[يمامة الوادي]

أيهما أسوأ حالاً من الآخر ..!


جمهرة من أبناء وبنات الأمة ،
تنطبق عليهم قصة ذلك الرجل ، الذي كان يعمل غسالاً للأطباق ،
في أحد المطاعم الرخيصة ،
وفجأة فاز بجائزة يا نصيب بمبلغ كبير جداً ،
لم يكن يحلم به على الإطلاق ،وعلى الفور ترك عمله ،
.
وطار كالمجنون في عوالم المجون ، واللهو ، والعبث ،
وتقلب في أحضان المومسات ، وعاقر الخمور ،
ولم يلبث سوى شهرين أو ثلاثة ، حتى أفلس تماماً ...!!
ومع الإفلاس إصابة بفيروس الإيدز ..!
أمثل هذا يمكن أن يسمى عاقلاً ..؟ حاشا !
.
لقد خسر عمله وإن كان بسيطا ، بل خسر ثروة كان يمكن استغلالها ،
بل خسر صحته ، وحياته ، فغدا ميتاً ينتظر الموت ،
وفوق هذا تتابعه نظرات الاحتقار..!
.
ولكن ماذا يمكن أن يقال عن أناس خسروا أعمارهم ،
في اللهو والعبث والمجون ومتابعة الهوى ، والركض وراء الشهوات ،
ليعرضوا أنفسهم لسخط الله سبحانه ،
وقد أكرمهم بخير دين ، وخير نبي ، وخير كتاب !!
..
فأداروا ظهورهم لكنز القرآن ، ليقبلوا على وحل الهوى ،
وأعرضوا عن التأسي برسول كريم حبيب ،
ليتابعوا صعاليك العالم من كل لون ..!
عندي أن هؤلاء أسوأ حالا من ذلك الرجل،
الذي عرضنا قصته ، وسخرنا منه !
.
فيا حسرة على العباد ...
**
ومضة :
اعلم أن كل فرصة خير تمر بك ، مهما كانت بسيطة ،
إنما هي بمثابة ( بطاقة دعوة ) لك لتقبل على باب الله سبحانه ،
فإن أقبلت أكرمك ، وإن أعرضت فلا خاسر سواك ..!
ومن يدري لعل هذا العمل البسيط ، هو جواز مرورك إلى الجنة ..
فلا تحتقرن شيئا من المعروف ..
.
بادر الفرصة و أحذر فوتها **فبلوغ العز في نيل الفرص
واغتنم عمرك إبان الصبا **فهو إن زادَ مع الشيب نقص
إنما الدنيا خيال عارض ** قلما يبقي وأخبار تقص
فابتدر مسعاك واعلم أن من ** بادر الصيد مع الفجر قنص





كتبها بو عبدالرحمن