[يمامة الوادي]

بنت بلادي !! وحين نلتقي


مقال بقلم : دانية بنت الشريف مزاحم آل غالب

• لا ذنب لها سوى أنها ولدت أنثى في مجتمع ذكوري !!.

ولا ذنب لها سوى أنها نشأت في مجتمع يراها رمزا للخطيئة ، وناقصة عقل ودين !!. ?

• لا ذنب لها سوى أن مجتمعها يراها قاصراً - ولو طعنت في العمر - ويعتنق معها مبدأ الوصاية عليها ، ويعاملها على أنها مخلوق من الدرجة الثانية.

ومن المألوف جدا أن تجد ولدها قد أصبح كفيلها إن هي ترمّلت أو طُلّقت ، وأصبحت في حاجة لموافقته المكتوبة لإنجاز أي معاملة.!!!

لا بل أصبح متحكّما في حياتها ومصيرها !?

• لا ذنب لها سوى أن عقلية مجتمعها الذكوري حينما تفكّر - يوما ما - في مشاورتها ، فإنها تجد أن من كمال الحكمة مخالفتها الرأي.

رغم أن سيّد ابن آدم عليه السلام أخذ بمشورة امرأة !!?

• لا ذنب لها سوى أنها تعيش في مجتمع اختلطت فيه العادات بالعبادات ، وقُدّست فيه التقاليد لدرجة أن يُرجم بالتمرّد من يناقشها. والويل والثبور لمن يخالفها !!?

• لا ذنب لها سوى أن مجتمعها لا يراها أكثر من مجرّد جزء من ممتلكات ولي أمرها !! يتصرّف فيها دون أن يعود إليها، أو يأخذ برأيها، أو حتى يسمعه !! ?

• إنها بالطبع " بنت بلادي " !! هذا المخلوق الذي يولد من رحم الرفض.

فالجميع يريد الذكر، ويزهد في الأنثى. ?

• هذا المخلوق الذي يٌلقّن قبل أن يعرف الكلام.. أحكام العيب والحرام.

فيغدو لا يستطيع تفريقا بين ما هو عيب وما هو حرام.

وما هو - أصلا - مباح وجائز لكن العادات والتقاليد حرّمته !!?

• إنها مذنبة إن صمتت ، ومذنبة إن تكلّمت!!.

إنها مذنبة إن طُلّقت، ومذنبة إن تمسّكت بزوجها وصغارها حينما يحاول البعض التفريق بينهم دون وجه حقّ !!

فلا تجد لها مأوى سوى السجن لتنال فيه حقها في أن تقول : لا .

فهي خسرت حقوقا ونالت حقا عاشته ذنباً خلف القضبان !!

فجلّ خطيئتها أنها أرادت أن تحافظ على بيتها وزوجها وأطفالها !! لكن العادات والتقاليد رفضت ذلك في مشهد غير مسبوقّّ !!?

• إنها مذنبة إن خرجت من دارها محتشمة وتعرّضت لتحرّش أو اغتصاب في نفق مظلم أو تحت قرص الشمس، لأن مجتمعها يرى أن تولد في البيت ولا تخرج منه إلا لقبرها ومع محرم أيضا !!?

• إنها مذنبة حين تنهش الكلاب الضارية في جسدها وروحها تناوبا وتبادلا تحت التهديد بالسلاح وبالفضيحة لأن مجتمعها يرى أنها عرّضت نفسها لذلك !!! ?

• إنها مذنبة لأن مجتمعها يحرّم عليها أن تقود السيارة ويجبرها على أن تكون تحت رحمة سائق أجنبي!! قد يغتصبها يوما أو يقبض ثمن اغتصاب الآخرين لها ، واللوم كل اللوم يقع عليها لأنها وضعت نفسها في موقف كهذا !!! ولأنها خرجت مع السائق دون محرم !!! ?

• مذنبة دوما " بنت بلادي " ما دام مجتمعها يرى أن العدل في تحويل الضحية إلى جانية آثمة !! ?

• مذنبة هي - بنت بلادي - لأنها جزء من ممتلكات ولي أمرها حتى وهو مجرم يطبّق حكما بالسجن لم يخش الله فيها وزفّها لمجرم آخر - يواجه حكما بالإعدام - على مرأى ومسمع من مجتمع لم ير سوءا في ذلك!! بل بارك هذا الزواج ورتّب للخلوة الشرعيّة!!! وخطيئة بنت بلادي أنها ابنة لأب مجرم !!?

• مذنبة أنت يا بنت بلادي لأن العنوسة حاصرتك ، ولم تقبلي بزواج مسيار وآخر مصياف وثالث ما أنزل الله به من سلطان!!!. والذنب كل الذنب عليك إن قبلت وهجرك ( الفارس الهمام ) متملّصا وزاهدا فيك بعد أن أصابه الملل وأراد أن يجدّد !!?

• مذنبة أنت يا بنت بلادي إن رفضت أن يؤدّبك ولي أمرك فيكسر فيك ضلوعا ، ويجلب لك عاهات دائمة.

فمهمته أن يضرب وأنت تستمتعي.

حتى لو لم تعرفي ملامحك بعد ذلك على صفحة المرآة !!?

• مذنبة أنت يا بنت بلادي إن استولى الآخرون على ممتلكاتك وعقاراتك وأخذوا الجمل بما حمل منتحلين شخصيتك وخطيئتك عظيمة لأن هويتك هي محرمك !! ?

• مذنبة أنت يا بنت بلادي.. وآثم كل من غيّب العدل واحتكم لأهوائه في التعامل معك. !!




تعليق بسيط

عندما يغيب العدل والإنصاف .. وتؤمن العقوبة .. ولا يحكم بالسوية .. ولا ينصف المظلومين .. ولا يؤخذ على يد الظالم..

ونتعصب لرأي ومذهب فقهي واحد ومدرسة فقهية واحدة مع وجود سعة الرأي فى المذاهب والمدارس الأخرى التي لا تخالف رأيها المنهج النبوي ..

فلا تسل عن مقدار الظلم والتعدي والمتناقضات فى حياتك اليومية ..

ولا تسل عن شِدّة ردة الفعل .. والتفريط من المظلوم .. أو أصحاب الأهواء.

أبو عبد الرحمن ..