[يمامة الوادي]

ملكة جمال لكن محجبة



كنت أتأمل الطبيعة من حولي فرأيت سنبلتين. الأولى شامخة الهامة ومرتفعة تتحرك كلما هبت عليها نسمة تتمايل وكأنها فرحة والثانية ثقيلة الحركة منحنية على نفسها في حياء شديد. جذبني منظرهما فرحت أدقق في تأملي ،رأيت الأولى فارغة من الحَبّ والثانية مليئة به. ذهب فكري بعيدًا متأملة هذا المنظر بكل أبعاده. كانت الأولى ترمز إلى كل امرأة تطرب لجمالها فتتمايل مع تمايل الموضة تارة شرقًا مع العباءات البراقة وتارة غربًا مع البنطال والبلوزة الضيقين. تحسب أنها في أشد حالات الفرح إذ الكل ينظر إليها مبتهجًا وكأنها ملكة الحضور أينما كانت حازت على الإهتمام كله ولكنه البريق الخادع!






أما الثانية فهي امرأة انحنت بكل تواضع لربها واستكانت فلبست حجابها وعملت عمّا يؤتي أُكله كل حين عند ربها. هي متحجبة لكن بفطرتها تحب الجمال. ترغب بالأناقة ونفسها تتوق للإهتمام ممن حولها فهل لها أن تحقق التوازن بين هاتين الكفتين؟! تطل علينا الموضة العالمية عامة والشرقية خاصة كل يوم بصرعة جديدة غالبها أصبح بنظر الكثيرين مجرد “تقليعة” غريبة لجذب الإهتمام فقط لا إحياءً لروح الجمال التي فُطر عليها الإنسان. وتجري النساء جريًا أكثر من الرجال خلفها فتتمايل كتلك السنبلة مع كل جديد. تنجرف مع التيار بسرعة لفراغها من جمال روحها فتحاول أن تحقق قوة أخرى بديلة هي في مظهرها وتعمل على مضاعفته بالشد والشطف وألوان المكياج والمونيكير والبدوكير وأمور ما أخرج الله بها من سلطان.

ولإثبات فراغ هذه السنابل المتمايلة حتى من قيم الجمال، فإننا أصبحنا نرى لقب “ملكة الجمال” يتلبس فتيات هن بمقاييس الجمال “عاديات” إلا أن نزاع الحياء منهن منحهن هذا اللقب بكل بريقه الخادع. فإن صُنع التكنولوجيا الحديثة لمظهرهن ليس كصنع الله الذي أتقن كل شيء خلقه. إن المرأة المسلمة تتحرك لرياح الموضة ولنسائم الجمال لكن بحركة ثقيلة لأنها توافق حكم الزينة التي شرعها الله لها، تركز في كل ما يسمو بها ومع ذلك تحافظ على فطرتها. تعلمي فقه الجمال والذوق لتكوني ملكة جمال محجبة وفق مقاييس الشرع والعرف. فإن تنسيقك لألوان لباسك، محافظتك على نضارة بشرتك ونظافتها، محافظتك على نظافة جسمك وصحتك، محافظتك على وزنك ورشاقتك …والأهم محافظتك على روحك الجميلة وتزينك بالخلق الطيب سيجعلك دومًا “ملكة الجمال” أينما حللت وارتحلت.


اوراق الورد