[محسنةالقحطاني.]

في العزلة 00البعد عن مواطن الرياء وهومن محبطات الاعمال فإن من جلس وحده لايجد من يرائي له أما من خالط الناس فإن نفسه تدعوه إلى التصنيع وإظهار الفضيلة فإن الانسان من طبيعته إظهار الحسن من نفسه وستر السيء0 والمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور0 فمع الخلطة تجد العبد يزين ألفاظه فإن كان صاحب علم أحب التصدر في الغالب واستأثر با لمجلس وأحب أن يستنار بفهمه وأنينوه بعلمه وأن كان ذا عبادة أظهر الزهد في الدنيا وتمتم با التسبيح وتوجع وتفجع عند سماع أخبار العصاة وربما لم يكن بتلك المنزلة من التقوى 00 وفي العزلة 00 السلامة من الكذب فإن النفس أمارة با لسوء وحب التزيد في الحديث عادة وجلب الانتباه بغرائب الحكيات وعجائب المنقولات محبب إلى النفوس فلا يزال الشيطان يؤر العبد حتى يلمح القصة ويجني الحديث ويذيل الخبر وهذا كذب والعياذ با الله 0 وفي العزلة 00 الأ مان من التهديد والوعيد الذي ينقله الغاوون فإنهم يحبون الأ راجيف وينشطون للشائعات ويرتاحون لبث الأخبار المخيفة من قتل وحبس وحروب ودمار وجوع وتخطيط لكارثة
وتدبير لحادثة حتى يبقى قلب السامع في مزعجات وتعيش نفسه في خيالات ولوكان وحده لرضي بموعد الله من الكفاية وتفويض الأ مر إليه والتوكل عليه والقرب منه 0 وفي العزلة 00 السلامة من صلف المتكبرين وإعراض المتجبرين وزهو الختالين ‘ فإن من الناس يستهين بمن خالطه أو صادقه بغلظته وفظاظاته وزهوه وعتوه وكبره وفخره وخيلائه ودعاويه فإن سكت له أذلك وإن عارضته عاداك وجافاك وقلاك فإياك إياك0 وفي العزتة 00 النجاة من عيون الحاسدين وأبصار الكائدين فإن في حدق العيون رصاص يقتل ‘ وسهام تجرح ‘ وقذائف تدمر ‘ فلله كم من نعمة سلبت بعين نظرت وكم من موهبة أهدرت بلحظة عين ارسلت والسلامة لا يعدلها شيء ومن تعرض للعيون رشقته ومزقته فكم من حاسد ملأ قلبه الطمع وخيم على روحه الجشع يفتك بنظراته ويقتل بلحظاته 0وفي العزلة 00 تذكر الذنوب والتفكر في العيوب والاشتغال بنقص النفس عن نقص الناس فإن من اعتزل ظهرت له أ خطاؤه لأ نه لا يرى أ خطاء الاخرين وبدت له عيوبه لأ نه شغل بها عن عيوب العالمين
فتجده بين ندم على ما فات يستفرغ دموع عيونه واهات قلبه وبين عمار لوقته في الطاعة وتدبير لمستقبله واستعداد لرحيله وتهيؤ لانتقاله 0 وفي العزلة 00 إسقاط الحقوق عن النفس والواجبات عن الشخص فإن الناس لا يعذرون لأ نك إن زرت فلانا وتركت علانا عتب عليك ونفر منك ولكن لو عودت الجميع ترك فضول الزيارة ألا في الوجبات الشرعية عذرك الجميع وعفوأ عنك 000
من كتاب 00هكذا حدثنا الزمان 00 د0 عائض القرني 00