[شمعـة وفــا]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما تتحول النعمة إلى نعمة

كثيرة هي نعم الله عزوجل علينا ,,, بل إنها لاتعد ولا تحصى ,,,
نِعَمٌ كبيرة وصغيرة ,, نِعَمٌ ظاهرة وباطنة ,, أساسية وكمالية ,,
وحتى الصغيرة منها ,, تعد كبيرة بفضل الله عزوجل علينا وحاجتنا لها ,,
ومع هذه النعم التترى ,,, نجد لنا مع الذات وقفة ,, وفي هذه الوقفة سؤال يتجلى طارحًا نفسه ,,,
كيف نحن مع تلك النعم ؟؟,, وكيف يجب أن نكون معها ؟؟,,
كلنا سيُبادر بالإجابة: يجب علينا الشكر تجاهها ,,,,,
بالطبع تلك هي الإجابة ,,, ولكن هل فعلًا ذاك هو حالنا مع نعم الله عزوجل علينا ؟؟,,
وإن كان كذلك ,, فكيف هو شكرنا ؟؟,,

للشكر عدة أشكال ووسائل ,, المهم فيها الوصول إلى الغاية المرجوة منها ,,
فقد يكون الشكر بالقلب ,,, باستشعار تلك النعمة والإحساس بعظمة فضل الله عزوجل علينا ,,
أو قد يكون الشكر باللسان ,, عن طريق المحامد اللفظية ,, والتي من بينها
(( اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ))
تلك العبارة التي احتارت الملائكة كيف تكتبها في كتاب قائلها ,,, لعظم ما يترتب عليها من أجر ,,,
كما ورد ذلك في الحديث القدسي ,,, فقال لهم الله عزوجل :"اكتبوها كما قالها عبدي ,,
حتى يلقاني فأجزيه بها " ,,, أو كما قال سبحانه ,,
وقد يكون الشكر بالجوارح ,, بتسخيرها في عبادة الله عزوجل وطاعته اعترافًا بفضله سبحانه,,

لكن وقفتنا هنا مع شكر النعمة بالنعمة ,, فكيف يكون ذلك ؟؟,,
حتمًا إن شكر النعمة بالنعمة يكون باستخدامها بما يرضي الله عزوجل علينا ,,
فالنعمة لنا كما نجعلها لأنفسنا ,,
فإن استخدمناها على الوجه الصحيح الذي يرضي الله عزوجل علينا ,,
فهي والله نعمة ,, حافظنا عليها لتبقى نعمة ,,
وإ، أسأنا استخدامها بما حرّم الله سبحانه ,,
فهي وربي نعمة أحلناها إلى نقمة ,,

وهناك حال ثالثة ,, وهو استخدام النعمة بكثرة المباح ,, تلك الكثرة التي قد تؤدي إلى الحرام ,,
أو التي قد تسبب ضياع الصحة والأوقات ,, أو قد تهدم الروابط والعلاقات ,,

هنا حتمًا ستُحال النعمة إلى نقمة كذلك ,,
وأقرب مثال قد يلامس واقع كل من يقرأ سطوري ,, هي تلك الأجهزة التي نجلس الآن أمامها ,,
والتي تعبتر سلاح ذو حدّين ,,
فإمّا أن نحافظ عليها كنعمة ,, وإمّا أن نحيلها إلى نقمة ,, بالحلال البيّن أو الحرم البيّن بلا خلاف ,,
أمّا إن كنّا من أصحاب الحال الثالثة ,, فإننا سنستخدمها في كثرة المباح أو حتى في الحلال ,, لكنها مع ذلك تُحال إلى نقمة ,, حين قد نطيل السهر عليها حتى تلهينا عن الوتر أو حتى صلاة الفجر ,, أو حين تأخذ جُلَّ أوقاتنا ,, فنهدر أمامها صحتنا وحق أهلينا علينا ,, وقد تكون داءً يشغل طوال اليوم تفكيرنا ,, أوقد تسبب لنا عصبية زائدة تصل إلى حد الهستيريا إن لم يتسنى لنا المكوث أمامها ,,
وقد .... , وقد ..... , وقد ....... , >>>>>>>
حالات كثيرة ,, كلنا قد يكون مرًَّ بها ,, وربما بغيرها ,,

طبعًا لايُعتبر ذاك حال هذا الجهاز فقط ,,,
بل قِس عليه أغلب النعم إن لم تكن كلها ,,
التلفاز ,, الهاتف الثابت ,, الهاتف المحمول ,, ............الخ
ختامًا ,, ليسأل كل منا نفسه ,, كيف حاله مع نعم الله عزوجل عليه ؟؟؟؟؟؟؟,,,,,,
وليصحح من حاله إن رأى أنه في طريق تحويل النعمة إلى نقمة ,,,,,,
وليتذكر قول الله عزوجل في محكم تنزيله:
((لتسألنّ يومئذٍ عن النعيم))

<< سبحانك اللهم وبحمدك ,, أشهد أن لا إله إلّا أنت ,, أستغفرك وأتوب إليك >>

دمتم بود