[البركة سليمان]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
اشكر كل من شارك في هذه المسابقة، واسأل المولى عز وجل أن يبارك في هذه المشاركات، ويستفيد منها كل من نشد النصح في مثل هذه المواضيع التي تناولتموها بجدية وموضوعية.

قبل النتائج اعتذر عن التأخير نظرا لظروفي الصحية التي لم تستقر بعد، فلا تنسوني من الدعاء الصالح
الفائزات في الموضوع الخامس والأخير ( النية الصافية).

المستغفرة بإذن ربها
للقمة أسير
عذب الندى.

المستغفرة بإذن ربها تقول:
ما أكثر العبارات التي نستخدمها في جرح الآخرين وقصدنا خير ونيتنا صافية، وشعارنا قول النبي عليه الصلاة والسلام " إنما الأعمال بالنيات..."
استشهدت بجرح الآباء لأبنائهم في مواقف كثيرة حتى ظهر على بعضهم تدهور في شخصياتهم بسبب ذاك الأسلوب المغلف بالنية الصالحة، ومع هذا مازال مسلسل النيات الصافية مستمر.
وتحدثت عن علاقات ساءت حتى بين اقرب الناس بسبب النيات الصافية، فالأم تجرح أبنتها التي احتفظت بمبادىء حسن اختاير شريك الحياة، فتعايرها الأم بعمرها وطبعا نيتها تشجيعها على المضي في قبول أي زوج، وكذا تجرح غيرها وتعيب مستواها التعليمي بنية تحفيزها فتتسبب برجح عميق، ، والسيدة التي لا تنجب يمارسون عليها ضعوطات والعانس، والجاهلة، الخ.... وهكذا الحال بالنسبة للأزواج ممن لا يدخرون وسعا في تعليقاتهم على الزوجات ونيتهم خير، لا يراعون الوقت ولا وجود اطفال ولا غير ذلك ونيتهم خير....

ضغوط وضغوط تمارس ضد أناس نحبهم والنية دائما خير.... وحتى المعلم التربوي يتحجج بنيته ويتناسى أسس التربية الصحيحة فيجرح بعض التلاميد وكأنه لا يعلم شيئا عن الفروق الفردية ويقول، نيتي خير، لا يهمنه سخرية باقي التلاميذ ولا ما يشعر به التلميذ طالما أنه يثق بنيته وما فيا من صفاء.
واستشهدت بابحاث أجريت على الماء ومدى تأثره بالكلام عندما يتلفظ به شخص وينفخ في الماء، فتكونت أشكال جميلة على الماء بعد فحصها وتكونت اشكال قبيحة حين تم تمرير كلمات سيئة، وذلك ابسط دليل على أن الكلمات تؤثر أيضا على أدمغة البشر، ، وفي ختام حديثها قالت: :
يا أصحاب النوايا الصافية هو الله وحده من سيحاسبكم على النوايا، وسيحجب عنكم العقاب لأن نياتكم صافية، ولكن نحن بشر، لنا إحساس، لنا مشاعر، وقلوبنا فيها ما فيها من أحزان ولا نحتاج لنوايكم الصافية بقدر ما نحتاج لكلمة طيبة، وكما تتذكرون قول النبي عليه الصلاة والسلام إنما الأعمال بالنيات، تذكروا أيضا ( فليقل خيرا أو ليصمت)، وتذكروا ايضا ( الكلمة الطيبة صدقة.

للقمة أسير تقول:

للقمة اسير اعترضت على عبارة النية الصافية حين تكون شماعة لكلامهم الجارح متناسيين أن الدين علمنا الأدب وحسن الخلق وهذا لا من الأدب ولا من الخلق الحسن.
للقمة تقول: كلمات تخرج كالسهام تصوب للقلب، قد يقصدها وقد لا يقصدها ولكنها جرحت وتصل المستمع أنها مقصودة، بل أنها ترى الشخص الذي يجرح الناس ثم يقول نيتي صادقة، هو شخص يحب نفسه أكثر من الآخر، يؤمن ان كلامه واقعي ويؤمن بأن نيته صافية وعليه يجب الإنصياع لنيته ونتقبل مبرراته لأنه إن أراد إلا الإصلاح، أو أنه يعاتبك عتاب المحب، وتقول لأولئك الناس أن البعض يصمت ولا يرد عليكم رغم تألمهم والسبب تمتعهم بخلق رفيع وخاصة المقربين منكم، ولهذا زنوا كلامكهم قبل التلفظ به، وتخيلوا أن الكلام ذاته يوجه إليكم فكيف سيكون الحال بالنسبة لكم.

وبينت لهم أن يوما ما سيجدون أنفسهم بعيدين عن الناس، سيفارقهم كل من تأذى منهم. حتى اقرب الناس سينفر منهم ولن تنفعكم نيتكم الصافية،وتوجه كلامها للمستمرين في إلتماس الأعذار لأنفسهم وجعل النية الصافية شماعة وتقول لهم: هلا اقتديتم بسنة نبيكم، محمد مدرسة للخلق الحسن، .. تخلقوا بخلقه واحذفوا الكلمات الجارحة بحجة نيتكم الصافية، دعوا الناس يفتقدوكم إذا غبتم وليس العكس.
للقمة أسير ضربت لنا مثال عن أم كانت ترى ما يراه الأمهات من أمور تضيق الصدر، ولها الحق كل الحق أن تتكلم لأنه لا يمكن لأحد أن يشكك بنيتها، فقررت الإستغناء عن شماعة النية الصادقة واستبدالها بالحكمة والتفكر فيما تقوله وكيف ستقوله لتصل لهدفها ، ففي النهاية هي تبذل جهد للإصلاح فلماذا لا تختار الأسلوب المقرب لقلوب الآخرين فتكسبهم عوضا عن اساليب قد تأتي بخلاف ما تتمنى، وأولها اسلوب النية الصافية.
هذه الأم اعتمدت اسلوب الكلمة الطيبة، ترك الإنتقاد، غض البصر والسمع عن بعض التجاوزات فكسبت قلوب زوجات الأبناء فأصبحت أم لهم، وبئر لأسرارهم ومستشارة لمشاكلهم فقادت سفينتها بنجاح بفضل حسن الخلق لا شماعة النية الصفية التي تعلق عليها الكلام الجارح، والتعليقات الساخرة، والتدخل في شؤون كناتها....، في حين غيرها مازال على حاله فخسروا القريب قبل البعيد.
تختم حديثها بتذكير الناس بقول خير البشر (اكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا)وقوله (... وخالق الناس بخلق حسن)،

عذب الندى
أشارت لأمور لا تقل أهيمة عن صفاء النية، أشارت لأهمية الإحترام الذي يتطلع إليه الطرف الآخر، وأشارت لموضوع التلطف في الكلام وأهميته أثناء الحوار، وكل ذلك لا يتناقض مع النوايا الصافية. ... هي ترى أن من يجرح الآخرين لا يجد أمامه عذار إلا الإستدلال بنيته الصافية، وترى في بعض تصرفات اصحاب النوايا الصافية تدخل فيما لا يعنيهم، فيجرحون الآخرين وفوق ذلك لا يتقبلون إنزعاجنا من تدخلاتهم وجرحهم فيبررون مواقفهم بحسن النوايا.
عذب الندى تقول: تغافلوا عن بعض الأمور فالتغافل تسعة أعشار حسن الخلق، وقالت:
على سبيل المثال إلى اليوم ، أنـا لم انسى صاحبة النية الصافية التي آلمتني عندما تحدثت عن أمر يخصني بحسن نية.... نظرات وكلمات تجرح وانتقادات وغير ذلك مما يحمل الإنسان فوق طاقته تحت مظلتكم النية الصافية.