[المتأمل]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين .
احبتي في الله السلام عليكم ورحمة الله ...

اتعلمون مالذي دفعني لكتابة هذا الموضوع انها اية عظيمة في كتاب الله جل في علاه. آية تهز كيان كل من تأملها ثم كر التأمل، والله الذي لاآله الاهو انها آية عظيمة تخبرك بكرم وسعة رحمة الله التي وسعت كل شيء.

احبتي قال الله تعالى :
(قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم) سورة الزمر .

من منا لايخطئ، من منا لا يذنب، من منا لا يقع في المعاصي، كثرة ذنوبنا وأثقلت ظهورنا، نسب هذا، ونقذف هذا، ونضرب هذا، ونجاهر ونفتخر بالمعاصي، وطالما فرطنا في جنب الله تعالى.
يقول العلماء هذه أرجأ آية في كتاب الله ! كيف لا ؟ وهي قد أشرعت أبواب الأمل في وجوه البائسين وضمنت خط العودة للتائهين. لاإله إلا الله ، ماأرحم الله بعباده وماأحنه عليهم ,وماأوسع رحمته.

(قل ياعبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله ) تأمل كيف يخاطب الله عباده برقة وتودد وانظر كيف يوجه ندا شامل الى عباده جميعهم كافة فلم يقل يامجرم او يامخطىء او ياعاصي سبحانك ماأعظمك . ان الله يخاطب كل عاصي ومخطىء الى من كثرة ذنوبهم بل الى من اسرفوا فيها . اتعلمون مامعنى اسرفوا اي من تجاوزوا الحد في فعل الذنوب العضام. ان الله يخاطبهم ويقول لهم لا تقنطوا من رحمة الله اي لا تجزعوا تخيل بان انسان ( ولله الامثل الأعلى ) اكرمك واعطاك مليون ريال وبيت وسيارة ثم تقابل ذلك بان تسيء له ياترى ماذا سيفعل بك اولا ستخسره ثم سيقوم بسحب كل ماعطاك اياه بل اكثر من ذلك وقد لا يغفر لك فمابالك بمن يغفر لك ذلك ولا يبالي بل يزيدك من عطائه ويكرمك افضل الكرم اما تأملت يابن ادم هذا (إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) احبتي اخبروني بالله عن هذا الكرم العظيم بل الاعظم من ذلك انه يبدل جميع الذنوب الى حسنات ولكن متى عندما نتوب ونعود الى الله ونبكي على مافعلناه ونستغفره انه هو التواب الغفور هنيئاً لك يامذنب ياعاصي بتوبة الله عليك إذا أقبلت عليه .

جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم ( لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده بخطامها ، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك! أخطأ من شدة الفرح) .
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة من السبي تسعى إذ وجدت صبياً في السبي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟) قلنا: لا والله. فقال: ( الله أرحم بعباده من هذه بولدها) متفق عليه.

احبتي عودوا الى الله وتوبوا قبل ان يأتي احدكم الموت ثم تسحب منه جميع الصلاحيات عندها لن ينفعه توبة و لا ندم . احبتي كم مات لنا قريب او حبيب او صديق بالله عليكم اسألكم اين ذهبوا نحن جميعا نعلم اين سافر المسافر ونعلم متى يعود وكذلك نعلم اين ذهب المعتمر والحاج ونعلم متى يعود ولكن متى سيعود الذين رحلوا عن هذه الدنيا والله اننا لانعلم كيف رحلوا وماذا فعلوا اسأل الله الرحمن الرحيم ان يرحمنا برحمته العظيمة وان يهدينا الى طريق الحق ويغفر لنا جميعا .