[عبد الله الصالح ,,]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
****
أتناقش أحياناً مع بعض الزملاء والمحيطين بي سواءً
كانوا أقارب أو أصدقاء أو جيران أثناء إجتمعاتنا عن
ترديد البعض لعبارات السخرية والإستهجان أو
حتى العداوة والبغضاء لبعض الجنسيات أو البلاد أو
لبعض القبائل أو العائلات ...

كيف يحدث هذا ؟؟
يخطيء شخص ما أو شخصين أو حتى ثلاثة أو يتكرر
منهم الخطأ فننسب هذا الخطأ ونعممه على كافة أفراد
الجنسية أو القبيلة أو العائلة أو البلد !
نطلق هذا التصرف السيء على الجميع ونتعامل معهم على
هذا الأساس وكأننا قد عملنا لهم إحصائية وتأكدنا منهم
بأن ذلك التصرف ينطبق عليهم كلهم !

بلا شك هو إعتقاد خاطيء وبعيد عن المنطق لأن كل بلد
وقبيلة وعائلة يوجد بها الطيب والرديء ويوجد بها ذوي
الأخلاق الحسنة ويوجد بها السفيه وذوي الأخلاق السيئة ..

إذاً لماذا التعميم ؟ ولماذا رسخ في ذهن كثير منا إنطباعات
معينةعن شعب بكامله أو قبيلة أو غيرها لايمكن أن تتغير
أو تتبدل .

أحد الشباب عندما تناقشت معه في هذا الموضوع قال لي:
بأن لكل شعب أوقبيلة أو عائلة صفة عامة تُطلق عليهم فهذا
شعب كريم وذاك شعب متسامح وذاك شعب شرس وذاك
شعب حقود وتلك عائلة طيبة وهكذا!

سألته وعلى ماذا بنيت رأيك وفكرتك؟
قال هذا شيء متعارف عليه !
نعم متعارف عليه لكن أساسه غير صحيح لأننا تناقلناه دون
أن نتوقف عنده ونسأل أنفسنا هل هذا كلام صحيح ومقبول ؟..

إن هذه الإعتقادت غير الصحيحة وتؤثر في تعاملنا مع
الآخرين وتورث الشحناء والبغضاء بين الناس وتساهم
الأفكار السلبية المسبقة في تهييج العامة والتحريش بينهم
تدفعها وتذكيها النفس الأمارة بالسوء والشيطان الرجيم
فهذا مجاله الذي يحضر إليه ويحاول تصعيده إلى الأسوء
والحليم من كتم غيظه وغضبه وسكت..

إنه من المناسب والأسلم حصر الخطأ بصاحبه فقط وأن لاتتعدى
عباراتنا القاسية وحكمنا المسبق إلى البقية الذين لاذنب لهم ..
فكلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابين .

لقد بدأنا نقرأ في السنوات الأخيرة عن حوادث تقع هنا
وهناك .. حوادث فردية ثم تُتابع التعليقات وتشاهد كيل
السب والشتم لكافة أفراد صاحب ذلك الجنسية أوالقبيلة والمنطقة ..

وتتعجب من تساهل البعض بهذا الكلام وينسى
قول الحق تبارك وتعالى :
( مايلفظ من قول إلاٌ لديه رقيب عتيد ) ..
و( ولاتزر وازرة وزر أخرى )
عبارات لايقولها من يخشى الله ثم الحساب وأن كلامه
وأفعاله مقيدة أما له أو عليه ويسوف يراها بنفسه يوم القيامة ..
( أقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً ) ..

من الواقع / بقلمي ..