[أم البنين 10]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أنقل لكم هذا الموضوع من كتاب ( 14 عاماً مع سماحة العلامة محمد بن صالح بن عثيمين )
إعداد / عبد الكريم بن صالح المقرن و في الكتاب العديد من القصص الرائعة للشيخ محمد العثيمين مع
عبد الكريم المقرن عندما كان يسجل للشيخ برنامج (نور على الدرب ) اخترت منها الآتي :-

أن الله عز وجل أكرم الشيخ رحمه الله ومنحه من القدرة على التحمل والصبر من أجل تبليغ الدعوة , فكان لا يمل ولا يكل أثناء التسجيل , فكان يسجل من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً , وكان يحرص على إيقاف التسجيل فور سماعه الأذان , وكان يردد مع المؤذن جمل الأذان ويدعو بالدعاء المشروع بعد الأذان , ثم نقوم لأداء صلاة الظهر ونعود لمواصلة التسجيل للبرنامج , ونسجل ما تيسر قبل العصر , ثم نواصل التسجيل بعد صلاة العصر , ثم بعد المغرب يستأنف الشيخ درسه في المسجد وحتى بعد صلاة العشاء وكان سماحته يحرص على الذهاب إلى المسجد ماشياً على قدميه آخذاً بالسنة , وكان سماحته يحرص أثناء التسجيل على تلطيف الجو , وذلك بتناول الشاي والقهوة من زمزميات توضع حولنا .

ومن المواقف :
أنني طلبت منه ذات مرة أن أوصله بسيارتي إلى المسجد فاعتذر الشيخ قائلاً : سأمشي على قدمي يا أبا خالد

ومن المواقف :
أن سماحته رحمه الله كان حريصاً على كثرة السلام , فعند دخوله كان يبدأ بالسلام وعند خروجه وفي كل أحواله , فكان يحرص على هذه الشعيرة ويبدأ الناس بالسلام , لعلمه الواسع بما لهذه الشعيرة من فضل عظيم و كبير ومن ذلك أنه كانت هناك محاضرة للشيخ في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم حيث طلب مني أن أهيئ سيارتي للذهاب إلى الجامعة وذلك لإلقاء المحاضرة وعند ركوبه دعا بدعاء الركوب ثم حاول الشيخ إنزال زجاج السيارة الأيمن الذي بجواره فأخبرت الشيخ أن الزجاج به خلل ولا ينزل فقال الشيخ لابد من إنزاله يا عبد الكريم لأنني أريد أن أسلم على من أقابله من الناس فرأيت حرص الشيخ وتحمسه , فحاولت إنزال شيء من زجاج السيارة الذي عن يمين الشيخ ثم فتحت زجاج السيارة الخلفي فكنا أثناء مرورنا عند الإشارة والسوق كان يرفع صوته بالسلام على الصغير و الكبير , والماشي والقاعد ثم قال : يا عبد الكريم لا تحرمنا من الأجر .


ومن المواقف الطريفة :
مع سماحته أن الأخ سعد خميس بعد كل تسجيل لبرنامج ( سؤال على الهاتف ) ونحن داخل الاستديو يقول سعد :- جزاك الله خيراً يا شيخ والله يرحم والديك . فكان الشيخ يقول آمين يا سعد وأنا ؟! فيقول سعد : الله يرحم والديك فيقول الشيخ : آمين وأنا ؟! فتنبه سعد خميس وقال : الله يرحمك ويرحم والديك ويجزيك عنا خير الجزاء . فتبسم الشيخ وضحك وضحكنا جميعاً ..

رحم الله الشيخ واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة بغير حساب ولا عذاب .....