[ندى الورد]

من هو سلمان
كان سلمان رجلاً من اهل اصبهان من قرية يقال لها جي وكان مجوسياً من عبدت النار حتى انه كان قاطنها الذي يوقدها فلا تخبو ، وفي يوم ارسله والده لضيعة له وهو في الطريق مر بكنيسة لنصارى فاعجب بصلاتهم وقال في نفسه ان هذا خير من دينه فسألهم عن اصل دينهم فقالوا الشام وعندما عاد لوالده ذكر له ذلك فحاوره ثم جعل الحديد في قدميه وحبسه .
فارسل إلى النصارى يخبرهم بانه دخل دينهم وانه اذا قدم عليهم ركب من الشام يخبرونه ليرحل معهم وقد فعلوا فحطم الاغلال وفر معهم إلى الشام وهناك رافق الأسقف صاحب الكنيسة وكان هذا الاسقف رجل سوء في دينه حيث كان يكنز الصدقات لنفسه ... ثم مات
وجاءوا بآخر مكانه فكان خيراً من ذاك فحبه سلمان حباً جماً فلما حضرته الوفاة قال له سلمان إلى من توصي بي فقال : أي بني ما اعرف احدا من الناس على مثل ما انا عليه إلا رجلاً بالموصل ...
فذهب إلى الموصل وعندما حضرت الوفاة لرجل سأله سلمان فدله على عابد في نصيبين فذهب اليه واقام عنده ما شاء الله ان يقيم فلما حضرت الرجل الوفاة سأله سلمان كعادته فامره ان يلحق برجل في عموريه فذهب اليه واشترى من معاشه بقرات وغنيمات فلما حظرته الوفاة ساله سلمان إلى من توصي بي فقال له : يا بني لانعرف احداً على مثل ما كنا عليه ولكنه قد اظلك زمان نبي يبعث بدين ابراهيم حنيفاً يهاجر إلى ارض ذات نخل بين حرتين فان استطعت ان تخلص اليه فافعل .
وان له آيات لا تخفى فانه لا يأكل الصدقة ... ويقبل الهدية ...وإن بين كتفيه خاتم النبوة اذا رأيته عرفته . وجرت الايام وسلمان في شوق وحنين حتى انه في احد الايام
مر به ركب فسالهم عن بلادهم فقالوا انهم من جزيرة العرب فاعطاهم بقراته وغنماته على ان يحملونه معهم فحملوه حتى وصلوا إلى وادي القرى وهناك غدروا به وباعوه لاحد اليهود فرأى نخل كثير وبدأ يحلم انه وصل إلى مراده لكنه اخطأ
اقام سلمان عند ذلك الرجل حتى قدم اليهم يهودي من بني قريظة فاشتراه ثم ذهب به إلى المدينة فرأى سلمان البلد التي وصفت له فايقن انه اقترب من فوهة الحقيقة واقام هناك يعمل في النخل وفي ذات يوم وهو في رأس احد النخلات وسيده جالس تحتها اقبل رجلاً من اليهود قائلاً : قاتل الله بني قيلة انهم ليتقاصفون على رجل بقباء قادم من مكة يزعمون انه نبي فما اكمل كلمته تلك حتى كاد سلمان يسقط من النخلة فنزل يسأل ما اذا تقول ؟ ما الخبر ؟
فلكزه سيده بيده لكزة قوية وقال له مالك ولهذا اقبل على عملك وهو لايدري انها اللحظة التي طال انتظارها عند سلمان فلما اتى المساء جمع حبيبنا سلمان ما عنده وتوجه إلى الرسول واصحابه فدخل عليهم وقال لهم : ان معي طعاما نذرته لصدقه وانتم اهل غربة وحاجة ووضع الطعام فقال الرسول : كلوا بسم الله ولم يأكل فعرف سلمان العلامة الاولى وفي اليوم الثاني ذهب سلمان بطعام إلى الرسول وقال له : اني رايتك لا تأكل الصدقة وعندي شئ احب ان اكرمك به هدية فقال الرسول لاصحابه كلوا بسم الله واكل فقال سلمان : هذه الثانيه ثم عاد إلى الرسول مرة ثانية في البقيع وهو يتبع جنازة فسلم عليه وعدل ينظر لظهره فعرف الرسول مراده فالقى بالرداء عن كاهله فاذا العلامة بين كتفيه فا كب سلمان يقبله ويبكي .
بطل قصتنا هو الصحابي الجليل سلمان الفارسي فاي انسان كان واي عزيمة واصرار انتهجها ، واي اسلام كان لرجل بمثل همته وصدقه
لقبه علي بـ ( لقمان الحكيم )
نسبه : وقف الانصار يوم الخندق يقولون : سلمان منا وقال المهاجرون : بل سلمان منا فنادى الرسول قائلاً : سلمان منا آل البيت .
الحديث يطول عن حبيبنا سلمان فهو من أروع الشخصيات التاريخيه ولكن لانملك إلا ان نقول اللهم انا نسألك ان تجمعنا بمحمد وصحبه في جنات الخلد .