[أنيري مقام البدر]

من أقسى أنواع الغربة ما قرأت هنا

هذه قصيدة منقولة للشاعر.. يحيى توفيق حسن.. ولها في نفسي الشيء الكثير



غُربَة

لِمن أبـــــوح بآلامــــي وأحـــزاني
وأين اهــــــربُ مِنْ ليْلي وأَشْجانيِ

إذا شكوْتُ فكــــــــلُّ الناسِ يعذلُني
وإن صبرتُ فصبرُ المرهـــــقِ الوَانيِ

كم أزرعُ الــــــــودَّ في أفياءٍ معْشبةٍ
فأحصــدَ الحقـد في صحراءِ حرماني

ليْلي طويلٌ وأفكاري تحيِّــــــــــرُني
وتسكبُ اليأسَ في قلْبــي ووجدَاني

يا ربِّ أشكو إليك اليومَ أفئــــــــــدةً
تقسُــــــــو علَيَّ ولا أشْكو لإنْسانِ

الــــــدهرُ خصمٌ كثيرُ الخَتْلِ عذَّبني
وأنت عوْنـيِ إذا ضيَّعــــــتُ أعوانيِ

الناسُ بيْن حســــــــودٍ ليس يعجبهُ
فعلي ويقهرهُ بِـــــــــرِّي وإحْسانيِ

أو حاقـــــــدٍ لا ينامُ الليلَ يطلبُ لي
عيْباً فإنْ لم يجدْ نــــــــــادى بِبُهْتَانِ

همْ يشتهــونَ سقُوطي أو أسايِرَهُم
وترفضُ النفسُ بعْد الشيبِ إذْعـانيِ

إن كنْتُ في وطــني أميْت مضطهدا
رحـــــــلت عنه فكلُّ الأرضِ أوْطانيِ

إن الغريب غريبُ الـــــروحِ في وَطَن
يلقى الهـــــمومَ بقلْب حـــــائِر عَانِ

[ والظلمُ ] نارٌ بنفْسِ الحــر تصهرُها
حتى تفجـــــرَها تفجِيـــــــــرَ برْكانِ

يا ربُّ عفوَك إن ضاقَت مشــــاعرُنا
بما نُقاسِي فطـــولُ اللـــيلِ أضْنانيِ

ونحنُ في هذِه [ الدنــيا ] عبيدُ منى
نسعى إليْها بِخَطوِ المـــرهقِ الوانيِ