[يمامة الوادي]

الخيـــــــــــــــــــــارات




إخواني وأخواتي الشباب..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

أحياناً ننظر إلى الأشياء من حولنا فنراها تسير بخطى سهلة واستراتيجيات واضحة.
كما أننا نلحظ مشاريع ناجحة ومبادرات موفقة، ونمعن بعض النظر فيها فنجد أنها تمضي
في مسارات بسيطة، وبقرارات جريئة!

ثم نبدأ بعد هذا النظر والتأمل بأداء بعض المشاريع وتحويل بعض الأفكار إلى واقع!

وأكبر المشكلة أن الإنسان حينما يبادر بتطبيق هذه الأفكار المطبوخة في الذهن المتشكلة
في خلايا الذاكرة نجد الرهق الشديد والهم الكبير وربما الإحباط الذي يلازم صاحب هذه الأفكار!

أي أننا باختصار نظن أن هذه الأفكار العملية التي نشاهدها من حولنا وقد بلغت الذروة في
النجاح يمكن أن نطبقها بحدود تفكيرنا ونظرنا دون معرفة أسرار نجاحها!

وإذا أردنا أن نمثل بشكل أعمق وبتحليل أدق عن واقع هؤلاء الذين كثرت ضحاياهم بسبب
هذه العجلة في التفكير، فدوننا هذه الشواهد:

• يفكر أحدهم بتأليف كتاب مثلاً فتجده بعد تأليف كتاب أو كتابين، يقرر فتح دار نشر نتيجة
المشكلات التي واجها من الدار أو بعض الدور التي تعامل معها. في حين نسي أن فتح دار
جديدة تعني التمويل الكبير على الإدارة والمتابعة والتوزيع، وربما سرق الوقت منه ما سرق
على حساب إتقان العمل وإخراج المادة بأجود صورة!

• وتجد آخر مثلاً يريد أن يقدم برنامجاً تلفزيونياً فتجده بعد المعاناة مع قناة أو قناتين أو شركة
أو شركتين يفكر أن يكون منتجاً منفذاً فيقرر إنشاء مؤسسة إنتاج حتى يريح حاله، وينسى
أن هذه الشركة أو المؤسسة بحاجه إلى تمويل ومعدات وموظفين محترفين و... .

• ويقرر ثالث بعد أن وجد أن مقالاته المكتوبة لم تنل حظها من النشر والعناية فيبادر بفتح
موقع جماهيري عسى أن يكون على درجة كبيرة من التفاعل، وينسى أن التفاعل بحاجة
إلى فريق متخصص وصاحب مهارة في فن الاتصال!

وهكذا إخواني وأخواتي تتجدد الصور ...!

فلو أن الأخ الأول بحث عن دار نشر ممتازة ولو كانت النتيجة في المآل بعض المشكلات لكان
أفضل مما قام به، فلربما قامت هذه الدار بنشر كتابه على مستوى أكبر وبكلفة أقل مع
حصوله على شيء مما كان يرجو!

ولو أن الأخ الآخر اتفق ابتداءً مع محطة تلفزيونية جيدة المستوى وفرّغ جهده وطاقته وماله
لبرنامجه، واتفق مع شركة إنتاج مقتدرة لاختصر الوقت ووزعه على تجويد عمله وإنجاحه.

وكذلك لو أن الأخ الثالث تفاعل في موقع أو منتدى تفاعلي جماهيري، وثبَّت له اسماً قوياً
لكان لصدى كلماته العمق الأكبر.

إننا بحاجة إخواني وأخواتي أن ندرس الخيارات المتاحة في مسيرة حياتنا بشكل أدق.
كما أننا بحاجة إلى أن نخاطب المتخصصين والخبراء والناجحين أو المبادرين قبلنا في
المشاريع التي نود الخوض فيها للاستشارة والاستنارة.

وستكون حاجتنا ماسة إلى من يعلمنا سياسة النظر في الخيارات، بل واكتشاف الخيارات
التي قد تكون غائبة عنا.

ولربما كانت الخيارات التي تعلَّمناها ولو ممن هو أصغر منا ولكنه ذو تجربة هي البداية
والنهاية لحلم نطمح إليه!

ونستطيع أن نخلص إلى قاعدة مفادها:
من أحسن في دراسة الخيارات فرح بجمال النهايات.



على العمري