[يمامة الوادي]

بحر المكرمات
انزف فمن حق الهوى أن تنزفـا
وتصوغ بالآهات شعـراً مرهفـا
من منبع الحب الأصيـل مـدادهُ
وكفى بهذا الحب برهانـاً كفـى
إن لم تكن يا شعر صوت هدايـة
تحدو بنا نحو السبيـل المقتفـى
فاغرب فلا جمعت فـؤادي ليلـة
بك.. لا,ولا وافيتنـي متزخرفـا
ياللقصائد كيف يشـرق وجههـا
وتهش في مدح النبي المصطفـى
تتسابق الأبيـات نحـو صفاتـه
لتزور بحر المكرمـات وتغرفـا
من أنقذ الإنسـان مـن أغلالـه
وأضاء من نور الهداية ما انطفـا
من أخرج الإنسان مـن ظلماتـه
وأقام معنى العـز فيـه وشرَفـا
في بطن مكة والجبـاة سواجـدُ
لـلات والعـزى تراهـا عُكَفـا
أوحـى إليـه الله مـن آيـاتـه
أنذر وذكر مطمعـاً ومخوفـا ..
فأقـام يدعـو والظـلام مخيـمَ
والكون بالدين القويم قد احتفـى
فزع الطغاة المشركون وأجلبـوا
ليعكروا نبعا نميـرا قـد صفـا
أنـى لهـم والله بالـغ أمــره
حتى ولو حشد الضلال و أوجفا
وخرجت يا خير الخليقـة كلهـا
من أرض بكـة كارهـا متأسفـا
تبكي على دار الطفولة والصبـا
وتحن للبيت الحرام .. وللصفـا
ونزلت ضيف الغـار أي سعـادة
غمرتـه حيـن دخلتـه متلطفـا
وتوقف التاريـخ يرقـب ساعـة
أحداث هجرته ويصغي مرهفـا
وتكاد طيبة أن تسيـر إليـه مـن
شـوقٍ ويسـأل نخلهـا متلهفـا
اليـوم يبـدأ بالهـدى ميلادهـا
وتضيء شمس حضارة لن تكسفا
اليوم تبدأ فـي الحيـاة مسيـرة
لن تنتهـي يومـا ولـن تتوقفـا
وأقام في أرض المدينـة دولـة
كانت مثـالا للطهـارة والصفـا
وبيـوم بـدر والملائـكة حولـه
والمؤمنون الصادقون أولو الوفـا
وبفتح مكـة خاشعـاً متواضعـاً
ماجاءهـا بطـرا ولا متعجرفـا
يا صاحب الخلق العظيم منحتهـم
أعناقهم وعفوت عمـن قـد هفـا
ويقـول نـذل كافـر متهـالـك
كان النبي المصطفى ( متطرفا !)
اخسأ عـدو الله إنـك لـم تـزل
عن ركب أصحاب الهدى متخلفا
كل البيان ومـا شفيـت تلهفـي
ولو اتخذت البحر حبرا ماشفـى
ولواصطفيت من العروق قصيدتي
ونسجتها بالروح لـم أك منصفـا
لو كنت أملك أن أجود بأضلعـي
لجعلتها رسما وعفـت الأحرفـا

محمود العمراني