[بشرى الفرح]

ها انا ذا اعود من جديد لأقف امام المرآة ..... غريب فعلا الاثر الذي تتركه بعض الكلمات في داخلنا ....... وغريب هو مزيج المشاعر التي تنتابنا عند الوقوف امام المرايا .... مزيج من المشاعر يتولد عنه مزيج من الكلمات والسبب هو هذه المرآة ! .... المرآة التي غالباً ما نختصرها في معنى معلب ضيق فتصبح ذلك الاختراع الذي اخترعه شخص ما ربما بدافع غير الذي نفكر به نحن ولسبب غير الذي نستعملها له ... ذلك الزجاج المطلي من الخلف بتلك الطبقة الفضية لتخفي انعدام لونه ... تماماً كما تخفي المرآة حقائق بعضنا لتظهر مجرد صورة زائفة لاءناس مزيفين ... اذاً فهناك خدعة في الامر منذ البداية .. مجرد زجاج وان غلفته تلك الطبقة الرقيقة ... زجاج قابل للكسر لن يصمد طويلاً ان هوت يد الحقيقة عليه في لحظة صدق مع النفس ..... نعم فلنحطمها فنتائجها مشكوك فيها .... وقد تخدعنا عندما ترينا بريقاً زائفاً لصورة ليست هي الحقيقة .... فهي في الاصل مبينية على خدعة ... لو ازلنا تلك الطبقة الفضية البراقة هل يبقى من المرأة شئ ... ولو ازال البعض تلك الطبقة البراقة التي تحيط بهم من الخارج هل سيجدون ما يصلح للنظر اليه !

وقفت امام مرآتي ... لم افكر في شئ للحظات ... فجأة اضاءت المرآة ولمع بريق بألوان قوس المطر ... و نور كشعاع شمس في يوم ربيعي يحمل دفءً و املاً في الحياة والمستقبل ..... بريق صدق وبراءة بعيدة عن الزيف ... من قال ان المرايا تكذب ؟ ابتعدت عن المرآة لافسح المجال للصدق والبراءة وبقيت واقفة استمتع بصدق المرايا في لحظة نادرة تشع فرحاً..... وجه ملائكي وعينان خضراوان وابتسامة مشرقة ..... جاء ليرى اثر الحلوى على شفتيه ولسانه ........ فلنتبتعد عن المرايا طالما لم ترينا حقيقتنا عندما نحتاج ان نراها ... ولنتركها لاءطفالنا لعلنا نرى الصدق والحقيقة التي نبحث عنها فيها.... ولنفتش لنا عن مرايا من نوع اخر ......... ربما يكون هناك حل اخر ... فلنتعلم درساً من طفل يقف امام مرآة ... هل يقف ليضع هذا ويرفع ذاك او يقص تلك الاطراف او ليرسم خطاً فوق ذلك الجفن .... بالتأكيد لا ... فهذه مهمة الاخرين لاءنهم هم من سيراه ... فيترك لهم مهمة تغيير الحقائق بما يتناسب مع اذواقهم ... ولكنه وحده يعرف المهمة الحقيقية للمرآة .... اذكر منذ سنوات عندما كانت ابنة عمي في الرابعة من عمرها ... جرحت اصبعها فأفزعتها نقطة الدم الصغيرة وهرعت الى المرآة لتراها :)

لكم مني اجمل تحية ولا تنسوا زيارة مرآتنا للبوح بما ترونه فيها :)