[يمامة الوادي]

مشاعر وأحاسيس ..





عندما تكون المعاناة اكبر من وصف الكلمات .. تتبعثر الحروف ويسود الصمت ..

مشاعر مؤلمة تصيب دواخلك بالإحباط وخاصة عندما تأتي من أحب الناس إليك أو أقربهم وأعزهم مكانة ..

وخاصة عندما تكون قد أذبت نفسك فيهم فكنت ( أنت هم – وهم أنت ) حتى أصبحوا سندك وظهرك في الدنيا .. وكنت منهم ولهم ..

قد يجد الإنسان منّا أنواع من الإحباط والشعور بالأسف والأسى من بعض الأصدقاء التي لابد من اعتبارهم كذلك لطبيعة منظومة الحياة في حالة حدوث أمر ما منهم .. او خابت ظنونك فيهم .. ولكن على النفس يمر الأمر فى لحظات وسلام ..

ولكن عندما يخيب ظنك وعشمك في من ملّكتهم قلبك وحياتك ومشاعرك ودنياك .. فهنا الأمر يختلف فالدنيا وقتها سوف تظهر لك بمنظر حالك السواد في عز الظهيرة.. وتطيش الأفكار .. ويسقط في يدك الأمر ..

أحيانا من كثرة الشعور بالامتنان لشخص ما .. او رفقة حياتك .. وتُسلم أحاسيسك وتجعلها مشاعة لهم وتشعر بالاندماج التام ثم تأتي الأمور عكس ما أحسست وعكس ما سلمت به من مشاعر نقية وخالصة وعذبة من أعماق فؤادك ..

فهنا قد تصل إلي ان تكره الدنيا وما عليها .. ويستوي عندك مبدأ الحياة والممات - فأنت وقتها ( حيٌ ميت – وميتٌ حي ) .

وأراجع نفسي لعلي أجد تحليلا يخفف عني ما وجدته من فلان أو فلان وخاصة لم أجد مأخذ شرعيا وكنت أعامل الله فيهم وهو المهم .. او غير شرعي يجعلني استحق ذلك فأقول :

· هل تسرعت في صهر نفسي ومشاعري لهم ؟

· هل كان عطاء مشاعري وأحاسيسي في مقادير الاندماج الحياتي غير طبيعي او مبالغ فيه وتجاوزت الحد ؟

· هل كانت توقعاتي لمدى العلاقة في غير محلها ؟

· هل كان هناك حدود لتلك المشاعر لابد أن أقف عندها ولا أتجاوزها .

· هل كانت طبيعتي العفوية والتلقائية سببا في ذلك ؟

هل وهل وهل .؟

أقول :

يفوت على الواحد منّا من غلبة المحبة وطيـــبة القلب .. إن الإنسان هو الإنسان مخلوق " تحكمه موازين أصيلة للتعامل مع غيره وطبائع فطرية فى دواخله " .

هذه الموازين مع ثبات نهجها الا إنها تتأثر بعدة أمور .. منها البيئة – وتغليب العاطفة – وغلبة الهوى – وغياب الحكمة – وغياب الإنصاف ..

فيختل الميزان ما بين مكثر ومقل من اثر هذه التأثيرات .. فتغيب الحكمة .. وتخونهم العاطفة ..

وتفاجأ أن الصواب انقلب إلي خطأ .. والبعض يُصيّر الحلالَ حراما .. وتتبدل المفاهيم والإسقاطات على غير أصولها الطبيعية ..

فوقتها تجد أن فلان ليس هو فلان .. وأن ما افترضته لم يكن في المقدار المناسب من توقع المردود المقابل من العشم والأنصاف .. فينتابك الأسى والإحباط وتضيق عليك الدنيا بما رحبت ..

اغلب الناس يتجه تفكيره إلي معالجة النتيجة في مسألة ما حدثت لهم.. وينسون أو يتناسون بتلك التأثيرات ألتي ذكرت معالجة سبب النتيجة .. فتجده يدور في حلقة مفرغة ولم يصل إلي علاج الأمر .

ومن الحكمة فى حل المسائل أن يربط الإنسان " النتيجة بالسبب " ويحاول أن يعالج السبب فينتهي اثر النتيجة تلقائيا .

والطامة الكبرى عندما تحاكم النتيجة ويـُبرأ السبب !!

ولابد لنا من اجل تهوين المسألة على النفس أن نتذكر دائما في كل أمورنا المشابهة ان ذلك من الابتلاء المكتوب في اللوح المحفوظ وقد رفعت الأقلام وجفت الصحف .

ولا ننسى إن الأيام كفيلة بذهاب الآلام وتبقى الذكرى الطيبة ..

وقد يأتي يوم ينصفك فيه من تسبب في جرح مشاعرك وينطوي الجرح في عالم النسيان ..

وتمضي الايااااااااااااااااااااااااااااااام والحمد لله .



{ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }القصص83



كتبه / أبو عبد الرحمن الطيب