[يمامة الوادي]

خواطر رحلة العمرة ( إشراقات )


هذه مجموعة من الخواطر القصيرة .. أكرمني الله بها في رحلة العمرة الأخيرة ..التي يسرها الله سبحانه ، وكانت رحلة مباركة طيبة ، تفيض أنوارا وبركة ..

والحمد لله رب العالمين ..

**

المجموعة الأولى :

** 1 **

تصيب ثوبك بقعة من لون أو قذر ، فتبادر على الفور إلى غسله وتنظيفه ،

ليعود ناصعاً كما كان ..

ليتك فعلت مثل هذا مع قلبك !

كلما أصابته لطخة معصية ، فزعت إلى غسله وتنظيفه وتطييبه ..!

فإن دمت على هذا .. فالمرجو أن تلقى الله بقلب سليم . والله المستعان .



** 2 **

قرأنا فيما قرأنا :

كيف أن العبد الصادق المحب لسيده ، إذا أخطأ بادر على الفور إلى تكنيس رأسه بين يدي سيده ، واعترف بخطئه ، بلسان اعتذار معقود ، وانكسار قلب ، وحرقة ألم ، ثم ينتظر ما يفعل به سيده ، إما ، وإما .. !

فإن علم السيد صدق عبده في تلك الوقفة ، لم يكتف بالعفو عنه ، بل قربه إليه ، وطيب قلبه ، وأكرمه ..!

فخذ الإشارة من هذا المشهد إن كنت ذا لب !



** 3 **

إذا غُرست شجرة اليقين جيداً في أرض القلب ، أنبتت سنابل عدة :

منها : الحب لله .. والحياء من الله ..وشدة الإخلاص لله .. والخوف من الله .. ، والورع ، وتجديد التوبة ، وانكسار القلب ، ودوام الضراعة ، وهضم النفس ، وعدم رؤية ما تبذله وإن عظم ، ونحو هذا كثير كثير..

تخرج هذه الأحوال بلا تكلف ، أو إعمال فكر فيها ، بل في تلقائية ، كما تندفع الأغصان من أصل شجرة ! يحمل كل غصن منها ثمرة أو ثمارا ..

فاجهد جهدك أن تزرع شجرة اليقين هذه ، بكل وسيلة متاحة .. حتى إذا تجذرت في أصل قلبك ، رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا !



** 4 **

قال أحدهم : سبحان الله ! يلومونني على البكاء ..!

فهل يلومون إنساناً يحترق إذا صاح وناح !؟

أو هل يلومون إنسانا يبكي شوقا إلى من يحب !؟

ألا يجدون أنفسهم يتلمسون له العذر بعد العذر ؟!

بل ربما حسده البعض على هذه المشاعر لاسيما النوع الثاني منها ..

ورق له حين يراه مع النوع الأول منها !؟



** 5 **

إذا لاحت الأحدية : فنيت المخلوقات كلها ..

وإذا لاحت الصمدية : افتقر الجميع بلا استثناء ..

وإذا لاحت القومية : فلن ترى شيئا ألبته قائما بنفسه ..

اجهد أن تحرك معاني أسماء الله الحسنى في قلبك مرارا وتكرارا ،

وتديرها على لسانك دائماً ، وتعمل فكرك في آثارها .. فلعل وعسى .!



** 6 **

من ثقل على نفسه أن يخلو بربه سبحانه ، وينقطع إليه يوماً أو بعض يوم ..

فقد سد على نفسه طريقا سالكاً للعروج إلى السماء ..!

وهذا والله لون من ألوان الحرمان .. أكثر الخلق عنه غافلون !



** 7 **

إذا لم تستشعر أن كل ساعة إقبال على الله تعالى ، هي يوم عيد لقلبك ..

فاعلم أنك محروم ، ولم تعرف بعد عظمة ولا شرف ما أنت فيه ،

فاجمع قلبك ، واستأنف عملك ، لعلك ولعلك ..!

**









كتبها بو عبدالرحمن