[عبد الله الصالح ,,]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

قصة واقعية يرويها الصحفي / مؤمن غالي ..

يُحكى أن طبيباً عربياً سافر إلى دبلن ليؤدي الامتحان في تخصصه

الطبي وكانت رسوم الامتحان 309 جنيه إسترليني ..

دفع الطبيب 310 جنيه وبعد أن أدى الامتحان غادر إلى بلده فوصله

خطاب من الكلية وبداخله جنيه واحد هو المتبقي من مبلغ الرسوم ..

هذه الحادثة ذكٌرتني بحادثة أخرى كنت للأسف أنا بطلها الأوحد كان ذلك

في عام 1978م عندما كنت في زيارة إلى لندن وكنت أركب القطار وأمر

على كشك سيدة إنجليزية عجوز وأثرثر معها كثيراً ثم أشتري منها قطعة

شكولاتة بمبلغ 18 بنسا وكانت العجوز ترص ألواح الشكولاتة على الرف

وتضع لافته صغيرة مكتوباً عليها ثمن السلعة ..

جئتها يوماً كالمعتاد وأثناء حديثي معها لمحت أنها قد وضعت على

رف آخر ألواحاً من الشكولاتة ولكنها تحمل سعر آخر وهو 20 بنسا !!

فسألتها اليوم أرى عندك نوعاً جديداً من الشكولاتة أجابت باقتضاب :

نفس النوع فواصلت متسائلاً : إذن بوزن وحجم جديد ؟

قالت نفس الوزن والحجم فقلت : إذن هو من مصنع آخر ؟

أجابت نفس المصنع هنا سألتها : إذن لماذا والحال هكذا ؟

قالت هناك مشاكل من البلد التي يأتي منها الكاكاو وهذا هوالثمن الجديد ..

هنا قلت لها في غفلة وبلادة " لماذا لاتخلطين النوعين معاً وتبيعين بالسعرالجديد " ؟

جحظت عينا المرأة ثم مالت نحوي وهي تهمس في فزع / هل أنت حرامي ؟

ومازلت منذ ذلك اليوم أسأل نفسي : هل أنا حرامي ؟

حسناً إذا كنت أنا حرامي فكيف هم أولئك الذين يشترون آلاف الأكياس

من الدقيق ثم إذا أرتفع السعر يبيعونه بالسعر الجديد ؟

وفي أي جحيم أوسعير سيتقلب فيها محروقاً من يزيد فجأة بالسلع التي لديه

ويبيعها بالسعرالجديد رغم أنه اشتراها بالسعر القديم ؟

لن أكتب حرفاً واحداً عن الذين يخزنون السكر والأرز والحليب والزيت

وحاجات الناس الضرورية ويخفونها في أوقات الأزمات والحروب لبيعها

بأعلى الأثمان فهولاء سيواجهون أمراً ( مهولاً ) في ذاك اليوم الرهيب ..