لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رحلة عمر (قصة)
منال المغربي ارتدت جلبابها بعجَل وخرجت مسرعةً، والشَّوْق يَحْدُوها للوصول إلى المستشفى التي دأَبت على التردد إليها طوال الشهور المنصرمة. امتزجت في مُقلتيْها دموع الحزن والفرَح معًا وهي تقبِّل وجه ابنتها حامدةً الله - تعالى - على سلامتها، ثمَّ حملت المولودة الصغيرة التي ترفل بأثواب زَهرية اللون بين يديها بتؤدة، وانطلق صوتها مهنِّئًا: مبارك لكما، أسال الله - تعالى - أن يُقرَّ أعينكما بها وأن يُنبتها نباتًا حسنًا، وأن يستعملها فيما يُرضيه، ما شاء الله، تبارك الله أحسن الخالقين. ثم التفتت إلى صهرها معاتِبة: لماذا لم تتَّصل بي لتُخبرني أنها تعاني من آلام الوضع؟! كنتُ رافقتكما إلى المستشفى. نظرات مشفقة وجَّهتها الابنة إلى وجه والدتها المنهَك من التعب، ثمَّ بصوتِ حنون قالت: كان الوقت متأخرًا جدًّا، فلم نُرد إيقاظك وإزعاجك. وبشَوْق سألت الابنة: أين أبي؟ ردَّت الأم رغْم انشغالها بمداعبة حفيدتها الصغيرة: سيأتي بعد قليل. أصواتُ الزوجين السعيدين التي امتزجت أخذَتْ تروي للجَدَّة تفاصيل تلك الليلة الطويلة المرهِقة، وكانت كلماتهما ترسمان المشهد بدقَّة وكأنَّها كاميرا رقمية، الصورة الأولى نقلها الصهر العتيد: كانت لحظات مؤثِّرة جدًّا، وأنا أرى الصغيرة تُجاهد نفسها للخروج من رحم والدتها. ثم توالت الصور: الصهر: لقد دوَّت صرختها عاليًا بُعَيْد استنشاقها نسيم الحياة. الابنة: لن أنسى أبدًا حينما حملتُها بين ذراعيَّ لأوَّل مرَّة، وكأنها تعرف أني والدتها! الصهر: حرصتُ - كما وصَّانا نبينا الكريم - على التكبير في أُذُنها اليمنى. الابنة: لو رأيتِ يا أمِّي حينما غَسَّلَت الممرضاتُ جسدَها الصغير البضَّ النابض بالحياة. وتوقَّف سَيْل الصور حينما أطلَّ رأس الجَدِّ من وراء الباب قاطعًا عليهما حديثهما: على رِسْلكما أنتما الاثنان، أين الصغيرة؟ لقد سبقتني جدَّتها إليها، أليس كذلك؟ صرخ الجدُّ ضاحكًا، وسارع إلى حمل المولودة الصغيرة بين يديه يُشبعها شمًّا وضَمًّا وتقبيلاً، وتنقَّلت الصغيرة كالفراشة بين الأيدي، وأخيرًا حطَّت رحالها في السرير الصغير. أيام مرَّت والعائلة مشغولة باستقبال وفود المهنِّئين والمهنِّئات، السعادة التي غمرت قلب الجدَّة بقدوم حفيدتها لم تُنسها ذكرى أختها - رفيقة دربها - التي توفيت من أسابيعَ قليلة، بل إنَّ هذه المناسبة السعيدة فتحت جرحًا نزف صورًا مختزنة في الذاكرة. ذكرى مرض شقيقتها العُضال، وزياراتها المتكرِّرة لها في المستشفى نفسه التي وَضعت فيها ابنتُها مولودتَها الصغيرة، جثمانها المسجَّى داخل برَّاد الموتى، القُبُلات الحارَّة التي طبعتها على جبينها البارد، جسدها المُلقى على طاولة الغسْل بلا حراك، الأكفان البيضاء التي حوَت جسدها كلَّه، الأيدي التي تسابقت إلى حملها ووضعها داخل التابوت. وتوقَّف شريط الذكريات عند هذه الصورة الأخيرة، فأغمضت الجدَّة عينيها تاركة لمخيَّلتها العنان في استكمال المَشاهد التي لم تَحضُرها: نَعْشُ شقيقتها المحمول على أكتاف الرجال متوجِّهين بها إلى المسجد حيث صلَّى عليها الناس صلاة الجنازة، وبعدها إلى المقبرة حيث وُوريت في الثرى، التراب الذي انهال عليها معلنًا رجوعها إلى رحِم الأرض. فتحت الجَدَّة عينيها وأجالت بنظرها في أرجاء غرفة المولودة الجديدة المليئة بالهدايا والثياب والألعاب مبشِّرة بعمرٍ قادم، فارتسم في عينيها طَيْف غرفة أختها التي دلَفت إليها بعد دفنها مباشرة؛ سريرها الفارغ، ثيابها المعلَّقة في الخزانة، أموالها التي لم تُمسَّ، صور ومتعلِّقات وممتلكات خاصَّة بها خلفتها وراءها فأصبحت مجرَّد أشياء تفيض ذكريات، وتروي حكايات، وتحكي قصصًا عن عزيزة رحلت ولن تعود. يدٌ حانية ربتت على كتفها، التفتت فإذا به زوجها، نظرت إليه وهي تكابد الدموع التي تجمَّعت في عينيها، همس بأذنها قائلاً: أشعر بكِ، أسأل الله - تعالى - أن يغفر لها ويرحمها، وأن يُكرم نُزُلها، وأسأله - تعالى - أن يُعْظِم أجركِ فيها. وأجهشت الجدَّة بالبكاء لا من التعزية ولكن حينما سمعت التهنئة بالمولودة الجديدة: بورك لكم في الموهوبة، وشكرتم الواهب، ورُزقتم بِرَّها، وبلغتْ أَشُدَّها. لم تستطع التعبير عمَّا كان يجول في خاطرها من مشاعر؛ فالحَدثان قد يبدوان متناقضين للوهلة الأولى، ولكنهما للمعتبِر المتَّعِظ حدثٌ واحد يُكمل أحدهما الآخر، فلقد بدأت رحلة العمر بولادة الحفيدة وانتهت بوفاة الأخت. ورحلة العمر بين الولادة والوفاة - وإن تراكمت السنون - قصيرة. قُبلة حارَّة طبعتها الجدَّة على جبين المولودة، ثم وقفت تتأمَّلها وشفتاها تهمسان ببيتي شعر كانت قد حفظتهما قديمًا: وَلَدَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ آدَمَ بَاكِيًا وَالنَّاسُ حَوْلَكَ يَضْحَكُونَ سُرُورَا فَاعْمِدْ إِلَى عَمَلٍ تَكُونُ إِذَا بَكَوْا فِي يَوْمِ مَوْتِكَ ضَاحِكًا مَسْرُورَا
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
!!!!!رحمة الحيوان غلبت رحمة الإنسان!!!!! سبحان الله(مقطع مؤثر) | ملك الريشة | منتدى الصوتيات والمرئيات | 22 | 2016-05-01 11:01 PM |
تجليات رحمة الله لعباده في رحمة الأم برضيعها | يمامة الوادي | المنتدى العام | 10 | 2016-03-20 10:12 AM |
انتقل الى رحمة الله مؤسس موقع المنطقة الشرقية أخونا عبدالله محمد رحمة الله عليه | الكثيري احبو | المنتدى العام | 11 | 2008-06-30 8:00 PM |
انتقل الى رحمة الله مؤسس موقع المنطقة الشرقية أخونا عبدالله محمد رحمة الله عليه | الكثيري احبو | المنتدى الإسلامي | 1 | 2008-06-30 7:39 PM |
أم بلا رحمة | يمامة الوادي | منتدى القصة | 4 | 2007-03-04 7:23 PM |