لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين الحمد لله الذي وفق من شاء برحمته إلى طاعته، ويسر الهداية لمن أحب من خلقه، والصلاة والسلام على من جعله ربه هاديا مهدياً، بشيراً ونذيراً، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد: فإن طلب الهداية مُنية الطالبين، ورغبة العارفين، ولذة المشتاقين، وراحة الوالهين، وأنس السائرين إلى الله رب العالمين. إن الهداية نور يقذفه الله في قلب من شاء من عباده، وحلاوة يذيقها الله أولياءه، وطلاوة يظهرها الله على محيا من أحب من خلقه؛ بها ينشرح الصدر، ويفرح القلب، فإذا فُقد هذا النور من قلب العبد، ضاق وحَرِج، وصار في أضيق سجن وأصعبه. إن الهداية والاستقامة روح تحيا بها الأجساد، ويخرج بها العبد من الظلمات إلى النور. الهداية من أجل ما ينعم الله به على العبد، فهي نعمة وأجل نعمة، ومِنَّة وأجل مِنَّة، وعطية وأجزل عطية، وهدية وأحسن هدية. طلب قوم الهداية في غير مظانها فما أصابت القدم في سيرها، وما بلغت القلوب مطلوبها، وما هديت النفوس لمرغوبها، فكان ما كان أن عاد هؤلاء القوم بعد دهر أو دهور، أو شهر أو شهور، وهم في الضلال هائمون، وفي أوحال الغواية هالكون، فحرموا اللذة، وامتلأت نفوسهم حسرة وألماً، وخيبة وندماً، وصدق الله الجليل إذ يقول {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } [طه:124]. وقال سبحانه: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } [الأنعام: 125]. وقوم طلبوا الهداية في مظانها فوصلوا لها وحازوا فَخَارها .. بل لو كانت عند الثريا لنالها أصحاب الهمم العوالي، والنفوس البواسل... كانوا قبل أن يعرفوا الهداية بعيدين عن الله، ليس لهم في السماء ذكراً، ولا في الأرض خبراً. ولكنهم ما إن عرفوا عين الحقيقة، والنور الساطع ؛ حتى سجدوا سجدة التحرير، وسارعوا إلى ربهم يحثون الخطى لنيل أعلى المنازل، وبلوغ أعلى المراتب، وكلٌ على قدر سعيه وسيره إلى الله تعالى: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى } [ الليل: 4 ]، فهم عرفوا الطريق، وهدوا إلى المحجة؛ فكانوا مثالاً للدهر، وقدوة للخلق، وحسنة في جبين الزمان. وهناك قوم عرفوا الهداية، وعرفوا أهلها، وصار لديهم يقين وبرهان بأنها هي الأصل والصواب، لكن أبت تلك النفس اللقسة – الخبيثة -، وتلك الهمة الدنيئة إلا أن تكون جبانة عن طلب الحق والسعي إليه... فهم قوم لا ينقصهم قناعة فهم مقتنعون بهذا الطريق أشد القناعة، ولا ينقصهم علم فهم يعلمونه حق العلم، ولا ينقصهم فهم فقد أوتوا فهماً... فماذا ينقصهم يا ترى؟، هل ينقصهم عبر وعظات؟ فالعبر والعظات كل يوم يرونها، موت وقتل، ونهاية أقوام، وذهاب آخرين وغير ذلك. لا ينقصهم إلا شيءٌ واحد، هذا الشيء لم يطقه أبو طالب فكان من أهل النار والسعير، وما استطاعه هرقل فكان محروماً، بل ساقه ذلك الوصف القبيح حتى كان من أهل الجحيم. هذا الوصف صد كثيراً من الناس عن السير إلى الله، وعن التذلل والانكسار بين يديه. أتدري ما هو هذا الوصف إنه وصف: الجُبْن، نعم إنهم قوم جبناء. فالجبناء لا يفلحون أبداً، لا في أمر دين ولا في أمر دنيا. الجبناء لا يصلحون للقيادة، ولا لنصرة الدين. الجبناء لا يأمرون بمعروف، ولا ينهون عن منكر. الجبناء لا يقولون حقاً، ولا يعرفون بذلاً. لا ينطق الجبناء إلا في الخفاء، ولا يظهرون ما يبطنون إلا في الظلماء. أصبحت الشجاعة عند الجبناء شبحاً يهابونه، وتنيناً يخافونه، بل ويظنون فيمن اتصف بهذه الصفة الحميدة الظنونا. لما حرم هؤلاء القوم الشجاعة، كانوا محرومين من لذة الحياة الدنيا، بل قد يحرمون من لذة الحياة الآخرة. إن هذه الصفة القبيحة حرمت كثيراً من الناس من تحقيق الهداية في المظهر والملبس، وفي الرفقة الصالحة، وحملتهم إلى الخوف من إقامة الدين في النفس والأهل، والمحافظة على شرائع الدين؛ فحرموا من تحقيق العبودية الحقة لله في فعل جميع أوامره واجتناب نواهيه. ولك أخي أن تتساءل كيف الخلاص، والنجاة من هذه المهلكة، وهذه المدحضة؟ فأقول لك - باختصار - لا خلاص من هذه الصفة المشينة إلا بسلوك ضدها، وضدها هي: صفة الشجاعة. لكن ما هي الشجاعة التي نريدها؟ هل هي البطش والظلم؟ أم التطاول والبغي؟ أم الضرب والنهب؟ أم ماذا؟ الجواب: الشجاعة التي نريد هي: الشجاعة الإيمانية، تلك الشجاعة التي تقود إلى التغلب على النفس والهوى والشيطان والدنيا، وعلى حب الملذات والشهوات، وعلى الأنس بأصحاب المعاصي والزلات، الشجاعة التي تحمل النفس على ترك القبائح وفعل الطاعات. الشجاعة الإيمانية: بها يتحرر العبد من رق الشيطان، ورق النفس، والهوى، وحب الدنيا. أخي لن تبلغ ما تريد من صلاح الدين والدنيا، إلا عندما تكون شجاعاً في اتخاذ قرارك، حازماً في حسم أمرك. أخي المفضال: اعلم أن الجبان:( أضيق الناس صدراً وأحصرهم قلباً، لا فرحة له ولا سرور، ولا لذة، ولا نعيم إلا من جنس ما للحيوان البهيمي، وأما سرور الروح، ولذتها، ونعيمها، وابتهاجها، فمحرم على كل جبان، كما هو محرم على كل بخيل، وعلى كل معرض عن الله سبحانه غافل عن ذكره جاهل به وبأسمائه وصفاته ودينه، متعلق القلب بغيره... اعلم أيها الشجاع أن لك في الدنيا سعادةٌ ونعيمٌ وهذا النعيم والسرور يصير في القبر رياضاً وجنةً؛ واعلم يا جبان أن لك في الدنيا ضيق وحصر وهذا الضيق والحصر ينقلب في القبر عذاباً وسجناً، فحال العبد في القبر كحال القلب في الصدر نعيماً وعذاباً، وسجناً وانطلاقاً؛ ولا عبرة بضيق صدر الشجاع لعارض، ولا عبرة بانشراح صدر الجبان لعارض، فإن العوارض تزول بزوال أسبابها، وإنما المعول على الصفة التي قامت بالقلب تُوجب انشراحه وحبه فهي الميزان والله المستعان) زاد المعاد (2/26) بتصرف. وبعدُ: فتأمل معي هذا الموقف لهذا الشجاع الذي بتَّ الجُبْنَ بطلاقٍ بائن بغير رجعة، كان هذا الشجاع في أرغد عيش وأهناه، كان في كفالة عمه، يتلذذ بعيشه، وما إن سمع بخبر ذلك النبي العظيم محمد بن عبدالله الكريم - صلى الله عليه وسلم - حتى طار قلبه سروراً، وابتهجت نفسه سعادة وحبوراً ، فما زال يبحث عن أخباره، ويسأل عن أحواله، فما زال يتخيل شكل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكانت أمنية رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - رابطة على فؤاده، لا تفارق ناظريه، حتى تاقت تلك النفس الطيبة للهجرة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذ يحدث نفسه بالهجرة. فكان بين أهله شارد الذهن، كثير السرحان، حتى أوجس بعض أهله خبره، وعلموا همه، فما إن علم عمه - الذي يقوم على رعايته، وينفق عليه - بهمه ومراده، غضب غضباً شديداً، بل أرغى وأزبد، وصرخ وهدد، ونهى هذا الشاب عن إسلامه وهجرته. حتى أن عمه هدده وهو صاحب النفقة واليد العليا عليه إن هو ذهب إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يجرده من كل شيء، نعم كل شيء.. حتى ما أعطاه من الثياب. لكنه قابل عقيدة وثباتاً، وشجاعة ورباطة جأش، فكان في صلابته كالجبل الأشم، وفي وضوحه كالسيف الصقيل، فلم تصده تلك التهديدات، ولم يردعه ذلك الوعيد، بل زاده ذلك ثباتاً، وعزماً على السير إلى الله ورسوله. ولما جمع الشاب متاعه، وعزم على الهجرة، قامت الدنيا ولم تقعد، وحصل بعد ذلك ما يحصل بين باغي الخير والصاد عنه. لكن صاحبنا كان ذا شجاعة عالية، ونفس أبية تواقة؛ ولسان حاله يقول: خذ كل شيء: الأموال، والطعام، والمسكن، بل حتى الثياب، بل حتى الجسد خذه، لكن دع فؤادي يطير إلى عشه ومسكنه، دع قلبي يرفرف بين يدي رسول رب العالمين ليهنأ بلقياه. |
|
|