسد ذرة بعد ذره
صوت ينادي: انه خروج الروح......قاوم أنها لم تبلغ الحلقوم بعد......لازال يمكنك المقاومه

وتقاوم ولكن لا مفر......أن الأمر يستمر.....ويزداد انتشاراً.....الآن أنت تشعر بضغط ضلوعك علي رئتيك.....وعلي قلبك....كأنها آلاف الخناجر الحاده تخترقها....ذات الألم وكنه اقوي كثيراً......
ويعود الصوت: قاوم.......لازال بإمكانك ان تقاوم.......
فتقاوم.......ولكنك تجاهد لأستنشاق بعض الهواء........ولا تستطيع......
إنها تلك الخناجر التي تمنع الهواء من التدفق إلى الرئتين......وكأن رئتيك قد امتصت الصلب منها وتسلحت به ضدك......
هل تري كل هولاء بالمعاطف البيضاء من حولك....احدهم يؤكد ان نبضك واهن..ضعيف....بطئ.......واخر يؤكد انهم لا يستطيعون انقاذك....ولكنهم لازالو يحقنونك بتلك المواد الغريبه ولكنك لا تشعر بوخز تلك الإبر في ذراعيك.....لازالوا يحاولون انعاش قلبك.....
ويدوي الصوت: وما الذي يعلمه الأطباء...؟؟ أنت فقط يمكنك أن تسمع دوي دقات قلبك كالرعد........أنت فقط يمكنك ان تجزم أن نبضاتك تجري مسرعه كأنها مجموعة خيول بريه تركض في مضمار للسباق......أنت فقط يمكنك ان تؤكد هذا......اما هم فلا يشعرون مثلك.......أنت فقط من يشعر الآن.....وأنت فقط من يجب عليه أن يقاوم.......إنها لم تبلغ للحلقوم بعد..........
وتقاوم.........ولكنها مع مقاومتك المميته لمنعها........تكمل رحلتها لتبلغ الحلقوم...
ويكمل الصوت: هي لم تخرج بعد.....لازال بإمكانك المقاومه......وهنا فقط......تبدأ تلك الصور في التتابع داخل ذاكرتك......وتتلاشي سريعاً......لتحتل الذاكره صوره فقط.........تسألك..هل أديت فروضك كما يجب...؟؟
هل أنت مستعد للذهاب بعد...؟؟
هل قمت بما كان مطلوباً منك.......؟؟
وتجيب.....ربما ..لأ اذكر!!!
هل نطقت الشهادتين بعد......؟؟
إلا انك لا تذكر حقاً.......لقد ترددت الشهاده في ذهنك......ولكنك لا تذكر ان نطقتها بلسانك بعد ام لا.....؟؟
ولكن ما جدوي السؤال.....حتي لو رغبت في نطقها الآن....فقد فات الوقت...
تلك الحشرجه المزعجه التي تخرج بدلاً عن صوتك كلما حاولت النطق.....وذلك الإختناق القاتل.....وذلك الشلل الكلي الذي أصابك.....ولكنك تريد أن تقاوم.....

هنا فقط ينطلق الصوت مرددا ضحكة ساخره مدويه.......أنت فقط من يسمعها....ويقول: يا احمق.....لا يد لك في الأمر........إن جاءها الأمر بالخروج....فإنها ستخرج مهما قاومتها......اليوم لا تجديك المقاومه شيئاً...اليوم لا يجديك الندم نفعاً.......إن امرها الله ان تخرج.....خرجت مطيعة...وإن لم يأمرها...فستبقي ربما لتدعوك للعذاب في يوم آخر.......
ثم يبدأ الصوت في التلاشي تاركاً صداً مخيفاً يردد....يوماً آخر......
ومن كل قلبك تتمني أن تخرج الآن لكي تتجنب هذا اليوم الأخر...وهذا العذاب من جديد

ولكن يمكنك أن تسمع بوضوح صوت الأطباء وهم يهنؤن أنفسهم بالنجاح لأنهم لم يفقدوك بعد......وتسمع احدهم يردد: كدنا نفقده في اللحظات الاخيره......
الم تكن تعرف أن ما مررت به كأنه دهر لم يكن إلا لحظات....؟؟

لحظات تدعي سكرات الموت........