[الدكتور فهد بن سعود العصيمي]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد............................

من خلال استضافتي لنخبة رائعة، سواء من متخصصي تقنية الحمل بواسطة الأنابيب، أو من خلال استضافتي لجراحي العظام، ممن يعالجون إصابات الشلل النصفي السفلي، خرجت بفوائد عظيمة شهدت بها هذه النخبة من أولي العلم.

وقد كانت شهاداتهم التي خرجت بها منهم، ومن خلال المعاينة والمتابعة منهم، للمرضى أو للراغبين في العلاج من العقم مثلا، ما للرؤى المبشرة من أثر عظيم على نفسيات المرضى ومن ثم رفع معنوياتهم وعزمهم على العلاج، سواء أولئك الباحثين عن أمل بالسير والمشي واستعادة السيطرة على القدرة بتحريك أطرافهم السفلية، أو لأولئك الباحثين عن حلم الأبوة، وتلك الباحثات عن حلم الأمومة، وكم تكابد هذه الفئات وتبحث وتستمر في البحث عن خيط من أمل يضيء درب حياتهم الموغل في الظلمة وفي التشاؤم، وقد يكون هذا الخيط من الأمل أوهى من بيت العنكبوت..... ومع ذلك تجد أحيانا من يستهزئ ويقطع ويمزق هذا الخيط وبكل قسوة ويسخر بمن يحاول نسج بيته منه!!!بطرحه السيء أو تشخيصه الخاطئ المتعجل.

تحدث كثير من هؤلاء العلماء المختصين على ما للرؤى المبشرة والمفرحة، من قوة دافعة للمريض على التصميم على العلاج رغم ما فيه من تعب ومكابدة، وإرهاق جسمي ومعنوي، أو مافيه من تكاليف مالية أيضا قد تكون باهظة.

لقد شهدت وسمعت ورأيت في أماكن لقاءاتي بأولئك الأطباء، كثيرا من الحالات التي كانت تعد ضمن الحالات الميئوس منها، وكانوا يخبرون الأطباء أحيانا بما يرونه من رؤى مفرحة، وكان هؤلاء الأطباء بما آتاهم الله من علم وتصور علمي صحيح، على ما للرؤى من دلالة وصدق، وأنها من علم الغيب الذي استأثر الله بها، فكانوا لا يسخرون من هؤلاء المرضى والمريضات، بل يقولون لهم لعل هذا يتحقق، فأقبلوا على العلاج واستمروا ببرنامجه ولا تقطعوه، فكانت الرؤى دافعا ومحفزا لهم على الاستمرار والمواصلة، وهذا بشهادة هؤلاء الأطباء الرائعون.

لقد خرجت من رحلتي مع هذا العلم بالكثير مما وثق بحمد الله، فقابلت كثيرا من الأطباء والطبيبات، وقابلت كثيرا من المرضى، وكثيرا ممن وفقهم الله بالحمل والإنجاب ورزقوا الذرية بعد أن قيل لهم بأن نسبة الحمل لديكم مستحيلة ومعدومة، أو ممن قيل لهم بأنكم لن تقدروا على تحريك أقدامكم أو أيديكم، ولكن الله رزقهم وأعطاهم وتفضل عليهم، والله يعطي من يشاء بغير حساب.