[يمامة الوادي]

حوار قصير وفوائد جليلة


السلام عليكم ورحمة الله

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أسأل الله أن ينير زوايا قلبك

حتى يتوهج بالنور ، فلا يلتفت إلى غير الله سبحانه..
أرجو أن تكثر لي من هذا الدعاء وأمثاله ..

اسأل الله أن تجد صدى هذه الدعوات واضحا في قلبك وحياتك

اللهم آمين ..وأصدقك القول أني أجد بركة دعوتك في كل مرة أحاورك فيها .

الحمد لله رب العالمين ، هذا من فضل الله عليّ وعليك ..

الحمد لله ، ليت كل من نلقاهم ونجلس إليهم على مثل هذا ..

طيب .. دعني أوصيك بوصية هامة في الدعاء ..

أوصيك أن (( تلح )) على الله بالدعاء ..

فإن الله يحب أن يلح عليه العبد بما يريد ..

كرر .. وأعد .. ولا تمل ولا تكل ...

إن شاء الله تعالى .. في كل مرة كلماتك تشجعني وتدفعني ..

بارك الله فيك .. يكفيك أن تتذكر أمر ...

وستجد نفسك ( تعشق الإلحاح ) .. بشكل غير عادي ..
ما هو هذا الأمر ؟

هذا الأمر هو .....

أن تعلم ، وأن تذكر نفسك دائما ...... أن الله جل في علاه

يحب أن تلح .... نعم يحب أن تلح عليه ..

ومن ثم فهو يحبك ، لماذا ؟ لأنك تفعل ما يحبه !
يااااه .. رائع ..

فكر في هذه القضية وستجد لها صدى كبيرا في قلبك

فتصبح القضية بالشكل التالي :

أنت ( تلح ) بالدعاء ..لا لمطمع شخصي .. بل لأن الله ( يحب ) ذلك

فتكون النتيجة ..أن يحبك الله سبحانه ويؤثرك على غيرك ..!

لأنك أحببت ما أحب ، وقدمت ما يحبه على هواك الشخصي !
فعلا.. هذا ملمح جميل يخلص النفس من هواها

ويتشقق عن ذلك .. أن الله سيكرمك بتحقيق ما تطلب منه..

وفائدة أخرى ......

هات فتح الله عليك .

أولا ..أحب أن أقرر المسألة الأولى ... فعليك أن لا تغفل عنها منذ اليوم

ثانيا ..هناك ملحظ آخر راائع وعجيب

إذا أردت شيئا من الله .... فعليك ( مع الإلحاح ) :

أن تدعو لغائب ( مثلا تدعو لي أنا J ) بذلك الشيء بعينه ...

فهناك يوكل الله لك ملكا يقول : آمين .. ولك بمثل ذلك..

ودعاء الملك مستجاب .. فتكون ضربت عصفورين بحجر واحد !

صحيح... بورك فيك ..

أحد الأخوة يقول من خلال تجربة شخصية أنه قبل أن يتزوج ...

كان كثير الدعاء لأحد الأخوة أن ييسر الله له زواجا من زوجة طيبة فاضلة .. قال :

وكنت أحرص أن أخلص له في الدعاء .. في السجود .. وفي جوف الليل .. وفي أوقات الإجابة .. وكلما دعوت..

فكانت النتيجة أن الله يسر لي زواجي من حيث لا أحتسب

سبحانه وتعالى.. قادر على كل شيء ومدبر كل شيء

إذن .. معنا شيئان ... نتواصى بهما في هذه القضية ..

الأمر الأول .. أن لا نمل من الدعا ء .. بل نلح جدا جدا .....

والشيء الثاني : أن ندعو لغائب بنفس القضية التي نحبها لأنفسنا

ونلح أيضا في ذلك

حسنا يا أخي .. ولكن أرجو منك أن تدعو لي لعل الله يستجيب منك وينفعني بدعوتك لي ..

أسأل الله أن يبارك لك في هذه الكلمات ...فرب كلمة يسمعها الإنسان تكون ذات أثر بالغ في حياته ، بل وعلى من حوله .. ولذا أوصيك أن تنقل ما تعلمت لغيرك

أسأل الله أن يعينني على ذلك .. فأنا سأنفع نفسي أولاً حين أعزز ما تعلمت .

طيب دعني أكمل .. فلقد بقي سطر في هذه القصة ..

طيب ...

هناك شرط مهم ... هو ركيزة في قضية الدعاء لا ينبغي أن نغفل عنه ..

وبدون هذا الشرط .... ربما لا ننتفع بالدعاء وإن ألححنا فيه ..

أتقصد الإخلاص؟

الإخلاص مفروغ منه ، فهو روح العمل ، وبدون يكون العمل ميتاً ...

إنما أعني شيئاً آخر.

ما هو رحم الله والديك .؟

هذا الشرط هو : .......أن لا تستعجل الثمرة .......

دع الأمور لله ... يقدرها كما يشاء هو بحكمته ..

ابتداءً عليك أن تثق تماماً أن الله وعدك وعد حق أنه سيستجيب دعاءك ..

ولا نشك في ذلك طرفة عين .... ولكن ......

ولكن هو وعد أن يستجيب .. ولكنه لم يعد أن يستجيب لك في الوقت الذي تريده أنت .. ! فافهم !

ومن هنا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول :

إني لأهتم بالدعاء .. ولا احمل هم الإجابة ..

فعلا.. ملاحظة رائعة جدا .. بارك الله فيك حيثما كنت ..

إذن بقي أن نتواصى بمثل هذا ونحو هذا .. ولقد ارتفع الأذان قبل قليل ..

فلنتهيأ للصلاة حتى لا تفوتنا الجماعة ..

نعم بارك الله فيك .. ونعم الصاحب أنت ..

درس اليوم قصير ولكنه رائع ونافع .. في أمان الله .

سبحانك اللهم وبحمدك ، اشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك






كتبها بو عبدالرحمن