[عبد الله الصالح ,,]

بسم الله الرحمن الرحيم ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
المرحلة الأولى: الوسوسة
وهي رتبة الوسوسة وعرض الضلالة قال تعالى:
( فوسوس إليه الشّيطان قال يا آدمُ هل أدُلُّكَ على شجرةِ الخلْدِ ومُلْكٍ لا يبلى ) طه 120.
وقال تعالى: ( فوسوس لهما الشّيطان ليُبدي لَهُما ما وُري عنهما من سوءاتهما )
الأعراف 20.
في البدء يعرض الشّيطان بضاعته عرضاً خفيفاً ليناً لطيفاً مؤدباً سائغاً ..
فالوسوسة مجرد عرض إذا إنبسط الإنسان واستجاب لهذا العرض
إنتقل الشيطان لما بعدها .. ..
المرحلة الثانية: النزغ
والنزغ لغةً الإغراء قال تعالى: (وإما يَنزغنَّكَ من الشيطان نَزْغٌ فاستعذ بالله
إنّه سميع عليم )الأعراف200 .
والنزغ شبه الوخز والطّعن طعنه بيد أو برمح وقد ذكر القرآن الكريم في
العديد من الآيات المباركة هذه المرحلة، منها قوله تعالى:
(من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي) يوسف 100.
وقال تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسنُ أنَّ الشيطانَ ينَزغُ بينهم
أنَّ الشيطان كان للإنسانِ عدوّا مبيناً) الأسراء 53.
والنزغ أوله وسوسة وآخره مس أي الإصابة والإضرار بالبدن ..
قال تعالى: (واذكر عبدنا أيوب اذ نادى ربّه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب) ص 41.
لذا إذا أصابنا النزغ أن نستعيذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم قال تعالى:
(وإما ينزغنك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله إنّه هو السّميع العليم) فصلت 36.
المرحلة الثالثة :
مرحلة تتبع خطوات الشيطان أو تلقي الأوامر الشيطانية -
قال تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتّبعْ خطوات
الشيطان فأنه يأمُرُ بالفحشاء والمنكر) النور 21.
وقال تعالى : ( الشيطان يَعدُكُمُ الفَقْرَ ويأمُرُكُمْ بالفحشاء والله يَعِدُكُم
مغفرةً مِنهُ وفضلاً والله واسعٌ عليمٌ ) البقرة 268.
المرحلة الرابعة:
مرحلة إطاعة الشيطان وتنفيذ أوامره :
وهذه المرحلة أشد خطراً من التي سبقتها حيث تكون مهمة الشيطان ناجحة
قال تعالى: (وما أبرئُ نفسي إنّ النفس لأمارةٌ بالسوء إلا ما رحم ربي إنّ
ربّي غفور رحيم) يوسف 53.
المرحلة الخامسة: مرحلة السلطان ..
الشيطان في هذه المرحلة يدخل في كل مناحي حياته وإن كان ينسب الفعل إلى
الإنسان بنحو من النسبة ولكن المؤثر الحقيقي هو الشيطان ودوره الرّيادي هو
الأساس ويصبح الإنسان خاضعاً منفذاً.
المرحلة السادسة: بلوغ مرحلة ولاية الشيطان
وتعتبر هذه المرحلة آخر المراحل ونهاية مطاف عمل الشيطان مع الإنسان إذ
يستسلم الإنسان فيها إلى الشيطان ويدخل ولايته ويكون من أوليائه ومن جنده
وحزبه وأزلامه ..
وقد أورد القرآن الكريم ذكر هذه المرحلة في العديد من الآيات المباركة
قال تعالى: (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه) آل عمران 175
وقال تعالى: ( فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً ) النساء 76.
وقال تعالى: (فزيّن لهم الشيطانُ أعمالهم فهو وليهُمُ) النحل 63.
وقال تعالى: (إنما سلطانه على الذين يتولونه) النحل 100
وهناك العديد من الآيات الأخرى تتحدث عن أولياء الشيطان قال تعالى:
(إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله) آل عمران 175.
هذه هي رتبة الفناء الكامل في الشيطان فيكون نطقهم نطق شيطان وفعلهم
فعل شيطان وسمعهم سمع شيطان ونظرهم نظر شيطان وهكذا..
كل سلوكهم يكون شيطانياً حيث وصل الشيطان في هذه المرحلة إلى رتبة
الولاية الكاملة على الإنسان فيكون منقاداً إليه تماماً ولا يتردد عن تنفيذ أي فعل
أو قول أو تفكير يطرحه بل ويأمره الشيطان !!
قال تعالى: (إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنَّهم مهتدون).
الأعراف 30.

المصدر: كتاب الشيطانُ (أساليبُهُ.. آثارهُ)