[يمامة الوادي]

عذراً.. صديقتي ..




حين رأيتها.. كانت نظراتها مليئة بعبارات سبقتها عَبرات ..

مؤلمٌ أن تشعر بـ حزن و وجد من تُحب .. ولا تملك شيئاً..

لا تملك سوى أن تقول ::

.. عذراً صديقتي ..



إن أرسلتِ لي برسالة .. فلم أجبكِ ..

إن اتصلتِ .. فلم أجبكِ ..

إن تركتِ لي رسالةً فورية .. فلم أجبكِ ..

فـ .. عذراً صديقتي ..

لم أجبكِ .. ليس تأديباً لـ خطأ ارتكبته .. ولا عقاباً لـ ذنب اقترفته ..

لأسباب أجهلها .. لا أعيها .. لانشغال أخذني منكِ فجأة ..

كي أعلم قدر وفائك .. و صدق تآخيك ..

كي أستيقن أن في غيابي لا أحد يسأل عني إلا أنتِ ..




لأنك القلبُ الكبير ..

يحوي قلوبنا الصغيرة المتعطشة ..

فـ تحاولين جاهدة .. عطاءً .. حباً .. وداً ..

لهذه .. و هذه .. و تلك .. و تلك ..

لكن .. (.. عذراً صديقتي .. ) ..

إن أنكر بعضهم عطاءك ..

إن لم يعجبهم احتواءك ..

إن هربوا من مواجهتكِ ..

ما ذنبكِ ؟!

سوى أنك أحببت الجميع :)



حين تتحدثين بـ صدق/ الأصح/ بـ حب ..

كي تنقذي موقفاً .. أو كي تسفعي حالة ..

فـ بدأ كلامُك يُترجم إلى لغة مستهجنة ..

و أقوالك تُفهم بطريقة و كأنها أسهم جارحة..

عذراً .. .. عذراً صديقتي .. ..

لا أطيق التمادي في الفهم ..

فأنتِ أبعدُ من تعقيدات هذا الزمان ..

أنتِ أبعد من أن تستغلي أحداً ..

و إن استغلوكِ .. صدقيني .. ليس نقصاً فيكِ .. بل .. لأن داخلهم مشوهٌ قبيح ..

أنتِ .. كـ النسمة اللطيفة العليلة .. لإنسان ضاقت به الفسيحة ..

فـ خرج من غرفته .. إلى فناءٍ واسعٍ أرحب ..




.. عذراً صديقتي .. ..

إن حمّلتكِ همي الثقيل ..

و شكوت إليكِ حزني الدفين ..

فـ أراك حزينة لـ حزني ..

و مشوشةً تفكرين بـ حل لأزمتي ..

جاهدةً تحاولين إعادة البسمة لشفاهي ..

و حين ترجع المياه إلى مجاريها .. و تُحلّ كل أزمة ..

يالعجبي ..!

فرحتك أكبر .. و سعادتك أعظم ..

و لكأنكِ صاحبة الموقف و المعاناة ..



.. عذراً صديقتي .. .. لكل موقفٍ خذلتكِ فيه ..

.. عذراً صديقتي .. .. كلمات يكتبها قلمي المتواضع إن عجز عن ترجمة اعتذاري ..

.. عذراً صديقتي .. .. إحساسٌ يحمله قلبي لكِ إن قصر يوماً في عطائه ..

.. عذراً صديقتي .. .. حنين مشتاقٍ تعلّم الكتمان و أتقنه ..

.. عذراً صديقتي .. .. عبارةٌ يقف الحب لكِ لـ يرددها باكياً :: .. (عذراً) ..

.
.
.

بـ قلمي ..
مليكة الطهر