[الدكتور فهد بن سعود العصيمي]

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

هل ورد لمن أراد أن يرى رؤيا حسنة أن يعمل بعض الآداب قبل نومه مثلاً أو يأتي ببعض الأوراد؟

سبق الإشارة إلى وقوع البعض من المرضى في مثل هذا الخطأ، ( ) فهو عند نفسه أنه معيون مثلا، ويزيد من حالته سوءاً كلام من حوله من الذين يزيدون مرضه بأوصافهم له
كقولهم: معيون، به نفس ...إلخ،
فهذه الحالة تدفع بصاحبها إلى أن يبدأ يطلب من ربه أن يُريهُ مناماً يعرف من خلاله ماهية حالته، وقد يفكّر في مَن تسبّب عليه بهذه الحالة، أو من سحره أو من عانَهُ،
فيراه في النوم، وغالباً ما يراهُ يكون أضغاث الأحلام _ والحالة هذه _،
لكن قد يكون عندنا إنسان لا يعاني من أي عرضٍ مرضي، فذكر علماء التعبير في شأنه أنَّ له آداباً
منها: أن يكون صادقً الحديث واللهجة، وأن ينام على وضوء، وعلى جنبه الأيمن
وأن يقرأ عند نومه
سورة: { وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}، وسورة: { وَاللَّيْلِ إذا يَغْشَى }، وسورة: التين، والإخلاص والمعوذتين،
هذا ما يتعلق بالقرآن،
ولم أجد دليلاً يخص هذا التخصيص لهذه السور، وأمر آخر يدعو بهذا الدعاء:
( اللَّهم إني أعوذ بك من سيء الأحلام، وأستجير منك من تلاعب الشيطان في اليقظة والمنام، اللَّهم إني أسألك رؤيا صالحة صادقة نافعة حافظة غير منسية، اللَّهم أرني في منامي ما أحب ) _ ( ابن حجر 12/433 )
ولا شك أنَّ الدعاء الخالص من الإنسان قريب الاستجابة، لا سيما إذا عمل بالأشياء التي تجعله مستجاب الدعوة
ومنها: أن يُطِيْب مَطْعمه فلا يشرب ولا يأكل إلاَّ طيباً، وأن يُلْحّ على الله في الدعاء ، ويتوسل له بأسمائه وصفاته فهذا حَريٌ أن يُستجاب له _ خاصة _ لو كان في سفر طويل أحوجه إلى التَّبذل في اللبس والهيئة،
ولم أجد من السنة ما يعضد هذا الدعاء الذي أورده ابن حجر في الفتح،
فهو لا يعدو كونَه دعاءٌ، والإنسان يدعو الله بما يفتح الله عليه ولعلّ ما أورده ابن حجر من هذا الباب.

[line]

يمكن الاستفادة من المقالة بشرط الإحالة للموقع وصاحبه فقط ومن ينقل أو يقتبس دون إحالة فهو عرضة للعقاب الدنيوي والأخروي.