[البركة سليمان]

قصة مرت على بعض متابعي الفيسبوك، وبعض الصحف المحلية، ويسعدني أن نضمها لمنتدانا...

في الحقيقة لا يمكننا الجزم بأن جميع الرجال سواسية، ففي الوقت الذي تشتكي الزوجة من خيانة زوجها، تطل علينا بين الحين والآخر صور من صور وفاء الأزواج لزوجاتهم، وقد ينظر البعض لمثل هذه الحالات على أنها شبه نادرة ولا تعبر عن الرجال بشكل عام، إلا أننا على قناعة تامة أن أمة دينها الإسلام، ونبيها محمد صلى الله عليه وسلم لن تعدم مثل هذه الصور، فديننا قام على أساس قوي من المبادىء والقيم ومكارم الأخلاق التي وإن انصرف عنها البعض، تمسك بها الآخر، وكما في النساء من لا يعرف الإخلاص، ففي الرجال من غابت عنهم معاني المروءة.

اليوم سأنقل قصة وفاء لرجل ماليزي، ولكن سؤالي لكم:

هل الرجال مطالبون بمثل ما فعله هذا الرجل؟

قصة بطل الوفاء جاءت إلينا من ماليزيا، وصاحبها هو أبيل فكري أحمد، وعمره 43 عاما، هذا الرجل أصيبت زوجته البالغة من العمر 38 عاما بنوبة ربو دخلت على اثرها إحدى المستشفيات الماليزية، وللأسف فإن الزوجة دخلت في غيبوبة، وأبلغ الأطباء زوجها بأن فوزية زوجته ستبقى في الغيبوبة طيلة عمرها.


أختار أبيل فكري الاستقالة من منصبه ليتفرغ بشكل تااااااام لرعاية زوجته، وقام أيضا بتخصيص مدونة يعبر من خلالها عن أفكاره وتجربته التي يعيشها، والشيء اللافت للنظر أن أبيل فكري عندما خصص تلك المدونة، كان هدفه أن تتمكن زوجته من الاطلاع على وضعها السابق عندما تشفى بإذن الله، فقد رغب بأن تتعرف زوجته على كل ما مرت به خلال تلك الفترة، وأيضا فكر بأنه قد يصيبه مكروه ما حين تستيقظ الزوجة، ولن يتمكن عندها من سرد كل ما حصل خلال تلك السنوات، وبالتالي هو يرى بأن هذه الطريقة ستفيدها لتعرف كل ما حصل معها ومع زوجها خلال تلك الفترة

كيف تفاعل المجتمع مع تصرف أبيل فكري أحمد؟؟؟

أبيل تلقى الكثير من التشجيع، وعدد لا يستهان به من الناس طلبوا منه الاستمرار في عمله الإنساني النبيل، بل ذكر بعض الأشخاص أن هذه القصة الهمتهم ليغيروا سلوكهم.

لم يهتم أبيل لكلام الأطباء، ومازال لديه أمل كبير بأنها ستكلمه يوما ما، ولهذا هو يعتني بها ليل نهار، فيطعمها بنفسه عن طريق أنبوب، ثم يعطيها الدواء، كما ويقوم بتحميم زوجته وتغيير حفاضها، بل أنه يقرأ لها الكتب والمجلات والروايات، ويتحدث معها على الدوام.
( سبحان الله، ففي الوقت الذي تشتكي فيه الزوجات من صمت الأزواج، نجد من يتكلم مع زوجته ليل نهار، وإن كانت في غيبوبة).

لم ينسى أبيل أن زوجته كانت سيدة فاضلة، فقال:
لقد كانت زوجة محبة، وأيضا هي طاهية ماهرة، وهو يرى أن ما يقوم به هو:
واجب أي زوج نحو زوجته.

( فهل ترونه كذلك)؟؟


من أين يعيش أبيل وقد استقال من وظيفته؟؟؟

لقد رهن بيته في كوالالمبور، وعاد لمدينته السابقة سيريمبان ليتفرغ لرعاية زوجته، وبالطبع هو يعيش معتمداعلى مدخراته........ ولكن، هل تعلمون من يدعمه؟؟
نعم،
يدعمه قراء مدونته، وبعض من يتابعه على الفيسبوك ممن تعاطفوا بشكل كبير مع زوجته وما وصلت إليه.
يقول أبيل "لا أعلم ما يخبئه المستقبل لي، ولكني سأبقى بجانب زوجتي مدى حييت."

هل تلقى أبيل أي دعم من جهة رسمية؟

نعم، فالصحافة كتبت قصته في الصحف المحلية، فقامت الشرطة الماليزية بجمع تبرعات قدمتها له ولزوجته فوزية أثناء زيارة خاصة لهما، فكان في ذلك دعم معنوي قبل أن يكون دعم مادي.

أدعكم مع الصور:











أتمنى لكم السعادة.