[يمامة الوادي]

وانبلـج الفجــر

عند ما تتحـطم جسـو ر آمال الإ نسـان , وتتكسـر مر ا كب آ أمانيه , و تنتحـر أحـلا مه على مقصـلة الو اقـع , يفـر ها ر باً من ذ ا ته , فلا يجـد أ ما مه سـواها ,يضـيق بماحـو له , ينام فتطا ر ده أشـباح الأ لم ، يصـحو وقـد زاد شـحو به وتضـاعفت مآ سـيه , يلفـه رداء الأ لم وتفـغـر هاوية اليأس فاها لتبتلعـه , فيقـع في الحـير ة كـيف الخـلاص ؟!
الحياة لم يعـد لها طعم يسـتسـيغه , والآ لا م تقر ع طبو لها قرعات مجنونة , الد مو ع من عينيه أنهار متد فقـة , تسـتر عنه رؤيـة أي شـيء سـو ى تلك الأ شـبا ح التي تتر اقص حو له ولا يعـر ف ماهي !
يبحث عن مكـان يسـتكـين به وأنًى لـه ذ لك ! وكل جـوارحـه قد كسـاها الأ لم ومز قها اليأس ! ير فع رأسـه إ لى الأعـلى ليمنـع تلك الأنهار المتد فقـة من الجـر يان , فيرى في البعـيد ومضـة تلمـع , فيشـعر أنه محتاج إ ليها لتضيء له جو انب حيا ته المظلمـة , يتمنى لو تقتر ب منه لير ى على ضـوئها معنى آخـر غير الذي يعـر فه في هـذه الحياة , فهو لم يعـر ف فيها سـوى اليأس والأ لم .
تبتسـم له برعشات متو الية جعلت لمعانها يزداد تارة ويضـعـف أخـرى , فزاد ذلك من مخـاوفه .
وفوجـيْ بها تنا جيه : ـ ماتبحـث عنه لن تجـده عندي أبداً ! , هو بين يد يك وقريب منك , تجـده في رحمة اللـه في الأ رض حين تقـرأ كتابه وتتد بر معا نيه وتطبق أحـكـا مه , وفي الصـلا ة ومناجاة الرب حين تخشع وتذ ل بين يد يه فيلبسـك ثو ب العـزة و الكـرامة , وفي الزكاة حين تمد يد ك بها لتمسـح د معـة بائس وتز رع مكانها بسمة فرح يشع بريقها فيكسو ك شعـو ر جميل يجعلك تجني أكثر مما تتصـور من الخير , تجده في حب الأهل والناس عند ما تطهر قلبك من الحقد والحسد , وتملؤه حباً حتى لمن أسـاؤا إليك , في عمل الخير تزرعه ولا تنتظر الحصاد , وتفاجأ بأن ما زرعته قد أينع ثمره في وقت جديب لامطر فيه , فلا تسـعك الفرحة , وفي الجد والمثابرة فيما يوكل إليك من أعمال حتى لو لم يكن هناك رقيب عليك عند الأداء , فتـتـقن العمل لأنك على يقين أن اللـه يحب من أحدنا إذا عمل عملاً أن يتـقـنه , وفي أن تجعل لسانك رطباً بذ كر الله تعالى حتى في أحلك المواقف , فالذكر والدعاء بلسم يسيل من الأعماق فيأسو الجراح مهما كانت , في هذا وأمثاله تجد ما تبحث عنه فتشعر بالسعادة
ام غسان