[يمامة الوادي]

ليس من الصعب أن تعيش على رصيف الحياة .
ذاك أسهل خيار يمكنك الوثوق بنتائجه في مسابقة الحياة !
تعيش لنفسك ،
لجسدك ،
لمتعتك ،
لذتك ،
خصوصياتك ،
شؤونك ،
كل ما يهمك فقط
تجلس القرفصاء أمام مرآة لا ترى فيها من هذا العالم الفسيح إلا نفسك
تتكور على ذاتك
تتمحور في محيطها الإهليليجي
تعبدها
لا تؤمن إلا بها
تطوف حولها
تقبل أركانها
تنصب بينك وبين العوالم المحيطة بك بوابةً سوداء
مصنوعة من فولاذ صلد
لا يصدأ ،
لا يهترئ
وفي تلك البوابة كوة صغيرة بداخلها عين سحرية
تستطلع من خلالها من الطارق
فإن رأيت مقتحم عالمك الهادئ حد السكون
سيكون عضوا في أقمارك الدائرة في خدمتك فتحت بابك وذراعيك
وإن كان تابعا لكوكب آخر لم تعبأ حتى بالرد عليه
العالم يدور مبتعدا عنك في اتجاه مغاير
أما أنت فلا تعرف الدوران إلا في اتجاهك
نفسك تتعفن من الداخل
تتفسخ من الخارج
الكل يرثي حالك
وأنت في احتفال دائم بجثتك المتعفنة
كم أشفق عليك في عزلتك
كم أعزيك في سجنك
أنت محبوس في دهاليز (أناك) المتورمة حد الانفجار
أنت غريب عن محيطك
عضو مشلول في جسد أمتك
قلب ميت في صدرها
يد شلاء في عطائها
طاقة مسكوبة على رمالها
رقم غير مقروء في رصيدها
أنت عبء على عالمك !!
عار على إنسانيتك !!
أنت ضار بالبيئة ..
أنت أشد خطرا على طبقة الأوزون الاجتماعية
لأنك تأخذ بلا مقابل ..
تستهلك جهد غيرك بلا فائدة
أنت ثقب أسود في مجرة التأريخ
وقاع أجرد يبتلع الماء بلا فائدة في خرائط الجغرافيا
كم أهدرت بسببك من جهود
أخرج من قوقعتك المظلمة
لا كثر الله أمثالك !!!

جرح امه