[الدكتور فهد بن سعود العصيمي]

علام اعتمد العالم النمساوي فرويد في تحليله للأحلام ؟


قد أكون أجبت عن هذا التساؤل في أحد المقالات ، ولكن لكثرة التساؤلات أكرر هنا أن فرويد أو من نحى نفس المنحى يقوم تعبيرهم للأحلام على:

مدرسة التحليل النفسي فيقولون عن الأحلام:
إنها صور من الرغبات المكبوتة وصاحب هذه الرغبات يحقق هذه الرغبات في الأحلام ، لأنه عاجز- كما يقولون – عن تحقيقها في اليقظة .
وقد ألف فرويد مؤلفه ، أو رسالته للدكتوراه ، عام 1899م ، واستخدم تحليل الأحلام كوسيلة للوصول إلى أعماق اللاشعور، والكشف عن أسراره ، ويعتبر فرويد أن الأحلام بمثابة الطريق السلطاني ، إلى اللاشعور ، الذي يحتوي على العقد والدوافع والرغبات المكبوتة .

وأقول هنا ما قاله سيـد قطب :
تقول مدرسة التحليل النفسي عن طبيعة الرؤيا ، إنها صور من الرغبات المكبوتة تتنفس بها الأحلام ، في غياب الوعي ، وهذا يمثل جانبا من الأحلام ، ولكنه لا يمثلها كلها .
وهذه النظرة للأحلام من فرويد ، ومن أخذ بطريقته من علماء النفـس في فهم الرؤى ، قاصرة ؛ لأنها تنظر لجانب منها ، وهو الأحلام ، أو الأضغاث ، ولكنها تهمل الجانب الأهم ، وأعني بها الرؤى ، التي ينزل بها ملك الرؤيا ولا علاقة بالرغبات المكبوتة بها ، لأنه ثبت وجود الكثير من الرؤى التي دلت على المستقبل القريب ، أو البعيد ، مما لا علاقة بالتفكير به ، بل يكون فيها أمور – أحيانا– لا يتصورها الرائي ، وليست موجودة في بيئته ، ويوجد على هذا الكثير من الأمثلة .
وخلاصة الموضوع وزبدته ، هناك فرق بين تحليل الأحلام ، وتعبيرها ، ولكل فريق أدواته وأنصاره ، ولكن هذا لا يجعلنا نسفه ذاك المنهج ، ونرمي من دعا له بالجهل ، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها ، والله أعلم .

[line]

يمكن الاستفادة من المقالة بشرط :
الإحالة للموقع وصاحبه فقط ومن ينقل أو يقتبس دون إحالة فهو عرضه للعقاب الدنيوي والأخروي ..